“ألا يكون الحجاب زينة في نفسه”.. تعرفي على مواصفات الحجاب الشرعي
الفطرة الطبيعية في المرأة تميل إلى إظهار محاسنها، والظهور بأفضل إطلالة جذابة، على الرغم أن مُخالفة الهوى السبيل لإرضاء الخالق ونيل عظيم الثواب، فتسعد في دُنياها وآخرتها، ومن خلال موقع إيزيس سنتعرف على الأمر عن كُثب.
ما معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه
إن المقصد من وراء ألا يكون الحجاب زينة في نفسه، بأن يكون الحجاب مستوفيًا لما كان مقصودًا منه، حيث إنه قد شرع من أجل درء تلك النظرة التي تشوبها الافتتان بالمرأة، فإن أظهرت المرأة زينتها هذا ينقص من حجابها حتى وإن كانت لا تُظهر منها إلا الوجه والكفين.
بيد أن تلك الزينة تنجلي ربما في إظهار الحلي، أو اختيار الألوان الجاذبة بشكل مبالغ فيه، مما يسترعي الفضول ويلفت الانتباه، كما هو الحال بصدد التعطر.
لم يضع الإسلام لباسًا بعينه للمرأة بجعله اللباس الأنسب لها، حتى يكون صالحًا في كل زمان ومكان، بل كان فيه من الصفات من الممكن أن تتوافر ما إن وجدت النية لإيجادها، بمعنى أن يحقق الشرط في حدود الفترة التي يعيشها المرء.
فلم يشترط أن يكون هناك لونًا معينًا للحجاب، إنما ترتدي المرأة المسلمة أي لون كما تشاء طالما ليس فيه من الإثارة والفتنة أو لفت الانتباه بشكل مبالغ فيه.. فالحجاب هو ستر الزينة، حتى لا تكون المرأة فتنة، حفاظًا على عفتها، فلا يعقل أن يكون الحجاب زينة في نفسه، فهذا إخلالًا بما يشترط أن يكون عليه.. فعلى المسلمة أن تحذر أن يكون به من الزينة الظاهرة في حضور الأجانب من الرجال.
لكن من الجدير بالذكر أن الزينة لا تعني ألا يكون ثوب المرأة بلون غير الأبيض أو الأسود، فكما سبق وذكرنا لم يُحدد الإسلام لون للحجاب، وهذا من التوهّم والتشدد حول الأمر من بعض النساء.. فلم تكن أبدًا الألوان من الزينة وإلا ما كانت أمهات المؤمنين ظهرن بها في حضرة الرجال.
تعرفي أيضًا على: عبارات عن الحجاب مع الصور
الأدلة الشرعية في مواصفات الحجاب
للتأكيد على معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه نشير إلى قول الله تعالى:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)“ سورة النور.
كذلك قال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)”.
قد ذُكر عن الإمام الذهبيّ:
“ومن الأفعال التي تُلْعَن عليها المرأة، إظهار الزينة والذهب واللؤلؤ تحت النقاب، وتطيبها بالمسك والعنبر والطيب إذا خرجت، ولبسها الصباغات والأُزر الحريرية والأقبية القصار، مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكل ذلك من التبرج الذي يمقت الله عليه، ويمقت فاعله في الدنيا والآخرة، ولهذه الأفعال التي قد غلبت على أكثر النساء، قال عنهن النبي صلى الله عليه وسلم: اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها النساء”.
عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قال:
“سيكونُ في آخِرِ أُمَّتي رجالٌ يَركَبونَ على سُروجٍ كأشباهِ الرِّحالِ، يَنزِلونَ على أبوابِ المسجدِ، نساؤُهم كاسياتٌ عارياتٌ على رؤوسِهِنَّ كأسنِمةِ البُختِ العِجافِ، العنوهُنَّ فإنَّهُنَّ ملعوناتٌ، لو كانت وراءَكم أُمَّةٌ منَ الأممِ لَخدَمَهُنَّ نساؤُكم كما خَدَمَكم نساءُ الأممِ قَبلَكم”.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز خلع الحجاب أمام زوج البنت
مواصفات الحجاب الشرعي
استنادًا على الأدلة السابقة وفي إطار توضيح معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه، على المرأة المسلمة أن تحافظ على عفتها وأن تسد منافذ الشيطان إليها، ومن الآيات السابقة استدل على أن مواصفات اللباس الشرعي للمرأة يكمن في اتصافه بشروط معينة، منها:
- أن يستوعب جسدها بأكمله، إلا ما استثنى منه “الوجه والكفين”.
- ألا يكون الحجاب زينة في نفسه.
- لا يشف ولا يصف شيئًا من جسدها لأن الستر لا يتحقق باللباس الذي يشف ويصف ما تحته، ذلك لأن الشفاف يزيد من زينة المرأة فتكون فتنة.
- لا يكون شبيهًا لملابس الرجال، ولا يكون سببًا في حديث الناس عن جودته فيكون ثوب شهرة، كذلك يكون مبالغًا فيه.
- أن يكون واسعًا فضفاضًا لا يبرز أجزاء الجسم.
فقد ذكر أن الخمار في اللغة هو ما تغطي به المرأة رأسها لا وجهها، أما غطاء الوجه فهو النقاب وهذا لم يذكر في الآية الكريمة وفي مواصفات اللباس الشرعي للمرأة، والأمر يكمن في اختلاف المذاهب.
عني الدين الإسلامي بتوضيح ضرورة ابتعاد المرأة المسلمة عن صور التبرج كافتها، فقد قرنه بالزنا والسرقة وغيرها من الكبائر والعياذ بالله.. ولا عجب في ذلك والمرأة هي مرآة المجتمع إن صلحت كان المجتمع صالحًا.. وأولى صور الصلاح تتجلى في تقواها واتباعها حدود الله.
لباس المرأة.. بين الشرع وثقافة المجتمع
هناك حاجة مُلحة إلى الرجوع للشروط الأصلية التي وجدناها في الدين الإسلامي عن حجاب المرأة تحقيقًا وإثباتًا له، حتى لا يحدث هناك خلط بأي نوع فيما بين المجتمع وثقافته وبين ما جاء في حدود الله.
ففي نطاق ذكر معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه نرى أن المقصود بلباس المرأة هو الستر، والتي تأتي من التستر، فيما معناه: كل ما يكون من شأنه ستر العورة يُعد من اللباس، فإن الحقيقة المؤكدة أن كل بني آدم على الفترة لديهم حياء من التعريّ أمام الغير، وانكشاف السوء أمر يخجل منه المرء حتمًا.
ما نقول ذلك عبثًا، فالله سبحانه وتعالى قد أورد الدال على ذلك في محكم التنزيل:
“فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ (121)” سورة طه.
على أن مفهوم اللباس والتستر لا يقتصر على مداراة السوءة فحسب، بل يتسع ليشمل كذلك ما يستر عورة القلب، ألا وهو لباس التقوى، فقد قال الله تعالى:
“يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)” سورة الأعراف.
فمن الشعور بتقوى الله ما يتضح جليًا في الحياء واستقباح أن يكون الجسد عاريًا أمام العيان، فمن لا يستحي من الله لا يتقيه، من هنا نؤكد على أن من يقوم بستر جسده وعورته فهذا لزامًا أن ينبع عن حيائه ليس إلا، فلا يجب أن يكون الداعي هو التقلد بأعراف المجتمع أو البيئة التي عاش فيها.
على أن هذا اللباس والتستر مأمور به الرجل والمرأة على السواء، فيما عدا أن هناك صفات خاصة للمرأة في لبساها وفقًا للحجاب الإسلامي، الذي يجب أن ترتديه المسلمة إخلاصًا لله فيكون مستندًا على تقواها.. فلا يقبل الله العبادة إلا إن كانت خالصة لوجهه سبحانه.
إن المرأة المسلمة يجب أن يكون باطنها كظاهرها، فتتمسك بدينها وحدود الله البيّنة أمامها، ولا يغرنها طريق الباطل وإن كثر أنصاره، فلا تتبع غير منهاج الله.
تابعنا على جوجل نيوز