من حقوق العروس المهر.. كيف تتصرف فيه؟
إن الإسلام حرص على تكريم المرأة ومنحها الكثير من الحقوق منها الموافقة على العريس، وأبرزها المهر، إلا أن ثمَّة أحكام فقهية يغفل عنها الجميع، فلا يعرف أن هذا حقها، ولها حق التصرُف فيه، لكن ماذا تفعل به؟ هذا ما يُجيبك عنه تفصيليًا موقع إيزيس.
كيف تتصرف العروس في المهر؟
يقول الله عز وجل في الآية الواحدة والعشرين من سورة الروم:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“
فعندما تفكر الفتاة في الزواج، يجب أن تقبل من تجد فيه المودة والرحمة التي ذكرها الله عز وجل، فلا تنظر إلى حالته المادية ولا إلى هيئته أو شكله، فهما من الأشياء الزائلة، إنما ما يبقى ويخول للزواج الاستمرار على أفضل شاكلة له، أن يتخلل العلاقة المودة والرحمة.
كذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا جاءَكُم مَن تَرضَونَ دينَهُ وخُلقَهُ، فأنكِحوهُ، إلَّا تَفعلوهُ تَكُن فِتنةٌ في الأرْضِ وفَسادٌ كبيرٌ، وفي روايةٍ: عَريضٌ: قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وإن كانَ فيهِ قالَ: إذا جاءَكُم مَن تَرضَونَ دينَهُ وخلقَهُ فأنكِحوهُ قالَها ثَلاثَ مرَّاتٍ” رواه أبو حاتم المزني.
من ذلك نتأكد من أن ديننا الحنيف لم يرغم المسلم على دفع مهر معي، وإن لم يكن لديه مال، فلا زواج له، بل جعل الأمر بين الزوجين بالتراضي، حيث صدقت قول عائشة أم المؤمنين فيما روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أعظمُ النساءِ بركةً أَيْسَرُهُنَّ مَؤُونةً”.
لذا يجب على ولي الفتاة عدم المغالاة فيما يطلب لابنته من مهر، حتى يمن الله على تلك الزيجة باليسر، فإن حصلت الفتاة على مهرها، هل من الضروري أن تقوم بإنفاق مبلغه على البيت، أم أنه هناك جوانب أخرى يحق لها التصرف فيها من خلال إنفاق المهر كيفما تشاء.
في حقيقة الأمر لا يشترط أن يكون المهر مالًا فمن الممكن أن يكون ذهبًا، حسب ما تم عليه الاتفاق، فإن حصلت العروس على مهرها من الذهب، فلها أن تتزين به أو أن تقوم بحفظه إلى أجل مسمى، على أن تعلم أنه عليها أن تخرج زكاته إن بلغ النصاب، أما إن كان المهر مالًا، فيحق لها أن تفعل به ما تشاء مثلما سنوضح من خلال السطور القادمة:
1- تأثيث المنزل
من الممكن أن تقوم المرأة بدفع جزء من المهر أو أكمله من أجل تجهيز البيت، فعلى الرغم من أنه من اختصاص الرجل، إلا أن ديننا قد سمح للمرأة أن تساهم مع الزوج في ذلك الجانب من مال المهر، وذلك استنادًا إلى قول الله عز وجل:
“فَانكِحُوا مَا طَابَ لََكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا” سورة النساء الآيتين رقم 3،4
فما تتركه للزوج عن طيب خاطر منها، أمر يدل على أنها ذات معدن طيب، وستكون خير زوجة له.
تعرفي أيضًا على: حقوق العروس في الإسلام
2- شراء سيارة
إن كان مبلغ المهر كبيرًا، وكانت مقدرة الزوج أن يدفع لزوجته مهرًا يعادل ثمن شراء سيارة، وكانت ترى أنها في حاجة إلى القيام بذلك، فلا حرج عليها إن اشترت سيارة، لكن ليس من حسن إسلامها أن تجبر الزوج على أن يدفع لها مبلغًا كبيرًا وهو غير قادر على ذلك.
فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآيتين رقم 236، 237:
“وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ * وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”
فمن خلال النظر إلى الآيات الكريمة، نرى أن الله عز وجل لم يلزم الزوج المسلم بدفع قدر معين على هيئة مهر، كما سمح للزوجة أن تتنازل عن ذلك المبلغ سواء في حالة استمرار الزواج أو الطلاق.
تعرفي أيضًا على: كم المهر في الكويت
3- اقتناء بعض الملابس والحلي
تحتاج المرأة عند إقبالها على الزواج إلى الكثير من الملابس وبعض الحلي، من أجل التزين لزوجها، فحاجيتها الشخصية لها الكثير من الجوانب، لذا فإنها من الممكن أن تأخذ مبلغًا من المهر وتقوم بشراء ما تحتاجه من هذا القبيل، على ألا تكون مسرفة في الأمر، فقد أمرنا إسلامنا الكريم بعدم الإسراف.
4- الاعتناء بالبشرة
كذلك من جوانب الإنفاق التي من الممكن أن تتجه إليها الزوجة وتنفق فيها من مال المهر، أن تقوم بتوجيه العناية إلى بشرتها، حيث تحاول تبحث عما يحتاجه الجسم والوجه من منتجات ثم تقوم بتطبيقها للحصول على أفضل نتيجة قبل العرس، مع مراعاة التأكد من أنها تقوم بإنفاق ذلك المال في الأوجه الصحيحة له، حتى لا تكون ممن يهدرون المال لشدة الإسراف.
تعرفي أيضًا على: بحث عن حقوق المرأة في الإسلام
5- القيام بالأعمال الخيرية
أيضًا.. إن أوجه الخير لها حق علينا، فمن الممكن أن تقوم بإنفاق جزء من مال المهر في سبيل الله عز وجل، ففي تلك الحالة سوف تنال عظيم الأجر والثواب، وسيبارك الله عز وجل في تلك الزيجة، كونها بدأت بطاعة الله، يقول الله تعالى في الآيتين رقم 261، 262 من سورة البقرة:
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ“.
علينا أن نعلم أن المال لا يمكن أن ينقص من الصدقات، إنما ييسر الله عز وجل الكثير من الأمور لكلا الزوجين إن فكرا سويًا في أوجه الخير وقاما بإخراج الصدقات.
تعرفي أيضًا على: كم المهر المناسب في السعودية
6- إدخار المال
هناك الكثير من النساء يفضلن القيام بإدخار مال المهر، حيث ترى أنه ليس بالضروري إنفاقه كونها في غير حاجة للقيام بذلك الآن، لكن عليها أن تعلم أنه إن بلغ النصاب ومر عليه حول كامل، ينبغي إخراج زكاة ذلك المال.
كيف تتصرف العروس بالمهر؟ في حقيقة الأمر أنه يوجد العديد من الأشياء التي تقوم بها من خلال هذا المبلغ، وذلك في حالة أن العريس قادر على دفعه.
تابعنا على جوجل نيوز