لعنة توت عنخ آمون
لعنة توت عنخ آمون هل لها وجود من الواقع أم لا؟ وما الأحداث التي أدت إلى هذا الاعتقاد؟ فقد كانت شائعة تلك اللعنة مجتاحة العالم في الفترات التالية لاكتشافها، وهذا نظرًا للأمور التي عقبت هذا الحدث.
لعنة توت عنخ آمون
بدأ الحديث في لعنة توت عنخ آمون بعد أن تم الكشف عن هذه مقبرة هذا الملك من قِبل العالم الجليل هوارد كارتر، وبعد حديثه مع الصحافة بخصوص هذا الأمر، فقد قال:
“…بعد أن بدأت عيناي تتكيفان تدريجيًا مع الضوء، بدأت تفاصيل الغرفة تبرز ببطء من وراء الضباب. شاهدت حيوانات غريبة وتماثيل وذهبًا. رأيت بريق الذهب في كل مكان، وفي هذه اللحظة التي ربما شعر الآخرون ممن كانوا برفقتي أنها لامتناهية، عجزت عن الكلام لشدة ذهولي، وعندما عجز “اللورد” عن تحمّل التشويق، سألني: “هل تستطيع أن ترى شيئًا؟”، أجبت “نعم، أشياء مذهلة”.
كان هذا الحديث قبل وفاة اللورد كارتر بسبب تسمم في الدم، ومن بعد وفاته توفى صديقه الذي شارك معه في الحفائر إثر فيضان ضخم أدى إلى دمار منزله بأكمله؛ مما جعل الناس يصدقون بأن لعنة الفراعنة متواجدة بالفعل.
لكن لم يُفكر أي شخص في الأسباب التي أدت لتلك الأحداث، فمن الممكن أن يكون السبب وراء وفاة اللورد كارتر إصابته بهذا التسمم من قبل أن يدخل مقبرة الملك الصغير، وتفاقمت حالته بفضل الروائح الكريهة التي تتواجد فيها، بفعل المواد الكيميائية التي كان يتم استخدامها في التحنيط.
أما بالنسبة لصديق كارتر اللورد كارنارفور فلم تكن حادثته تدعي للتفكير في أن اللعنة هي السبب فيها، فهي أمر أثر على جميع الأشخاص الذين كانوا يقطنون في هذا المنزل مع المنطقة بأكملها، فإذا كانت اللعنة هي السبب، فكان الأذى سيلحق باللورد فقط، وليس بالمكان بأكمله.
حقيقة لعنة الملك توت عنخ آمون
الأمر الذي جعل الناس يظنون أن لعنة توت عنخ آمون ولعنة الفراعنة متواجدة بالفعل، هو حالة الإغماء التي تعرض لها جميع فريق الكشف عن المقبرة أثناء الدخول إليها على الفور، فنرى أن السبب العلمي وراء هذه الحادثة هو تعرض الأشخاص إلى صدمة عصبية بسبب الغازات التي كانت تتواجد في المقبرة.
فمن المُتعارف عليه أن المقابر بشكل عام يكون بها رائحة عطنة بعض الشيء بسبب الجثث المتواجدة بها، فنفس الشيء يسير على المقابر المصرية القديمة، بالإضافة إلى ذلك فالمصريين كانوا مُعتادون على استخدام بعض المواد الكيميائية في التحنيط للحفاظ على الجسد، ومن ضمنها ملح النطرون الذي يكون له رائحة قوية في الأساس.
فبالتالي تؤثر كل هذه الأمور على من يدخل إلى المقبرة؛ مما أدى إلى إصابتهم بحالة من الدوخة والإغماءات، وعند الإفاقة من الطبيعي أن يكون الإنسان غير مُدرك بعض الشيء للمكان الذي يتواجد فيه، أو ما كان يقوم به قبل أن يتعرض للإغماء، مع مشاهدة رؤيا ضبابية عند الإفاقة على الفور.
هذه الأعراض من رواها العمال والمُستكشفين الذين دخلوا للمقبرة، ولكن تم وصفها بطريقة خاطئة، أي قالوا إنهم تعرضوا إلى لعنة الفراعنة المُتعارف عليها منذ قديم الزمان، بالإضافة إلى أنهم ربطوا جميع الأحداث التي تعرضوا لها مع الحادثة التي تمت في المقبرة.
لكن يجب العلم أن من تعرض لأحداث سيئة كانا اللورد كارتر وكارنارفور فقط، أما بقية المجموعة فلم يحدث لها أي شيء سيئ، والذي أكد لنا أن هذه الأحداث ليس لها أي علاقة بالمقبرة، أن الأشخاص الذين فتحوا التابوت الخاص بالملك نفسه، وكانوا أول من يدخل إلى المقبرة من الأساس، فلم يُصابوا بأي شيء وعاشوا حياتهم المُعتادة.
اقرأ أيضًا: صفات الإله آمون
مقبرة الملك توت عنخ أمون
في صدد حديثنا حول لعنة توت عنخ آمون، فيرجى العلم أنه فد تم الحديث عن لعنة هذا الملك بعد اكتشاف المقبرة الخاصة به عام 1922 م، وذلك على يد عالم الآثار المُتخصص في علم المصريات بتمويل من اللورد كارنافون، والتي تتواجد في منطقة وادي الملوك في محافظة الأقصر.
فهي من أفضل وأجمل المقابر التي تتواجد في مصر بشكل عام، وذلك لما تحتوي عليه من كنوز في غاية الجمال، والتي يبلغ عددها تقريبًا 5,000 قطعة آثار من مختلف الأشكال والأنواع، ومن الجدير بالذكر أن هذه القطع مصنوعة بأكملها من معادن نفيسة للغاية، سواء ذهب، أو فضة أو أحجار كريمة.
حيث كانت تضم هذه المقبرة مجموعة فريدة من القطع الأثرية مختلفة الاستخدام كذلك، فكان هناك القناع الذهبي المشهور به الملك الذهبي توت عنخ آمون، والنعال الذهبي الخاص به والمقعد كذلك، كما يتواجد فيها كرسي العرش الذهبي الخاص به، مع عربة حربية في غاية الجمال.
يجب التوضيح أن الحجرة الرئيسية الخاصة بالدفن أهم الغرف المتواجدة في هذه المقبرة، وتنخفض حوالي متر عن أرضية المقبرة الأساسية، وذلك حتى يتم وضع فيها أغطية التابوت الضخمة، وهي ثلاثة أغطية أصبحت تتواجد الآن في المتحف المصري الكبير، ذلك بعد أن تم نقلها من المتحف المصري في التحرير.
عن الملك توت عنخ أمون
في صدد حديثنا حول لعنة توت عنخ آمون، فقد كان يطلق عليه باللغة المصرية القديمة تحديدًا الخط الهيروغليفي twt-ˁnḫ-ı͗mn ، وتوفى في عمر يُناهز التاسعة عشر، وتربع على عرش مصر في التاسعة، وذلك بعد وفاة أبية الذي من المُرجح أن يكون الملك أخناتون الشهير والملكة الجميلة تي، وأجداده هم يويا وتويا، ولكن جاري البحث في هذا الأمر حتى وقتنا الحالي.
فكان يتبع الأسرة الثامنة عشر، وعمل على إحداث ثورة في الوقت الذي حكم فيه، فقد كان أبيه يتبع عبادة الإله آتون الذي أدخله بنفسه إلى عالم الآلهة، ولكن عند حكم ابنه من بعده أعاد عبادة الإله آمون مرة أخرى في مصر.
لكنه ترك أمور العبادة مُباحة من جميع الجهات، وذلك حتى لا يكون تعارض كثيرًا مع أبيه، فبسبب هذا الأمر جعله المصريين من أكبر الكهنة لهذا الإله، حتى أصبح يحمل لقبه في اسمه وكأنه يتصف بنفس صفات الإله أي أصبح مؤله.
فكان الملك توت عنخ آمون يُعاني من تقوس الأرجل، وكان هذا يتسبب له في إحراج شديد أمام الوزراء والشعب بوجه عام، لذلك نرى أن أغلب التماثيل الخاصة به تم عملها عادية حتى لا يكون مظهره في العالم الآخر بنفس الشكل على حسب الاعتقاد في هذا الوقت.
لكن على الرغم من ذلك إلا أن هناك بعض التماثيل التي تكون مُتخذه نفس شكل رجل الملك المُصابة بالتقوس، حيث تم عمل التماثيل التي سيتم وضعها معه في المقبرة بنفس الشكل والهيئة تمامًا، حتى تتعرف عليه الروح عند البعث، حتى يكون مخلدًا كما كانوا يعتقدون.
لعنة توت عنخ آمون لا يوجد لها أي أساس من الواقع، وذلك الأمر ينطبق على لعنة الفراعنة التي يتحدث عنها الكثير، وذلك تبعًا للاعتقادات الخاطئة التي تدور في أذهانهم.
تابعنا على جوجل نيوز