قصص عن الآثار القديمة

القصص عن الآثار القديمة تضم التراث المادي للدول المختلفة، فنرى أن الآثار تجمع بين الحضارة الخاصة بالحقبة التاريخية التي تعود لها، والتراث المادي لنفس الحقبة، فبالتالي ستكون مُكتظة بالحكايات الرائعة والأساطير الخاصة بالأشخاص الذين كانوا يعيشون في هذا الوقت.

قصص عن الآثار القديمة

ينقسم التاريخ العالمي إلى خمس حقب كبيرة، ينبثق منها الكثير من العصور التاريخية المختلفة، التي تضم الكثير من قصص عن الآثار القديمة، منها حكايات مُتعددة لأشخاص سبقونا بفترات كبيرة من الزمان، لذا سنتطرق الآن في الحديث عن قصص كل عصر على حدة فيما يلي:

أولًا: العصر المصري القديم

من المُتعارف عليه أنه لا يوجد أي عصر ولا حضارة تُضاهي حضارة العصر المصري القديم عظمةً، وذلك لكونها أقدم وأكبر وأعظم العصور في التاريخ العالمي، وذلك لما لها من إنجازات هامة أثرت على بقية الحضارات التالية له، فبالتالي سيكون لها الكثير من القصص المُتعلقة بهذا العصر، وهو ما سنعرضه لكم فيما يلي:

1- قصة معبد أبو سمبل

في إطار حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنرى أن معبد أبو سمبل يُعد من أهم المعابد المصرية القديمة التي تقع في محافظة أسوان، تحديدًا في النوبة بالقرب من الحدود الجنوبية لمصر، وهو من أفضل المعابد المصرية، وذلك لأنه خاص بالملك رمسيس الثاني من الأسرة التسع عشرة.

الأمر الذي يُميز هذا المعبد أن عمارته تم تصميمها بطريقة فريدة من نوعها، حيث تدخل الشمس يومين في السنة إلى داخل المعبد تحديدًا في قدس الأقداس على وجه الملك، فتم تحديد هذه الأيام على أنها 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.

من الجدير بالذكر أنه له قصة طريفة مع وزارة الآثار المصرية، وذلك لأنه كان من المعابد التي تطل على إحدى ضفاف بحيرة ناصر الشهيرة في أسوان والعالم بأكمله، وفي أوقات الفيضانات المُتعارف عليها التي تحدث في أسوان على الدوام، غرق نصف المعبد تقريبًا في مياه البحيرة، فقد ضاع نصف جماله في المياه.

لم يكن باستطاعة أي شخص أن يزور المعبد، حتى مُتخصصي الآثار لم يتمكنوا كذلك من الدخول له بأي شكل من الأشكال، حتى بدأت مؤسسة اليونيسكو العالمية في عام 1965م بالتعاون مع وزارة الآثار المصرية وبعض المؤسسات العالمية الأخرى ممن هم مُتخصصون في العمارة والهندسة وعلوم الآثار المُختلفة بالتفكير في حل.

تعاونت هذه المؤسسات جميعها على إنقاذ هذا المجد من الضياع والطمث داخل المياه، فقد تم هذا المشروع الضخم، بدايةً من عمل مسابقة لاختيار أفضل فكرة لنقل هذا المعبد الضخم من مكانة، ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك الكثير من الاقتراحات لحمايته من الضياع.

تم بالفعل اختيار الفكرة الخاصة بالفنان أحمد عثمان، مؤسس كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، فقد كان لهذا الرجل دور فعال طوال مسيرته العملية في إنقاذ التراث المادي والحفاظ عليه.

فتم نقل المعبد بالكامل والانتهاء من أعماله في 22 سبتمبر من عام 1968م، أي استمر العمل فيه حوالي ثلاث سنوات فقط.

2-  معبد فيلة

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنجد أنه تم إعادة فكرة نقل معبد أبو سمبل في معبد فيلة، ولكن يجب التفريق بين المعبدين، وذلك من ناحية الفترة التي ظل بها المعبد مغمور بالمياه، فنرى أن معبد أبو سمبل لم يلبث بضع سنوات معدودة مغمورًا بمياه البحيرة.

أما معبد فيلة فام غرقه أكثر من 80 سنة تحت المياه، حيث أثر هذا الأمر بالطبع على جودة الألوان التي كانت مُستخدمة في الأعمدة الخاصة به، وكان مُهدد بالدمار الشامل، لأنه كان أكثر من نصفه غارق تحت مياه نهر النيل.

فقد كان على جزيرة تحمل نفس اسمه حتى الستينات من القرن السابق، حيث بدأت وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو العالمية في تغيير موقع المعبد بالكامل.

فتم بالفعل ترحيله إلى جزيرة أخرى تُسمى جزيرة أجيليكا، والتي تبعُد بدورها حوالي 500 متر عن جزيرة فيلة الأصلية التي أصبحت الآن مغمورة بالمياه بالكامل، وهو ما أدى إلى حماية جُزءٍ هام للغاية من تُراث أجدادنا من الضياع.

3- مقبرة توت عنخ امون

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنرى أن تلك المقبرة الذهبية حيرت العلماء، فهي صاحبة اللعنة المُتعارف عليها للفراعنة كما يطلق عليهم البعض.

فنرى أنها مثال حي على قصص عن الآثار القديمة التي تُحير الأذهان عن التفكير فيها والبحث في أمورها، وذلك لأنه أثناء الاكتشاف حدث أمر غريب مع مكتشفي المقبرة، فقد حدث لهم إغماء جماعي لسبب مجهول.

حيث كانت هذه المقبرة مطموسة خلف مقبرة أخرى، وتم الكشف عنها بمحض الصدفة، حيث أثناء أعمال الحفائر الخاصة بمقبرة الملك رمسيس الثالث عشر، عثروا على سلم في بطن الجبل مؤدي إلى هذه المقبرة الشهيرة، وأثناء الدخول لها حدثت لعنة لا يعرف عنها أي شيء حتى وقتنا الحالي.

عند دخول المكتشفين لها من علماء ومُتخصصين في علم الآثار المصرية والحفائر وما إلى ذلك، ذهلوا مما رأوه بداخلها، فهي مقبرة ذهبية تكتظ بالقطع الأثرية الفريدة من نوعها، والخاصة بهذا الملك الشاب الذي مات في عمر صغير للغاية.

كانت هذه القطع مصنوعة من الذهب والفضة والألماس، مع تزيينها بقطع من الأحجار الكريمة باهظة الثمن سواء حاليًا أو أثناء صناعتها، فلم يُعثر على أي شيء في المقبرة غير مصنوع بمادة غالية.

حتى النعال الخاص بالملك كان من الذهب، والقناع الشهير الخاص به كان من الذهب المُطعم بالأحجار الكريمة والماس.

اقرأ أيضًا: أسماء آلهة الفراعنة

ثانيًا: الآثار اليونانية

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنرى أنه بعد العصر المصري القديم وبانتهائه، ومع دخول الإسكندر الأكبر مصر والسيطرة عليها، بدأت الحقبة التي تُسمى بالعصر الهللينستي، ولكن لأنه عصر صغير حيث لا يبلغ عمره النصف قرن حتى، فقد تم ضمه مع العصر اليوناني.

يبدأ هذا العصر بعد وفاة القائد الجليل الإسكندر الأكبر، وتوزيع الممالك الخاصة به التي كانت مُتناثرة في جميع أرجاء العالم على أمرائه، وكانت مصر من نصيب القائد العسكري وصديق الإسكندر الملك بطليموس الأول سوتير.

فهو البداية الفعلية للعصر اليوناني لمصر، فبالتالي ستنعكس هذه الأحداث التاريخية والسياسية على الآثار المتواجدة في مصر والتي يكون لها الكثير من القصص الطريفة التي سنعرضها لكم فيما يلي الآن:

1- مقبرة الإسكندر الأكبر

في صدد حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنجد أنه على الرغم من كون هذه المقبرة من أكبر وأشهر المقابر التي تغنى بها الكثير من الشعراء والأدباء والمؤرخين في كتاباتهم عن مدينة الإسكندرية حاضرة العصر اليوناني ومن بعد الروماني، إلا أننا لا نتمكن من معرفة موقعها الحالي على الإطلاق.

فلا يوجد في أيدينا إلا تصورات ووصف للقدماء عنها، حيث قال عنها المؤرخين تحديدًا سترابون ذلك المؤرخ أو الجغرافي إن صح القول، ومن بعد بلوتارخوس وهم أشهر من تحدث عن مدينة الإسكندرية القديمة ومعالمها وكل شيء يخصها، إن هذه المقبرة كانت تتواجد في الحي الملكي وهو الحي الذي يأخذ الحرف β من الحروف اليونانية القديمة.

يقع هذا الحي حاليًا في منطقة الشاطبي وشارع سوتير تقريبًا، ولكن عند البحث والتنقيب عنها، لم يعثر أي شخص عليها بأي شكل من الأشكال حتى الآن، حتى أصبح هذا الأمر محض حيرة للكثير من العلماء ومُتخصصي الحفائر، فكيف تختفي مقبرة بهذا الحجم والمقاييس التي تعرفنا عليها من خلال الكتابات القديمة.

من الجدير بالذكر أن الإسكندر الأكبر عندما توفى كان في طريقه إلى بابل، أي لم يكن في مصر ولا حتى في الطريق لها، فبدلًا من أن يُدفن في أي بلدة تتواجد بالقرب من هذا الطريق، يُقال إنه دُفن في مقبرة صغيرة في منف، وذلك حتى يتم الانتهاء من تأسيس المقبرة الخاصة به في حضارته الإسكندرية التي تحمل اسمه حتى يومنا هذا.

حدث هذا الأمر بسبب اقتحام الملك بطليموس الأول سوتير Σωτήρ Πτολεμαίος للجنازة الخاصة بالإسكندر في طريق بابل، وسرق الجثمان، حتى يُدفن في حضارته، وبالفعل هذا ما أكدته المصادر التاريخية الموثوقة، ولكن على الرغم من ذلك، إلا أنه لم يتم معرفة موقعها الحالي حتى الآن.

2- مقبرة كليوباترا وعشيقها أنطونيوس

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فجميعنا نعلم قصة الحب التي كانت تجمع بين القائد العسكري الروماني الجليل ماركوس أنطونيوس والملكة الخائنة كليوباترا السابعة، ولكن لم يعرف الكثير عن المقبرة التي كللت هذا الحب بجمعهم لجثمان كلٍ منهما فيها.

حيث توفت الملكة كليوباترا السابعة بعد معرفتها بخبر وفاة حبيبها أنطونيوس مُنتحرًا بعد هزيمته في معركة أكتيوم البحرية التي دارت بينه وبين الإمبراطور أغسطس” ماركوس أوكتافيانوس” في عام 31 قبل الميلاد، فانتحرت هي كذلك بعده مباشرةً.

ذلك من خلال تناول سم الأفعى المُقدسة، حتى تكون بمثابة الألهة في العالم الآخر، فقد كان لهذه الملكة مقبرة جميلة للغاية تطل على البحر مباشرةً كما تقول عنها المصادر التاريخية.

لكنها كما الحال في مقبرة الإسكندر الأكبر، أي يُمكننا التعرف على موقع هذه المقبرة من خلال كتابات المؤرخين، ولكن لا يُمكننا تحديد موقعها الحالي على وجه التحديد على الإطلاق.

يقول بلوتارخوس إن الإمبراطور أغسطس هو من أمر الجنود ومُساعديه بدفن كلٍ من الملكة كليوباترا السابعة، وماركوس أنطونيوس في هذه المقبرة، فبالتالي يُمكننا التأكد من خلال هذه الأقاويل أن المقبرة مُتواجدة بالفعل ولكن لا يُمكننا تحديد موقعها على وجه التحديد.

3- مكتبة الإسكندرية القديمة

هي من أفضل قصص عن الآثار القديمة، وأكثرها حُزنًا في الوقت ذاته، ذلك لما كان لها من أهمية كبرى في العالم القديم، وحتى وقتنا الحالي، فقد كانت المكتبة العلمية الوحيدة في الوقت الذي تم إنشاؤها فيه.

حيث تم إنشاؤها تقريبًا في عصر الملك البطلمي بطليموس الأول سوتير Σωτήρ Πτολεμαίος، أو بطليموس الثاني فيلادلفيوس Πτολεμαίος Φιλάδελφος، فلم يتمكن المؤرخون من تحديد الوقت الذي تم بناؤها فيه على وجه التحديد.

لكن من خلال الأقاويل الخاصة بوصف المكتبة، فنرى أنه تم البدء في إنشائها في عهد بطليموس الأول، والانتهاء منها كان في عهد الثاني، وعلى الرغم من هذه الأمجاد، فلم يكتب لهذه المكتبة البقاء.

إلى أن أصبحت من ضمن المجد الغابر الخاص بمدينة الإسكندرية التي يُمكننا وصف الآثار الخاصة بها على أن الطبيعة والبشر اجتمعوا على طمس آثارها وكل ما فيها، وذلك لأنه لم يتبقى من الإسكندرية القديمة سوى قلة قليلة لما كان يتواجد فيها أثناء مجدها في العصور السابقة، والباقي اندثر.

فكانت مكتبة الإسكندرية القديمة من ضمن هذه المباني المُندثرة، والسبب وراء هذا الأمر هو حرب عام 47/48 قبل الميلاد التي دارت بين القائد الجليل يوليوس قيصر، مع الملك البطلمي بطليموس الثالث عشر وهو شقيق الملكة الخائنة كليوباترا السابعة، والوريث الشرعي لعرش مصر.

فقد طلبت الملكة من يوليوس قيصر أن يقتل أخيها حتى تتمكن من الانفراد بالحكم، وبالفعل هذا ما حدث في هذا العام، حيث قام يوليوس بحرق السفن البحرية الخاصة بالملك الصغير والتي كان عددها حوالي 101 سفينة حربية، مما أثر على مكتبة الإسكندرية، وأشعل النيران فيها وفي أغلب مناطق الإسكندرية التي تطل على البحر.

كانت المكتبة في الحي الملكي الذي كان يتواجد على ساحل البحر في الأساس، مما ساعد النيران في الوصول إلى المكتبة، ومن الجدير بالذكر أن المجمع الخاص بالمكتبة لم يكن يحوي مكان لحفظ الكتب فقط بل كان هناك مبنى بمثابة الجامعة ألا وهو الموسيون.

جاء مُسمى الموسيون Μουσείων، من كلمة الموساي Μουσαι، وهم ربات الفنون والعلوم عند اليونانيين، أي في الميثولوجيا اليونانية، فمن خلال دليل المُسمى يُمكننا معرفة وظيفة هذا المبنى، فهو كان مكان يجتمع فيه العلماء والراغبين في الدراسة اجتماعات علمية.

اقرأ أيضًا: معلومات عن الإله خونسو

ثالثًا: الآثار الرومانية

من المُتعارف عليه أن العصر الروماني شبيه للغاية بالعصر اليوناني في مصر، وذلك لأن الرومان اقتبسوا الكثير من الأمور الخاصة بالحضارة اليونانية في الحضارة الخاصة بهم.

عند الحديث عن بدايات هذا العصر في مصر، نرى أن العصر اليوناني أو البطلمي إن صح القول أنتهى مع وفاة الملكة كليوباترا السابعة مُنتحرة في عام 31 قبل الميلاد، تحديدًا بعد معركة أكتيوم البحرية.

مع العلم أن هذا العام هو نفس الوقت الذي بدأ فيه العصر الروماني في مصر، وذلك بسيطرة القائد العسكري ماركوس أوكتافيانوس، لتأتي أفضل قصص عن الآثار القديمة في هذا العصر على النحو التالي:

1- رأس لوخياس ومعبد إيزيس

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، نجد واحدةً من أكثر القصص المُنتشرة والمُتعارف عليها، ألا وهي كون إيزيس كانت من أشهر الآلهة في التاريخ ككًل.

ذلك لأنها كانت من ضمن الثالوث السكندري الشهير الذي يتكون من الإلهة إيزيس، وأوزوريس، وحربوقراط الطفل، فبالتالي سيكون لها معبد ضخم في المدينة التي تكون حامية لها، وهي مركز العبادة الخاصة بها.

تم إنشاء معبد لها على رأس لوخياس، وهي حاليًا رأس السلسلة في مدينة الإسكندرية التي تقع أمام مكتبة الإسكندرية الحديثة، وهي عبارة عن رأس أو رصيف ميناء قديم، كان يوجد عليه الكثير من المعالم الهامة، من معابد وقصور وما إلى ذلك.

من أهم هذه المعابد كان المعبد الخاص بالربة إيزيس الذي شهد جميع القدامى بجماله وضخامته، فقد تم خلط الطرز المصرية القديمة مع الرومانية في بنائه، مما جعله يظهر في غاية الروعة والجمال، ولكنه اندثر بالكامل كحال بقية المباني التي كانت تتواجد على الرأس.

2- ضاحية إليوسيس

مدينة الإسكندرية القديمة كانت مُقسمة إلى خمسة أحياء رئيسية ينبثق منها بعض الأحياء الصغيرة، وكانوا يتخذون أول خمسة حروف من الحروف اليونانية القديمة، ألا وهم α, β, γ, δ, ε، فلكل حي من هذه الأحياء كان خاص بفئة مُعينة من فئات المجتمع السكندري، حيث نرى أنه كان على هذا النحو:

  • الحي الملكي: وهو كان خاص بالملوك وكِبار رجال الدولة.
  • الحي الشعبي: كان خاص بالشعب.
  • حي راقودة: كان حي آخر للشعب كذلك.
  • حي السوما: كلمة السوما باليونانية تعني الرفات أو الجثث، فبالتالي سيكون هذا الحي مُخصص لذلك.
  • حي اليهود: وهو خاص باليهود كما يتضح من اسمه.

لكن كان هُناك بعض الأحياء التي تتواجد في الإسكندرية ولا تتخذ مُسمى الحي بالمعنى الحرفي له، والحديث هُنا عن ضاحية إليوسيس، فهي كانت ضاحية ترفيهية لكِبار رجال الدولة.

حيث كانت تضم الكثير من المباني الترفيهية الجميلة، وعلى الرغم من كونها مدينة ترفيهية مُتكاملة، إلا أنها اندثرت كذلك، فلم نتعرف عليها إلا من خلال كتابات المؤرخين عنها.

رابعًا: العصر الإسلامي

العصر الإسلامي يبدأ في مصر بعد انتهاء وانهيار الإمبراطورية الرومانية في العالم بأكمله، وليس في مصر فقط، فقد كانت بداية هذا العصر من الناحية الأثرية، هي محاولات ومجهودات القادة العسكريين المسلمين في طمث العلامات الوثنية من أغلب المباني الأثرية المتواجدة في مصر.

مع الاستعاضة عنها ببناء بعض المساجد والمباني الخاصة بالإسلام، وهي كالمدرسة، والخانقاة، والباريمستان، ودور العلم وما إلى ذلك على سبيل المثال، وهذا ما سنوضحه أثناء حديثنا عن بعض المباني الأثرية التي لها قصص جميلة فيما يلي الآن:

1- مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنرى أن هذا المسجد هو أول مسجد تم بناؤه في مصر، بعد مسجد قريش في الشرقية، ومن الجدير بالذكر أنه من المميز في هذا المسجد أو الجامع إن صح القول إن الصحابة هم من قاموا ببنائه بأنفسهم.

حيث شارك في بنائه صاحبه ومن يحمل اسمه المسجد الصحابي والقائد العظيم عمرو بن العاص وابنه، والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وأرضاهم جميعًا.

كان هذا المسجد ولا يزال من أهم وأجمل المساجد في مصر، ولكن يجب علينا العلم أنه لم يُعد هناك أي مظهر من مظاهر المسجد الأثري القديم.

ذلك بسبب الحرائق المُتعددة التي تعرض لها على مدار العصور، ومن أهمها حريق الفسطاط” وهي منطقة في مصر القديمة كانت مُخصصة للتجارة” وعمليات الترميم الخاطئة التي تلت ذلك.

لكن على الرغم من ذلك، إلا أنه عند الدخول إلى هذا المسجد يتمكن الإنسان الشعور براحة جميلة للغاية، وذلك لوجود آثار أيدي الصحابة الأجلاء في أماكن مساعدتهم في بناء هذا المسجد الجليل.

2- مسجد النبي دانيال

في إطار حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنرى أن هناك الكثير من الحكايات والقصص التي تدور وراء هذا المسجد الصغير والجميل في الوقت ذاته، وذلك وراء المُسمى الخاص به، حيث ينسبه البعض للبني دانيال الذي عاش في عصر اليهود، والبعض الآخر ينسبونه لشيخ يحمل نفس الاسم، فما هو الصواب؟

في واقع الأمر إن هذا المسجد تم بناؤه في وقت لاحق بالكثير من العصور النبي دانيال بحوالي 600 عام تقريبًا، وتقول المصادر التاريخية إنه كان هناك شيخ عراقي يُدعى محمد بن دانيال الموصلي، وكان هذا الرجل يحب دينه كثيرًا، ويرغب في نشره على أكبر نطاق يتمكن منه.

ففي يوم من الأيام جاء إلى مدينة الإسكندرية لنشر تعاليم المذهب الشافعي الذي كان يتبعه، وكان يبحث عن مكان يتخذه مقرًا له، فعُثر على مسجد صغير كان يتواجد في نفس موقع مسجد النبي دانيال الحالي، فقرر أن يتخذه مقرًا له، وذلك لأنه كان يقع في مركز المدينة القديمة، وهي منطقة كوم الدكة.

فقام الشيخ محمد بن دانيال الموصلي بأخذ هذا المسجد وقام بتجديده، وتوجد بعض من المصادر تقول إنه قام بتوسيع المسجد القديم قليلًا، والبعض الآخر لم يُذكر أي شيء مثل هذا.

أي هو موضوع محض شك، ففي جميع الأحوال، نتمكن من خلال هذه القصة معرفة أن هذا المسجد لا يعود للنبي دانيال، بل هو خاص بالشيخ محمد بن دانيال الموصلي، والضريح الذي يتواجد أسفل المسجد له.

أما بالنسبة للضريح الآخر الذي يتواجد أسفل المسجد أيضًا، فهو لرجل تقي كان يعتني بأمور المسجد بعد وفاة الشيخ محمد بن دانيال، ومن غير المعروف اسمه أو شخصيته حتى الآن.

3- منشأة السلطان حسن

عبر التطرق إلى قصص عن الآثار القديمة، علينا الحديث عن أهم الآثار المُتبقية لنا من العصر الإسلامي حتى الآن، فلا يُمكننا إغفال منشأة السلطان حسن العظيمة، التي أطلق عليها كِبار المؤرخين من الأجانب والعرب أنها بمثابة هرم مصر الرابع.

فقال عنها المقريزي فيما معناه:” إذا كان لمصر الفرعونية أن تتفاخر بأهراماتها، فلتتفاخر الأمة الإسلامية بمسجد ومدرسة السلطان حسن”.

أنشأ المسجد والمدرسة السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، في 748 هـ – 1356 م، وتم الانتهاء منها بعد سبع سنوات من بداية الإنشاء، فقد طلب السلطان من مهندسيه أن يبنوا له منشأة لا يضاهيها أي مبنى من الجمال والرقي والفخامة والضخامة، كان لهذا الطلب التحقيق على أكمل وجه.

حيث تم بناء المنشأة بمساحة كبيرة للغاية، مع عمل لكل مذهب رواق خاص به، يتم فيه تعليم جميع الأمور التي تخصه، مع عمل في الأدوار العلوية للمدرسة خلاوي للطلاب والمدرسين يمكثون فيها للاستراحة والمبيت، ومن الجدير بالذكر أنها كانت تضم باريمستيان كذلك “مستشفى ودار لتعليم الطب”.

خامسًا: الآثار القبطية

قبل الخوض في قصص عن الآثار القديمة، يجب علينا توضيح أمر بسيط، وهو أن العصر القبطي جاء قبل الإسلامي، ولكن الترتيب الذي تم توضيحه في صحف التاريخ وصفحاته جاءت على هذا النسق الذي تم عرضه.

ذلك لأنه بدأ منذ القرن الأول الميلادي مع ولادة السيد المسيح، أما العصر الإسلامي فقد بدأ في مصر منذ أواخر القرن الأول تحديدًا في 641 ميلادي، فبالتالي سيكون هناك تأثيرات عديدة تظهر في القصص التالي عرضها فيما يلي الآن:

1- الكنيسة المُعلقة بمجمع الأديان

من خلال حديثنا حول قصص عن الآثار القديمة، فنجد أنه يوجد في مصر القديمة، أي القاهرة التاريخية منطقة مُتكاملة تُسمى مجمع الأديان، فهي تضم مباني أثرية خاصة بجميع الأديان السماوية التي تتواجد في مصر، من الإسلام، والمسيحية، واليهودية.

فنرى أنه من أجمل الأمثلة على الآثار القبطية في مصر هي الكنيسة المُعلقة، وذلك لما لها من قصة طريفة في إنشائها.

حيث تم إنشاؤها على برج من أبراج حصن بابليون الشهير، وهذا هو السبب وراء إطلاق عليها مُسمى المُعلقة، لأنها تقف على البرج، وعدد كبير من الدرجات كذلك، وكانت هذه الكنيسة في وقت من الأوقات مقرًا للكرسي البابوي في مصر، فبالتالي كان لها أهمية كبرى للغاية.

من الجدير بالذكر أن هذه الكنيسة تضم عدد غفير من الأيقونات الأثرية الجميلة للغاية، والتي لا يوجد لها مثيل في أي كنيسة أخرى، حيث نرى أنه يتواجد بها أيقونة السيدة مريم العذراء الشهيرة بالموناليزا، مع أيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء على سبيل المثال.

2- كنسية سانت كاترين في الإسكندرية

 

في إطار عرضنا وسردنا لقصص عن الآثار القديمة والبحث عنها، نجد أن هذه الكنيسة قد عانت كثيرًا من اضطهاد الأباطرة التي كانت تعيش في أوقاتهم، خاصةً الإمبراطور الروماني مكسيميانوس الثاني.

حيث كان هذا الرجل كارهًا للمسيحية كثيرًا، فقد كانت هذه القديسة من عائلة مسيحية كبيرة في الإسكندرية، وكانت مُحبة لدينها ومُخلصة له.

في يوم من الأيام أُثناء حكم هذا الإمبراطور الباغض، أمر بأن يتم إعدام من يُمارس شعائر الدين المسيحي، فعندما علمت القديسة، ذهبت إلى قصر الإمبراطور حتى تتحدث معه، وكان هناك محفل في هذا الوقت، فاقتحمت المحفل، وواجهته بجريمته الشنعاء.

لكنه أمر بحبسها وتعذيبها ومُحاولة جعلها تترك الدين المسيحي، ولكنه لم يتمكن من هذا الشيء، حتى جاء بكِبار الفلاسفة والمُفكرين ليقنعوها بترك الدين المسيحي، ولكن القديسة ظلت على مبادئها.

في النهاية عرض عليها الإمبراطور الزواج، وعند رفضها قام بإعدامها، ومن الجدير بالذكر أن الكنيسة تحتوي على جثمانها حتى الآن مُغطى بالشمع.

تم تزيين واجهة الكنيسة بتماثيل رخامية في غاية الروعة، وهي خاصة بالقديس انطونيوس البادوي وهو مصور حامل الطفل يسوع، والقديس اثناسيوس الرسول حامي الإيمان، والقديس فرنسيس الايسزي مؤسس الرهبنة الفرنسسكانية على سبيل المثال.

التطرق إلى القصص عن الآثار القديمة أمرٌ له القُدرة على أن يوضح لنا مدى تأثر الآثار القديمة بالتراث المادي للبلاد المختلفة، وذلك لأن الآثار تتطبع بطباع وعادات وتقاليد من يقومون ببنائها، وهذا هو السبب وراء تواجد قصص طريفة لها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة