علاج التعلق الزائد بشخص

علاج التعلق الزائد بشخص الذي ينشأ نتيجة وجود بعض الخلل في شخصية المريض لعدة عوامل مختلفة لا يُعد من الأمور المستعصية، وهو يحدث نتيجة تحول مشاعر الحب إلى الهوس لتصبح خارجة عن السيطرة فما الذي يدفع الأشخاص إلى ذلك؟

علاج التعلق الزائد بشخص

أجمع علماء علم النفس أن التعلق هو إدمان الحب الذي يتصف بالاهتمام الزائد بشخص ما؛ مما يعوق ممارسة الأنشطة في الحياة اليومية من أجل التفكير في هذا الشخص والخوف المستمر من فقدانه؛ ولكي يتم التخلص من هذه الحالة المرضية ننصح باتباع بعض الوسائل.

1- محاولة الاستقلال

إن محاولة الاستقلال خاصةً عند اتخاذ القرارات المصيرية تمنح الفرد شعورًا بالاكتفاء الذاتي وعدم الاحتياج؛ لأنه بذلك يتخلص من الإحساس الدائم للشعور بالأمان.

2- احترام الذات

من أهم الطرق التي يمكن من خلالها علاج التعلق الزائد بشخص هي تقدير الذات والشعور أن التعلق الزائد الذي يصل إلى حد المرض يقلل من شأنك واحترامك لذاتك؛ لذا فعليك بالتخلص منه.

3- تجنب جلد الذات

يقوم الكثير من الأشخاص بإلقاء اللوم على نفسه بشدة وكأنه هو من تسبب في فقدان هذا الشخص، لذا يجب تجنب هذه القسوة على النفس وإيجاد بعض الأعذار والمبررات لها.

4- الوعي بطبيعة العلاقات البشرية

يجب العلم أن العلاقات البشرية علاقات مؤقتة، لا تدوم ولا يوجد أي ضمانات لبقائها؛ وذلك لأن طبيعة الأشخاص تتغير مع مرور الوقت، فإن مشاعر الشخص المراهق وإن كانت صادقة يمكن أن تتغير بعد الوصول إلى مرحلة النضوج.

5- التفكير بإيجابية

إن التهديد الذي يخيف المريض بالتعلق ينبع من الأفكار السلبية التي تسيطر على تفكيره وتشعره بالوحدة وعدم الأمان، إلا في وجود هذا الشخص، لذا فإن من أولى الخطوات علاج التعلق الزائد بشخص هي التفكير الإيجابي التركيز فقط على رغبتك في أن تكون سعيدًا وصادقًا مع نفسك.

6- التمتع بالذكاء العاطفي

إن الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم أثرها على الأشخاص الآخرين، فهو يجعل الشخص قادرًا على تحليل تصرفاته وأفكاره فهو يحلل مشاعر الآخرين وتصرفاتهم.

7- توسع الثقافات

إن القراءة المستمرة مع المحاولات الدائمة لتوسيع المدارك يجعل الفرد قادرًا على التعرف على الخبرات الأخرى، وبالتالي يمكنه إدراك فكرة خطورة العلاقة وإقناعه بالتخلي عنها بسهولة.

8- طلب المساعدة من المتخصصين

من خلال طرق العلاج النفسي المختلفة كالعلاج السلوكي والمعرفي يمكن التخلص من التعلق المرضي بشخص؛ لأنه يساعدك على التحكم بذاتك ومشاعرك والتخلص من الاعتماد، مما يعزز ثقتك بنفسك ويجعلك أكثر قدرة على التخلص من هذا الشخص.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع فقدان شخص قريب منك

علامات التعلق الزائد بشخص

تختلف علامات التعلق المرضي باختلاف طبيعة الأشخاص علاوةً على اختلاف درجة التعلق، ولكن هناك بعض الأعراض التي تعتبر شائعة لمتلازمة التعلق المرضي.

  • إن الهوس بالطرف الآخر من أهم العلامات التي تدل على التعلق المرضي، فعندما تكون مراقبًا للشخص الآخر ولجميع أفعاله ونشاطاته فأنت بالطبع تقع في حالة التعلق المرضي.
  • التحول التام إلى نسخة أخرى من الشريك مع فقدان هوية الشخصية المستقلة بالكامل، فهو يحب ما يحبه ويكره ما يكرهه، وكل هذه التصرفات تكون نابعة عن الحب والتعلق المرضي.
  • ارتباط الحالة المزاجية بالشخص المتعلق به فيعتمد الاعتماد الكامل على رأي الشريك ورضاه وتقييمه له.
  • كثرة التردد التي يعاني منه هذا الشخص باعتباره مصدر الأمان الوحيد بالنسبة له.
  • البكاء المستمر دون معرفة السبب والرغبة في الانعزال والبقاء وحيدًا.
  • تجنب التواصل البصري مع عدم القدرة على السيطرة على الانفعالات بطريقة سليمة.
  • الاعتراض الدائم والرفض تجاه أي شيء خاصةً أثناء فترة المراهقة.

هل التعلق درجة من درجات الحب؟

فهناك الكثير من الأشخاص الذين يخلطون بين مفهوم الحب ومفهوم التعلق خاصةً في العلاقات العاطفية، والواقع أن هناك العديد من الاختلافات بينهم.

  • إن الشعور بالحب يمنح الفرد حالة من السعادة والفرحة والبهجة في حياته، أما الشعور بالتعلق فالشخص دائمًا يشعر بالاختناق في العلاقة مع حاجته الدائمة إليهم في جميع المواقف والأوقات والظروف، وهو ما يجعله متعلقًا فهم يوفرون له كل ما يحتاج من مشاعر الأمان الاستثنائية التي يحتاج لها.
  • إن العلاقة القائمة على أساس الود والحب المتبادل لا تحتاج إلى كثير من المجهودات لبقائها، بعكس علاقة الحب المرضية فهي تحتاج بذل الكثير من المجهودات؛ للحفاظ على وجود الطرف الآخر نظرًا للخوف من فقدانه.
  • فالحب يعني شعور الاهتمام بكل ما يخص الطرف الآخر، أما شعور التعلق فهو دائمًا ما يعبر عن القلق والخوف من فقدان مصدر الأمان بالنسبة له؛ مما يؤدي إلى تحكم الطرف الآخر في العلاقة وتوجيه التهديدات الدائمة أنه سوف ينسحب.
  • شعور الحب يقوم على أساس الود والتفاهم بين الطرفين بعكس شعور التعلق الذي يمكن أن تحدث من خلاله الكثير من الخلافات والمشاكل بين الطرفين.
  • إن الحب يعني تمني السعادة والراحة للشخص الآخر، وعلى النقيض فإن شعور التعلق يسيطر على الإنسان ويجعله يتملك هذا الشخص حتى لو لم يكن في ذلك سعادته.

متى يكون التعلق طبيعي؟

إن الأخصائيين النفسيين يعرفون التعلق الطبيعي على أنه دافع الحب الأساسي، فهو ينتج من عملية اجتماعية تختص أشخاص في محيط العائلة والأصدقاء.

فمرحلة التعلق في الحياة تبدأ من بداية ولادة الطفل عندما يتعلق بوجود أمه ويكون ملتصقًا بها، في أثناء هذه الفترة وفي هذه المرحلة أيضًا قد يتعلق الطفل بأشخاص يمثلون له بدائل للأم مثل الخالة والجدة.

ينمو الطفل ويتشعب شعور التعلق لديه فيبدأ الشعور بالتعلق ناحية الأب الذي يمثل له مصدر الأمان والحماية، ثم يذهب إلى المدرسة فيبدأ التعلق بزملائه وأصدقائه.

أما التعلق المرضي وهو ما يطلق عليه codependency))، هي حالة مرضية تصيب الأفراد وتعوق ممارسة أنشطتهم اليومية ويكون التعلق في هذه الحالة علاقة قهرية لا يمكن أن تميزها روابط مشتركة، خاضعة لظروف نفسية حدثت له.

هذه العلاقة قد ينتج عنها عدم تقدير الذات، والكثير من التصرفات الأخرى التي تسبب الضغوط النفسية وفقدان الثقة بالنفس.

كيفية الوقاية من التعلق المرضي

في إطار الحديث عن كيفية علاج التعلق الزائد بشخص، فمن الجدير بالذكر أن هناك بعض النصائح التي يمكن خلالها الوقاية من الإصابة باضطراب التعلق المرضي.

  • تقبل الذات: هو ينمي لديك شعور بالرضا تجاهها وبالتالي فإنك لن تهرب منها لإيجاد شخص تشعر معه بالأمان.
  • التعبير عن المشاعر: إن التحدث مع الذات من أجل تفريغ المشاعر وعدم كبتها يجعلك أكثر صدقًا مع نفسك، وبالتالي يمكنك معرفة احتياجاتك والتمييز بين ما هو خاطئ وما هو صائب.
  • البحث عن أسباب المشكلة: إن السعي وراء إيجاد الأسباب وراء المشاكل التي تتعرض لها باستمرار يساعد على رفع المعنويات وتعزيز الثقة بالنفس والقدرة على حل المشكلات دون الاعتماد على شخص آخر.
  • وضع الحدود في العلاقات: إن وضع الحدود عند الدخول في أي علاقة يساعدك على رسم الحد المسموح به لكل فرد عند التعامل معك، وهو يمنعك من الدخول في العديد من المشاكل التي نحن بغنى عن حدوثها.
  • إشباع الهوايات: إن ممارسة الهوايات المفضلة باستمرار كالرياضة والرسم والغناء وما إلى ذلك يجعلك تتخلص تمامًا من الأفكار السلبية وإبدالها بالأفكار الإيجابية التي تعزز ثقتك بنفسك.
  • تكوين العلاقات الاجتماعية: ابحث عن الأصدقاء الذين يشاركونك في ميولك وأفكارك، فإنك ستجد شعورًا بالراحة والأمان في وجودهم، ولن تشعر إنك بحاجة إلى الاعتماد على شخص آخر.
  • التخلص من أوقات الفراغ: إن الفراغ يجلب كل ما هو سيء للأفكار؛ لذلك فإن التخلص من أوقات فراغك سواء برؤية الأصدقاء أو ممارسة الهوايات أو الخروج في أماكن جديد يساعدك على ملء أوقات فراغك ويجنبك الإصابة بالتعلق المرضي.

إن التعلق المرضي من الحالات المنتشرة بكثرة، لذلك يجب على الأهل معرفة عواقبها وأضرارها حتى يتمكنوا من توفير جو مناسب لنشأة أطفالهم منعًا لحدوث هذا الاضطراب.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا