ظننته رجلا ونسيت ان بعض الظن إثم
ظننته رجلًا ونسيت أن بعض الظن إثم، كيف يبدو لكم هذا؟ هل هو الباب ذاته الذي يفتح مجالًا للسخرية؟ أم ذلك اللوح الخشبي الذي يتستر على كواليس الرجال المزيفين؟
أحب الكتابة كثيرًا، فهي طوق النجاة الذي ينجدني من تلك الأفعال التي قد تتسبب لي في خسارة نفسي وحياتي، لذا قررت أن أتحدث معكم بعرض قصتي من خلال موقع إيزيس، فأنا لا أود سوى أن أتنفس قليلًا.
لعنة الله على ظنوني الخاطئة
لم أرى عنوانًا أنسب من ” ظننته رجلًا ونسيت أن بعض الظن إثم” ليحمل معاني قصتي بالقليل من الكلمات، فأنا أعلم أن الكثير يبحثون عن مثل تلك الكلمات للاطلاع على التجارب والتعلم منها لأخذ الحذر من ذلك الصنف الذي خلقنا الله من ضلعه.
أما عن الأخريات فهن يبحثن من أجل السخرية من الرجال فقط، أعلم جيدًا أنهن وعلى الرغم من تلك السخرية التي يبحثن عنها إلا أن مشاعرهن تُشبه الشمعة التي تنفث آخر أنفاسها، فكما قيل قديمًا إنه ضحك كالبكاء.
دعونا نتفق على أن تلك المشاعر لا مفرّ منها، ولكنها متفاوتة من فتاة إلى أخرى، فكلًا منَّا تحمل بداخلها ما يدفعها إلى حمل تلك المشاعر التي تجبرها على التحدث عن الرجال بشيء من السخرية والاستهزاء.
لكن دعوا سخريتكن جانبًا، واتركوا لي مجالًا للتحدث عن تلك المشاعر الكامنة التي تكاد تخنقني، بل إن الشنق قد يكون أفضل من ذلك الشعور الذي يُشبه الغول، يتفاقم بداخلي، أشعر أنني سأتحول إلى شخصية لا أفقه عنها شيئًا سوى مشاعر الكراهية التي تسيطر عليها كاملةً.
الآن سأرفع لكم الستار عن عنوان مقالتي ظننته رجلًا ونسيت أن بعض الظن إثم وأفتح لكم ذلك الباب وأشارككم تلك الكواليس التي تدور خلفه، والتي لا تحمل المشاعر البسيطة على الإطلاق، بل تحمل ما يفوق الوصف من مشاعر مُعقدة، مبعثرة، تائهة، حزينة، والنفس ترتجف خوفًا من العتمة التي تعيش بها ولا ترى بها بصيص نور تسير نحوه وتسترشد به.
تعرفي أيضًا على: هل ضرب الزوجة يوجب الطلاق
السند والأمان يطرق الباب
أعيش بين أهلي، أبي متوفي ولكن أمي أدت الدور على الوجه الأمثل له، أخوتي البنات تزوجن وتركوني أنا فقط أعيش مع أمي في ذلك المنزل الواسع، أظن أن مدينتي لا تهم بشيء، أود التحدث بأريحية، يكفي ذلك الخوف الذي أشعر به وأنا أكتب الآن.
لكن وما أستطيع قوله، إنني قد أنهيت سنوات تعليمي، وأصبحت تلك الفتاة التي ينتظر الجميع زواجها، وأنا أيضًا انتظر ذلك، لمَ لا! لم يتبقى غيري، حلمي كمثل الفتيات الأخريات، رجل أشعر معه بالأمان، ويحمل تلك الملامح الجميلة، يهابه الجميع ويهاب حزني.
أود ذلك الرجل الذي يكون قويًا لديه حُسن التصرف، أشعر معه بالاحتواء، ولا أخاف من تلك القوة التي يتمتع بها وكنت أتمنى لو توجد به.
جاء! نعم، جاء هذا الشخص الذي كنت أتمنى العيش معه، ذلك الشخص الذي أشعر من نظرته بالحنية والدفء، جاء ذلك الرجل الذي سأعيش في أمان معه.
ما هذا التجانس الجذاب من الملامح! تلك البشرة السمراء والضحكة الجذابة، وما ذلك الطول الذي يشعرني بالاحتواء والحماية، الجسد العريض! لم أتوقع أن أتزوج رجلًا يحمل المواصفات ذاتها التي كنت أبحث عنها!
صلة القرابة التي كانت بيننا هي ما جعلتني أحبه، فلا أخفي عليكم قد تملكني شعور الإعجاب به منذ فترة طويلة، والذي كنت بموجبه أتمنى لو أتزوجه، أو أتزوج شخص يحمل تلك المواصفات.
حينما تقدم لخطبتي أخبرت أمي بموافقتي على الفور، خاصةً وأنه ابن عمي فلا داعي للخوف أو التفكير فترة طويلة لاتخاذ القرار، سعدت كثيرًا، ورأيت تلك السعادة في نظرته أيضًا، تلك اللمعة التي تظهر في أعين الأحبة لم تكن مزيفة، بالطبع تبعد أميالًا عن الزيف المُنتشر تلك الفترة.
لمعة العيون كاذبة كاللسان تمامًا
تلك الفترة التي تسبق الزواج، والتي نمر من خلالها بأسعد الأيام، هي ما حملت لي الأوقات السعيدة فقط بالفعل، حمدًا لله لم يسلب سعادتها أيضًا.
تأكدت بتلك الفترة من ظنوني الحسنة، والتي أكدت لي كونه أفضل رجل سيكون السبب في اكتمال سعادتي في الدنيا، وياليته قد أثبت عكس ذلك في تلك الفترة، وما كان قد جرى ما جرى.
ظننته نعمة وكان النقمة
جاء يوم العُرس، ذلك اليوم الذي تمر كل فتاة بأحداثه مرات عديدة في خيالها، تتخيل تلك النظرات التي تتمتع بها بين الجميع، والتي تستشف من خلالها مدى جمالها، تتمتع بكونها محور اهتمام الجميع في ذلك اليوم، وتلك اللحظات التي تظهر بها للمرة الأولى أمامهم.
كيف استطاع أن يُحول تلك الفرحة إلى تعاسة أبدية وذكرى سيئة، أكانت تلك المشكلة التي دارت بيننا بالأمس سببًا كافيًا لكي يبني ذلك الحاجز بيني وبين الفرحة؟
لم يحدث سوى ذلك الاختلاف الذي يمكن أن يحدث بين العروسين قبل الزفاف، والذي يفترض أن يكون به العريس لطيفًا يحاول إظهار المزيد من الحنان لعروسته لبث الاطمئنان في قلبها.
لكن كانت المفاجئة، لم يحدث ذلك، لم يكن ذلك الرجل الذي اعتدت على حنانه وكلامه المعسول، لم يكن الأمر مُتعلق بالحب الذي كان يظهر منه دائمًا، بل كان رجلًا لا أعرفه، أين تلك المشاعر النبيلة التي كانت تظهر منه؟ هل دفعها مع المقابل المادي الذي دفعه للمأذون؟ أم أنها كانت ذات فترة صلاحية تنتهي مع انتهاء أخر يوم في الخطبة.
لكن لا بأس، قد لا يكون من هؤلاء الأشخاص، يكفي تلك المشاعر الجميلة الي أشعر بها منذ أن رأيت السعادة في عينيه بخطبتنا، التمست له العذر فقد مررنا بفترة طويلة من الضغط لتجهيز المنزل، وأصبحت لأذهب في ذلك اليوم المنحوس إلى مركز التجميل للقيام بتلك الأشياء التي تفعلها العروس يوم زفافها.
كانت أحداث اليوم هي الدافع لكونني أطلقت اسم ظننته رجلًا ونسيت أن بعض الظن إثم على مقالتي، بالفعل فقد كان التعبير الأمثل لما حدث.
ما زال يتحدث بصوت يتبين به نبرة العصبية التي تخيفني ليسألني عن موعد خروجي من المركز، جاء ليبدأ الجحيم، لم يحدث شيء سوى أنه لم يجدني مستعدة للذهاب معه، فقط طلبت منه أن يتركني لبعض الوقت ويعود ليأخذني، فما زلت غير جاهزة للذهاب إلى قاعة الزفاف.
تعرفي أيضًا على: حكم ضرب الزوجة لِزَوْجِهَا للدفاع عن نفسها
دفعت الكثير مقابل ظنوني الخاطئة
تلك الضربات التي انهالت على جسدي كالسهام وقعها كان كوقع صاعقة نزلت من السماء واستطاعت أن تطال أكثر المختبئين أمانًا على الكوكب، ماذا كان يشعر حينها ليفعل بي هكذا! ماذا عن فطرة المشاعر الإنسانية التي خُلقت بداخل كل إنسان، حتى لو لم يكن رجلًا، فهو إنسان! أين المشاعر؟ أين ذلك الحب الذي كان يتحدث عنه دائمًا؟ هل كان يتمنى الزواج مني لكي يجعل ذلك اليوم ذكرى سيئة لي!
لم يتوقف الأمر على ضربي داخل مركز التجميل، فقد كانت كل خطوة أخطوها تجاه عربة جنازتي يزداد كرهي له، وتزداد سهام وحشيته تنغرس إلى الأعماق تكاد تقتلني.
ما هذا الجمع من البشر! أهم أشباه الرجال الذين يتحدثون عنهم! ماذا يحدث؟ لمَ يتركونني هكذا! فقد كنت أظن أن البشر بوجه عام هم أكثر الكائنات لطفًا على الأرض، فهم من منحهم الله العقل للتمييز والقدرة على التفريق بين حسن وسوء التصرف، لكن لم أرى أي استخدامًا له.
الأهل! أين هم؟ من الذي قال إن الأهل سند الفتاة وملجأها في مثل تلك الأوقات التي تشعر بها بالضعف والكسرة والإهانة، أين هؤلاء الأهل؟ الذين كانوا خائفين من الاقتراب منه؟ نعم، الخوف منع أهلي من الدفاع عني.
تركوه يفعل ما يريده بي دون أن يُحاسبه أحد، دون أن يردعه رادع صارخًا في وجهه معلنًا عن النخوة التي زرعها الله بداخله، رافعًا معها راية كرامتي ودليل عِظم قيمتي.
لم يكن لي ملجأ سوى “حسبي الله ونعم الوكيل” لتعلو لساني فهو ربي أعلم بحالي، فهو بكل تأكيد سيكفيني عن أهلي وعن ذلك الشخص المخادع الذي ظننته سيكون مصدر أماني يومًا ما.
ما باليد حيلة
أتعلمون! كنت دائمًا أتحدث عن ضعف هؤلاء الفتيات اللاتي يمررن بمواقف مشابهه، ومدى هوانهن على أنفسهن بترك حقوقهن، وكنت أتعجب دائمًا كيف يسمحن لأحد بإهانتهم دون السعي لمحاولة جلب حقوقهن! وكيف يعيشون هكذا.
الآن فقط علمت كيف يعيشون هكذا، علمت بكوني فتاة لم ترى دفاع أهلها عنها، كما لو أنها طفلة تبنُّوها يومًا ما ويرون أن وجودها مع أي شخص سيكون سترًا لها من وحشية الحياة.
وحشية الحياة! أي وحشية تلك التي ستفوق عيشي مع حيوان مُفترس، يعتاد الضرب والإهانة، لكن! كيف استطاع التخفي في ذلك الوجه الملائكي المثالي طوال تلك الفترة!
تريدون معرفة لمَ ذكرت مقولة ما باليد حيلة أليس كذلك؟ يؤسفني أن أخبركم باستكمال يومي وكأن شيئًا لم يكن، نعم، ذهبت إلى قاعة الزفاف، وتمت مراسم العُرس بشكل مستقر.
حتى تلك الصور الفوتوغرافية التي التُقطت وظهرت بها ابتسامتنا المزيفة معًا أود التخلص منها، فما التقطنا تلك الصور إلا لاستكمال العادات والتقاليد، ولكي استكمل حديثي بكل مصداقية وصراحة كما تحدثت معكم من البداية، فخوفي منه لا يقل عن خوف أهلي، وهذا ما جعلني استكمل يومي تاركة أمري بيد الله.
إهانته لي لن أنساها، ونصيحة أهلي لي باستكمال اليوم بل والحياة معه وكأن شيئًا لم يكن كانت بمثابة عزاء لي بروحي التي دُفنت بدخول المنزل معه.
أخون من أحببت بالعيش مع شخص آخر
حبي له جعلني أظن أنه رجلًا، وما حدث أكد لي أن بعض الظن إثم، ليس هو الشخص الذي أحببته، الآن أنا أعيش مع شخص آخر، ظهر في حياتي في ذلك اليوم المشؤوم.
ذلك اليوم الذي ارتديت به الفستان الأبيض، والذي ظهرت عليه تلك البقع الداكنة التي تركتها الأرض أثرًا على فستاني لتذكرني بتلك اللحظات بل الساعات التي مرت على شكل دقائق، والتي حملت بداخلي مشاعر لم أكن أتخيل الشعور بها أبدًا.
تبدل حالي، دفنت نفسي في منزله، أكرهه، أكره أهلي، أكره نفسي، أكره ذلك العالم الذي منحني الفرحة لحظات وسلبها بأبشع الأحداث، تلك الفضيحة التي ذهبت بها إلى منزلي، ذلك الضعف الذي أشعر به حتى الآن لعدم مقدرتي على النيل من أبسط حقوقي، تلك الإهانة التي وضعت ختمها كالوشم على جسدي.
كيف ينظر الناس لي! بمَ يفكرون! كيف سأعيش معه في منزل واحد بعد أن تأكدت كونه لا يُحتسب رجلًا كما كنت أظن، بالفعل ليس كل من ظهر على وجهه وجسده الشعر الكثيف، وليس كل من كُتب له صفة ذكر في بطاقته يُحتسب رجلًا.
الرجال أصحاب أفعال، والرجولة هي تلك الصفة التي تحمل معاني الشهامة والحماية والأمان، ليست تلك التي تحمل الإهانة والخداع والكذب، أود أن أقول له كم هو كاذبًا ومخادعًا وضعيفًا، قد يكون ضعفه فائق عن ذلك الضعف الذي أكرهه بداخلي، لكن ما زلت الطرف الذي خسر الكثير بسبب ضعفه، أما عنه فضعفه لم يكلفه شيء.
أريد ذلك الرجل الذي أحببته قبل الزواج، لا أريد الذئب المفترس الذي لا يُعبر عن شعوره سوى بالفعل المُهين.
الشخصيات المتلونة أناس غير مؤتمنين
جميعها معاني تُشير إلى صدق قول ظننته رجلًا ونسيت أن بعض الظن إثم، خدعني، فهو حرباء، لا يختلف عنها بشيء، يظهر أمام الغرباء بلون الزوج الحنون الغيور الذي يخاف على زوجته.
أما في منزله فيتغير لونه إلى الأحمر الوهج تارة، والأسود تارة أخرى، جميعها ألوان تُشعرني بحرارة جهنم بل قد تكون أسوأ، لونه الأسود يُذكرني بكوني ميتة، لا أشعر بالأمان معه، أتمنى الموت في كل لحظة، لا يوجد مفر منه سوى الموت الحقيقي.
لم يساعدني أهلي على تركه، لم أسمع منهم سوى “أصبري”، “استحملي الست ملهاش إلا بيت جوزها”، “هو بس عصبي شوية”، “يمكن أنتِ بتعصبيه”، “الست الشاطرة اللي تستحمل جوزها وقت غضبه”.
هل تبدو تلك المبررات كافية لبقائي معه حتى الآن؟ هل تلك المبررات تشعرهم بالراحة والاطمئنان لبقائي معه؟ هل يوجد أي مُبرر في الحياة يسمح للرجل بالتلون كالحرباء حتى يصل إلى هدفه؟
تعرفي أيضًا على: عقوبة ضرب الزوجة في القانون المصري
الانتحار نجاة في بعض الأحيان
تمر الكثير من الأحيان التي أفكر بها بتلك الطريقة البشعة التي تجعلني على مشارف خسارة نفسي في الحياة بالعيش معه، وفي الآخرة باستمرارية العذاب ولكن بألوانه الأبشع.
أعلم بحرمانية التفكير في ذلك، ولكن لم أجد دعم من أقرب الأشخاص لي، لذا لم أحزن من عدم اتخاذ أي شخص قرار بالدفاع عني عند رؤيتي في ذلك المشهد البشع الذي استنزفت به طاقتي، وسقطت به كرامتي أرضًا، في كل خطوة كنت أفقد جزء من نفسي.
ذلك يُشعرني بالكسرة والحزن والألم الذي يأخذ بي في النهاية إلى الرغبة في الموت، لذا لا أتمنى منكم سوى الدعاء لي، وأتمنى ألا تنخدعوا بمثل هذا الثور الغاضب المخادع وأن تفكروا جيدًا وتمنحوا أنفسكم فرصة التفكير الجيد لفترات طويلة قبل اختيار شريك حياتكم.
لا تنخدعوا بالمشاعر الزائفة التي تخفي خلفها الطباع السيئة التي لا يتحملها بشر، ضعوا هؤلاء الأشخاص في العديد من الاختبارات ولا تتكاسلوا عن ذلك أبدًا، تلك المواقف سوف تساعدكم على الفهم الجيد لمن أمامكم، بل وسوف يكون لها الدور الأساسي في إظهار ما يخفيه الرجل بالدهاء والمكر.
أشباه الرجال يكثُر دهائهم، احذروا الوقوع في شباك مشاعر زائفة، ولمعة كاذبة، ولا تتنازلوا فتعتادوا على الموت في الحياة، وإذا ظننتِ أنه رجلًا لا تنسِ أن بعض الظن إثم، كوني حذرة.
تابعنا على جوجل نيوز