هل حديث “يكفرن العشير” صحيح؟ وكيف تكفر النساء العشير؟
برغم تكريم الإسلام وتوقير مكانة المرأة في الدُنيا، إلا أن ثمَّة أحاديث انتشرت تحثها على بعض الأفعال وتنهاها عن أخرى، أبرزها حديث “يكفرن العشير”، فهل صحيح؟ هذا ما يُمكن معرفته من خلال موقع إيزيس.
مدى صحة حديث يكفرن العشير
يجب علينا أن نتحرى الأحاديث التي يتناقلها البعض عن الرسول، فتجدهم يتهاونون في نقل الأحاديث الكاذبة عن الرسول، وهي من الكبائر التي نهى عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال: “مَنْ كَذَبَ عَلَي مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ“، وعلى هذا فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
(أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ قيلَ: أيَكْفُرْنَ باللَّهِ؟ قالَ: يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ويَكْفُرْنَ الإحْسَانَ، لو أحْسَنْتَ إلى إحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شيئًا، قالَتْ: ما رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)،
ورد هذا الحديث عن الرسول، فما مدى صحته؟ بداية ترجع رواية الحديث إلى البُخاري ومُسلم، لذا يُمكننا الجزم بصحة الحديث، فحتى نتأكد من صحته يجب الرجوع إلى راويه وناقله ومُخرجه، وقد اتفق العُلماء على أن كتاب البُخاري ومُسلم من أعظم الكُتب الناقلة للأحاديث الصحيحة عن الرسول، بالإضافة إلى أن هُناك بعض الضوابط التي تُبيِّن صحة الحديث.. لنا أن نشير إليها أدناه.
شرح حديث يكفرن العشير
خلق الله الجنة والنار، فكان النعيم لعباده المُتقين الخاضعين لأوامر الله ورسوله، والجحيم للمُعرضين عن اتباع الأوامر الإلهية، فجاءت الكثير من الآيات والأحاديث التي تُنبئ عن الصفات التي يجب التحلي بها، كما ذكر صفات أهل النار في أحاديث أخرى من باب الزجر والموعظة.
حيث بدأ الرسول الحديث بقوله: (أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أكْثَرُ أهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ)؛ مما يدل على أن النساء أكثر عصيانًا لأوامر الله ورسوله أنهنّ أكثر أهل النار، وقد ذكر الرسول التعليل فقال يكفرن.. مما استدعى المُحيطين به السؤال لبيان العلّة.
حيث دلت الكلمة على أكثر من معنى، حتى تتنبه النفوس مُتطلعة إلى ما بعدها، فسألن الرسول: (يكفرن بالله)، فنفى الرسول ذلك، وقال: (يكفرن العشير)، والمقصود بالعشير هُنا الزوج.
كيف تكفر النساء العشير؟ إنَّ كُفر العشير ليس مقصودًا به الكفر بالله، والخروج من الملة، بل إنكار إحسان الزوج وفضله عليها، ولا عجب ومن طباع المرأة إذا قدّم إليها الزوج الكثير من الإحسان والنعمة طوال فترة زواجهما، ثُم أتى بما تكره فتُنكر كُل ما قدمه لها خلال السنوات السابقة جحودًا وكفران النعمة، وهي من الأمور المُحرمة، فللزوج حق على الزوجة.
فيدل تهاون المرأة في حق زوجها على تهاونها في دينها، لذا كان لا بُد من أن يُحذر الرسول من هذا.. في سبيل حرصه على أمته.
ضوابط الحديث الصحيح
حتى نتحقق أن حديث يكفرن العشير صحيح، كان لزامًا علينا معرفة الضوابط التي يُمكن من خلالها التوصل إلى الأحاديث الصحيحة، فهُناك الكثير من درجات الأحاديث الصحيحة بين متواتر، ومنقول، ومتفق عليه، وحسن.. وغيرها.
- أن يكون سند الرواية مُتصل، بحيث يتناقله الرواة فيما بينهم بشكل مُتصل وصولًا إلى رواية الرسول صلى الله عليه وسلم.
- تتوافر صفة العدالة في جميع رواة نفس الحديث.
- خلو الحديث من العلة والشذوذ، بمعنى ألا يخالف الرواة بعضهم بعضًا، أو وجود سبب غير ظاهر يؤثر في صحة الحديث باتفاق أئمة الحديث.
- ضبط الأحاديث وفقًا لما سُمع عن رسول الله.
وردت إلينا الكثير من الأحاديث بعضها صحيحًا، والبعض الآخر ضعيف، وكذلك الأحاديث المكذوبة؛ مما يدفعنا إلى التحقق من صحة الأحاديث قبل تصديقها ونقلها.
تابعنا على جوجل نيوز