حديث “يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النارِ” أثار القلق في النفوس.. فما صحته؟
خلقنا الله تعالى وحثنا على الامتثال لأوامره وأداء العبادات الجليَّة التي ترفع من درجاتنا درجات حتى أن نُصبح أهل الجنة، إلا أن ثمَّة أحاديث من شأنها بث الرُعب في نفوسهِم، منها الحديث الذي حث النساء على الصدقة منعًا للخلود في النار.. فما صحته؟ هذا ما نُبينه في موقع إيزيس.
حديث “يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ”.. هل صحيح؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يا مَعشرَ النِّساءِ تصدَّقنَ، وأَكْثِرنَ منَ الاستغفارِ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أَكْثرَ أَهْلِ النَّارِ، فقالتِ امرأةٌ منهنَّ جَزِلةٌ: وما لَنا يا رسولَ اللَّهِ أَكْثرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قالَ: تُكْثرنَ اللَّعنَ، وتَكْفُرنَ العَشيرَ، ما رأيتُ من ناقِصاتِ عقلٍ ودينٍ أغلَبَ لذي لُبٍّ منكنَّ، قالَت: يا رسولَ اللَّهِ وما نُقصانُ العقلِ والدِّينِ؟ قالَ: أمَّا نُقصانِ العقلِ: فشَهادَةُ امرأتينِ تعدِلُ شَهادةَ رجُلٍ، فَهَذا مِن نقصانِ العَقلِ، وتمكُثُ اللَّياليَ ما تُصلِّي، وتُفطرُ في رمضانَ، فَهَذا من نُقصانِ الدِّينِ” صحيح ابن ماجة رواه عبد الله بن عمر.
فهو حديث صحيح لا شك فيه، حيث أخبرنا الصحابي رضي الله عنه أبو سعيد، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج في أضحى يومٍ ما، وبعد أن ألقى خطبة عامة على سائر الرجال، همَ بقول تلك الكلمات مُحذرًا النساء.
حيث أعرج برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إلى السماوات العُلا، ورأى الجنة والنار، فشاهد أن أكثر أهل جنهم من النساء، ويعود ذلك إلى أنهُن يقُمن بما يغضب المولى عز وجل، فهُن يقُمن باللعن، وهو الدعاء على الإنسان بالخروج من رحمة الله عز وجل، وما أقساها من دعوة.
كذلك يكفرن العشير، والتي تعني أنهُن لا يُذكرنَ خيره قط في حالة حدوث مشكلةٍ ما، وهو أمر منبوذ للغاية، لذا فهُن أكثر أهل النار إن لم تقم الأمة المسلمة من النساء بتدارك الأمر قبل فوات الأوان.
تعرفي أيضًا على: حديث المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين
العبادات التي تجنب النساء النار
بعد التأكد من صحة حديث “يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ”، ينبغي على المسلمة أن تتعرف على الأعمال التي تُقربها من الله جل في علاه، وتحول بينها وبين النار، حيث أتت تلك الأعمال على النحو التالي:
أولًا: القيام بطاعة الله عز وجل
تشمل طاعة الله عز وجل الكثير من الجوانب التي من الضروري أن تحيط بها المرأة، وتقوم بفعلها على أكمل وجه، حتى تحصل على عظيم الأجر والثواب، ولا يُعذبها الله عز وجل كما ذكر في الحديث الشريف، وانقسمت الطاعات والعبادات إلى ما يلي:
1- أداء الفروض
لا شك أنه على المرأة المسلمة أن تقوم بأداء فروض الدين الإسلامي على أكمل وجه، حيث تُصلي فرضها وتصوم شهرها، وتعبُد الله في السر والعلانية، كذلك عليها أن تحرص على الاقتداء بأمهات المؤمنين، فيما كانوا يضعون من شعائر دينية تخُص النساء.
فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل عن النساء المسلمات:
“فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” سورة النساء الآية رقم 34.
2- غض البصر وحفظ الفرج
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النور الآية رقم 31:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“.
فهو أمر مفروض على نساء المُسلمات أجمع، فغض البصر يشمل عدم الاطلاع على ما حرم الله عز وجل، وكذلك عدم النظر إلى ما لا نملُك، فذلك يجعل في أنفسنا كراهية للعشير، وذلك ما يؤدي إلى دخول النساء إلى النار، كما جاء في حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ.
3- الالتزام بالحجاب
أمر الله عز وجل نساء المسلمين بارتداء الحجاب، وعلى أن يكون واسعًا فضفاضًا، لا يصف أو يشف، كما يبنغي ألا يكون زينة في نفسه، وذلك لقوله في الآية السابقة، كذلك أمرهن ألا يخضعن بالقول، بمعنى ألا تتحدث أي منهن لمن لا تعرفه، فهي لا تدري ما الذي يكنه لها، ففي تلك الحالة هي تتقي الشبهات وتتقي الله في نفسها.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن البشير:
“إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، والحَرامَ بَيِّنٌ، وبَينَهما مُشتَبِهاتٌ لا يَعلَمُها كَثيرٌ مِن النَّاسِ، فمَنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ؛ استبرَأَ فيه لدِينِه وعِرضِه، ومَن واقَعَها؛ واقَعَ الحَرامَ، كالرَّاعي يَرعى حولَ الحِمى يُوشِكُ أنْ يَرتَعَ فيه، ألَا وإنَّ لكُلِّ ملِكٍ حِمًى، وإنَّ حِمى اللهِ ما حَرَّمَ، ألَا وإنَّ في الإنسانِ مُضغَةً إذا صَلُحَتْ صَلُحَ الجَسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسدُ كُلُّه، ألَا وهي القَلبُ” صحيح.
4- تجنب الغيبة والنميمة
يقول الله تعالى في محكم الآيات في سورة الحجرات الآية رقم 11:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ“.
فهي نهي صريح عن الغيبة والنميمة التي قد تكون سببًا في أن تقضي المرأة حياتها في الآخرة داخل جهنم والعياذ بالله، حري بها أن تقوم بتعلم خير الكلمات التي من خلالها تستقطب القلوب وتصلح بين المتخاصمين، حتى تنال الرضا والرحمة من الله عز وجل.
تعرفي أيضًا على: حديث المرأة الملساء
5- عدم السب واللعن
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن مسعود:
“ليس المؤمنُ بطعانٍ ولا بلعانٍ ولا الفاحشٍ البذيءِ. وقال ابنُ سابقٍ مرةً: بالطعانِ ولا باللعانِ“.
فمن خلال التعرُف على حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ، نجد أن أهم أسباب تلك العقبة السيئة للمرأة أنها تقوم باللعن، لذا حري بها أن تتوقف عن فعل ذلك دون تراجع، وأن تتُب عما بدر منها في الماضي على الفور، على أن ُتعاهد المولى عز وجل أنها لن تكرر الأمر مرة أخرى، وكذلك عليها أن تتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لقد سألتَ عن عظيمٍ، وإنه لَيسيرٌ على ما يسَّره اللهُ عليه. تعبدُ اللهَ ولا تشركُ به شيئًا، وتقيمُ الصلاةَ، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثم قال: ألا أدُلُّك على أبوابِ الخيرِ؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: الصومُ جُنَّةٌ، والصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرجلِ من جوفِ الليلِ. ثم تلا قولَه:(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حتى بلغ (يَعْمِلُونَ)، ثم قال: ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودِه وذروةُ سنامِه؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ، ثم قال: ألا أُخبرُك بمِلاكِ ذلك كلِّه؟ قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ قال: كُفَّ عليك هذا، وأشار إلى لسانِه. قلتُ: يا نبيَّ اللهِ وإنا لمَؤاخَذون بما نتكلَّم به؟ قال: ثَكِلَتْك أُمُّك، وهل يَكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم – أو قال: على مناخرِهم إلا حصائدُ أَلسنِتِهم؟” صحيح رواه معاذ بن جبل.
6- التقرب إلى الله بالنوافل
النوافل من شأنها أن تكون سببًا في أن تحصل الزوجة على محبة الله عز وجل لها، وفي تلك الحالة تضمن أنها لن تكون من أهل جهنم كما جاء في حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ” صحيح رواه أبو هريرة.
لذا حري بالمسلمة أن تستزيد من الطاعات، وأن تكرس وقت فراغها للتوبة إلى الله جل في علاه، وذلك من خلال تأدية ما تيسر من النوافل، فهي فيض لا ينتهي من الحسنات.
7- الإكثار من الدعاء والاستغفار
كذلك عليها أن تقوم بالإكثار من الدعاء وأن تستغفر الله في كافة الأوقات، فهو الغفور الرحيم الذي يقبل التوبة، ويجعل من قلبها تقيًا صالحًا، كذلك ينبغي أن تُعد عدتها للدار الآخرة، فهي خير وأبقى من دار الفناء، وتستحق العناء من خلال مجاهدة النفس والابتعاد عما يكون سببًا في جعلها حطب لجهنم.
فحديث “يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ” يوضح أن الآثام التي كانت سببًا في ذلك، إنما من الممكن تجنُبها، وأن يكتب لنا عظيم الأجر والثواب، إن ابتعدنا عن معصية الله وشرعنا في التوبة إليه وأسرعنا بالاستغفار.
تعرفي أيضًا على: حديث المرأة المتعطرة
8- التصدق بكثرة
من خلال التمعُن في حديث يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ، نجد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أشار إلى أن النجاة في التصدُق بشكلٍ دائم، لذا يجدر للمرأة أن تخرج ما تيسر لها من الصدقات بشكل دائم، حتى تحصل على الحسنات المُضاعفة التي تجعل السيئات تتطاير، فقد قال تعالى في كتابه العزيز:
“مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ” سورة البقرة الآيات من 261 إلى 263.
ثانيًا: الوفاء بحقوق الزوج
شطر من النساء من كانت تكفُر العشير مما جعلها حطب لجهنم، وكان من الأولى أن تطيعه وتوفي بكافة حقوقه التي فرضها الله عز وجل عليها، حيث أتت حقوق الزوج على زوجته كما يلي:
1- طاعة الزوج
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لو كان يَنْبَغي لأحدٍ أنْ يَسجُدَ لأحدٍ، لأمَرْتُ المرأةُ أنْ تَسجُدَ لزَوجِها” صحيح رواه أبو هريرة.
فحري بالمرأة المسلمة التي تخاف ربها، وترغب في أن تحصل على السعادة في الدارين الأولى والأخيرة، أن تتقي الله في زوجها، وترعى شئونه وتُعينُه على تقوى الله عز وجل، وأن تُطيعه فيما يأمُر، طالما رأته لا يرشدها إلى الضلال أو يطلب منها ما يخلف أوامر الله جل في علاه.
2- الحفظ في المال والنفس
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:
“لمَّا نزلت هذه الآيةُ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ قال كبُر ذلك على المسلمين فقال عمرُ رضي اللهُ عنه أنا أُفرِّجُ عنكم فانطلق فقال يا نبيَّ اللهِ إنَّه كبُر على أصحابِك هذه الآيةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ اللهَ لم يفرِضِ الزَّكاةَ إلَّا ليُطيِّبَ ما بقي من أموالِكم وإنَّما فرض المواريثَ لتكونَ لمن بعدكم فكبَّر عمرُ ثمَّ قال له ألا أُخبِرُك بخيرِ ما يكنِزُ المرءُ المرأةُ الصَّالحةُ إذا نظر إليها سرَّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفِظته“.
لذا فحرى بالمرأة أن تحفظ نفسها وألا تغتاب زوجها وأن تحافظ على ماله، وألا تعرض نفسها للتطاول من جانب من كان في قلوبهم مرض.
3- القنوت والإعانة على الطاعة
بعد أن تأكدنا أن حديث “يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ” صحيح، علينا أن نعرف أن القنوت للزوج أمر لا يُقلل من كرامة المرأة البتة، فهي ترعى زوجها، وتُدير منزلِها، وتتعامل معه على أنه مملكتها التي لابد وأن تكون على أفضل نحو.
كذلك عليها التعامل مع الزوج بطريقة لائقة في الخلافات، ولا تشرع في أن تكفر عشرته، حتى لا يكون مصيرها النار، كذلك ينبغي عليها أن تعينه على الطاعة وأن تدفعه إليها كلما رأت أنه يحيد عن الطريق.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقَالَ: أيْنَ عَلِيٌّ؟، فقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ” صحيح رواه سهل بن سعد الساعدي.
تعرفي أيضًا على: حديث المرأة المخزومية
4- الاهتمام بالنفس وعفة الزوج
عندما يتزوج الرجل من امرأة، فإن الغرض الأسمى من الزواج أن يكون ذلك من أجل العفة، كيلا يقع فيما يغضب الله عز وجل، لذا حرى بالمسلمة ألا ترفض زوجها حينما يدعوها إلى فراش الزوجية، حتى وإن كان هناك خلافًا بينهما.
حيث إنه عندما تفعل الزوجة كذلك، وبات الزوج غاضب عليها، فإن الملائكة تبيت تلعنها إلى أن تَصبح، عافانا الله وإياكم من ذلك، ورزقنا الجنة بجوار نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمهات المؤمنين.
إن حديث “يا معشر النساء تَصَدَّقْنَ فإنِّي رأيتكن أكثر أهل النَّارِ” ربما يكون سببًا في أن يُنبه المرأة لِما تقوم به في دنيتها، وتحاول إصلاحه قبل فوات الآوان، أليس كذلك؟
تابعنا على جوجل نيوز