زكي نجيب محمود والشعراوي
المعركة الفكرية بين زكي نجيب محمود والشعراوي في منتصف الثمانينات كانت بين فكرين مختلفين تمامًا.. مُفكر وأديب، بين الأزهري والمفكر الإسلامي الشيخ الشعراوي، جدال مستمر إلى الآن ما بين العلمانية والإسلامية، فهل سينتهي هذا الصراع؟
زكي نجيب محمود والشعراوي
بدأت المعركة بين زكي نجيب محمود والشعراوي حين صرح زكي أننا كعرب ممتلئون حقدًا وغلًا لامتلاكهم الحضارة والعلم، ولكن ما يمتلكه العرب حقًا هو بعض الكتب التراثية القديمة التي لا تتسم بصلة بالمجتمع والتقدم الغربي بشيء، بل هي عبارة عن تراث قديم بلا هوية.
أضاف زكي أن حقد العرب هذا ناتج عن العجز الحضاري، والعاجز ليس لديه شيء ليقوم به سوى الحقد والكراهية نحو المتقدم عنه وأن يتوهم بأن لديه شيء ما، ولكن كل ما لديه حقًا هو محض خيال وبعض من التراث الهاوي والمنقض.
قام الشيخ الشعراوي بالسخرية من التقدم والإنجاز العلمي الذي قام به الغرب ألا وهو الوصول إلى القمر، وانتقض فرحتهم بهذا الإنجاز المتوهم وساخطًا من قيمته، وأخذ منديلًا ورقيًا من أمامه وهزه في الهواء قائلًا هذه الورقة أنفع من الوصول إلى القمر.
قد استفز هذا التصرف زكي نجيب محمود صاحب الفكر العلماني والفكري بالنسبة لبعض الناس، وصرح ببيان بأن الشيخ الشعراوي هو أكثر المستفيدين من هذا الإنجاز لأنه سوف يساعده للوصول إلى جميع الناس في العالم أجمع، وهذا نتاج الوصول إلى القمر التي تنقل حلقات الشيخ الشعراوي إلى العالم.
أوضح في تصريحه أن الشيخ يتحدث في جلساته أمام الكاميرا التي تنقل حلقاته في التلفزيون الي جميع البيوت، ولو كان الشيخ الشعراوي جادًا في اعتقاده بأن المنديل الورق أفيد من العلم الغربي لأنه اختراع غربي، فكان عليه ألا يجلس أمام الكاميرات ومقاطعة التكنولوجيا التي تقدمها الغرب.
كانت هذه أهم الأحداث التي دارت بين زكي نجيب محمود والشعراوي، ولكن هذا الحدث لم يمنع التقليل من احترام وتقدير أحدهما للآخر حتى أنهما تصالحا، وعند مرض زكي نجيب زاره الشيخ الشعراوي.
كان انتقاد نجيب للشيخ الشعراوي بالنسبة له انتقاد بناء وكان في مُنتهى الرقي الفكري والأخلاقي في توضيح وجهة نظرُه، دون تجريح للشيخ الشعراوي أو الإساءة إليه.
اقرأ أيضًا: بين اسهامات الدكتور زكي نجيب محمود في المرحله الثانيه من حياته
نبذة عن زكي نجيب محمود
الراحل الدكتور زكي نجيب محمود، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة وأحد أهم المفكرين المصريين في وقته، وكان أكثرهم خصوبة وتعطشًا للإنتاج الفكري والفلسفي.
هو صاحب كتاب “موقف من الميتافيزيقا” الذي أصدره بعد عودته من بريطانيا حاصلًا على شهادة الدكتوراه، وكانت من هنا بداية الانطلاق نحو الحياة الفكرية حيث إنه تبنى أفكار “مدرسة الوضعية المنطقية“، حيث آثار هذا الكتاب جدلًا وهجومًا كبيرًا عليه من الدوائر الدينية.
وصل الهجوم عليه حتى وصل به الحال إلى أن غير اسم الكتاب في الطبعات اللاحقة له بعد ما كان اسم الكتاب “خرافة الميتافيزيقا” أصبح اسمه “موقف من الميتافيزيقا“.
كما اتخذ مواقف كثيرة في حياته تجاه الدين، وأراد أن يقوم بنشر أفكاره عن الإسلام بشتى الطرق، حتى أنه عبر عن هذه بصرحة قد يراها البعض بأنها تطاول على الإسلام، وقد ذكر ونشر أفكاره في آخر كتابين له “رؤية إسلامية”، “حصاد السنين”.
الشيخ محمد متولي الشعراوي
أمّا الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي فهو غني عن التعريف بين الأمة الإسلامية، وهو من مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، حيث فسر القرآن الكريم بشكل أقرب إلى العامية ليصل إلى عوام الناس المسلمين منهم وغير المسلمين، حفظ الشيخ الشعراوي القرآن الكريم في الحادية عشر من عمره والتحق بمعهد الزقازيق التابع للأزهر الشريف.
تخرج الشعراوي من جامعة الأزهر بكلية اللغة العربية، وتولى مناصب عدة، فكان أستاذًا جامعيًا في أم القرى بالسعودية… كان رئيسًا لقسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز.
خرجت بعثة من الأزهر الشريف إلى الجزيرة وكان الشيخ الشعراوي رئيس البعثة واستمر هناك مدة سبع سنوات وقام بالتدريس خلال هذه الفترة، وبعد السبع سنوات عاد لمصر ليصبح مديرًا لأوقاف محافظة الغربية، ثم أصبح وكيلًا للدعوة والفكر، ثم وكيلًا للأزهر.
في عام 1976 نال وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، قبل أن يكون وزيرًا للأوقاف.
علينا أن نوضح أفكارنا عن علم دون جهل، وأن ننتقد النقض البناء الذي سيفيد الجمهور وعوام الناس الذين يستمعون إلى الرأيين.
تابعنا على جوجل نيوز