ذكر أسماء الأعضاء التناسلية بين الزوجين.. هل يجوز؟
تعتبر الأمور الجنسية من أكثر الأشياء الحساسة بين الزوجين، فعلى الرغم من أهميتها للعلاقة الإنسانية والعاطفية، إلا أن تأثيرها المباشر على الحياة بصفة عامة كبير جدًا، والكثير من النساء يتساءلنّ حول الأحكام الفقهية التي تخص تلك المسائل الشائكة، وهذا ما نناقشه من خلال موقع إيزيس.
حكم ذكر أسماء الأعضاء بين الزوجين
عادةً ما يكون للرجال متطلبات غريبة للوصل إلى ذروة النشوة التي يحتاجونها، وتساءلت إحدى النساء حول حكم ذكر أسماء الأعضاء بين الزوجين؛ لأن زوجها يطلب منها هذا الأمر بكثرة، ومن الجدير بالذكر أنه لكي تكون العلاقة الحميمية ناجحة وتحقق النشوة والإشباع المنشود يجب أن تتسم بالحرية في القول والفعل بين الطرفين.
لذا أحل الله الكثير من الأفعال المتعلقة بهذا الأمر كما أباحت الشريعة العديد من الأمور المستحدثة، ولم ينزل فيها نص قاطع تيسيرًا للحلال على المسلمين، لكن يجب ألا نغفل أيضًا المحرمات التي نهانا عنها الله ورسوله.
ذُكرت كلمة الرفث في القرآن الكريم، قال الله تعالى
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلى نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ” (البقرة: 187).
المقصود بالرفث هوا كل ما يصاحب لقاء الزوجين بهدف الامتاع الجسدي والعاطفي أو ما يطلق عليه الجماع، وقد يكون الرفث بالفعل أو بالقول، ويشمل الرفث جميع المداعبات والأفعال التي يقصد بها الاستثارة بين الطرفين بهدف نهوض الشهوة والتلامس الجسدي والذي يكون للطرفين دورًا كبيرًا فيه ولا يقتصر على الرجل كما يعتقد البعض.
أما الكلام الفاحش الذي لا يجب ذكره بين الناس ويدور بين الزوجين بهدف الاستثارة والتأهيل النفسي والعقلي للعلاقة الجنسية هو في الشريعة الإسلامية من الرفث، وهو مباح للزوجين بإجماع الأئمة.
تعرفي أيضًا على: الكلام الفاحش بين الزوجين في الهاتف.. هل حرام؟
شروط إباحة الكلام الفاحش أثناء الجماع
بعد أن تمكنا من التعرف على حكم ذكر أسماء الأعضاء بين الزوجين، يجب العلم أن الله تعالى أباح لنا الكثير من الأمور فيما يخص العلاقة الحميمية، ولكن هناك بعض التحذيرات التي نهى عنها الله حماية لنا وزوجاتنا، فمن حق الزوجين عمل ما يحلو لهم أثناء الممارسات الجنسية بأنواعها لكن يجب معرفة حدود فعل هذا، وهي:
أولًا: الامتناع عن السب واللعن
الغرض من الكلام الفاحش أثناء الجنس هو استثارة أسماع الطرفين لبعضهما البعض بتسمية بعض الممارسات أو ذكر الأعضاء الذكورية أو الأنثوية بطريقة تحمل بعض الجرأة، ولا يجب أن يتخطى الحديث الجنسي هذا الأمر.
فلا يصح أن ينعت الزوج المسلم زوجته بالعاهرة أو اسم حيوان فهذه ليست من أخلاق الإسلام ولا يوجد مبررًا لها، كما أن مثل تلك السلوكيات الشاذة لها أثر سلبي على العلاقة الإنسانية والعاطفية بين الزوجين وتزيل الاحترام والثقة بينهم مع مرور الوقت.
كما يقول فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير:
(المسلم ينبغي أن يكون عفيفا في سائر تصرفاته سواء منها ما يتعلق بالأفعال أو الأقوال، لكن إذا لم يتمكن من الوصول إلى المراد المشروع إلا بذكر شيء مما يستحي من ذكره فلا بأس)
يجب ألا يتعارض الرفث الذي أحله الله مع سنة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال (ليس المؤمن باللعان ولا الفاحش ولا البذيء). فيجب أن نفرق بين ذكر الألفاظ الجنسية المثيرة والسب واللعن والفحش في المطلق مع الزوجة أو مع أي شخص آخر ويفضل الاعتدال في هذا الأمر.
ثانيًا: عدم الإساءة للزوجة
إذا كان الهدف من الكلمات الجنسية عن الجماع هو وصف مفاتن المرأة أو وصف فحولة الرجل فلا مانع في ذلك، أما إذا كان المقصود بهذا الكلام هو الإساءة لكرامة المرأة والتقليل من قيمتها فإن مثل تلك الأفعال لها أثر نفسي ومعنوي سلبي على المرأة بما يتعارض مع قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام (لا ضرر ولا ضرار).
يجب العلم أن الهدف من الجنس ليس التكاثر فقط وإنما خلقه الله لنا بمثابة متنفس للضغوط النفسية التي نتعرض لها والغرض منه هو الإمتاع وإشباع الرغبات، وليس الإضرار بالطرف الآخر بالقول أو الفعل.
ثالثًا: أن يكون الأمر سرًا
في بعض الأسر يكون هناك مرافقين في المنزل مثل أم الزوج أو الزوجة أو أحد الإخوة للزوجين وهنا يجب على الزوج والزوجة الحرص على عدم تدخل أي شخص مهما كانت قرابته في أمورهم الشخصية لا سيما الكلام المثير الذي يسبق العلاقة الحميمية.
الأصل في الآداب الدينية هو القول الحسن الطاهر ولا يكون الاستثناء إلى مع الزوجة ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يسمع أحد الصغار مثل هذا الكلام أو أن يرى من العلاقة الحميمية شيءً لأن ذلك من شأنه ترسيخ الفكرة في ذهنه وعدم نسيانها أبدًا مما له تأثير نفسي سلبي على المدى الطويل.
تعرفي أيضًا على: حكم هجر الزوجة لزوجها أكثر من أربعة أشهر
حكم تجرد الزوجين من ملابسهما
إن حكم ذكر أسماء الأعضاء بين الزوجين ليس القاعدة الفقهية الوحيدة التي تم مناقشتها، بل من الأحكام الهامة أيضًا في الحياة الزوجية، هي حكم تجرد الزوجين من ملابسهما
يزعم البعض أن التجرد من الملابس اثناء العلاقة الحميمية بين الزوجين حرام طبق الشريعة الإسلامية وهذا الكلام عاري من الصحة، فلا يصح تحريم مسألة دون نص أو دليل شرعي قاطع من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونسب هذا الحكم إلى الفقه الإسلامي.
لكن أكد الشافعية والحنفية والمالكية على إباحة التجرد من الثياب أثناء الممارسة الجنسية بين الزوجين، والذي يعد إجماعًا بين جمهور العلماء وقد استدلوا في ذلك بحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال:
قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: (احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك).
كما أجمع علماء الحديث أنه لم يأتي حديث صحيح واحد في النهي عن التعري بين الزوجين في وقت الجماع، وأن الأصل هو الإباحة، وقد ثبت ما يؤيد هذا الأصل، لذلك ذهب الجمهور إلى الإباحة.
تعرفي أيضًا على: طرق حلال للاستمتاع بمؤخرة الزوجة دون أن تقع في الحرام
أسباب جواز ذكر الأعضاء الجنسية والتعري أثناء الجماع
الكثير من المسلمين يسألون عن سبب جواز حكم ذكر أسماء الأعضاء بين الزوجين وإباحة التعري وبعض الأمور الأخرى المباحة على غير المتوقع.
- له تأثير كبير على استثارة الشهوة عند الطرفين؛ مما يحسن العلاقة ويزيد من المتعة والنشوة الجنسية مما ينعكس على العلاقة الزوجية بشكل عام.
- التعري يزيد من الرغبة والشغف في العلاقة ويشعل الاشتياق الدائم للقاء الجنسي كما أنه الحافز الأساسي لاشتياق الزوجين في كل مرة.
- رفع الحواجز وإزالة الحدود بين الزوجين بشرط عدم الإساءة، مما يعمل على تعزيز العلاقة الجنسية والعاطفية أيضًا، كما يزيد من الثقة المتبادلة والاهتمام.
- الغزل في مفاتن الزوجة من أحب الأمور إليها، كما أن غزل الزوجة في قوة وفحولة الزوج وذكر أسماء الأعضاء الجنسية من شأنه إثارة الرجل بشكل كبير وإشعال شغفه بالاتصال الجنسي لأكثر من مرة.
- يتسبب في شعور الزوجة بالحب والاهتمام من قِبل الزوج، كما يساعدها في الوصول إلى السعادة الزوجية المنشودة.
إن العلاقة الزوجية من أكثر العلاقات الإنسانية السامية التي يرعاها الله تعالى بالمودة والرحمة، لذا يجب على الزوجية إرضاء بعضهما بأي طريقة تُشبع رغباتهما، ولكن بعيدًا عن الأمور المُحرمة.
تابعنا على جوجل نيوز