خطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة ولأمهاتهم
خطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة يتم إلقائها في الثالث من ديسمبر كُل عام لكي يحتفل العالم بذوي الهمم الذي لهم دور كبير في المجتمع، لذا يجب أن نقدم لهم كل الدعم والاحترام ونوعي الطلاب بكيفية التعامل معهم.
خطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة
للخطبة المحفليّة أنواع كثيرة، وتتكون من مُقدمة وعرض وخاتمة، لا تُلقى سوى في المُناسبات، لتحُث على عمل مُعين، أو الثناء لشخصٍ أو فئُة مُعينة، أو تقديرًا لهُم، وما يخُص ذوي الاحتياجات الخاصة فإنها تقع في خانة الصبر..
في هذا المُنطلق لا ننسى أن الصبر هو مُفتاح الفرج، وهو ما يجب أن يُدركه من خصهم الله لإعانة تلك الفئة في حياتهم، ليجزون في الآخرة.. وهُناك أمثلة مُتعددة لخطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل:
“بسم الله، والحمدُ لله، والصلاة والسلام على أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، نستعين بالله ونستهديه ونستغفره، ذي الفضل العظيم، والعرش الكريم.. فمن يهده الله فهو المُهتد، ومن يُضلل فلن تجد له وليًا مُرشدًا.. لنستهل حديثنا عن عباد الله، هُم جزءٌ لا يتجزأُ منّا.
انتشرت الأساليب السيئة في مجتمعنا، وظهرت نماذج لا تُحبذ مُطلقًا التعامل بنفور مع ذوي الاحتياجات الخاصة، على الرغم أنهم جزء لا يتجزأ منّا، يملكون نفس حقوقنا في الأرض، ربُنا واحد، لا نختلف في شيء كما يدعون غير الأسوياء في المُجتمع.
لن يعلو الوطن من مكانه، لن يتدحرج بهذا الشكل من أساليب تنتشر، وتفرقة تحدُث فيما بيننا، وهذا لم يحثنا الدين الإسلامي عليه، فقد حث على تعاملهم بود وإحسان، واحترامهم ومعاونتهم، وقد كلفهم ما يستطيعون فعله دون حرج، لقوله تعالى: “لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ“.
فالفارق بيننا ما هو سوى في تقوى الله تعالى، ومدى تديُنّك وتقرُبكَ من الله، فهذا ما سنقف به أمام الله، فقد قال في كتابه: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ“، فهل ستقف أمام الله يا مُسلم وتقول له كُنت أُعامله بسيئة لأنه لم يشبهني؟
بل إنهم يشبهونّا، هُم فقط مُحبين لله تعالى، لذلك قد ابتلاهُم بلاءً كبيرًا، بيد أن يرى مدى صبرهم وتحملهم، وشكرهم لله تعالى في الحياة، هُم ومن يُعينهم، لذا تأدب يا عبدُ الله، فكُل ما تفعله كذلك سيُصيبك كثيرًا في الآخرة.. علينا العودة إلى الله، والتقرُب إليه، ومُعالمة عبادُه بالحُسنى ليس كما مُنتشر في زمن سيء”.
اقرأ أيضًا: طريقة كتابة خطبة محفلية وما هي أنواع الخطب المحفلية؟
خطبة لأمهات ذوي الاحتياجات الخاصة
في الوهلة الأولى بعد الولادة، وعند إدراك الأم الخبر تُصاب بصدمة، وتتأرجح مشاعرها ما بين مراحل نفسية كثيرة حتى تصل في النهاية إلى مرحلة التقبُل والتعايُش، وتختلف المراحل ومُدتها من أم لأخرى، إلا أن الإنجاز واحدٍ.
هو ما حث الإسلام على تقديرُه، فنعلم ما يقع من أعباء على الأم من مشقة وحُزن لتصل بصغيرها إلى بر الأمان، وتقديرًا لمجهوداتها سعى شيوخ كُثُر للاحتفاء بها هي في اليوم العالمي للمُعاقين، من خلال إلقاء خطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة..
“الحمد لله الذي له مُلك السماوات والأرض، يُحي ويُميت وهو على كُل شيءٍ قدير، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا مُحمد عليه الصلاة والسلام، أما بعد.. نستهل حديثنا اليوم عن تلك العظيمة القوية، التي استطاعت تحمُل حرارة القلب لسنوات استمر مُشتعلًا، تحدق في السماء بعينين ومتوجسة، تحاولين الحُلم.
ابتسامة تحمل في طياتها معنى الذكريات التي مررتِ بها، عيون تترقب وتبعثين بها شُكر لله على ما رزقكِ، سنوات مُتتالية كُنتِ على قدر استطاعة العزف على أوتار هادئة بين أصابع سخية، إخراج جيل من رحم الحياة إلى الحياة ذاتها والتكيُف.
هؤلاء أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين ابتلاهُن الله باختيارهن لامتحان دون غيرهن، لكنهن كانوا على قدر من التحمُل واليقين والشُكر لله، لم يخجلن من إعاقة أبنائهن، بل إنها وسيلة من الله ليُبين مدى قوتهن وتحملهن في الحياة لصبرهن على هذا البلاء.
كان دورها هو الأكبر من المُجتمع ككُل، هُي من غرز في قلبها الله غريزة الحنية والحُب، فلم تخف يومًا سوى على صغيرها، واستطاعت إمدادُه بالثقة لتنجب ابن قادر على مواجهة العالم على يقين بأنه اختبار من الله كونه يُحبه.
تلك التي استطاعت أن تفُك كافة الأغلال والقيود، فلم تحبس ذاتها في غرفة مُظلمة لابتلائها، بل كانت تتثقف لتُعين ابنها، صغيرها الذي خرج من أحشائها، على الرغم من اضطراب مشاعر الصدمة الأولى إلا أنها تسترجع مشاعرها سريعًا لتقوى بصغيرها.. لها منّا كُل الحُب والشُكر والتقدير على صمودها، فمنزلتها عند الله كبيرة وستؤجر على صبرها وقوتها”.
اقرأ أيضًا: خطبة محفلية قصيرة عن الزواج
خطبة عن حقوق المُعاقين في الإسلام
تعلم أن هُناك رجُلٌ حكم دولة عظيمة وهو قعيد على كُرسي لم يستطع التحرُك؟ هو فرانكلين روزفلت، فالإعاقة ليست عجزًا للإنسان، كما يطلق البعض عليها، إضافة إلى السُخرية والإهانة لتلك الفئة، بل استطاع الكثيرين تحقيق إنجازات لا تُحصى لم يستطع الأصحاء فعلُها.
فلم ينسى الإسلام تلك الفئة من الحقوق مُطلقًا، بل حث على تقديرهم، ووضع لهم حقوق وواجبات كما الأصحاء، وفي اليوم العالمي عن المُعاقين تُلقى خطبة محفلية عن ذوي الاحتياجات الخاصة تشمل حقوقهم وواجباتهم في الإسلام..
“بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد: يا إخواننا المُسلمين، إن الله تعالى كرم كُل عبادُه، وديننا الحنيف أعطى كُل ذي حقٍ حقُه، فلم ينتقص من أيٍ منّا حق له، أو كلفه ما هو يفوق طاقته البشرية.
كذلك فئة المُعاقين، أو من هُم يُطلق عليهم ذوي الاحتياجات الخاصة، قد ابتلاهُم الله في حياتهم، ولكن لم ينتقص منهم حقوقهم، فكما نحن لنا حقوق وعلينا واجبات هُم كذلك، فلهُم حق الاحترام والتقدير من الآخرين، والتزاوج، والرعاية، والتملك، والإنجاب والعمل.
أمّا عن الالتزامات الدينية فقد كلفهم الإسلام بما استطاعوا فعلُه، وعلى صبرُه في الحياة يؤجر، وسوف يُرضيه الله، لكن نأتي إلى من هُم حول المريض، فعليهم إعانتهم في الحياة لا السخرية والاستهزاء بهِم، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ“، كما يُشاع في زمننا الآن من أخواتنا المُسلمين.
فقد حث الله تعالى في كتابه الأصحاء من هُم يسخرون من غيرهم بأن ما بهم من نعيم قد يُسلب منهم في لحظة، فقد قال تعالى: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ“، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ هل تُنصرون، وتُرزقون إلا بضعفائكم؟“.. يُقصد من الحديث الشريف أن هؤلاء الضُعفاء المُبتلين هُم الأكثر خشوعًا في العبادة، وأنقاهم في صفاء القلب، فما للأمة أن تنتصر سوى بدعم وإخلاص ودُعاء هؤلاء الضُعفاء، فعليك أن تتأدب يا أخي وتُحسِن مُعاملة الآخرين”.
نظرة المجتمعات الحديثة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة اختلفت بشكل كبير، لا سيما بعد تكثيف نشر التوعية في الآونة الأخيرة، إلا أن الدين الإسلامي الحنيف كان سباقًا في كل شيء حيث قد ساوى بين الجميع منذ أكثر من أربعة عشرة قرنًا بينما كان العالم يعيش في غياهب عصور الظلام.
تابعنا على جوجل نيوز