مشاهدة الأفلام الإباحية حرام.. لكن هل يختلف الحكم للعزباء؟
إن العالم ما هو سوى منبع للمُحرمات، ولكن ترك لنا الله ما يُعيننا على العِفّة والستر، برغم ذلك يقع البعض في ارتكاب بعض المُحرمات مثل مُشاهدة الأفلام الإباحية، لكن هل يختلف حكمُه وفقًا للحالة الاجتماعية؟ في إيزيس نُعلمكِ بما ثُبت للعزباء.
هل مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء حرام؟
مع التطور التقني والتكنولوجي الذي يعيشه العالم في تلك الآونة، أصبحت المقاطع الإباحية تُعرض بشكل يومي ومباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في قنوات التلفاز، الأمر الذي جعل الناس يعتقدون أنه مُباح، ولكن وضح العديد من الفقهاء وعلماء الإسلام أن هذا الأمر مُحرمًا شرعًا.
كما أضافت دار الإفتاء آيات قرآنية للاستدلال على صحة الحُكم، قال تعالى:
(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور الآية: 30.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) المؤمنون الآية: 6، 7
إن النظر إلى عورة الآخرين من الأشياء التي نهى عنها الإسلام؛ حيث تقود الشخص إلى ارتكاب المحرمات والكبائر، وأمرنا الله عز وجل بالعفّة حتى الزواج، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ) النور: 33
لم يقتصر الأمر على القرآن الكريم فقط، حيث يمكن الاستدلال على حكم مشاهدة المُحرمات للعزباء من السنة النبوية أيضًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يَنظُرُ الرَّجُلُ إلى عورة الرَّجُلِ، ولا المرأةُ إلى عورةِ المرأة، ولا يُفضي الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ في ثوبٍ واحدٍ، ولا تُفضي المرأةُ إلى المرأةِ في الثَّوبِ الواحِدِ).
كذلك عن معاويةَ بنِ حَيدةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (قلتُ: يا رسولَ الله، عَوْراتُنا؛ ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: احفظْ عَورتَك إلَّا مِن زَوجَتِك أو ما ملكَتْ يمينُك. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ؟ قال: إنِ استطعتَ ألَّا يَرَيَنَّها أحدٌ فلا يَرَينَّها. قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: اللهُ أحقُّ أن يُستحيَا منه مِن النَّاسِ).
يعتقد البعض أن مشاهدة الأفلام الإباحية من دون ممارسة ما فيها لا حرج فيه، ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الحديث لا يوجد له أي أساس من الصحة، فقد روي عن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه قال: (العينُ تَزني والقلبُ يَزني فزِنا العينِ النظَرُ وزِنا القلبِ التمَنِّي والفَرجُ يُصَدِّقُ ما هُنالِكَ أو يُكَذِّبُه)
كل تلك الدلائل تشير إلى أن مشاهدة المقاطع التي يظهر فيها عورات الرجال أو النساء محرم شرعًا، ولا يقتصر الأمر على العزباء أو غيرها كما يُبيحه بعض الأطباء زعمًا أن ذلك يحميهم من الوقوع في المعصية، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه هي المعصية ذاتها.
تعرفي أيضًا على: دعاء التوبة من مشاهدة الأفلام الإباحية
تأثير مشاهدة الأفلام الإباحية على المرأة
إن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية، يشير إلى مدى تأثيرها السلبي على الصحة، فلم يُحرم الله تعالى أي شيء إلا إن كان فيها ضرر ومخالفة للفطرة التي خلقنا عليها، ومن أكثر التأثيرات الناتجة عن ذلك:
- وصول المرأة لحالة النشوة التي تدفعها نحو الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية في الحياة الواقعية، وبالتالي قد يقودها هذا الأمر لارتكاب فاحشة الزنا.
- الاستمناء، أو ممارسة العادة السرية من أكثر المساوئ التي تعود على المرأة، وهي من المحرمات أيضًا التي يعاقب عليها الله عز وجل.
- من الناحية الصحية فإن الدراسات أثبتت أن مشاهدة مثل تلك الأفلام تؤثر على المرأة سلبًا، وتتسبب في معاناتها من اضطراب كبير في الهرمونات.
- الحالة النفسية السيئة من أبرز الأضرار التي تعود عليها من مشاهدة تلك المقاطع، فعادةً ما تشعر المرأة بالخزي.
- إن وصلت المرأة لمرحلة إدمان تلك المقاطع يؤثر ذلك سلبيًا على حياتها الاجتماعية والعملية والدراسية، حيث تترك كل مهامها اليومية فقط لكي تحظى بمقطعًا جنسيًا.
- تقع المرأة تحت تأثير الصدمة عند مشاهدتها لتلك المقاطع للمرة الأولى، حيث إن أغلب هذه الأفلام تستخدم وسيلة العنف تجاه المرأة؛ حتى يكون المقطع أكثر إثارة.
- الأمراض الجنسية واحدة من المساوئ الكبيرة التي تعود على المرأة من مشاهدتها تلك الأفلام.
- الدخول في حالة من العزلة أغلب الأوقات، والفور من أقرب الناس.
- تفشل المرأة التي تُدمن تلك الأفلام في الوصول للنشوة الجنسية بالطرق العادية، حيث تصبح المقاطع الإباحية هي الشيء الوحيدة الذي يُثيرها ويحرك شهوتها.
- قد تكون المقاطع الشاذة التي تهدف إلى نشر المثلية الجنسية واحدة من أولى الطرق التي تعمل على تغيير معتقدات المرأة، وبالتالي إصابتها بالشذوذ الجنسي.
- في حال أن المرأة كانت عزباء، فإن المشكلة هنا تزداد سوءً، حيث ترغب في تطبيق كل ما رأته في تلك الأفلام مع زوجها المستقبلي، وهو ما يجعلها تصاب بالصدمة، حيث إن كل تلك المقاطع ما هي إلا عملية تمثيلية خالية من المشاعر.
تعرفي أيضًا على: علاج الشهوة العالية عند النساء
جزاء مشاهدة المقاطع المحرمة
إن الله عز وجل غفور رحيم، ويغفر كافة الذنوب لعباده إلا الشرك به، ولكن بعد العلم بحكم اطلاع العزباء على الأفلام الإباحية أو للمرأة بشكل عالم، ومعرفة أنه من الأمور المحرمة، يُصبح الجزاء أكبر للعلم بهذه المعصية واستكمالها، ومن صور جزاء الله:
- الحرمان من الرزق والسعادة في الدنيا.
- الابتعاد عن الله عز وجل.
- جحود القلب، وهي من صفات الكافرين.
- تعسير كافة الأمور التي يمكن أن تحدث بسهولة.
- تضعف إرادة مرتكب هذه المعصية ناحية التوبة.
- يستقبحه الناس من حوله ويفرون منه من دون داعِ.
- نيل الجزاء الأكبر في الآخرة وهو النار، وذلك في حال عدم التراجع عن هذا الذنب.
تعرفي أيضًا على: حكم الاحتكاك بالفراش عند ابن باز
كيفية التخلص من إدمان الأفلام الإباحية
قد يكون لفظ إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية غريبًا عن الأذن بعض الشيء، ولكن الاعتياد والمداومة على تلك الأفلام تُفقد للإنسان صوابه، وتجعله دائمًا ما يرغب في المشاهدة، متناسيًا عواقبها، ولكن يمكن القضاء على تلك العادة السيئة من خلال:
- التوبة النصوح لله تعالى والإكثار من فعل العبادات التي تقرب العبد من ربه، مثل الصيام والصلاة والدعاء.
- العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى.
- الابتعاد تمامًا عن كافة المغريات التي يمكن أن تقود إلى رؤية تلك الأفلام مثل الإنترنت والتلفاز.
- الجلوس منفردًا من أشهر الأسباب التي تؤدي إلى ارتكاب هذا الذب، لذا يجب الابتعاد تمامًا عن ذلك الأمر، حيث إن جزاء الابتعاد عن تلك الأمور هي الجنة وفقًا لقوله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) سورة الرحمن، الآية: 46
- قد يكون الزواج حلًا مثاليًا في هذه الأوقات، ولكن مع توخي الحذر واختيار شريك حياة مناسب يساعد في الخروج من هذه المعصية وليس الدخول في معاصي جديدة.
- إن كانت الحالة مرضية فلا حرج في الذهاب إلى طبيب نفسي يساعد في التخلص منها.
- العلم بأن الله عز وجل مطلع على جميع الأفعال والأقوال مهما كانت خفية.
- الابتعاد عن الأشخاص الذين يشجعون على مشاهدة مثل تلك المقاطع.
كفارة مشاهدة الأفلام الإباحية
إن التساؤل حول كفارة هذا الذنب واحدًا من أكثر التساؤلات التي يتم طرحها، ولكن لا يوجد كفارة محددة للتوبة من مشاهدة الأفلام الإباحية مذكورة في السنة النبوية أو القرآن الكريم.
فقط التوبة منها كأي ذنب آخر، ولكن يجب الوضع في الاعتبار أن التوبة النصوح لها عدة شروط هامة، يلزم استيفاؤها حتى يقبلها الله تعالى: ومن بينها:
- الندم على المعصية التي ظل الإنسان يرتكبها لفترة طويلة من عمره.
- إن كان الذنب عاد بالضرر على أحد يجب إصلاح ذلك، وفقًا لقول النبي: (مَن كَانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَححَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه).
- العزم على عدم العودة لتلك المعصية مرة أخرى.
- إخلاص النية لله تعالى، وذلك تنفيذًا لقول الله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ).
- الوقت من أهم الأمور التي يجب إدراكها للتوبة النصوح، وذلك لقوله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أولئك أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
- الصدقات لوجه الله تعالى، لكونها من الطاعات التي أمر بها.
إن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية لم يختلف عليه الفقهاء، وقد أوضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم إجابة تلك السؤال ببساطة شديدة من خلال حديث فيما معنى أن المحللات واضحة، وكذلك المحرمات.
تابعنا على جوجل نيوز