ارتداء المرأة ملابس باللون الوردي.. هل فيه إثم؟
بطبيعة الحال إن المرأة تُحب إظهار محاسنها ومفاتنها لإلفات الأنظار إليها، إلا أن الإسلام حرص على حِفظ مكانتها وحمايتها من رغبتها الجامحة التي قد توقعها في إثم، لذا هل ارتدائها لملابس ملوّنة مثل الوردي فيه إثم؟ أو تُعاقب عليها؟ هذا ما نعرفه تفصيليًا في إيزيس.
حكم ارتداء ملابس باللون الوردي للنساء
الأصل في الحُكم لا يُشترط أن يكون للمرأة لون معين في لباسها، كما يُباح التعدد في الألوان التي ترتدي بها ملابسها، إلا أن الشرط الوحيد في الزيّ الشرعيّ ألا يكون مثيرًا لفتنة أو سببًا لها.
فالزينة التي تُمتنع عنها المرأة لتكون ملتزمة بالحجاب الشرعيّ أن تنتقي كل ما هو غير ملفت لأنظار أو انتباه الرجال، فلا تتسبب في الافتتان بها، أمّا مُجرد تعدد الألوان أو ارتداء ملابس بلون ورديّ وما شابه فإنه ليس من قُبيل الزينة.
فقد قال تعالى: “وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا“، أمّا عن اللون الورديّ فلا يُعتد به بقدر ما تؤخذ المرأة على ما ترتديه في الهيئة والشكل، فلا يكون فاتنًا.
لذا يُمكن إيضاح حكم ارتداء اللون الوردي للنساء باعتباره جائزًا طالما كان الزيّ نفسه مناسبًا.. فلا يُشترط الألوان القاتمة في لباس المرأة، ولا تُمنع من الألوان الزاهية، بمعنى أنه ليس كل لباس ملون يُعتبر زينةً في نفسه.
فهناك اتفاق على أن حرص الفتاة على تناسُق وتناغُم الألوان فيما ترتديه لا حرج فيه ما دام يُكلل بالتزام في الحجاب الشرعي.
هذا لا ينفي أن لباس المرأة المُسلمة ليس كما تشتهيه أو تختاره، بل هناك ضوابط، فمثلًا تجد أن الألوان التي تُحرِك الرجال للنساء مع هيئة الزيّ لا يجب ارتداؤها، علاوة على المشجر والمزركش بشكل مُبالغ فيه.
تعرفي أيضًا على: ما معنى ألا يكون الحجاب زينة في نفسه
مواصفات اللباس الشرعي للمرأة
قال تعالى في سورة النور لتوضيح الزيّ الشرعي للمرأة:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)“.
من قُبيل توضيح حكم ارتداء اللون الوردي للنساء الإشارة إلى الزيّ الشرعي للمرأة المسلمة، الذي لا يجب أن تحيد عنه.. وهو لا يُعتبر زيًّا مُحددًا بذاتِه، إنما يتوافق مع الضوابط التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
- لا يكون الثوب فيه تعطّر أو تبخّر.
- الزيّ يستر البدن عدا الوجه والكفين.
- لا يكون زينةً في نفسِه.
- الابتعاد عن الثوب الضيق الذي يصف تفاصيل الجسد.
- لا يصف تفاصيل الجسد من تحته.
- الابتعاد عن الثوب الشفاف والرقيق.
- لا يكون من لباس الشهرة.
- لا يُشبه الرجال في ملابسهم.
- الابتعاد عن لباس غير المسلمات.
يُعتبر هذا الزيّ لزامًا وواجبًا على كل امرأة مسلمة عاقلة بالغة حرة، فطالما كانت عابدة لربها عليها الالتزام بزيّها الشرعيّ الذي أمرها به.
بالنظر إلى مواصفات الحجاب الشرعي يجب أن يُرافقه امتناع من المرأة المسلمة عن صور التبرج حتى وإن كانت ترتدي الحجاب.. فكل منهما مقرون بالآخر.
- المشية المتكسرة.
- الخطوات المقيدة المتكلفة.
- العطر الفواح.
- الحذاء ذو الصوت الرنان.
- الألوان الصارخة.
- غطاء الرأس الرقيق.
- ارتداء البنطال.
- الساعدين المكشوفين.
- القدمين العاريتين.
- النظرات المتلفتة.
- الضحكات المتغنجة.
جزاء من تُخالف الزيّ الشرعي
انطلاقًا من الحقائق القرآنية التي تنأى عن الشك نجد أن الزيّ الشرعي الذي على المرأة المسلمة الالتزام به يُعتبر من ضروب المفروض من العبادات.. فإن تخلّفت عنه المُسلمة جحودًا منها فإنها آثمة.
كما إن كانت تُدرك فرضيته وتركته على سبيل محاكاة فتيات مُجتمعها، والصيحة السائدة بينهنّ، فإنها بذلك ارتكبت معصية لمخالفتها الأوامر الإلهية.
فالمُسلمة لا تُبدي زينتها إلا للمحارم، تمامًا كما المُسلم المكلّف بغض بصره عن غير محارمه.. فلا مُبررات لعدم التزامها، وإنما انحيازها نحو الشهوات والتزيّن يُعتبر من الانصياع وراء وساوس الشيطان.
تعرفي أيضًا على: نصيحة لمن تريد لبس النقاب
الحكمة من تشريع لباس المرأة المسلمة
قد قال الله تعالى في مُحكم التنزيل:
“وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)” سورة النور.
على جانب آخر في توضيح حكم ارتداء ملابس باللون الوردي للنساء، نجد أن هناك حكمة بالغة تتجلى من فرض اللباس الشرعي على المُسلمات.
- صيانة وتشريف المرأة، تكريمًا لها وحماية من أن تنجرف وراء الأهواء.
- تكون أبعد عن التبرّج والذي هو من قبيل إظهار ما يجب إخفاؤه.
- احتشام المرأة يحفظها ويرعى فيها الحياء والعفاف والدين والإنسانية.
- الزيّ الشرعي عندما تلتزم به المرأة تجعل الآخرين يحترمونها.. فيكون سلوك الرجال تجاهها مُهذب ليس فيه ما يجرحها.
- في الفرض حثًا على الطهارة والنقاء.
- باعتبار أن ميل الرجل إلى المرأة فطريًا، فليس عليها الابتذال فيما ترتدي حتى لا تثير عواطفه مما يدفعه إلى الحماقات.
- تجرد المُسلمة من حدود الزي الشرعي يجعل هناك مساحة لانحلال الأخلاق والانفلات وكثرة الحرام.. مما يستتبع تخلّف الشباب عن الزواج.
من خير ما تفعله المرأة المُسلمة أن تكون مُخالفة لهواها في سبيل إرضاء الله تعالى.. فلا تتزين إلا لمن يحلّ لها، ولا تكون سببًا في إثارة الفتن نحوها.
تابعنا على جوجل نيوز