حكم ضرب الزوجة على المؤخرة
حكم ضرب الزوجة على المؤخرة من الأحكام الدينية التي قد يتحير كلا الزوجين في أمرها، فقد أحل الله عز وجل الكثير من الأمور في العلاقة الزوجية على أن يبتعد كل منهما عما نهى الله عنه، لكن هل الضرب على المؤخرة من الأمور التي لم يشرع الدين الإسلامي بجوازها، هذا ما سوف نعرفه من خلال موقع إيزيس.
حكم ضرب الزوجة على المؤخرة
يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 187:
“هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ”
فقد شرع الله عز وجل للمرأة أن تستمع بزوجها كيفما تشاء، وهو كذلك دون أن يكون هناك ضررًا على أي منهما، سواء أكان الأمر من الناحية النفسية أم البدنية.
كما لا يجوز لأي منهما أن يتجاوز شرع الله وأن يقيم ما حرم في تلك العلاقة، وهي الأمور التي سوف نتناولها بشي من التفصيل عبر السطور المقبلة.
إلا أنه بالنظر إلى حكم ضرب الزوجة على المؤخرة كنوع من أنواع المزاح أو الملاطفة أو حتى العقاب كون الله عز قد شرع للزوج أن يعاقب زوجته بالضرب إن تكرر خطأها ولم تستجب للنصح أو الهجر في الفراش، لقوله تعالى:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا” الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء.
ففي تلك الحالة يكون الحكم هو الجواز، على ألا يكون ذلك الضرب مبرحًا، وأيضًا إن كان الأمر فيما يخص ممارسة العلاقة الحميمة على أن الزوجة كانت لا تتذمر أو تتأذى من ذلك، إلا أنه في حالة وصول الأمر إلى العنف، مما يتسبب في كراهية الزوجة، فإن حكم ضرب الزوجة على المؤخرة في تلك الحالة هو عدم الجواز، حيث نستند إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال:
“لا ضررَ ولا ضِرارَ” رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
المحرمات في العلاقة الحميمة
في سياق التعرف على حكم ضرب الزوجة على المؤخرة، علينا أن نعلم أن الله عز وجل قد حرم على الأزواج أمرين، سوف نتناول كل منهما بشيء من التفصيل عبر السطور التالية:
1- الإتيان في الدبر
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية طاووس بن كسيان اليماني:
” أنَّ رجلًا سأل ابنَ عبَّاسٍ عن إتيانِ المرأةِ في دبُرِها، فقال: تسألُني عن الكفرِ“.
فقد حرم الله عز وجل أن يقوم الزوج بممارسة العلاقة الزوجية في ذلك الموضع، لما يصيبه من أذى وكذلك الزوجة، فهو موضع نجاسة، كما أن الله قد خلقه من أجل الإخراج، فعندما يقوم الزوج بالإيلاج في تلك المنطقة، تصاب المرأة بالكثير من الأضرار الجسمانية.
بذلك يكون الزوج لم يرعها حق الرعاية التي كفلها له زواجه منها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كُلُّكُمْ راعٍ فَمَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالأمِيرُ الذي علَى النَّاسِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ وهي مَسْئُولَةٌ عنْهمْ، والعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” صحيح رواه عبد الله بن عمر.
فكيف يكون المسلم راع على زوجته، ويرضى لها ذلك الأذى الجسماني، ويخرج من رحمة الله عز وجل لفعله ما يغبه، وكيف لزوجته أن توافقه على ذلك الأمر الذي يغضب المولى جل في علاه.
لذا حري بالزوج أن يكون على علم بما حرم الله في العلاقة كي يعمل على تجنبه، وإن كان قد وقع في ذلك الأمر، لابد أن يتوب هو وزوجته عنه، وليبحث عن الطرق الأخرى للاستمتاع على ألا تكون محرمة، مثلما رأينا في حكم ضرب الزوجة على المؤخرة، فتلك من الطرق التي قد تروق له، وفي نفس الوقت لا تجعله مذنبًا ملعونًا أمام الله عز وجل هو وزوجته.
تعرفي أيضًا على: حكم طلب الزوج من زوجته استثارته بكلمات وأفعال مخلة بالأدب
2- ممارسة العلاقة أثناء فترة الطمث الشهري
يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآيتين رقم 222، 223 “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ* نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”
فالحيض هو العادة الشهرية التي تأتي إلى المرأة، حيث يخرج الدم من الفرج لعدة أيام، وفي تلك الفترة قد حرم الله عز وجل أن يقوم الزوج بمجامعة زوجته، كما في الآيات السابقة.
ذلك لأن دم الحيض فاسدًا من شأنه أن يصيب كلاهما بالعديد من الأمراض، وعلينا في تلك الحالة أن ننصاع إلى أوامره، فهو من خلق الإنسان ويعلم ما يفيده وما يضره، والجدير بالذكر أنه هناك من الرجال من يظنون أن استعمال الواقي الذكري في ممارسة العلاقة أثناء الحيض قد يعفيه من عقاب الله عز وجل.
إلا أن ذلك يعد تحايل على الدين، ولا يجوز فعل ذلك مطلقًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ” صحيح رواه النعمان بن البشير.
لذا علينا دائمًا التعرف على الأحكام الدينية فيما يخص ممارسة العلاقة الزوجية كما في حكم ضرب الزوجة على المؤخرة، حتى يؤجر المسلم على ممارسة للعلاقة الزوجية على نحوها الصحيح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ” صحيح رواه أبو الذر الغفاري.
تعرفي أيضًا على: طرق حلال للاستمتاع بمؤخرة الزوجة دون أن تقع في الحرام
3- الوقوع على الزوجة أثناء الصيام
على الرغم من أن ممارسة العلاقة الزوجية من الأمور التي شرعها الله للزوج والزوجة، إلا أنها تعامل معاملة الطعام والشراب في حالة الصوم، حيث إن الصيام هو الامتناع عن شهوتي الفرج والبطن، وعليه فإنه يحرم على المسلم أن يقع على زوجته في نهار رمضان.
أما في حالة اقترافه لهذا الإثم، فإنه حري به أن يكفر عنه إما بصيام شهرين متتابعين، فإن لم يقدر فعليه بإطعام ستين مسكين، وذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم:
“جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ تَجِدُ ما تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قالَ: لَا، قالَ: ثُمَّ جَلَسَ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقالَ: تَصَدَّقْ بهذا قالَ: أَفْقَرَ مِنَّا؟ فَما بيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إلَيْهِ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فأطْعِمْهُ أَهْلَكَ. [وفي رواية]: بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ وَهو الزِّنْبِيلُ وَلَمْ يَذْكُرْ: فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ” صحيح مسلم رواه أبو هريرة.
تعرفي أيضًا على: المعجزة في تحريم إتيان المرأة من الدبر وما يحدث عندما تأتى المرأة من الخلف
ديننا الإسلامي دين اليسر وليس العسر، وقد تبين لنا ذلك من خلال التعرف على حكم ضرب الزوجة على المؤخرة.
تابعنا على جوجل نيوز