حكم دراسة المرأة الطب.. حلال أم حرام؟!
إن مهنة الطب من أسمى المهن التي يمكن الالتحاق بها، كما أن تحصيل العلوم الدنيوية واجب على كل مسلم ومسلمة، ولكن وفقًا للضوابط الإسلامية التي يفرضها الدين الإسلامي مع وجوب الالتزام بها فإن هذا يحتم على المرأة المسلمة السؤال عن حكم دراسة الطب فهل هذا جائز؟
هل دراسة المرأة للطب حلال؟
لا يوجد أي شك في حاجة المجتمعات الإسلامية إلى الطبيبة من أجل الكشف على نساء المسلمين فهذا أمر لا بُد منه، لذلك فإن تعلم المرأة المسلمة لمهنة طب جائز لا حرج فيه.
فإن تعلم الطب من الأمور التي يحتاج إليها جميع الأمم؛ لأنه فرض الكفاية على كل من الرجال والنساء وذلك في حدود ما تحتاج إليه الأمة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – فيما يخص هذا الأمر:
“ولا شك أن تعلم الطب من فروض الكفايات كما قاله أهل العلم ؛ لأن هذا لا تقوم مصالح الناس إلا به ، وما لا تقوم مصالح المسلمين العامة إلا به : كان من فروض الكفايات وإن لم يكن أصله من العبادات”.
تعرفي أيضًا على: أثر العادات والتقاليد على تعليم المرأة في السودان
حكم عمل المرأة في الطب
إن حكم دراسة المرأة الطب جائز لا ضرر فيه، ويجب على جميع أبناء المسلمين أن يتعلموا ويمارسوا مهنة الطب حتى يستغنى بها عن غيرهم، لكن عند العمل في هذه المهنة يجب على المرأة الحرص على البعض الأمور الواجبة.
- الحرص على تلقي العلم في بيئة دراسية غير مختلطة، كما يجب أن تحرص على اختيار بيئة علمية جادة.
- لا بُد من الالتزام بأحكام الشرع في الدين الإسلامي فيما يخص النظر على العورات أو لمسها، كما يجب أن تجعل هذا في حدود الدراسة والتعلم فقط لا غير.
تعرفي أيضًا على: حكم عمل المرأة في مكان مختلط
ما حكم الكشف على عورة الرجل للتشخيص؟
إن كشف الرجل لعورته أمام امرأة والعكس من أجل مصلحة الطب لا بأس به لضرورته، ومن الجدير بالذكر أن القاعدة عند أهل العلم هي
“أن ما حُرم تحريم الوسائل أباحته الحاجة ، وما حُرم تحريمًا ذاتيًا فإنه لا يبيحه إلا الضرورة “.
وتعددت الأمثلة على هذا الأمر ومن ضمنها إجازة نظر الخاطب إلى ما لا يجوز النظر إليه وذلك من أجل مصلحة النكاح، كما يجب على الطبيب كشف عورة امرأة من أجل أن يعرف المرض ومن ثم يشخصه التشخيص الصحيح.
ما أجر مهنة الطب عند الله؟
إن مهنة الطب من أشرف العلوم بعد علوم الشريعة، كما أنها من أنفع العلوم التي يمكن للإنسان أن يتلقاها بعد الوحي، ففيها إنقاذ حياة البشر وإعادة صحة المريض مرة أخرى وما إلى ذلك من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى.
فمن يحسن النية إلى الله – سبحانه وتعالى – في طلب هذا العلم وتسخير نفسه لخدمة الناس، ويكفيه فخرًا أنه سينال الأجر الذي نوه الله عنه في قوله تعالى:
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة:32].
كما أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أكد على ضرورة العمل الذي يصب في مصلحة الناس وما له من أجر وثواب عند الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عينان لاتمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).
تعرفي أيضًا على: في شهر رمضان.. ما حكم تناول المرأة حبوب منع الدورة؟
ضوابط عمل المرأة
إن عمل المرأة الذي لا ينافسها عليه منافس هو تربية الأجيال وهذا ما اختصه الله بها وهيأها نفسيًا جسديًا له.
لكن المرأة كالرجل فهي مكلفة بالأجر مثله كما أنها مثابة عليه وذلك وفقًا لقوله تعالى:
(من عمل صالحًا من ذكـر أو أنثى وهو مؤمـن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حيـاة طيبـة)
لذا إذا قررت العمل فعليها الالتزام ببعض الضوابط بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
- تجنب الاختلاط بكافة أشكاله علاوةً على تجنب العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة.
- الابتعاد عن كثرة الضحكات وإرسال الضحكات.
- تجنب تلامس الأبدان وتقاربها.
- إذا اجتمعت مع رجل في مكان عليها أن تحافظ على ضوابط ذلك وشروطه.
- إذا لم تكن بحاجة إلى العمل فالأولى لها أن تكف عنه.
- ألا يكون هذا العمل حرامًا أو مؤدي إلى شيء من المحرمات كالعمل كخادمة عند شاب أعزب، أو العمل في بار وتقديم الخمر.
- ألا يكون هذا العمل يقتضي السفر البعيد دون وجود محرم معها.
- التزام المرأة المسلمة إذا خرجت للعمل بالزي والمشي والكلام، وذلك وفقًا لقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) (النور: 31)، وقوله تعالى: (فلا تخـضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مـرض وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب :32).
- ألا يكون هذا العمل على حساب أي واجب آخر من واجباتها الأساسية التي لا يجب أن تهملها، كواجبها نحو زوجها وأبنائها.
يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكونوا على علم أن تعلم الطب وممارسته من فروض الكفاية التي تطالب بها الأمم الإسلامية، يعنى أنه إذا لم تقم بها الأمة أثمت.
تابعنا على جوجل نيوز