حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين من الأحكام الدينية التي يجب أن يتعرف عليها المسلم، حتى لا يقوم بارتكاب الذنوب والمعاصي بشكل عام وفي الشهر الفضيل بشكل خاص، فكما تكون الحسنة مضاعفة في تلك الأيام المباركات، كذلك السيئات لمن لم يعظم شعائر الله، لذا دعونا نتعرف على ذلك الحكم الديني عبر موقع إيزيس.
حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين
يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآيتين رقم 183، 184“ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ“
فشهر رمضان الفضيل ما هو إلا أيامًا معدودات على المسلم أن يكثر فيها من الطاعات وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عز وجل قدر المستطاع، حتى يخرج من ذلك الشهر وهو مغفورًا له، فنحن على وشك استقبال أفضل شهر في العام وعلينا اغتنامه، حتى يمن الله علينا بفيض من الرحمات، ونكتب عند الله عز وجل من عتقائه من النار في هذا الشهر.
فالمسلم من شأنه أن يرتكب صغائر الذنوب التي يطمع دائمًا أن يمحيها الله عز وجل، ويبدلها حسنات، فهو الغفور الرحيم، لكن في حالة إن كان الذنب في رمضان، فعلى المسلم أن يعلم أنه يعظم كما يعظم الأجر.
فنحن جميعًا نعلم أن تقبيل الرجل لامرأة ليست زوجته هو محرم في ذلك الشهر وأي من الشهور، وذلك امتثالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له” صحيح رواه معقل بن اليسار، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن صيامهما صحيحًا ما لم يحدث إنزال لأي منهما جراء ذلك، أو يختلط لعابهما مما يتسبب في دخول الجوف ما يفطر منه.
لذلك على المسلم أن يكون أقرب إلى الله عز وجل من أن يقع في تلك المعصية التي من المؤكد أنها ستكون سببًا في أن يجني الكثير من الذنوب التي سترهق عاتقه، كما عليه أن يعرف أن شهر رمضان من الشهور التي من الله بها علينا وينبغي أن نحسن استغلال تلك الأيام القلائل فيما يحبه ويرضاه.
تعرفي أيضًا على: ما حكم اللعب بالثدي للعزباء
كيفية التكفير عن إثم التقبيل لغير المتزوجين في رمضان
بعد أن تعرفنا على حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين علينا أن نعلم أن الله عز زجل يغفر الذنب ويقبل التوبة من عباده الذين يقبلون عليه راجين رحمته، فقد قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 48
“ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا“.
فحري بالمسلم إن وقع في ذلك الإثم أن يتوب إلى الله عز وجل التوبة النصوح، ذلك إن لم يحصل إنزال، أما إن أدى الأمر رغمًا عنه للوصول إلى خروج المني، فقد فسد صومه، وفي تلك الحالة عليه قضاء اليوم مع التوبة إلى الله عز وجل.
خطوات التوبة النصوح
في سياق التعرف على حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين يجب أن يكون المسلم على علم بخطوات التوبة النصوح التي من الضروري أن يقوم بها حتى يمن الله عليه بمغفرة لمسه لامرأة لا تحل له، خاصةً في أيام ذلك الشهر المعظم، حيث أتت تلك الخطوات على النحو التالي:
أولًا: الاعتراف بالذنب
على المسلم أن يكون صادقًا مع نفسه ويعرف قدر الذنب الذي اقترفه، ففي نهار رمضان قد حرم الله عز وجل تناول الأطعمة أو المشروبات، أي أن الحلال في نهار رمضان من شأنه أن يكون محرم ويأثم ما يقوم به، فما بال الأمر بما حرم الله في سائر الشهور.
كما أن تحريم ملامسة الأجنبية ليس تحريمًا عاديًا، كون الإثم من شأنه أن يكون خطوة من خطوات الشيطان التي قد تصل بالمسلم إلى الزنا، والعياذ بالله، لذا على المسلم في بداية الأمر أن يعرف حجم الإثم، والاعتراف به بينه وبين نفسه، كذلك يجب على المسلم أن يكون نادمًا على ما بدر منه، حتى يقبل الله عز وجل توتبه.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز رسم الحواجب في رمضان
ثانيًا: الاستغفار والتقرب إلى الله
يجب على المسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل بالكثير من الدعاء، وما أفضل له من أن يستغل أوقات شهر رمضان المعظم، تلك الأيام المباركات التي يقبل الله عز وجل فيها التوبة ويستجيب الدعاء، خاصة عند الإفطار.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ” صحيح رواه أبو هريرة.
كذلك عليه أن يقوم بإخراج الكثير من الصدقات، فإنها تطفئ غضب الرحمن جل في علاه وتكون سببًا في أن يبدل الله له سيئاته بحسنات.
ثالثًا: عدم الجهر بالذنب
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
” كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه” (صحيح).
فإن الله جل في علاه يغفر الذنب لمن لا يكشف ستر الله عنه، فهناك بعض الشباب يتفاخرون كونهم يقومون بالأمور التي حرمها الله جل في علاه، ظنًا منهم أن الأمر هينًا، ولا يعلمون أنه يحول بينهم وبين قبول توبتهم.
تعرفي أيضًا على: الأفلام الإباحية هل تفطر في رمضان
رابعًا: عدم الاختلاء بامرأة أجنبية مرة أخرى
يجب أن يعقد المسلم النية من داخله على أن لا يجتمع مع امرأة لا تحل له مرة أخرى، حتى لا يحدث مثل تلك الملامسات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يخلوَنَّ بامرأةٍ ليسَ معها ذو مَحرَمٍ منها ، فإنَّ ثالثَهما الشَّيطانُ” صحيح.
فليس معنى أن التقبيل في رمضان لا يفسد الصوم كما جاء في حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين، أن يعزم المسلم على تكراره مرة أخرى، فعلى الرغم من أن صومه يكون غير باطلًا، إلا أنه قد ارتكب إثمًا مبينًا عليه أن يقطع كل السبل التي من الممكن أن تؤدي إلى وقوعه فيه مرة أخرى، حتى يغفر الله له ذنبه.
يجب على المسلم أن يعرف أن ديننا دين اليسر، وقد تجلى ذلك من خلال حكم التقبيل في الفم في رمضان لغير المتزوجين.
تابعنا على جوجل نيوز