حقائق غريبة عن حياة البرزخ
الحقائق غريبة عن حياة البرزخ تعين المسلمين على الإكثار من العبادات والتقرب من الله عز وجل؛ من أجل نعيم القبر، ذلك أن الحياة البرزخية تبدأ في القبر، ويلقى العبد في تلك الحياة من النعيم أو الشقاء حسب عمله في الدنيا.
حقائق غريبة عن حياة البرزخ
ذكر العلماء أن الحياة البرزخية: هي حياة بين الموت والحياة يقضيها الإنسان وهي الفترة بين خروجه من الدنيا ودخوله في الآخرة.
والبرزخ في اللغة: هو الحاجز بين الشيئين، وهو مأخوذ من قول الله تعالى في سورة الرحمن: “مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (20)“
توجد عدة حقائق غريبة عن حياة البرزخ لا يعرفها كثير من الناس نبينها فيما يلي:
- حياة البرزخ أمر غيبي يجب الإيمان به، لا نعلم منه إلا ما ورد في الأدلة الشرعية.
- تختلف تلك الحياة تمامًا عن الحياة الدنيا التي يعيشها الإنسان، وكذلك عن الحياة الآخرة وهي يوم القيامة، فلها سِمة خاصةً غيبية.
- سبب وجود تلك الحياة هو إجابة الإنسان بعد وفاته عن سؤال الملكين، وما يترتب عليهما من نعيم القبر أو عذابه.
- تبدأ منذ اللحظة الأولى التي تفارق فيها الروح جسد الإنسان.
- تبدأ حياة البرزخ بسؤال الملكين للمرء عن ربه، ودينه، والنبي الذي بعث فيه، وبناءً على جوابه تتضح كيف تكون الحياة البرزخية له.
- عند الجواب الصحيح على تلك الأسئلة، يلقى نعيم الجنة في قبره، ويتحول قبره إلى روضة من رياض الجنة.
- على الرغم من كون تلك الأسئلة معلومة للناس كافة إلا أن الله -عز وجل- لا يوفّق للإجابة عليها إلا العبد المؤمن، حيث قال الله تعالى في سورة إبراهيم: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ“.
- لا يُوفّق المنافق للإجابة على سؤال الملكين، فيتحول قبره إلى حفرة من النار.
- كما أن الملكان اللذان يسألان العبد يأتيان للمؤمن بيض الوجوه يفرح العبد رؤيتهما، ويستبشر بهما.
- نعيم القبر هو نعيم البرزخ، فإذا مات الإنسان وهو مستحق لدخول الجنة والنعيم فيها، فإنه ينعم في قبره.
اقرأ أيضًا: من هو صاحب لقب صقر قريش
الأدلة الشرعية على وجود الحياة البرزخية
ورد في الكتاب والسنة العديد من الآيات والأحاديث التي تُدلّل على وجود حياة البرزخ التي يتعرض لها الإنسان في قبره بعد وفاته، تتضح في ضوء بيان حقائق غريبة عن حياة البرزخ.
- قوله تعالى في سورة البقرة: “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)”
- قال تعالى في سورة غافر: “قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11)“
- قوله في سورة التوبة: “وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) أي أن الله كتب عليهم العذاب مرتين: في الدنيا، والقبر، فدل ذلك على وجود حياة في القبر.
- قال الله -عز وجل- في سورة غافر: “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)“ حيث تبين الآية أنه يعرضون على النار مرتين في اليوم، ثم قال ويوم تقوم الساعة ادخلوا، فدل ذلك على أنهم يعذبون في القبر.
- ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنما قال: “ أنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما أخْبَرَهُ، قَالَ: اطَّلَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أهْلِ القَلِيبِ، فَقَالَ: وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فقِيلَ له: تَدْعُو أمْوَاتًا؟ فَقَالَ: ما أنتُمْ بأَسْمع منهمْ، ولَكِنْ لا يُجِيبُونَ.“
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ قالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لا أَرْوَاحَ فِيهَا؟! قالَ: ما أَنْتُمْ بأَسْمعَ لِما أَقُولُ منهمْ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شيئًا.“
فكل تلك الأدلة الشرعية إنما تثبت الحياة البرزخية، والتي يتواجد فيها عذاب القبر أو نعيمه، وهذا ما اتفق عليه العلماء، حيث قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله:
“ مذهب سائر المسلمين، بل وسائر أهل الملل، إثبات القيامة الكبرى، وقيام الناس من قبورهم، والثواب والعقاب هناك، وإثبات الثواب والعقاب في البرزخ، ما بين الموت الى يوم القيامة، هذا قول السلف قاطبة، وأهل السنة والجماعة، وإنما أنكر ذلك في البرزخ قليل من أهل البدع.”
كما اتفق العلماء على كون النعيم والعذاب يقع على البدن والروح معًا، وهذا إنما يدل على تلك الحياة.
فقالوا: “ تُنعَّم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتنعم وتعذب متصلة بالبدن، والبدن متصل بها فيكون النعيم والعذاب عليها في هذه الحال مجتمعين كما تكون على الروح منفردة عن البدن.“
عذاب القبر ونعيمه
استكمالًا لسرد حقائق غريبة عن حياة البرزخ، نقول بأن عذاب القبر ونعيمه يعد من الأمور التي تحدث في الحياة البرزخية، وقد وردت العديد من الأدلة التي تثبت العذاب والنعيم المحقق في القبر.
أولَا: عذاب القبر
فقد وردت العديد من الدلائل في كتاب الله وسنة رسوله تدل على عذاب القبر.
- قوله تعالى في سورة نوح: “ مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)“ فالفاء هنا للتعقيب: أي أنهم أغرقوا ثم دخلوا النار ولا يحدث ذلك إلا بعذاب القبر.
- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته عندما مر على قبرين: “ إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ ثمَّ قال: بلى أمَّا أحدُهما فكان يسعى بالنَّميمةِ وأمَّا الآخَرُ فكان لا يستنزِهُ مِن بولِه) ثمَّ أخَذ عودًا فكسَره باثنينِ ثمَّ غرَز كلَّ واحدٍ منهما على قبرٍ ثمَّ قال: (لعلَّه يُخفَّفُ عنهما العذابُ ما لم ييبَسا)”
فتلك الأدلة تفيد صراحةَ وجود عذاب القبر.
ثانيًا: نعيم القبر
فقد بين الله تعالى في العديد من الآيات ما يدل على نعيم القبر، وكذلك وردت أحاديث في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- تدل عليه، وتدخل ضمن حقائق غريبة عن حياة البرزخ.
- قوله تعالى في سورة آل عمران: “ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)“
- قال تعالى في سورة الواقعة: “ أَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89)“
- ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: “ أسرِعُوا بالجنازَةِ، فإنْ تكُ صالِحةً فخيرٌ تُقدِّمُونَها إليه، وإنْ تَكُ سِوَى ذلكَ فشَرٌّ تَضعونَهُ عن رِقابِكمْ.” فقوله فإن تك صالحه فخير أي أن حال العبد في القبر خيرُ حسنُ.
توجد الكثير من الغيبيات التي وردت إلينا من خلال كتاب الله وسنة رسوله، والتي يجب الإيمان بها بشكل مسلم به، دون السؤال عن الكيف، فإنه في علم الله عز وجل.
تابعنا على جوجل نيوز