تقسيم مصروف البيت بالتفصيل
يعتبر تقسيم مصروف البيت بالتفصيل من المعضلات التي تواجه العديد من الأسر لاسيما بعد الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تتعرض لها بلادنا بل والعالم أجمع، وبهذا الصدد يجب علينا أن نتبع الأسلوب العلمي في تقسيم الميزانية.
تقسيم مصروف البيت بالتفصيل
الكثير منا يمر بضائقة مادية هذه الأيام ويحاول جاهدًا تخفيض النفقات وزيادة الدخل ليتمكن من تغطية مصاريف الأسرة أو العائلة، الأمر الذي يكون مرهقًا في كثير من الأحيان ويستتبع بالضرورة الحرمان من بعض الأمور التي اعتاد الشخص عليها أو عدم كفاية النقود لتغطية الميزانية الشهرية للبيت.
1- المصروفات الأساسية الثابتة
ليتعرف الزوجين على المصروفات الأساسية يجب في البداية كتابة جميع النفقات بشكل مُفصل مع السعر والكمية، لكي تتضح الأمور ويتم ترتيب الأولويات بطريقة صحيحة دون إغفال أي بند من بنود الميزانية.
- يجب في البداية خصم قيمة سداد الديون والأقساط؛؛ حتى لا تتراكم وتنتج ديون جديدة، وحتى لا تتسبب في المسائلات القانونية.
- تسجيل المصروفات الشهرية الثابتة بالأسعار وتواريخ الدفع مثل الإيجارات والاشتراكات الشهرية الضرورية والخدمات المنزلية من فواتير الماء والكهرباء.
- الأدوية إذا كان أحد أفراد الأسرة مريضًا يجب أن يتم خصمها من الدخل الشهري ضمن المشتريات الأساسية.
2- المصروفات الأساسية المتغيرة
لنتمكن من تقسيم مصروف البيت بالتفصيل يجب الأخذ في الحسبان المصروفات الأساسية المتغيرة، حيث تتمثل في الطعام والشراب وثمن الوقود ومصروفات الأبناء، ويجب مراعاة تسجيل الأساسيات فقط.
- يجب تدوين المخزون الأسبوعي من الطعام دون حساب الأطعمة الترفيهية والتكميلية، حيث يتم حساب ما هو ضروري فقط لاستمرار الحياة وتتراجع السلع غير الضرورية في ذيل القائمة.
- محاولة الوصول إلى الحد الأدنى من المصروفات المتغيرة للوصول إلى أكبر فائض يمكن استغلاله في أمور أخرى أو ادخاره.
- يجب الرقابة على أسعار المشتريات في هذا البند لأنه من أكثر البنود التي يصعب التحكم بها كما يجب البحث عن أفضل منتج أو خدمة بأقل سعر.
3- المصروفات الموسمية
هناك بعض المصروفات التي لا ترتبط بالمصروف الشهري وتظهر كل ثلاثة أو أربعة أشهر أو حتى كل عام؛ لكنها تستنزف الكثير من دخل الأسرة وتباغت رب الأسرة دون الاستعداد، لذلك يجب أخذها في الحسبان ضمن تقسيم مصروف البيت بالتفصيل.
- قيمة شراء الملابس يغفل عنها العديد من الأزواج عندما يقوم بحساب المصروف الشهري الذي يطلبه البيت؛ لذلك يجب خصم مبلغ شهري لهذا البند وفصله عن باقي النقود، حتى يأتي موسم شراء الملابس مثل تغير الفصول أو دخول الأعياد.
- المناسبات السنوية مثل الأعياد ودخول شهر رمضان وغيرها من المناسبات التي تتطلب بعض المصروفات ولا يتم الاستعداد لها، لذلك يجب أخذها في الاعتبار عند تقسيم مصروف البيت.
- بعض الأسر تعتاد على رحلات سنوية لقضاء بعض الوقت الممتع بعد مرور عام شاق من العمل والدراسة، ويجب أن يتم احتساب هذه الرحلات من بداية العام؛ حتى لا تتسبب في تعثر رب الأسرة بشرط ألا تقتطع من المصروفات الأساسية.
4- مبلغ للطوارئ
يغفل العديد من الأزواج هذا البند الهام فمثلًا قد يصاب أحد أفراد الأسرة بالإعياء أو وقوع ضرر في المنزل يستوجب التجديد، لذلك يجب على الزوج والزوج أن ينتبها لهذه الأمور حتى لا تتسبب في تعثرهم ماديًا.
- يجب خصم مبلغ شهري من الراتب تأهبًا للظروف والأزمات الطارئة، ولكن دون الاقتطاع من المصروفات الأساسية مثل الطعام والشراب والإيجار.
- يمكن استخدام بعض المنشآت المصرفية الإسلامية لادخار بعض النقود للأولاد وللأمور المفاجئة.
- يجب العيش في مستوى أقل من مستوى الدخل المادي حتى يكون هناك نصيب للمستقبل في دخولنا.
5- التوفير والادخار
من أهم العناصر التي يغفل عنها رب المنزل عندما يقوم بتقسيم مصروف البيت بالتفصيل هو عنصر المدخرات والنقود التي نمنعها لمستقبل أولادنا وبناتنا.
- يجب أن يتم الاقتصاد والتدبير وشراء ما نحتاج وليس ما لدينا القدرة المالية لشرائه.
- يجب فتح حساب في أحد البنوك الإسلامية والعمل على زيادته بشكل شهري لمستقبلنا ومستقبل أولادنا.
- في حالة الادخارات طويلة المدى يفضل شراء الذهب لأنه يحفظ قيمة العملة لاسيما في حالة التضخم وانخفاض قيمة العملة التي نعيشها.
6- الصدقات والمساعدات
قد يتعجب البعض من وضع هذا البند في التقسيم رغم أهميته العظمى في سعة الرزق وحلول البركة والراحة النفسية الكبيرة لرب المنزل، إلى جانب الأجر الكبير في الآخرة.
- يجب على المسلم الحق أن يقتطع جزء ولو بسيط من الدخل الشهري؛ ليتصدق به على من يحتاج من المحيطين به.
- عليه أن يجعل الصدقة سرية ولا يتبعها المن والأذى كما علمنا ديننا الحنيف.
- أن يكون على يقين على أنها لن تصبه أو تصيب بيته بالفقر كما علمنا نبينا حين قال (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
- الصدقة بشكل منتظم ودوري لها مفعول السحر في حل الأزمات المالية والمعنوية وتفريج الهم والحزن.
- يجب تعليم الأولاد هذه العادة لما لها من أثر إيجابي على الفرد والاسرة والمجتمع ككل.
- على المسلم أن يتأكد من حاجة الشخص للصدقة؛ لأن البعض يمتهن التسول وقد يكون دخله أكبر من رب الأسرة الذي يتصدق عليه.
اقرأ أيضًا: الزوج البخيل ماديًا وعاطفيًا.. كيف تتعاملين معه؟
التحكم في مصروف البيت بطريقة حسابية
هناك حيلة حسابية بنكية تسهل عليك حساب المصروفات الشهرية وتوفير مبلغ كبير كل شهر دون اللجوء على الديون والأقساط المرهقة، كل ما عليك هو اتباع بعض الخطوات البسيطة، ولكن يجب حساب المصروفات الثابتة والمتغيرة أولًا.
- يتم حساب المصروفات الثابتة كل شهر أما المصروفات المتغيرة يتم حسابها لفترة لا تقل عن ثلاث شهور ثم نحسب المتوسط.
- خصص حساب منفصل للمصروفات المتغيرة حسب الناتج المتوسط مثلًا 2000 ريال.
- التزم بالدفع بواسطة البطاقة أو اسحب من هذا الحساب فقط في حالة الدفع النقدي.
- في حال نفاذ المبلغ يمكن أن تدعمه بمبلغ آخر 500 ريال مثلًا، لكن يجب تسجيله.
- سجل لأنك صرفت 2500 ريال، ثم قم بخصم المبلغ الذي وفرته من الشهر السابق مثلًا 100 ريال؛ ليصب المصروف 2400 ريال.
- عند نزول الراتب حول المبلغ الإضافي والتزم مبلغ الشهر السابق وهو 2400 ريال.
- كرر هذه العملية لمدة ستة شهور كاملة وسجل النتائج ليسهل عليك حساب المتوسط بجع الستة أشهر والقسمة على 6.
- مثال (2400+ 2900 + 2600 + 2300 + 2700 +2300) = 6 / 15200 6/ = 2534 ريال تقريبًا
نصائح توفير مصروف البيت للزوجة
لكي تتمكن الزوجة من تقسيم مصروف البيت بالتفصيل وبطريقة صحيحة وتضمن أن تلبي جميع الاحتياجات دون إرهاق الزوج بالمزيد من النقود واضطراره للاقتراض، عليها أن تتبع عدة إرشادات هامة للوصول إلى أفضل ميزانية بإذن الله.
- عدم التسليم بأول سعر تراه على المنتج؛ لأن هناك بعض المنافذ الأخرى التي تبيع المنتجات بسعر أقل وبنفس الجودة تقريبًا؛ مما يوفر الكثير من المال شهريًا.
- مراقبة الأسعار وتغيراتها دائمًا وتدوين المصروفات بشكل مستمر لنتمكن من التحكم في النفقات وإزالة السلع غير الضرورية.
- عدم الضغط على الزوج في المتطلبات غير الضرورية أو الترفيهية ويجب أن نجعلها في ذيل قائمة الأولويات.
- الانتباه إلى الزيادة المتوقعة في السلع الأساسية وشراء كميات أكبر منها دون إسراف.
- تدارك المصروفات النثرية التي تبدو قليلة التكلفة لكن استدامتها تجعل منها مبلغًا ضخمًا في آخر كل شهر.
- عدم التهاون في المشتريات التافهة التي يشتريها الأطفال بشكل يومي؛ لأنها قد تتسبب في عجز كبير إذا لم يتم السيطرة عليها من البداية.
- لا يصح أن تبدل الزوجة من أولويات الإنفاق ولا يصح أن توهم الزوج أنها تشتري الضروريات فقط لكي يصاب بالصدمة آخر الشهر.
تعتبر الأزمة الاقتصادية الراهنة من أسوأ ما تمر بها البلاد، وعلى الزوجين أن يتعاملا بالحكمة والصبر حتى يتم عبور الأسرة على بر الأمان المادي.
تابعنا على جوجل نيوز