تجربتي مع سرطان المثانة
تجربتي مع سرطان المثانة كانت مليئة بالمشاعر المضطربة ما بين الخوف، القلق والاندهاش، حيث إنني اكتشفت أن هناك سر آخر غير العلاج يساهم في مواجهة ذلك المرض الخبيث والتمكن من التعافي.
أعراض مثيرة للخوف وشكوك
إن الظهور المفاجئ للدم في البول من أبرز الأعراض التي تسببت في ذعر أخت عزيزة لديّ في حال ما رأته لدى زوجها، وذلك ما جعل القلق لا يتركها ليلة واحدة دون تفكير بشأن ذلك الأمر، والجدير بالذكر أن ما جعلها أكثر قلقًا هو الأعراض الأخرى الواضحة عليه.
قد كان يشعر بأن هناك حرقة أو ألم يتزايد أثناء عملية التبول، وما أنقذه هو أن الأقاويل التي تتداول حول ذلك الأمر بين الناس لا تخصه فقد قيل لها أنه من الممكن أن يكون الأمر له علاقة بكبر سنه، ولكنه في الثلاثينات من عمره ولا يعد الأمر مريحًا بالمرة.
لذلك بحكم تجربتي مع سرطان المثانة بسبب طبيعة عملي ومعرفة أعراضه قد عرضت عليها ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص على الفور، دون اللجوء إلى الصيدليات ومحاولة معرفة العلاج دون تشخيص.
بدايات سرطان المثانة
أحب أن أقرأ بشكل كبير ومن المصادر العلمية الموثوقة خاصةً في حال كان الأمر متعلقًا بمشكلة مرضية، فعلمت أن سرطان المثانة يبدأ في الظهور بالطبقة الداخلية منها، وقد يظهر في بعض الحالات بطبقات أخرى.
ينتشر ذلك النوع من السرطانات في العالم بشكل كبير، حيث إنه يُصنّف من ضمن أول عشرة أنواع خطيرة وشائعة، وتكون الإصابة به سنويًا 550 ألف شخص حالة جديدة، ولكن في أغلب تلك الحالات يكون العلاج بسيطًا.
لم يتعرف الأطباء حتى الآن من خلال الدراسات والإحصائيات عن أسباب معينة أو علمية تزيد من احتمالية الإصابة بمشكلة سرطان المثانة، ولكن الأمر يتوقف على وجود بعض من العوامل التي قد تزيد من الخطر، ومن ضمنها ما يلي:
- التعرض لبعض المواد الضارة.
- الملامسة للمواد الكيميائية.
- التدخين.
- وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان المثانة.
- التهيج بالجهاز البولي بالشكل المتكرر.
- استخدام نوع من العلاجات الكيماوية لعلاج نوع آخر من مرض السرطان.
- التعرض إلى إشعاع مباشر تجاه الحوض.
أعراض مصاحبة وتشخيص مبكر
نظرًا لأن تلك الصديقة عزيزة بشكل كبير قد كنت أواكب معها رحلة مرض زوجها، فهي تعتمد على استشارتي لأجل طبيعة عملي السابقة وعمل والدتي في إحدى المنظمات الصحية.
حينما ازدادت الأعراض سوءًا وأصبحت دماء البول يصاحبها الشعور بالألم الشديد أسفل البطن مع الألم في الظهر والشعور بالرغبة المُلحة في التبول، قد كانت زيارة الطبيب هي الحل والمنقذ الوحيد من ذلك المأزق.
فدومًا ما يكون التشخيص المبكر هو الحل الأفضل للحصول على العلاج بالوقت المناسب، وتجنب أي شكل من أشكال الضرر، وقد كان الفحص يشمل بضعة فحوصات وإجراءات طبية من ضمنها ما يلي:
- سؤال الطبيب في بادئ الأمر عن التاريخ المرضي للحالة
- إجراء فحص سريري للكشف عن وجود أي مشكلة في العضو التناسلي.
- إجراء تحليل بول للكشف عن مسببات الأعراض.
- الخضوع لمنظار المثانة في حالة الشك بوجود مشكلة في التحليل البولي.
- في حالة لاحظ الطبيب أن هناك مشكلة في المثانة فإنه يقوم بأخذ خزعة منها، ومن ثم يتم إجراء اختبار عليها للكشف إن كانت خلاياها سرطانية.
بالإضافة إلى أن بعض الحالات قد تخضع إلى الفحص بأشعة الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وبعد تلك الإجراءات والفحوصات قد بدأت رحلة من الإصابة بمرض خطير ومشاعر مضطربة.
اقرأ أيضًا: هل سرطان الرحم مميت
من فحص بول إلى مرض خبيث
إن الذهاب للطبيب وأثناء فترة التشخيص لم يكن بالنسبة لهم بالشيء المرعب بهذا القدر، فكان وقع الكلمة على أذنهم بمثابة الصاعقة ونزلت كلمات الطبيب على صدورهم كالثلج.
فإن كلمة سرطان في العالم أجمع بمثابة رعب للكثير من الناس، حتى إن كان حميدًا فالفكرة الأولى هي أن تكون الخلايا خبيثة ويكون هناك صعوبة في الشفاء، ولكن ما رأيته في تجربتي مع سرطان المثانة كان مخالفًا تمامًا.
جراحة دقيقة واستسلام
ما يجعلني أقول إن تجربتي مع سرطان المثانة تخالف كل التجارب التي عايشتها مع المرض هي أن ذلك الرجل كان لديه من القوة والأمل في الله تعالى من الصعب إيجاده في أي شخص آخر، فعندما أخبرهم الطبيب أن العلاج الوحيد في تلك الحالة هو إجراء الجراحة لم يكن الأمر بالصعب عليه.
فنظرًا لأن الطبيب أوضح له أن النوع والحجم الذي قد وصلت إليه خلايا السرطان بحاجة إلى التدخل قد سلّم الأمر لله، وأخبرتني أختي أنه قال لها إن الله تعالى كتب له عمر وسوف يلقاه، ومن ضمن الوسائل التي خضع لها للعلاج قبل أن يلجأ إلى الاستئصال كانت ما يلي:
- العلاج الكيميائي.
- الرعاية التلطيفية.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج المناعي.
لكن بات الأمر غير مُجديًا عندما أصبح نوع وحجم السرطان مختلف عما سبق، فقد تعرضت حالته إلى المضاعفات الشديدة والمؤرقة، والتي تمثلت فيما يلي:
- مواجهة صعوبة في التبول بالشكل الطبيعي.
- الفقدان لبعض الوزن حتى إنني رأيته بحالة مذرية.
- الشعور بألم في العظام.
- التعب والوهن.
- ملاحظة وجود تورم في القدمين.
لهذا قد عرض الطبيب أن يتم إجراء جراحة لاستئصال الورم أو استئصال المثانة بأكملها حسب ما تستدعيه الحالة في غرفة العمليات، وبالفعل خضع لها لتكون الليلة السابقة لها مليئة بالبكاء والتوتر من زوجته التي حاولت طمأنتها كيفما أستطيع لتتمكن من مساندته.
ما بعد العلاج والخوف من عودة السرطان
بعد أن خضع زوجها إلى إجراء جراحة استئصال الورم من المثانة قد كانت هناك مخاوف أن يعود السرطان مرة أخرى وتنمو الخلايا السرطانية، لذلك كان أمر الطبيب أن يتم إجراء الفحوصات الطبية وأشعة الموجات فوق الصوتية كل ستة أشهر بعد تلك العملية للتأكد أن من المنطقة خالية من أي إصابات.
بعد مرور سنوات من وقت إجراء العملية يكون هناك حاجة إلى إجراء الاختبار لتنظير المثانة بمعدل مرة واحدة في العام، ولكن هذا ما يعتمد على طبيعة الجسم واستجابته إلى العلاج والجراحة.
قد مرّت سنتان حتى الآن من وقت إجرائه لتلك العملية، وحمدًا لله قد أصبحت حالته في تحسن وأشعته وفحوصاته الطبية خالية من وجود أي نوع من الخلايا الخبيثة، وهذا ما يعود إلى قوته وثقته في أن الله تعالى سيشفيه مع الأخذ بالأسباب.
الوقاية من سرطان المثانة
في تلك التجربة علمت أنه لا يتواجد طريقة معينة أو إرشادات يمكنها أن تساهم في كبح لجام تلك الخلايا الخبيثة وانتشارها، ولكن يمكن أن يتم التقليل من احتمالية خطر الإصابة عن طريق اتباع بعض الطرق التالية:
- التوقف عن التدخين تمامًا وتجنب شم الدخان الخاص به.
- تناول الأطعمة الغذائية التي تساهم في مد الجسم بكل العناصر الغذائية التي يحتاج إليها.
- التوقف عن تناول المشروبات الكحولية.
- الحذر من التعامل مع أي من المواد الكيميائية بالشكل المباشر.
- الحصول على استشارة الطبيب في حالة وجود مشكلة أو عرض غير طبيعي.
نسبة الشفاء من سرطان المثانة
تعتمد النسبة المحتملة للشفاء من سرطان المثانة على المرحلة التي تم فيها الكشف عن المرض، ومن الجدير بالذكر أن تلك النقطة هي ما ساهمت في تحسين حالة زوج صديقتي والتقليل من احتمالية الخطر ونجاح العملية.
كما يلزم التنويه إلى أن الطريقة التي يتم بها علاج سرطان المثانة لا علاقة لها بنسبة النجاح التي سوف أنقلها لكم فيما يلي:
- نسبة النجاح لمن يعاني من سرطان المثانة السطحي تكون 90%.
- المصابون بالمرحلة الأولى من سرطان المثانة نسبة شفائهم تكون 88%.
- في حالة المعاناة من مشكلة سرطان المثانة بمرحلته الثانية تكون نسبة التعافي منه 63%.
- من يعاني من سرطان المثانة في مرحلته الثالثة تكون نسبة الشفاء منه حوالي 46%.
- المرحلة الرابعة من سرطان المثانة هي ما تكون أقل تلك المراحل احتمالية لنسبة التعافي حيث تكون 15%
نظام غذائي لسرطان المثانة
على الرغم من عدم وجود أي من الأسباب العلمية التي قد تسبب الإصابة بمشكلة سرطان المثانة، إلا أن هناك بعض الأطعمة التي تساعد في التقليل من خطر الإصابة بذلك المرض الخبيث، ومن ضمنها ما يلي:
- تجنب تناول الأطعمة الحمراء أو المعالجة.
- تناول الأرز المطبوخ.
- استهلاك كمية مناسبة من البيض.
- تناول الزبادي.
- تناول الخضراوات والفواكه.
تجربتي مع سرطان المثانة جعلتني أعلم أن من يواجه السرطان هو من يعرف جيدًا أن ذلك المرض الخبيث لن يقوى عليه إلا من يؤمن بقدرة الله عز وجل، ويحاول بقدر الإمكان إيجاد وسيلة للعلاج مناسبة.
تابعنا على جوجل نيوز