المرأة الأوكرانية بين التجنيد التطوعي والاستغلال الجنسي
انتشرت مؤخرًا العديد من الصور عبر مواقع التواصل صور جميلات أوكرانيا بالزي العسكري، مما أثار الجدل حول قدرتهم على القتال، كما أشارت بعض التعليقات الساخرة عن موعد لجوئهم السياسي ليصبحوا متاحين للزواج، ولكن في الحقيقة أن المرأة الأوكرانية رفضت اللجوء واختارت حمل السلاح، وهذا ما نطرحه عبر موقع إيزيس.
نساء أوكرانيا في الجيش
من المتعارف عليه تاريخيًا أن النساء يصبحن الضحية الأولى في الحروب ويصبحن عرضة للسبي والذل والاغتصاب، لكن العديد من النماذج قد تمردوا على تلك القاعدة، ومنهم المرأة الأوكرانية التي رفضت اللجوء والهروب من المعركة واختارت حمل السلاح دفاعًا عن وطنها وأهلها.
في شهر ديسمبر للعام الماضي، تم الإعلان عن سن اللياقة في حالة المجندات من النساء من قبل وزارة الدفاع حيث صرحت بأن السيدات ما بين 18 و60 عامًا لديهم اللياقة الكاملة لأداء للخدمة العسكرية، ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا 24 فبراير زادت نسبة تطوع النساء في الجيش بشكل ملحوظ، عندما بدأ خطر الحرب الروسية يلوح في الأفق.
أشارت البرلمانية الأوكرانية (أولكساندرا أوستينوفا) أن هذا السلوك بمثابة رسالة قوية لموسكو وأكدت أن تجنيد الفتيات والسيدات لم يكن إجباريًا وإنما كان تطوعيًا، وعيًا من المرأة الأوكرانية بدورها في الوطن وأنها لا تقل في أهميتها عن الرجل الأمر الذي أثار إعجاب المجتمع النسوي العالمي وأصبحت المرأة الأوكرانية رمزًا للقتال والنضال.
كما أكدت الحركات النسوية الأوكرانية أن التجنيد لا يتعلق بالقوانين الإجبارية وإنما هو تصرف وطني منطقي ناتج عن نداء الواجب، في الوقت الذي تحشد فيه روسيا قواتها على الحدود، وخاصةً عندما أعلنت السلطات حاجتها لتجنيد أكثر من مليون ونصف مدني في قوات الدفاع الإقليمية.
من الملحوظ في الآونة الأخيرة تضاعف عدد النساء في القوات العسكرية الأوكراني منذ عام 2014 عندما شرعت روسيا في ضم شبه جزيرة القرم، وتم إصدار قانون جديد يسمح بحشد النساء ما بين 20 و40 عام للعمل كجنود نظاميين، أما ما بين 20 إلى 50 سوف يصبحون ضباط، ولكن مع مراعاة السيدات ذوات الأطفال بما في ذلك الطلاب المتفرغين والخريجين.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة الاجتماعية.. ما بين النظرية والتطبيق
نماذج ملهمة من الجيش النسائي الأوكراني
عند بدء الحرب هرعت العديد من النساء الأوكرانيات إلى التطوع وخدمة الوطن في المجال العسكري والطبي وغيره، دون أدنى شعور بالخوف من قتال القوات الروسية على الجبهة الحدودية أو في الشوارع بشكل لحماية المدن، لذا فإن كان لنساء أوكرانيا في الجيش دور عظيم
1- أناستاسيا لينا ANASTASIA LINA
من الأخبار التي لفتت العديد من الأنظار العالمية وكانت ملهمة ومثيرة للإعجاب بشكل كبير انضمام ملكة جمال أوكرانيا لعام 2015 أناستاسيا لينا إلى الخدمة، والتي تبلغ من العمر 31 عاما، أظهرت لينا ثباتًا وقوة تثير الإعجاب أثناء أداء الخدمة حيث تنشر صورها باستمرار على مواقع التواصل، تدعو فيه متابعيها بالانضمام إلى الجيش الأوكراني.
2- فالنتينا كونستانتينوفسكا Kiamami Valentina
أصبحت البالغة من العمر 79 فالنتينا كونستانتينوفسكا رمزًا للمقاومة النسائية بل المقاومة الأوكرانية عمومًا، وتم تدريب الجدة المقاتلة على يد وحدة القوات الخاصة الأوكرانية، نتيجة إصرارها على الالتحاق بالقوات الدفاعية وأكدت فالنتينا إنها مستعدة للدفاع عن منزلها في حالة حدوث غزو روسي.
من الجدير بالذكر أن النشاط التدريبي الذي تم في ماريوبول بمنطقة دونيتسك قد شمل جميع المهارات القتالية مثل تجميع وتفكيك السلاح والتصويب على الأهداف.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
دور المرأة في المجتمع الأوكراني
كان دور المرأة الأوكرانية قديمًا في الجيش يقتصر على الأدوار غير القتالية، مثل التمريض والإسعاف والطبخ، ولكن كان لها دورًا عسكريًا لا يُمكن التغافل عنه، حيث استطاعت الحركات النسوية الأوكرانية بعد نضال مرير تحسين وضع المرأة منذ عام 1991 بعد استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي.
أصبح الجيش يسمح للنساء بعمل أدوار المقاتلين اعتبارًا من عام 2016، نسبة النساء في المجتمع الأوكراني ما يعادل 54% كما تمثل المرأة 47.4% من القوى العاملة معدل بطالة المرأة الحاصلة على شهادة جامعية في أوكرانيا تصل نسبتها إلى 60% والذي يعد معدل ضخم مقارنةً مع الرجال الذين على نفس الدرجة العلمية.
تجارة النساء في أوكرانيا
الكثير من الناس يعتقد أن تجارة العبيد أو ما كان يسمى بالنخاسة قد انتهت منذ العهود الغابرة لكن في الحقيقة، مازالت الكثير من السيدات في العالم خاصةً المهمشين يتم استدراجهم وتهريبهم إلى دول أخرى بهدف تجارة الجنس.
يتم البيع والشراء في النساء بكميات كبيرة، والمرأة التي تظهر اعتراضها يتم تعذيبها إلى جانب استغلال سذاجة الفتيات القاصرات ليتم تهريبهم إلى المجهول، وهناك أكثر من 8000 ألف شخص في العالم يتم المتاجرة بهم أغلبهم من النساء في مختلف الدول وتعد أوكرانيا أحد أهم هذه المراكز التجارية.
غالبًا ما ينتهي بهم الأمر في دور الدعارة وتجارة الجنس، وتقديم الخدمات في الملاهي الليلية وأغلبهم يأتي من الدول الآسيوية الفقيرة لكن النسبة الأكبر تأتي من أوكرانيا، وطرق التهريب تختلف من سيدة إلى أخرى لكن معظم الفتيات اللواتي يذهبن إلى العمل في أوديسا، غالباً ما يتم ذلك عن طريق إغرائهم بحياة أفضل.
صفقات الجنس في أوكرانيا
يشتهر ميدان تاموزينيا في مدينة أوديسا بتجارة النساء الأوكرانيات، حيث يقفن من جميع الأعمار حول الميدان انتظارًا لأي سيارة قادمة بهدف المقايضة مع القوادة ليختار العميل السلعة البشرية التي يرغب بها، يعتبر ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود في أوكرانيا، أحد أبرز الأماكن الشهيرة بتجارة وتهريب النساء ليس في أوكرانيا فقط بل على المستوى العالمي.
من الأمور المساعدة على تلك الظاهرة المأساوية في حق المرأة بل في حق الإنسانية هي فساد الشرطة وتواجد المافيا التي تملك النفوذ والمال ولديها قوات مسلحة خاصة بها، تشتهر منظمة (ايمان، امل، حب) الخيرية التي تختص بحقوق الإنسان وتعزيز العمل العام، صرحت الناشطة أولجا كوستيوك بشأن تجارة النساء الأوكرانيات أن موسم النخاسة يبدأ كل عام بهجرة آلاف الأوكرانيات للانضمام الى تجارة الجنس في ميناء أوديسا.
يتمثل العمل التجاري في تجمع الفتيات والسيدات في شارع كولونتايافسكايا، ومحاولة التوصل إلى أفضل صفقة لممارسة الرذيلة مقابلة 40 يورو للزبون، لا يتوقف الأمر على ممارسة الجنس فقط الأسوأ من ذلك هو تعرض الفتيات إلى سلوكيات منحرفة من العنف الجنسي.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة في الدستور الأمريكي
نماذج المتاجرة بالمرأة في أوكرانيا
إحدى الفتيات الأوكرانيات والتي تسمى ميلا وتبلغ من العمر ثمانية عشرة عام، تقول بدأت في ممارسة الجنس مقابل المال منذ الثانية عشر، كما تروى عن طفولتها البائسة أن أمها قد توفيت وقام والدها بطردها من المنزل ولم تجد أمامها غير هذا العمل اللاإنساني.
صرحت فتاة أخرى في إحدى القنوات المحلية (اريد التوقف عن ذلك، ولكن ليس هناك اي عمل أمارسه)، وقد أكدت الإحصائيات التي ترصد تجارة الجنس في اوديسا وجود نسبة 90٪ منهن يعملن في تجارة الجنس بالإجبار ولا يرغبن في استكمالها.
كما قالت بعض النساء عما يحدث في ميدان تومازينايا، (على كل واحدة أن تدفع يدفعن نحو أربعة هريفنا أوكرانية لمسؤول الشرطة كل ليلة، ولكن المفاجئ في الأمر هو اكتشاف بعض الملاجئ المخصصة للأيتام الحكومية أنها تبيع الأطفال.
استطاعت المنظمة الخيرية (ايمان، امل، حب)، أخيرًا أن تنقذ فتاة تبلغ خمسة عشرة عام من البيع في اوديسا، كانت المفاجأة عندما صرحت الفتاة أنها لا تريد التوقف عن العمل في الدعارة، الأمر الذي لا يمكن تصديقه أن المنظمة قد وجدت القواد وجدوا انه أستاذها في المدرسة.
تعاني المرأة الأوكرانية من الكثير من المشكلات والضغوطات الحياتية كما تتعرض كثيرًا للعنف الأسري من قِبل الزوج، لكن ذلك لم يمنعها من أن تصبح عنصر فعال في المجتمع.
تابعنا على جوجل نيوز