الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام

الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام نابع من اختلاف التوجهات والأيديولوجيات المتبعة، فمن المعلوم أن الغرب الأمريكي قد تبنى الفكر الرأسمالي في حين اتبع المعسكر الشرقي الفكر الشيوعي الذي آل إلى الاشتراكية فيما بعد.

الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام

الرأسمالية.. عملت على رسم منهجية حرة لبني البشر، فالانفتاح هو المُحقق للسعادة الفردية، من المفترض فيها الابتعاد عن التمييز الطبقي.

إلا أن الواقع في نهاية المطاف آل بمن يتبع الرأسمالية إلى أن يكون إما غنيًا بفُحش أو فقيرًا منعدم، فلا وسطية بين هذا وذاك.

أما الشيوعية.. فقد ألغت الطبقات بأسرها، لتكون رد الفعل المناسب على جشع الرأسمالية، برسم مبادئ وخُطى أكثر حزمًا وصلابة، بل وتقييد في حقيقة الأمر، فكانت أشبه بالثورة المتمردة.

بيد أن الإسلام.. هو الفكر الأكثر نقاءً، الواقف بين الاتجاهين في المنتصف، لا يميل إلى أي منهما.

أيهما الأصلح؟

بالنظر إلى النموذج الأصلح بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام فلا شك في كون الإسلام هو المنهج الأكثر إنسانية واعتدالًا.

  • فالرأسمالية قد كدست الثروات في يد أقلّاء، وجعلت من المال إلهًا، فاختفت في طياتها الطبقة الوسطى.
  • كما أنّ الشيوعية فشلت في رسم خُطى المساواة والعدل كما دعت وارتأت، فكانت أشد قساوة وفقرًا.
  • على جانب آخر.. الواقع المرير في إسلام بلا مسلمين لا يجعل نموذجًا بذاته هو الأكثر صلاحًا.

لنكون أكثر إنصافًا، إن كانت مناهج الرأسمالية والشيوعية قد باءت بالفشل، إلا أنّ الإسلام نجح في اعتباره منهجًا قويمًا، وربما فشل أتباعه في ترسيخ مبادئه.

الاقتصاد الإسلامي بين الرأسمالية والاشتراكية

في خضم الصراعات على الهيمنة بين الاشتراكية والرأسمالية يأتي الإسلام بموقف مغاير لهما، سواء على الصعيد السياسي أو المالي.

فالاقتصاد الإسلامي وسط بين الرأسمالي والاشتراكي، وفي حقيقة الأمر لا يتفق مع أي منهما.

1- الاقتصاد الرأسمالي

  • الملكية الفردية لعناصر الإنتاج.
  • حرية ممارسة النشاط الاقتصادي.

2- الاقتصاد الاشتراكي

  • الملكية العامة لعناصر الإنتاج.
  • تحكم الدولة في ممارسة النشاط الاقتصادي.

3- الاقتصاد الإسلامي

  • تطبيق الشريعة الإسلامية.
  • النشاط الاقتصادي في كافة المعاملات يخضع للمبادئ الإسلامية.
  • التوفيق بين الحاجات المادية والروحية.
  • الاقتصاد محاط بفقه المعاملات المالية.

لذا نجد أن الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام يتجلى في كون الإسلام يُبنى على أركان رئيسية بمعزل عن الأنظمة الاقتصادية الأخرى.

  • العدالة الاجتماعية.
  • النطاق المحدود للحرية الاقتصادية.
  • الملكية المزدوجة.

اقرأ أيضًا: ما هي الديانة الدرزية

الوسطية بين التفريط والإسراف في الملكية

لا يوجد أي من المذاهب حارب فكرة “الملكية” عدا الشيوعية، إلا أن الاقتصاد العدل قائم على احترام الملكيات، وفي ذلك نشير إلى الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام من زاوية اقتصادية.

أولًا: إسراف الرأسمالية

  • الإفراط في أمر الملكية على جانب آخر لا يؤدي إلى رواجًا.
  • فقد تركزت الثروة في يد البعض وفقًا لدعوة الرأسمالية إلى الملكية الخاصة.
  • أصحاب الثروة يمتلكون القوة والنفوذ، ويزدادون ثراءً بيد أن الفقراء يزدادون فقرًا.
  • كانت الرأسمالية وفقًا لذلك طاغية تقوم على الاحتكار والربا وما إلى ذلك، فما آلت إلا إلى الأزمات المالية.
  • فقد انهارت الرأسمالية على إثر إخفاق الاقتصاد.

ثانيًا: تفريط الاشتراكية

  • كان إلغاء الملكية الخاصة مما دعت إليه الاشتراكية القائمة على الفكر الشيوعي الماركسي.
  • فقد كانت الشيوعية على قناعة أن إلغاء الرأسمالية لا يتم إلا بإلغاء ملكية وسائل الإنتاج الفردية.. وكان ذلك من بنود الاتحاد السوفيتي.
  • التأكيد على القاعدة الاشتراكية: “من كلٍّ حسب قدرته، ولكلٍّ حسب عمله“.
  • ما أدى إلغاء الملكية والتعسف في ذلك إلا إلى ضعف الإنتاج، وتكاسل العمال وضعف العمل.. وتدهور الاقتصاد.

ثالثًا: وسطية الإسلام

  • يتجلى الفرق بين الشيوعية والرأسمالية والإسلام في تطبيق مبدأ الحديث الشريف: “الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلإِ، وَالنَّارِ“.
  • فهناك الملكيات العامة للدولة، وهناك الملكيات الخاصة الحافظة للحقوق.
  • لا ينبغي استغلال حق الملكية أو منع أحد منه، فغريزة التملك فطرية لا ينبغي إغفالها.

هل تتصادم الرأسمالية والاشتراكية مع الإسلام؟

بالمفاهيم السائدة عن الشيوعية والرأسمالية فإنهما نظريتان يُكفرهما الإسلام، وهو ما أشار إليه جمعٌ من الفقهاء والأئمة.

  • قال الشيخ “صالح الفوزان”: “الانتماء إلى المذاهب الإلحادية: كالشيوعية، والعلمانية، والرأسمالية، وغيرها من مذاهب الكفر ردة عن دين الإسلام“.
  • على حد قول ابن باز رحمه الله: “ومن العقائد الكفرية المضادة للعقيدة الصحيحة، والمخالفة لما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام: ما يعتقده الملاحدة في هذا العصر من أتباع ماركس، ولينين، وغيرهما من دعاة الإلحاد والكفر، سواء سموا ذلك اشتراكية، أو شيوعية، أو بعثية“.
  • كما قال “علي نايف الشحود”: “والنظام الرأسمالي نظام بشري لا يحكم شرع الله تعالى، ومن الأمور الظاهرة فيه أنه لا يرى مهمة للدولة سوى حماية أصحاب رؤوس الأموال، وإن خالفت جميع الشرائع والحريات، ولا تمانع من وقوع الفوضى الاعتقادية، والفكرية، والسلوكية، والاجتماعية ما دامت لا تضر بأموالهم مباشرة“.

هل من ينتمي إلى الشيوعية أو الرأسمالية كافرًا؟

رغم ما سبق ذكره في آراء الفقهاء عن الشيوعية والرأسمالية والإسلام، إلا أنه لا يجب تكفير كل من ينتمي إلى مذهب بعينه.

لأن التكفير دون إقامة الحجة غير جائز، وليس كل من اتبع مظهر للكفر يُعتد به كافرًا، فيجب النظر إلى حال من يتبع أي من تلك المذاهب قبل الحكم عليه.

برأي البعض فإن الرأسمالية والشيوعية كأنظمة فكرية متبعة تحيد عن شرع الله، لذا فهي تتنافى مع الإسلام، ومآلها إلى العلمانية.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا