الشجرة المباركة في طور سيناء

الشجرة المباركة في طور سيناء كثُرت الأقاويل عنها، يُقال إنه من يراها يُحقق أمانيه، أو أن لها قدرة خارقة، لكنّ هذا لا أساس له من الصحة وليس عليه إثبات، لكن ما أصل هذه الشجرة؟ ولماذا هي مُباركة؟

الشجرة المباركة في طور سيناء

نعلم جميعًا الوقت الذي ناجى به سيدنا موسى عليه السلام الله، وكان بجواره شجرة، وهي الموجودة الآن بجنوب سيناء، وتُسمى شجرة العليقة المُقدسة، مكان تواجدها هو دير سانت كاترين.

أسستها الإمبراطورة هيلانة والدة قسطنطين، بالقرن الرابع ميلاديًا، قاصدة أن تكون قرب الشجرة، وحين أتى جستنيان ليبني طور سيناء بالقرن السادس الميلادي ضمها بالدير.

باتت الشجرة الآن موجودٌ جذعها داخل الكنيسة، أمّا أوراقها فخارجها، ومن آداب الدخول لهذه الكنيسة إكرامًا للشجرة أن يخلع الجميع النِعال، كما كان يفعل نبي الله موسى حين لبى نداء الله تعالى.

قيمة شجرة العليقة للأديان السماوية

تُمثل الشجرة قيمة كبيرة لكل الأديان الثلاثة، فقد وردت في القرآن الكريم في مواضع عِدة، فبسورة المؤمنون قال تعالى: “وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ (20)“، وقال سبحانه في سورة الشرح: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)“.

كما ورد ذكر الشجرة في التوراة بسفر الخروج عن موسى (وَأمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ فَسَاقَ الْغَنَمَ إلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ فَنَظَرَ وَاذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ!

فَقَالَ مُوسَى: «أمِيلُ الآنَ لأنْظُرَ هَذَا الْمَنْظَرَ الْعَظِيمَ. لِمَاذَا لا تَحْتَرِقُ الْعُلَّيْقَةُ؟» فَلَمَّا رَاى الرَّبُّ انَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى مُوسَى». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «لا تَقْتَرِبْ الَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لانَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي انْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ ارْضٌ مُقَدَّسَةٌ». ثُمَّ قَالَ: «انَا الَهُ ابِيكَ الَهُ ابْرَاهِيمَ وَالَهُ اسْحَاقَ وَالَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأنه خَافَ انْ يَنْظُرَ الَى اللهِ…………..) (خروج 3: 1- 6)

اقرأ أيضًا: لماذا لم يتم ترتيب القرآن حسب النزول؟

عجائب شجرة العليقة المُباركة

إن الشجرة المباركة في طور سيناء عَجب لها كل من رآها، فليست كغيرها.

  • لا يمكن نسخها أبدًا، حتى أن إذا قام أي شخص بأخذ بذرة منها وزرعها جوار فإنها لن تنبت، حتى لو زُرعت جوار الشجرة الأصلية.
  • خضراء طوال العام لا تذبل أو تتساقط أوراقها أبدًا، لكنّها لا تُنبت أبدًا.
  • كلما رآها أحد شعر بقدسيتها على اختلاف الديانة والمذهب.
  • الأمر الذي انتشر عن هذه الشجرة بأن قربها قبر نبي الله هارون ليس من الصحة، بل هو مجرد شاهد رمزي، والسبب الذي جعل هذه الشائعة تنتشر هو وفاته بهذا المكان.

شجرة العليقة من الأشجار التي بلغت أهمية روحانية كبيرة، ليس فقط للمسلمين إنما لكافة الأديان السماوية.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة