الزوج الفرفوش رزق.. أم نقمة؟
عند اختيار الفتيات شريك حياتها، تسعى أن يتسم بالحِس الفُكاهي الرفيع، فتعيش في مرح وفرحة دائمًا، لذا يُقال إن الزوج الفرفوش رزق منّ الله به عليها؛ لأن له كثير من المُميزات افتُقِر لها الشخصيات الأخرى للرجال، ولكن هل يكون جيدًا العيش معه قادرًا على تحمُل المسؤولية؟ أم إنه نُقمة وليس رزقًا؟ هذا ما يُظهرهُ لكِ إيزيس.
هل الزوج الفرفوش رزق؟
أنا امرأة تعشق الفرفشة والضحك والمرح، فكنت دائمًا ما اقول في قرارة نفسي: كيف سأكون ربة أسرة وأنا أتعامل مع الأمور بسطحية وقادرة على تحويل المشكلات إلى امور ميسرة، لم أكن أن ذلك الأمر يعد ميزة وليس عيب.
لكنني كنت أمزج كلمات رأسي مع نصائح جدتي التي تشير إلى ضرورة التزامي بالعقل الراجح والتخلي عن الضحك والهزل كي يعحب بي من يراني ويشعر بأنني شخصية عميقة، وياليتني لم أنصت لصوت كليهما، فهذا دفعني إلى رسم نمط معين لزوج المستقبل، أهم ما في شخصيته أن يكون متزنًا عاقلًا وليس فرفوشًا حتى تكون علاقتنا متوازنة.
كأنني كنت احدث نفسي وأبواب السماء مفتوحة وأتى إلى خطبتي رجل عاقل هادئ الطباع، وافقت على الفور، وقلت أنا مرحة وهو هادئ وسيكون الاختلاف مقبولًا، لكنني تفاجأت بأنه لا يضحك كما تقول جدتي ذاتها صاحبة النصيحة الذهبية، للرغيف السخن.
فقد كان كئيبًا للحد الذي لا يمكنني التعايش معه، كنت أضحك على نكتة بالفعل مضحكة، ينظر إلى وجهي وكأنني أكلت طعامه أو عضضت ذراعه، شيئًا من ذلك القبيل، كنت أصرخ من داخلي وأنا معه، مرددة أغنية (كنتي فين يا لأ لما قلت أه).
في الحقيقة لم أستطع أن أصبر على تلك الطلبات التي تأتي بالجلطات والشلل الرباعي، فقد كان نكدي حد النخاع، (بيعمل من الحبة قبة)، دائمًا ما كنت أقول لنفسي: ماله الراجل الفرفوش ده حتى رزق وعملة نادرة، مش أحسن من وجه البومة ذلك، لم أتحمل وأخبرت أهلي أنني لا أود إكمال تلك الخطبة.
كأنهم كانوا يوافقونني الرأي ويستحون من قول ذلك، كنت أرى في وجه أمي تعاستها حينما يأتي كونه لا يبتسم مطلقًا، لكنها كانت تبرر بأنه عاقل يا بنيتي، فليذهب العقل إلى الجحيم إن كان صاحبه أنقر البوز مثل ذلك، ويعني هذا أنه كئيب دائم التكشير.
مرت فترة ليست بقليلة، تعرفت فيها على رجل مرح، منطلق، يشع حياة، يشبهني كثيرًا، وما جذب قلبي إليه، أنه لم يكن تافهًا، فجده جد، وهزله (يانهار أبيض بصوت مدحت شلبي) راق لي ذلك الشخص الذي كنت أشبهه بسمكة بيبي شارك الدودو، وكان يعجبه ذلك كثيرًا.
كنت أفكر ماذا لو كان ذلك التشبيه لمن سبقه، كان سيقوم بإلقائي لأسماك القرش يلتهمونني حتمًا، تقدم لخطبتي ذلك الفرفوش مثلًا وكنت أرغب في التعجيل بالزواج منه، كي نسعد سويًا برؤيتنا للأمور بصورة مبسطة، الجدير بالذكر أنه فاقني في الفرفشة، لا أعلم هل اكتسبت جزء من نكد خطيبي السابق، أم أن حسه الفكاهي أعلى مني نسبيًا.
لكنني أعتقد أن الهرمونات النسائية مهما بلغت من مرح، يظل داخلها تلك البذرة الكئيبة بعض الشيء، وهي التي أكدت لي أن الزوج الفرفوش رزق حقًا.
مميزات الرجل الفرفوش
مرت سنوات على زواجي من رجل أقل ما يقال عنه: إنه نعمة من الله عز وجل، ليس فقط لكونه مرحًا، ولكنني اكتشفت أن فرفشة طبعه ينتج عنها الكثير من الإيجابيات الأخرى، لذا أنصح كافة الفتيات بالابتعاد عن نصائح من يماثلون جدتي في التفكير، فالزوج المرح رزق، وله الكثير من الصفات المميزة، حيث تتشكل فيما يلي:
1- الخناقة مش هتكمل
لا يخلو بيت شرقي أصيل من المشكلات المعتادة، من الممكن أن تتفاقم، خاصة في الفترة الأولية من الزواج، حيث تعود كل منا على طباع الآخر، لكن التصرف الخاطئ من الممكن أن يؤدي إلى الطلاق، لا أنكر أنني على الرغم من مرحي إلا أن لساني عندما ولدت تقريبًا تم جذبي منه.
لأخرج من فمي كلمات لا يتقبلها سوى رجل ليس له عقل وليس فرفوشًا فقط، فعندما كانت تتأزم الدنيا أمامي أقول له لا أود أن أستمر في تلك العلاقة، يقول لي بنبرة مضحكة: مش عاجبك طلقني، أجد نفسي على الأرض من الضحك، وتنتهي المشكلة دون ادنى محاولة مني للثبات على موقفي.
أتساءل حينها، ماذا لو كنت استمريت مع الكئيب عديم الحس الفكاهي، أعتقد أن حياتنا كانت لتنتهي قبل بدايتها، أنا أقول له: لا أود الاستمرار، يداهمني على الفور: لك ما تريدين، ولا يعني ذلك أن زوجي لا يحزن من المشكلات، ولكن له القدرة الكبيرة في حلها دون خسائر، ولا يود استمرارها عدة أيام حتى لا يتسرب الجفاء إلى علاقتنا، وتكون نهايتها محتومة.
تعرفي أيضًا على: زوجي ضعيف الشخصية أمام أهله
2- علاقاتك بالناس هتكون أكثر سلاسة
الرجل النكدي لا يحب تواجده الكثير من الأشخاص، حيث يشكل ضغطًا، ويجعل المحيطين في حالة تنبه لكل ما يخرج من أفواههم خشية أن يحزن، أقول لكم ذلك من منطلق أنني عاشرت رجل من تلك الفئة، كنت أود حين التفوه بكلمة عادية لكنها أحزنته، أن أشنق نفسي بحجابي حتى يتدلى لساني بعدما يلقى حتفي.
لكن الرجل الفرفوش يقول إفيه أرد بإفيه، نتشارك الضحك وتعم السعادة على الجميع ويرغبون في حضوره بشكل دائم، كذلك لن تجدي صعوبة في طلب الذهاب إليهم كون الرجل الفرفوش سلس في التعامل وليس كغيره ممن يطلبون القيام برفع طلب إلى الإدارة العليا وتوقيع الأستاذة عفاف الدور الرابع كي تذهبي لجارتك التي تسكن في الطابق الأسفل.
فالرجل الفرفوش لا يحب افتعال المشكلات، ولا يجد لها مكانًا في منزله ما دام الأمر لا يستحق، الجدير بالذكر أن ذلك المرح الذي يكسو طبعه لا يؤثر على احترامه لذاته أو تعامله بشكل عقلاني إن استدعى الأمر ذلك، لذا لا تقلق المرأة من كونه يتبسم بشكل دائم.
3- ملامحه مش هتكبر
إن كان زوجك مرحًا، تعالي وانظري إلى صوره منذ الخطوبة إلى الآن، ستجدين أنه (كل ما يكبر يحلى، ويصير أحلى وأحلى) ذلك لكونه ينعم بالروح المفعمة بالحياة، فالعمر بالنسبة إليه مجرد رقم، وملامحه لا تعرف للحزن طريق، لذا فهو لا يتجعد بمرور السنوات وتظل ملامحه أخاذة ولبسمته رونقها الرائع.
أما من له من الطبع أشده نكدًة تمر عليه السنة الواحدة، تكبر ملامحه عشر سنوات، فهو يحمل أعباء الدنيا برمته فوق عنقه وجفون عينيه، على الرغم من أنه طبع مكروه، لكننا مشفقين على صاحبه، كونه لا يعيش عمره كما ينبغي، ودائم التفكير بشكل سلبي.
الجدير بالذكر أن الرجل الفرفوش تكون له الملامح الطفولية التي تسحب الروح وتذهب بها بعيدًا، فمهما كنت مضجرة منه، ستجدين أن براءة ضحكته ستغفر له ما قام به كما لو أنه إبنك الذي أخطأ، وهنا عليك ألا تبالغي في رد الفعل (متبقيش أوڤر).
4- هيحللك كل مشاكلك
اصرخي، شدي في شعرك، انهاري أمام زوجك غير النكدي، ستجدين أنه يستوعب الأمر كما لو أنه والدتك التي تحبك ولها القدرة على تيسير كافة الأمور من خلال ضمك والتمسيد على شعرك وتضفيره في بعض الأوقات.
فذلك الطبع المرح في الرجال يكون كناية عن قلبهم الطيب النقي الذي يعلم كيف له أن يعامل المرأة بلين وإحسان، قد تأتي بعض الأوقات التي تشعر المرأة خلالها بأن لها الرغبة في البكاء دون سبب واضح، إلا أن ذلك ينبع من التراكمات.
هنا تظهر ردود أفعال الرجال بنوعيهما، فالرجل النكدي سيقوم بالتذمر والصراخ ولا يحسن التصرف أبدًا، ويرى أن ما تقوم به زوجته هو مجرد تدلل زائد، فإما ينهرها، وإما يتركها تهدأ بمفردها، وحينها يقل رصيد معزتها له، كونه لم يحرص على أن تكون صحتها النفسية بأفضل حال لها، ليس ذلك لقسوة قلبه، وإنما هو على غير مقدرة للتعامل مع تلك الأمور.
بينما الرجل الفرفوش، لا يترك حبيبته دون التبسم مهما كان السبب تافهًا ولا يستحق نزول العبرات من عينيها، فهو يشعر بأن حالتها النفسية مسئوليته، ويجب أن تكون في أفضل حال.
لكن من ناحية أخرى علينا أن نطلب من المرأة ألا تكون نكدية، فتطفئ في زوجها فرفشته وتنضح عليه (متسوقيهاش)، حتى لا نجد أن الزوج هج من البيت والحي والمدينة باحثًا عن مزاجه الرايق في مكان آخر.
5- مش هتحسي بزهق
الرجل الفرفوش في طبيعة علاقتك به ، ستجدين أنه متغير ومتجدد وغير نمطي على الإطلاق، تارة يطلب منك الجلوس معه في مكان راقي، فيدفع ما بجيبه بأكمله جراء احتساء كوب من القهوة، وتارة أخرى يتناولها في مقهى مقابل القليل من الجنيهات، لا يهمه سوى أن يعيش كما يريد غير مكترثًا بما سيقوله المحيطين.
فهو عاشق لتجربة كل ما هو جديد، وفريد من نوعه، ويمكنك أن تتخذين من صاحبًا بعد الزواج، فتلبسين مقاربًا له في الألوان وتشاركينه التحديات التي يقوم بها بشكل يومي، حينها ستجدين أن العلاقة بينكما تسير على أفضل نحو لها.
فالرجل الفرفوش رزق كونه لا يحب الإلتزام بالقوانين الصارمة التي تقف حائلًا بينه وبين الاستمتاع بحياته على النمط الذي يريد، أتذكرون العبارة الإعلانية (لو ده جنان اتجنن) ذلك هو الشعار الرئيسي لحياة الرجل المرح، ومن موقعي هذا أؤكد لكم الأمر ولا داعي للدخول في التفاصيل الساخرة.
كل ما أود التنويه إليه في تلك النقطة، أنه علينا نحن معشر النساء التخلي عن روح البومة النكدية في بعض الأوقات وترك زمام الأمور للفرفوش كي يفرفشنا معه، وله الأجر والثواب.
تعرفي أيضًا على: تبغين زوجك يسمع كلامك طبقي
6- هيضحكك في أحلك المواقف
هتعدي بمواقف كتير أوي، هتسببلك انهيار في بعض الأوقات، لكنك ستجدين إلى جوارك الزوج الخارج عن المألوف الذي لا يرتدي قناع النكد على وجهه بصفة مستمرة، فمن المميزات التي تشير إلى أن الزوج الفرفوش زرق، قدرته على تحويل أحلك المصائب إلى مواقف كوميدية مضحكة، كما لو أنه نعمة من الله عز وجل، أنعم بها على عقلك حتى لا يذهب هباء الريح من فرط الصدمة.
مع العلم أن الرجل المرح في تلك المصائب سيحمل عنك ما قد لا تتحمليه، ليس لفرط قوته فحسب، بل هو قادر على استيعاب المشكلات برمتها، ويصغرها في عينه فيتمكن من حلها بطريقة طريفة وناجحة في آن واحد، وكأنما يسير رافعًا شعار (هونها بتهون).
الجدير بالذكر أنه ليس شكايًا، فلن تحملي همًا فوق همك من فرط مشكلاته التي يعمل على تضخيمها وتهويلها من أجل الشعور بالكآبة، فهو قادر على هندلة حياته، ويرى أنه لا حاجة للمثالية في كافة الأمور طالما كل شئ على ما يرام، ولا يوجد ما يعكر صفو حياته ويزعزع استقرارها.
7- هيسحبك لمغامرات متعددة
مجنون هو بعض الشيء ذلك الزوج الفرفوش، كونه لا ينتمي إلى النمطية والقولبة، ويرى أن عدم تجربة الأمور الجديدة من شأنه أن يشعره أنه ينفق عمره في اللا شيء، لذا ستجدين أنه يستقطبك إلى مغامرة جديدة في كل مرة يشعر خلالها أنه على وشك الدخول في نوبة من نوبات الاكتئاب.
فعلى الرغم أن الرجل الفرفوش رزق، إلا أنه عندما يحزن لسبب خارج عن قدرة استيعابه، يكون حزنه بليغًا للغاية، ويأخذ الوقت الطويل حتى تعود إليه بسمته من جديد، لذا على الزوجة أن تتفهم طباع الزوج الفرفوش وتتعامل معها، حتى لا تتسبب في إحباطه، وتختفي بسمته ويأخذ الطبع النكدي، ويكون نسخة من كثير من الرجال الشرقيين.
8- بيعشق البساطة والعفوية
الرجل الفرفوش لا يهتم إلى الإتيكيت المفرط، ولا يروق له ذلك، فقد تتجلى ضحكاته وتزلزل المكان، إن وجده نمطي كلاسيكي لا يمكنه أن يتعامل داخله بشكل عفوي، لذا ستجدين أنك لا تحتاجين إلى إنفاق الكثير من الأموال كي تبهرينه بشكلك المتألق.
يكفيه تسريح الشعر بشكل عشوائي أقرب إلى الطفولية، ففي تلك الحالة سوف تستقطب قلبه وروحه ولن تجد عناء في إبهاره، كذلك لن تعاني في ارتداء الملابس المنمقة كي تجذبين نظره، فهو بسيط لدرجة أن بنطلون البيجامة المغاير للجزء العلوي يعتقد أنه ستايل جديد، أو مداعاة للسخرية من أجل الضحك بصوت جهور.
يجب على الزوجة عندما يكون زوجها فرفوش مثل زوجي ألا تكون مرهفة الحس عندما يسخر من أي ما تقوم به، فتلك الروح النكدية سوف تتسبب في تطفيشه عزيزتي النكدية.
9- بيتصالح بسرعة
تقول صديقتي: إن كرامتي في ذمة الله، وعندما نزلت أغنية (المهزأة راحت المهزأة جت) كوني لا أعطي للحزن من وقتي، وعندما يتسبب احد في شعوري ببعض الزعل، لا يكلفه الأمر سوى النظر إلى وجهي مع التبسم، حينها أنسى ما ألمني، وإن كان سبب حزني جسيم، فيكفي من قام بذلك أن يعتذر لي ببعض الكلمات التي تضمد قلبي.
ليس ذلك لأنني عديمة الكرامة، ولكن أرى أن الحياة أبسط من أن نأخذها على محمل الحزن لفترة طويلة، فليس اعمارنا بذلك الطول الذي يستوجب ضياعه، لم تشاهدوا زوجي، فعندما يحزن مني حزنًا بالغًا يكفيه أن أغني له بصوتي الأقرب إلى دقدقة نقار الخشب، حينها يضحك ويرجوني أن أصمت.. حيث لا يرى أن المشكلات الزوجية تستحق المعاقبة بالأيام والأسابيع، فالكلمة التي تطيب الخاطر كافية لإنهائها.
تعرفي أيضًا على: التعامل مع الزوج الذي لا يغار
10- يوحي بالتفاؤل
قد تكون الدنيا منقلبة رأسًا على عقب، وتجدين أن الرجل الفرفوش يبتسم، ليس لعدم مبالاته، أو أنه لا يشعر بحجم المشكلة التي يقف بصددها، إلا أنه يحاول تخفيف الأمر على شريكة عمره، كونه يعلم أنها أضعف منه في التحمل.
فعندما تنظرين إليه تجدين أن كل شيء من شأنه أن يصبح على ما يرام في القريب العاجل، والحياة وردية وجميلة، ولا شيء يستحق القلق أو الشعور بالحزن لفترة كبيرة، حيث إن مبدأ الرجل الفرفوش أن المشكلة مهما بلغت، سيأتي إليها يوم وتنتهي، وأن الحزن لا يمكنه أن يحلها بتاتًا، وإنما تحل الأزمات بالتفكير الراجح والعقل المتزن.
كن فرفوشًا عزيزي الرجل.. فكما رأيت الزوج الفرفوش رزق وله الكثير من السمات الطيبة التي تجعل من حياته سعيدة مهما كانت محاطة بالمشكلات.
تابعنا على جوجل نيوز