الدول التي تمنع قيادة المرأة للسيارة هي الأشد تعصبًا.. تعرفي عليها!
ثمَّة دول منعت قيادة النساء للسيارة تعصبًا ضد المرأة واضطهادًا لها، ولكن لكل دولة أسبابها في المنع، اعتبارًا أن الأمر يحمل الكثير من المبررات التي تجعل قيادة المرأة أمرًا مرفوضًا، كما أن تلك القضية قابلت آراء شتى، وما زالت قيد الحوار حتى تستوي على الجوديّ، ولأن الأمر يهم كل امرأة عربية، لنا أن نستفيض فيه الحديث من خلال موقع إيزيس.
الدول التي تمنع قيادة المرأة للسيارة
يُذكر أن السعودية هي الدولة الوحيدة التي تمنع قيادة المرأة للسيارة، إلا أن هناك أمر ملكي غيّر تلك القاعدة، بيد أن دولة سويسرا كذلك تبيّن أنها من الدول الرافضة لقيادة المرأة السعودية السيارة داخل أراضيها إن لم تكن تمتلك رخصة من بلدها.
تعرفي أيضًا على: بحث عن قيادة المرأة للسيارة في السعودية
جدل كبير حول قيادة المرأة في المجتمع السعودي
لم يكن قرار منح السعودية الحق للمرأة في قيادة سيارتها وليد اللحظة، بل جاء مترتبًا على الكثير من الأحداث، لاسيما ما شاهدته العاصمة الرياض من الحركات المناهضة للمنع والمظاهرات التي عرفت بـ “مظاهرات قيادة المرأة”.
إلا أن القضية ما لبثت إلى أن تعود إلى الرأي العام في 2011، لتنظر الحكومة السعودية في قوانينها ومطابقتها لمنظمات حقوق الإنسان، فكانت من الدول التي تمنع قيادة المرأة للسيارة إثر الأحداث التالية:
- حملة 1990: في 6 نوفمبر، شاركت 17 سيارة فيها 47 امرأة، تم فصلهن من وظائفهن، واعتقال أزواجهن بتهمة عدم القدرة على السيطرة على نسائهن، علاوة على اعتقال النساء المتظاهرات ومنعهن من السفر.
- حملة 2011: إبان ثورات الربيع العربي تعالت الأصوات المناداة بقيادة المرأة، وكانت هناك حملة “سأقود سيارتي بنفسي” التي شاركت فيها منال الشريف وصورت وهي تقود سيارتها، وتم اعتقالها بتهمة “إخلال النظام”، إلا أنه تم إخلاء طرفها بعد تدخل منظمة العفو الدولية.. وشهد العام ذاته في 17 يونيو قيادة عشرات النساء في شوارع المدن الرئيسية، وتم تغريمهنّ.
- حملة 2013: ناشطات سعوديات قدن دعوات جديدة حتى تقوم المرأة من جديد، وتم تحديد موعد حتى تكون فعاليات الحملة منفذة في 26 أكتوبر.
- حملة 2014: استغلت الناشطة “لجين الهذلول” اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي سريان القيادة في جميع أعضائه، لتكون مطبقة في السعودية، ولكن رأت النساء على مواقع التواصل الاجتماعي أن أمر السماح بالقيادة يجب أن يكون صادرًا من ولاة الأمر وليس إثر الأساليب المستخدمة من مطالبات المرأة بالقيادة، ليكون شعارهم “نظام لا إرغام”.
ليكلل الأمر في نهاية المطاف بإصدار الملك سلمان قراره بسماح المرأة أن تقود سيارتها وفقًا للضوابط الشرعية.. لتكون أول رخصة للقيادة تتسلمها الفتاة السعودية “أحلام آل ثنيان” وقد نشرت صورتها عبر حسابها في تويتر ممتنة إلى الحكومة السعودية.
السماح بقيادة المرأة للسيارة في السعودية
يعد كثير من الآراء على الساحة، وبعد أن كانت السعودية من أشد الدول التي تمنع قيادة المرأة للسيارة وجدنا العاهل السعودي في أكتوبر 2017 يصدر أمرًا ملكيًا بإصدار رخصة قيادة للنساء السعوديات، شمل القرار إصدار رخص قيادة للنساء في شوال 1439 هجريًا الموافق 24 يونيو 2018
أي بعدما يقرب من 10 أشهر من إصدار القرار نفسه في 26 سبتمبر، ليكون 4 يونيو 2018 هو تاريخ أول إصدار رخصة قيادة لامرأة سعودية.. فما الذي غير الحال من النقيض إلى النقيض؟ هناك أكثر من سبب جعل المملكة تتملق من قرارها السابق وتصدر قرارًا مغايرًا يسمح للمرأة القيادة منها:
- إزالة حرج السعوديات أمام المنظمات الحقوقية العالمية، بأنهنّ الوحيدات اللاتي لم يحصلن على أبسط حقوقهن في القيادة.
- جاء القرار في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تبناه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
- تكلل القرار باحترام خصوصية النساء السعوديات.
- اعتبار أن قيادة المرأة لسيارتها المستقلة أفضل بكثير –من ناحية الشرع- من ركوبها في خلوة مع سائق أجنبي.
- تزايد ضحايا التحرش الجنسي والاعتداءات من السائقين للنساء اللواتي يركبن منفردات، الأمر الذي يجعل قيادة المرأة لسيارتها قرارًا حاميًا لها.
- تتفاوت طبقات المجتمع السعودي في القدرة المالية على جلب سائق مخصوص للأسرة، والتكلفة زائدة، فالأفضل أن تستقل المرأة سيارتها.
تعرفي أيضًا على: رسوم تعليم القيادة للنساء جامعة نورة
شروط السماح للمرأة بالقيادة في السعودية
رغم أن السعودية كانت الدولة التي تمنع قيادة المرأة للسيارة، إلا أنها بعدما أصدرت قرارها بالسماح حددت بعض الشروط التي تكلل القرار، ومنها:
- سن المرأة تجاوز 18 عام، لاستخراج رخصة قيادة.
- تتمتع بصحة جيدة فلا تكون مصاحبة بمرض يمنعها من القيادة.
- النجاح في امتحان اختبار القيادة النظري.
- الخلو من أي سوابق قانونية.
- دفع رسوم الرخصة عند استخراجها.
ما رآه في هذا الصدد كبار العلماء في السعودية بأن الحكم الشرعي في قيادة المرأة للسيارة من حيث الأصل هو الإباحة، على اعتبارات تأخذ بسد الذرائع المحتملة، فلا مانع إذًا من السماح لها بالقيادة في ظل إيجاد الضمانات النظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع قدر الإمكان.
حول تأييد قيادة المرأة للسيارة
على الرغم من أنها تُنعت بنصف المجتمع إلا أنها تحتل ذلك النصف الأضعف الأكثر تعرضًا لإهدار الحقوق.. وحتى إن لم تكن تلك الحقوق مهدرة بالفعل، فكفاها القيل والقال والأخذ والعطاء في أطروحات، فهناك بعض الدول التي لا زالت تحوي قوانين من المفترض تعديلها، هي قوانين صارمة بها الكثير من المحاذير، التي لا تأتي إلا في مصب المرأة فقط.
من الموضوعات التي حازت على قدر كبير من النقاش في الآونة الأخيرة، فيرى البعض في قيادة النساء للسيارة أنه أمر طبيعي ما لم يتمحور إلى أغراض أخرى، والبعض الآخر يرون فيه غير لائق، ويندفعون في آرائهم تجاهه، إلا أنني أشير إلى أن الحوار الراقي هو ما يجعل الآراء المطروحة بصدد الموضوع تمتاز بالشفافية والمصداقية، وقد بنيت رأيي في قيادة المرأة للسيارة على بعض الحجج التي أكاد أحصرها في النقاط التالية:
- قيادة المرأة تغني عن وجود سائق، وما بالك بكم المشكلات المترتبة على وجود سائق منفردًا مع المرأة، والتي تتفاوت من كونها تربوية أو عقائدية أو حتى أمنية.
- إن قيادة المرأة لسيارتها حق من حقوقها، لا يجب أن تُحرم منه، ولم لا والأمر بعيدًا عن أي انحلال أخلاقي.
- إن كان في الشريعة منعًا لقيادة المرأة فهو من باب سد الذريعة لا باعتبارها محرمة شرعًا.
- يُمكن إنشاء دوريات مرور نسائية لضبط السير والمخالفات المرورية للنساء.
- لم لا يتم السماح بقيادة المرأة للسيارة على نحو تدريجي؟ على أن تتم متابعة الإيجابيات والسلبيات، وعليها يُمكن القول الفيصل في الأمر.
- لا شك أننا في عصرنا الحديث في ظل التطور الرقمي ووسائل الاتصالات، فإن قيادة المرأة للسيارة لا تختلف عن الرجل ولا تقل عنه في شيء.
- هناك بعض الأمور الأسرية التي يُمكن أن تكون فيها قيادة المرأة مستقلة حلًا لها، مثل إيصال الأولاد إلى المدارس أو زيارة المستشفيات في حالات الطوارئ، والتسوق، وما شابه من هذا القبيل.. هذا ما يفرضه الواقع في بعض الأحيان للتخفيف مما يقع على عاتق الرجال.
تعرفي أيضًا على: رسوم التسجيل في مدرسة تعليم القيادة للنساء بجدة
معارضة قيادة المرأة للسيارة
أما عن أنصار ذلك الرأي فقدموا العديد من الأطروحات والحجج التي يبررون فيها وجهة نظرهم بالمنع، وهذا ما اتفق عليه الدولة التي منعت قيادة المرأة للسيارة، وتتمثل فيما يلي:
- الأمر يحمل الفتنة في طياته، فكيف للمرأة الخروج من طبيعتها تشبهًا بطبيعة الرجال، ولم تخرج عن حشمتها؟
- قيادة المرأة لسيارتها سوف يعرضها لكثير من المشكلات المجتمعية، بين معاكسات شباب غير ملتزمين، أو التحرش والمضايقات المشينة.. التي لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات.
- ثمة سلبيات ناجمة عن قيادة المرأة للسيارة، بين تهور محقق وعدم انضباط، حيث إن طبيعة المرأة الانفعالية تختلف بدورها عن الرجل، وعليه يُمكن أن يُشكل المجتمع أخطار السرعة المفرطة وقطع الإشارات وما إلى ذلك.
- قيادة المرأة للسيارة يُعد محاكاة للغرب غير مقبولة.. فيحاولون في الخارج إخراج المرأة المسلمة من ثوبها وإخضاعها لضغوط البرمجة، تعزيزًا لمخالطتها الرجال.
- ربما قيادة المرأة للسيارة يشغلها عن واجباتها الزوجية والمنزلية، لقضائها فترة طويلة بالخارج تحججًا بالقيادة.
الفتاوى الدينية في منع المرأة من القيادة
إن قمنا بالنظر إلى قضية قيادة المرأة للسيارة من الناحية الدينية، فليس لنا أن نتطرق إلى منطق القبول أو الرفض وفقًا للآراء المطروحة، أو حتى للدولة التي تمنع قيادة المرأة للسيارة بل يسعنا الإلمام بجموع الفتاوى التي صدرت في ذلك:
- خروج المرأة وقيادتها سيارتها في أي وقت وأي مكان ربما يسبب بعض الأضرار لها وللمجتمع.
- تجعل مجتمعها وكرًا للرذيلة والانحراف.
- قيادة المرأة لسيارتها يسمح لها الاختلاط مع الرجال، وهذا ما يُعتد به من قبيل الخلوة المحرمة شرعًا.
- ربما يكون في ذلك دفعًا للمرأة المصون أن تخلع حجابها وأن تسافر دون محرم، وما إلى ذلك من المحظورات التي تمثل أبوابًا للفتنة.
تعرفي أيضًا على: بحث عن عمل المرأة في المجتمع السعودي
قيود قانونية تعاني منها السيدات على مستوى العالم
ثمة دول تعتبر هي الأصعب فيما يتعلق بحقوق المرأة، منها السعودية والمغرب وإيران ومالي، إضافةً إلى اليمن وباكستان وتشاد وسوريا وموريتانيا.. والتي تأتي في نطاقها الدول التي تمنع قيادة المرأة للسيارة، فتأتي من قبيل القيود المفروضة على المرأة، فعلى سبيل المثال: تأتي الهند بقانون يمنع السيدات من التمتع بقواعد سلامة الطرق، فليس لها ارتداء الخوذة أو حزام الأمان، وهو ما يثير الغرابة.. كيف لتلك القرارات أن تأتي إثر مبرر حفاظ المرأة على شعرها وفقًا للثقافة الهندية؟ فهل يبرر تعريض حياتها للخطر؟
هذا وتأتي شهادة المرأة في المحكمة مجروحة في اليمن، فلا يُعتد بها حتى وإن كانت مؤكدة أمام العيان، وهو ما يخالف الشرع بطبيعة الحال (شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل).. بيد أن ما نؤكد عليه في هذا الصدد أن السعودية كانت هي الأكثر شهرة فيما يتعلق بحقوق المرأة المهدرة، فلا يحق للمرأة التصويت أو أن تستقل سيارتها، إلى أن لُغي القرار واستعاض عنه بقرار آخر قبل سنوات قلائل، حيث جاء ذلك في إطار ما دافعت عنه المنظمات النسوية، معللة أن المرأة في السعودية على قدر من التعليم والذكاء، فلا يجب أن يحيطها الظلام.
على اختلاف آراء الدول في قيادة المرأة للسيارة، فإن التركيز على أفضل السبل التي تتيح للمرأة قيادة السيارة بأمان أفضل بكثير من النقاش حول سماح الأمر من منعه.
لماذا مُنِعَت المرأة من القيادة؟
لأنها في نظرهم ستكون سببًا في اختلاط المرأة مع رجال غرباء، وتحدُث الفوضى الاجتماعية التي خاف منها الكثير.
متى سمحت السعودية للنساء بقيادة السيارة؟
بعد شنّ الحركات النسوية، فكان السماح بالقيادة في 26 سبتمبر عام 2017
تابعنا على جوجل نيوز