الاكتئاب الحاد أعراضه وعلاجه
نتعرض يوميًا إلى أزمات حياتية تقودنا إلى أن نصبح أحد مرضى الاكتئاب الحاد، ثم تبدأ أعراضه في الظهور علينا تدريجيًا دون أن نتدارك الأمر، لذا فإن موضوعي المقدم لك من “موقع إيزيس” ما هو إلا لمساعدتك في التعرف على إن كنت أحد مرضى الاكتئاب أم لا.. وكيف تتصرف في حال اكتشفت أنك تعاني من نوبات الاكتئاب.
الاكتئاب الحاد
كثيرًا ما نتداول بيننا الشعور بالاكتئاب الحاد نتيجة بعض المواقف والأزمات التي نمر بها في حياتنا.. ولكن هل تساءلت يومًا ما هو المعنى الحقيقي للاكتئاب؟ .. وبما يشعر مريض الاكتئاب؟
“الاكتئاب” يُعرّف على أنه الاضطراب المزاجي الذي يسبب لصاحبه الشعور المستمر بالحزن، وفقدان الاهتمام تجاه كافة الأشياء التي لطالما أثارت شغف الإنسان بها..
يؤثر الاكتئاب على تفكيرك وشعورك وتصرفاتك؛ الأمر الذي من شأنه أن يعرضك لمجموعة من المشكلات الجسدية والعاطفية.
على سبيل المثال لا الحصر.. قد تشعر أنك غير قادر على القيام بالأنشطة اليومية العادية بلا سبب واضح، وقد تشعر في أحيان أخرى أن حياتك بلا قيمة .. لا تستحق العيش .. لا تستحق المعافرة أكثر من ذلك!.. أليس كذلك؟ أهذا هو تحديدًا ما تشعر به يوميًا دون امتلاك القدرة على الإفصاح عن ذلك الشعور لمن حولك؟
إذا راودك هذا الشعور أو مازال يرادوك إلى الآن .. دعني أخبرك بشيء مؤسف وهو أنك تعاني من نوبات الاكتئاب الحاد، والتي تتطلب منك الاهتمام بها حتى تتمكن من التخلص من ذاك الشعور المزعج.
فالاكتئاب أكثر من مجرد شعور بالحزن كردة فعل لشيء حزين تعرضت له.. ولكن لا تقلق ولا تُثبّط عزيمتك؛ حيث يمكنك التخلص منه والعودة لحياتك الطبيعية بمجرد تلقي العلاج النفسي.
قد تتعرض للاكتئاب الفعلي مرة واحدة فقط طوال حياتك، وقد تتعرض أكثر من مرة خلال فترات قليلة، ويتحدد ذلك وفق قدرتك على مقاومة ما تواجهه في حياتك من أزمات.
تعرفي أيضًا على: أسباب انتحار كريستينا أوناسيس
أعراض الاكتئاب
دعني أقدم لك مساعدة وأطلعك على بعض العلامات التي قد تشير إلى أنك تتعرض لنوبات من الاكتئاب الشديد، وفور ملاحظتك لها لا تتجاهلها وأعطِ الأمر ما يستحق، وهي كالتالي:
الحزن الشديد
أولى الأعراض التي يشعر بها مريض الاكتئاب هي نوبات من الحزن المفاجئ والذي يستمر لفترات طويلة دون وجود سبب واضح لهذا الشعور، إلى جانب نوبات من البكاء.. الانفعال غير المُبرر.. الإحباط واليأس حتى تجاه أصغر الأشياء في الحياة.
اضطرابات النوم
التعرض لاضطرابات النوم والتي تتمثل في الأرق أو العكس تمامًا… والنوم لفترات طويلة من اليوم دون الرغبة في النهوض ومواصلة الحياة.
فقدان الرغبة
“فقدان الشغف”.. قد يسخر البعض عند سماع تلك الجملة بعدما أصبحنا نتداولها بشكل فوضاوي دون الالتفات لمن يشعر بها حقًا! .. فمريض الاكتئاب يفقد الاهتمام تجاه كافة الأشياء التي لطالما كان يهرول الإنسان إليها.. كالقيام بالهوايات، أو ممارسة العلاقة الحميمة!
الوهن العام
الشعور بالتعب المزمن.. حيث يظهر على مريض الاكتئاب علامات الإرهاق الدائم، ويحتاج إلى بذل مجهود إضافي حتى يتمكن من القيام بالأشياء العادية، ويجدر الإشارة إلى أن هذا العرض خاصةً يعتبره البعض شيئًا عاديًا نتيجة ضغوطات الحياة كالعمل والدراسة وخلافه.
تغير الشهية
الأمر الشائع لدى فئة كبيرة ألا وهو فقدان الشهية وخسارة الوزن في وقت قصير بشكل ملحوظ.. ولكن دعني أخبرك أيضًا أنك قد تكون أحد مرضى الاكتئاب إذا كنت تشعر بالرغبة الشديدة في تناول الطعام وتعرضك لزيادة الوزن “فهذا لا يعني أبدًا أنك سعيد كما يعتقد بعض الحمقى”!
انتقاد الذات
الشعور بالذنب الدائم أحد أهم الأعراض التي يشعر بها مريض الاكتئاب يوميًا، انعدام القيمة.. تذكر إخفاقات الماضي، لوم الذات حتى على ما لم تخطأ به.. الأمر الذي يقودك للشعور بالخطأ تجاه أفعالك الصحيحة -والتي تم مقابلتها بردات أفعال صادمة- وهذا ما سبب ذلك الشعور، أو دعني أخبرك بالجملة التي لا تود سماعاها وهي “أنك فعلت الشيء الصحيح في المكان الخطأ أو للشخص الخطأ”..!
التباطؤ في الحركات، ردة الأفعال، وأيضًا التفكير، إلى جانب عدم القدرة على اتخاذ القرارات، والتعرض لصعوبة في التركيز أثناء القيام بأي شيء.
أفكار الموت والانتحار
ربما الآن أنتَ تقرأ وأنت على حافة الانهيار من حزنك، ربما تشعر بالاحباط حد الموت.. فتفكر دائمًا بالانتحار والتخلص من حياتك التي تظن أنها بلا قيمة، تلك المشاعر السلبية من أهم الأشياء التي دائمًا ما يشعر بها مريض الاكتئاب، ولكنه غير قادر على الإفصاح عنها.
ألام جسدية
هل ظننت لوهلة أن ألم ظهرك المفاجئ أو الصداع المستمر الذي يصيبك يوميًا من أعراض الاكتئاب الحاد؟ بالطبع لا.. ولكن في الحقيقة أنهما من أهم العلامات التي تشير إلى أنك تعاني من نوبات الاكتئاب، كما أنك في بعض الأحيان ستشعر بمشاكل جسدية غير مبررة.
يؤسفني إخبارك بأنك لن تتمكن من التخلص من تلك المشكلات الجسدية المزعجة إلا في حال تخلصك من الاكتئاب نهائيًا..
الجدير بالذكر أن شدة أعراض مرض الاكتئاب ستتفاوت بشكل واضح من شخص لآخر، حيث سيواجه فئة من مرضى الاكتئاب الحاد مشاكل ملحوظة في الأنشطة اليومية كالدراسة والعمل وغيرهما.
ستشعر الفئة الأخرى بالحزن الشديد الغير مبرر أثناء القيام بالمهام اليومية، ولكنهم سيكونون قادرين على القيام بها عكس الآخرون، ولكنها بالطبع ستكون بجودة ونشاط أقل من ذي قبل.
أعراض الاكتئاب لدى المراهقين
يجدر بنا الإشارة إلى أن أعراض الاكتئاب الحاد قد تتشابه بين جميع الفئات العمرية، ولكنها ستختلف قليلًا في بعض الأفعال، فمثلًا شاع بين المراهقين عَرَض إيذاء الذات -كالقيام ببعض الخدوش في الساعدين من خلال ألةً حادة- وهنا يحاول بها الشخص التعبير عما بداخله من غضب وحزن من خلال هذا التصرف العدواني.
كما أن البعض الآخر ستلاحظ عليه العزلة الدائمة، والهروب من التجمعات بكافة أنواعها.
من المؤسف أيضًا ذكر هذا ولكن قد تتجه فئة من المراهقين -فاقدي رقابة الأبوين- إلى تجربة الكحول والعقاقير الكيميائية التي تقودهم للإدمان، وكل هذه التصرفات تنتج عن الاكتئاب الحاد، والذي تم مقابلته من محيط الفرد بالتجاهل..
لذا فإذا كان لديك شخصًا قريب منك في سن المراهقة راقبه جيدًا وكن مستمعًا له في كل وقت..
العلاج النفسي للاكتئاب
قد تشعر في بعض الأحيان أنك قد تم احتجازك داخل مشاعرك، لا تستطيع الخروج من حزنك، لا تتمكن من الشعور بشيء..
هل استطعت وصف شعورك بدقة؟.. أعلم أن تلك الكلمات ليست كافية ولا كاشفة لأعمق شعور بداخلك.. لذا سأقدم لك بعض المساعدة من خلال التعرف على الطريقة الصحيحة للعلاج النفسي.. ولكن دعني أخبرك أنك لن تتمكن من التحرر إن كنت ضعيف أو تشعر بالاستسلام تجاه ما أنت عليه الآن.. لهذا كن صاحب عزيمة وإرادة وتعهد على التخلص من ذلك الاكتئاب للأبد.
في البداية.. ستحتاج إلى الذهاب للطبيب النفسي لمساعدتك على تخطي هذه المرحلة ولكن إن لم يكن لديك القدرة على ذلك.. فسأكون طبيبك النفسي لعلك تتحرر:
الخطوة الأولى هي تحديد المشكلات التي شكلت لك أزمة انتهت بك إلى هنا، وتوقف عن السلوكيات التي تجعل الأمر أكثر سوءً..
فإذا كنت تشعر بالحزن نتيجة التعرض لخذلان عاطفي أو فارقك أحد أصدقائك المقربين .. فتخلص من كل شيء من شأنه أن يذكرك بمن فقدت.. تخلص من الصور التي جمعتكما، قم بحذف محادثاتكما، توقف عن سماع الأغنيات التي تشاركتموها سويًا.
الخطوة الثانية وهي أهم خطوات العلاج التي تستحق أن تُعطيها قدر كبير من الاهتمام، وهي العلاج السلوكي..
يضم العلاج السلوكي التوقف عن كافة الأفعال التي تؤذيك أو تأثر عليك سلبًا، فتزيد من حدة حزنك.. وتجعلك تقسو على نفسك أكثر فأكثر.. من أمثلة تلك الأفعال التي يجب أن تتوقف عن القيام بها فورًا هي:
- البكاء.
- الجلوس وحيدًا لفترات طويلة.
- الامتناع عن ممارسة أي نشاطات يومية أو التوقف عن هوياتك.
- الاستماع للموسيقى الحزينة.
- تذكر إخفاقات الماضي ولوم ذاتك على ما فعلته.. فهذا لن يجدي نفعًا ولن يمكنك من تغيير ما فات.
كيف تتخلص من الاكتئاب؟
إجابة أسئلتك الدائمة: “كيف أتخلص من الاكتئاب”، “متى أعود لحياتي”، “متى يزول كل هذا الألم”.. إجابات تنبع من داخلك، فأنت وحدك قادر على رفض الواقع والاستسلام، أو التمكن من النهوض مرة أخرى والبدء من جديد.
لذا إن كنت قمت بالبحث عن” أعراض الاكتئاب الحاد وكيفية علاجه” فأنت الآن تحاول عدم الاستسلام.
مازال التخلص من عزلتك من أكثر طرق العلاج التي تجدي نفعًا، حتى وإن كنت لا ترغب في ذلك، فارغم نفسك على الاختلاط بمن حولك.. ابحث عن عمل إن كنت لا تعمل أو ابحث عن عمل جديد إن كنت تعمل بالفعل.
حاول التخلص من الأشخاص التي تمدك بالطاقة السلبية كالذين دائمًا ما يتحدثون عن مشكلات الحياة وكم هي صعبة وأنها لا تحتمل.. فهم الذين لا يُحتملوا!
ابحث عن بعض الهوايات التي لم يسبق لك تجربتها، كالعزف على البيانو، تعلم الرسم، وغيرهما من الهوايات التي تساعدك على إخراج مشاعرك السلبية.
لا تدع دقيقة واحدة في يومك تمر دون أن تقوم بشيء ما، فتذكر دومًا أنه كلما أصبحت أكثر انشغالًا كلما قل تفكيرك فيما مضى، وبالتالي تمكنت من تخطي هذه المرحلة.
قم بعمل تغيير جذري في مظهرك الذي لطالما اعتدت عليه حتى كرهت النظر إليه في مرآتك.. فقم بشراء ملابس جديدة غير التي اعتدت على ارتدائها، قم بعمل قصة شعر جديدة، أو افعل شيء أكثر حماسًا وجنونًا.. فمثلًا يمكنك تغيير لون شعرك.
مارس بعض الرياضات المفيدة، حيث أثبتت بعض الدراسات أنه كلما كنت بصحة جيدة، تصبح أقل عرضة للاكتئاب الحاد وأعراضه..
في النهاية أنت لا تحتاج إلى بعض الأقراص المهدئة أو التي تساعدك على النوم، فجميعها حلول تدوم لوقت قصير وقد تزيد الأمر سوءًا، بل أنك تحتاج إلى إعطاء الأمر ما يستحق وتكف عن تجاهله حتى تتمكن من التخلص من أعراض الاكتئاب التي لازمتك لفترة طويلة من حياتك.
تابعنا على جوجل نيوز