اختيار شريك الحياة.. أيهما يدوم حب القلب أم العقل؟
عندما تُصبح الفتاة في عُمر الزواج، والتقدُم لخطبتها الرجال تقع في حيرة الاختيار الصحيح، فرهبة ارتفاع نسب الطلاق وتعدي الأزواج على زوجاتهم بالتعنيف وغيرُه يُثير قلبِها، فكيف تحكُم أيُهما القرار الصائب.. العقل أم العاطفة؟ يُعينك إيزيس على انتقاء الأفضل.. وأيُهما تسير خلفُه.
اختيار شريك الحياة ما بين العقل والعاطفة
العلاقات.. البحث عن شريك الحياة.. قلبي أم عقلي! أيهما أفضل ولِمَ؟ الوحدة هي الحل.. لِمَ لم يتفق كلاهما معًا؟ أشعر بالحيرة.. حياتي مُظلمة.. إنه مُناسب ولكن! يا ليته كان.. حسنًا، هذا يكفي، لا مزيد من العلاقات.
ما رأيكم بتلك الأفكار المطروحة في السطور السابقة؟ بائسة أليس كذلك؟ هذا حال الكثير من الأشخاص ممن هم على مشارف علاقة جديدة، ولكن شعور الخوف يتملك منهم، نعم، يهابون الوقوع في خطأ الاختيار مرة أخرى، جميعنا نهاب الوقوع في ذلك الخطأ.
البعض يبحث عن شريكه وكأنه واقفًا بسوق يحتوي على العديد من المُنتجات والسلع، هذا باهظ وهذا رخيص، هذا جميل وهذا سيئ، ينظرون إلى الأشخاص من الخارج، لا يكترثون بالجوهر، والآخرين يرون أن اختيار الشريك شيء غالي، فهو من سوف يستكملون معهم حياتهم إلى الأبد، فيجب أن يكونوا ذو خبرة بالعلاقات جيدًا لضمان تحقيق النجاح في حياتهم الزوجية.
في الآونة الاخيرة أظهرت الأبحاث أن هناك نسبة كبيرة جدًا من العلاقات الحديثة قائمة على العاطفة، وهو ما عارضه علم النفس في محتواه، فرأيه كان مُعارضًا لذلك، ويرى أن خوض العلاقات من الأفضل أن يعتمد على العقل، نعم، كما ترون، العقل قادرًا على الجمع بين الحكمة والمشاعر الهادئة بنسبتها القليلة دون اندفاع، أما العاطفة لا عليها من ضم العقل إلى القرار، والاندفاع هو قائدها.
الحيرة الكامنة في اختيار شريك الحياة من العقل أم القلب.. يُطلق عليها عُلماء النفس فجوة التعاطف الساخنة والباردة، وبكل تأكيد نحن على دراية تامة بالمقصود بهذا اللقب، فالساخنة تُطلق على المشاعر أما الباردة فهي العقل.
فإذا كان الإنسان على حالته الباردة، يستطيع التحكم في مشاعره ولا يكون للعاطفة قوة في ذلك الوقت، أما إذا كان على حالته الساخنة فلا سيطرة على نفسه ويفعل ما يشاء قلبه دون وعي، فاحذر من تلك الفجوة التي تُشكل عليك خطوة تفوق خطورة الأمراض الصحية بل وأشدها.
تعرفي أيضًا على: جواز الصالونات ومقاييس اختيار شريك الحياة
الحب اختيار يفوق الشعور
ما رأيكم بذلك؟ أعلم سوف نجد الكثير من المعارضين لذلك القول، وهم من يرون أن “الحب من أول نظرة” هو من تقوم على أساسه العلاقات الناجحة، والمقولة الأشهر في ذلك هو أنه قائم دون أسباب يذهب بزوالها ويحضر بوجودها، لا، نحن الفئة المُعارضة، فالحب بالفعل إذا قام على قواعد وأسس راسخة استطاع الإنسان تحديد هدفه ومعرفة إلى أي الأشخاص ينجذب.
الآن عرضنا لكم الفئتين المضادتين لبعضهما البعض، وأنت؟ إلى أي الفئتين تنتمي؟ لا، انتظر قليلًا قبل الإجابة، لمعرفة إلى أيهما تنتمي عليك التفكير في عوامل كلًا منهما، وبناءً عليها سوف تستطيع التوصل إل اختيار شريك الحياة.. إمّا بغلب العقل، أو الحُب.
عوامل عقلانية لاختيار الشريك
تلك العوامل التي سوف نعرضها فيما يلي سوف تُبنى وفقًا لها الكثير من العلاقات، وفي علاقات أخرى ترى أنها ليست أمور أساسية يتم اختيار الشريك بناءً عليها، وهي:
1- المستوى المادي للشخص
هل هذا الشخص سوف يناسبني ويوفر لي ذلك المستوى المعيشي الذي أتمتع به الآن؟ هل ما لديه من أموال سوف يكون مُناسبًا لاحتياجاتي اليومية؟ هل سوف يكون قادرًا على تحمل مسؤولية المنزل بالكامل والأطفال بذلك الراتب القليل؟ قد البعض يرى أن هذا التفكير وباتجاهه نحو الماديات ما هو إلا تفكير مُنحدر.
قد يظن البعض أنه تفكير سيء، والبعض الآخر يرى أنه لا بُد من إطلاق رؤية مُستقبلية لمعرفة ما إذا كان هُناك شعور راحة ينتظرهم في المستقبل أم لا، الجدير بالذكر أن التفكير في ذلك الأمر لا بُد منه، ولكن ما يُفرق بين من يمتلك شهوة المال ومن يُفكر فقط بعقلانية هو زاوية التفكير نفسها وما إذا كانت قائمة على تفكير منطقي عقلي أم أن عاطفة أو شهوة كشهوة المال هي المتحكمة.
لذا يجب التفرقة بين هذا وذاك، ولا بُد من أخذ ذلك العامل في الاعتبار عند اختيار شريك الحياة، وهُنا يتم التخلي عن العاطفة، لأنه في حال كان الشعور بالحب يوفق التفكير العقلاني فلا داعي من سلك هذا الاتجاه.
2- المستوى الفكري لشريك الحياة
ما هي الشهادات التي يملكها؟ من أي الكليات قد تخرج؟ لا، سوف يكون مستواه الفكري أقل بكثير من تفكيري وسوف يؤثر ذلك على علاقتنا وتفاهمنا سويًا، يجب أن كونوا على علم أن هذا الجانب ضروري التفكير به عند اختيار شريك الحياة.
فهو أحد أهم العوامل التي يجب أن تكون حجر راسخ تُقام على أساسه العلاقة، فبالفعل هناك الكثير من العلاقات التي حالفها الدمار الناتج عن عدم التفاهم الفكري، ووجود التفتح عند طرف وحرمان الآخر منه، لذا فإنه من الجوانب الهامة.
تعرفي أيضًا على: قصة حب من طرف واحد انتهت بالزواج
3- سبب الزواج الحقيقي
أحد العوامل التي تشغل بال البعض ويهملها البعض الآخر هو السبب الرئيسي للزواج، تتعدد الأسباب وتختلف من شخص إلى آخر سواءً كان ذكر أو أنثى، ولكلًا أسبابه التي قد تبدو له منطقية ولغيره عكس ذلك، ولكن ما رأيكم أنتم؟ سبب الزواج تأثيره قوي على ولادة علاقة جديدة؟
نعم، إذا كان سبب الزواج مثلًا للفتاة بسبب إلحاح الأهل فالعلاقة ليست قوية، وتحكيم العقل هُنا لا فائدة منه لأنه لا يُحافظ على العلاقة على الإطلاق، أما إذا كان الغرض منه الهروب من لقب عانس فالدافع قوي وسوف تتمسك بالعلاقة.
لكنها للأسف سيكون مصيرها الفشل الذي يُمكن أن يُهاجمها ويدمرها فيما بعد بأي وقت من الأوقات، أما عن الرجل فهناك العديد من الأسباب المُختلفة، ومنها ما يكون مُناسب للمحافظة على العلاقة، ومنها ما يحالفها بالفشل، لذا فالأمر ليس محسوم بنسبة 100%
4- المستوى الاجتماعي
“ما تلك العادات التي يعيش بها هذا الرجل؟ لا.. لا يناسبني على الإطلاق”، “وواو.. عاداته سوف ترفع من شأني كثيرًا.. كنت أحلم أن أعيش في مثل هذا المُجتمع منذ زمن، سوف أتزوجه”.
أرأيتم؟ أرأيتم على أي أساس اختارت شريك حياتها؟ مجتمعه وعاداته التي تختلف عنها وتبدو أمامها كاللوحة الفنية الثمنية المُبهرة التي لم ترى مثلها على الإطلاق، وكان هذا الدافع الرئيسي للعيش مع رجل لا تعلم عنه سوى تلك الأشياء التي أدهشتها، وأخرى قررت عدم الزواج دون الغوص بالداخل.
جميعها قرارات خاطئة، اعتمدت على عامل خاطئ مُستخدم في تحكيم العقل بالعلاقة، إذًا وما الصحيح؟ استكملوا معي العوامل المبنية على أُسس المشاعر والتي يتم استخدامها في اختيار الشريك ما بين العقل والعاطفة أيضًا من البعض والبعض الآخر لا.
سيطرة العاطفة عند اختيار الحبيب
هُنا حديثنا عن سيطرة المشاعر بالنسبة الأكبر عند اختيار شريك الحياة، ويكون اختيار الشريك قائمًا على أساس العاطفة فقط، وقد يكون الاختيار وفقًا للعقل غير موجود على الإطلاق، إذًا وأي العوامل التي تتحكم هُنا؟ حسنًا، إليكم ما يلي:
1- الشعور بالجفاف العاطفي
أحيانًا يمر بعضنا ببعض الأوقات التي يكون بها بحاجة قوية إلى العاطفة، ويكون السبب في ذلك إما فقد حنان الأم، أو مشاركة العائلة السعادة التي يمر بها الأبناء، وبناءً على ذلك تُقرر الفتاة أنها تُريد الارتباط، وأصبح الاختيار لا علاقة له بالعقل على الإطلاق.
في تلك الحالة تنجذب إلى أي شخص يمُر في حياتها بتلك الفترة، حتى وإن كان لديه من الصفات السيئة ما يكفي لرفضه رفضًا تامًا، وهي المراحل الأشد خطورة، والتي يجب بها الاستعانة بالعقل، أو محاولة فعل ذلك، لذلك يكون اختيار الشريك بين العقل والقلب أصعب ما يمكن.
2- الشعور بالوحدة
الحياة الفارغة التي لا يوجد بها الأشخاص الذين يشاركون الفتاة لحظاتها السعيدة، وأخرى التعيسة، والتي تشعر بها أن الكوكب أكمل يتفق على تعاستها، وحاجتها إلى الحنان يكونون الدافع الرئيسي لها لاختيار شريك قد يكون العقل غير راضي عنه.
لا تقل تلك الحالة في الخطورة عن الحاجة للعواطف، وعند بناء علاقة كاملة على هذا الأساس، فإنه يجب العلم أنها علاقة فاشلة، حتى وإن استمرت للزواج، حيث لا يوجد بها نسبة عقلانية 1% جميعها مشاعر وخاطئة.
3- ارتفاع الشهوة الجنسية
بعض الفتيات يعانين من تلك المشكلة، والتي تكون الدافع الأول والرئيسي لهم بالزواج، وهُنا يصمت العقل بل ولا يكون له أثر في أيًا من القرارات التي تتخذها الفتاة في تلك الحالة، بل رغبتها في الجنس هي ما تُحركها وهذا أمر غرائزي، والمشاعر تفوز بجدارة، ولكن الفشل سوف يُصيبها ويُصيب مشاعر فيما بعد إذا تركت نفسها لذلك الشعور.
4- الانبهار بإحدى الصفات
هُنا يُمكن الجمع في اختيار شريك الحياة بين العقل والعاطفة، فالانبهار لا يعني إلغاء العقل تمامًا، بل يُمكن السيطرة على القلب عن طريقه، فالصفات تتداول بين هذا وذاك، وبالطبع ما دامت الصفة موجودة في شخصٍ واحدٍ سوف تتواجد مع غيره أيضًا، ولكن هل مُختلف المقومات الأخرى تؤهله للزواج، وهُنا الحكم يكون للقلب.
“نقطة الصراع” أتعلمون أين يكون الصراع؟ يكون بين ذلك الشكل الجذاب والصفات الجميلة التي تفوق مواصفات فتى الأحلام التي كانت تبحث عنه، ولكن! الطباع أسوأ ما يكون، نعم، هُنا يكون الصراع، بين رغبة القلب به وتيقن العقل أنه شخص سيئ ومن الخاطئ استكمال الحياة معه، وهُنا تكمن الحيرة، والحل في تلك الحالة التأمل قليلًا والاسترخاء مع التفكير العميق، أي ترك قيادة العلاقة للعقل، وسوف تصل الفتاة هُنا إلى الطريق الصحيح مع القليل من التنازلات.
تعرفي أيضًا على: قصص زواج مستحيلة تحققت بالدعاء
القلب والعقل كيان واحد في العلاقات
لكم أن تفهموا جيدًا أنه ومن أجل إنشاء علاقة صحيحة وعلى أسس جيدة يجب الجمع بين هذا وذاك، لا استغناء عن أحدًا بهم، حسنًا وإلى مَن تكون النسبة الأكبر؟ سوف أقدم لكِ الإجابة التي تقومين أنتِ باستنتجاها لا الإجابة المباشرة.
إذا نظرتي لعوامل العقل سوف تجدين أن الأغلب بها أنتِ بحاجة له عند اختيار شريك حياتك أليس كذلك؟ فمثلًا تحتاجين إلى ما يعادل نسبة 75% منها عند اختيار الشريك.
أما عوامل القلب والمشاعر الجياشة كم النسبة التي تتوقعين أنك بحاجة إليها منها عند اختيار الشريك؟ فليست جميع العوامل أنتِ بحاجة إليها، قد تحتاجين إلى عامل واحدًا منها والبقية على خطأ أو عاملين على الأكثر، فالآن بكل تأكيد تكونين قد أدركتِ الإجابة الصحيحة.
العقل يساعدك على اختيار شريك حياتك بشكل صحيح، ولا يعني ذلك أن تكون العلاقة جميعها قائمة على أسباب، فلا بُد من وجود القليل من المشاعر الذي يساعدك على التمسك بشريك حياتك وقت الحاجة إلى ذلك.
على الرغم من اتباع النهج العقلاني في خلق العلاقات نسبته قليلة، إلا أنه الطريق الأمثل، لذا اجعلي اختيار شريك الحياة بين العقل والعاطفة به شيء من المزج ومُعتمد على نسبة من كليهما.
تابعنا على جوجل نيوز