أفضل وقت للجماع في الإسلام.. وأوقات يحرم فيها أن يهم الرجل بامرأته
على الرغم من أن العلاقة الحميمة لا يوجد لها وقت؛ حيث إنها غريزة إنسانية لا يتسنى للإنسان التحكم بها بشكل كبير، إلا أن الدين الإسلامي لم يترك شيء في العلاقة بين الزوجين إلا أحصاها، فهو المنهج التشريعي الذي على العبد اللجوء إليه في أي وقت، وحتى وقت الجماع اهتم بذكره، وهو ما نوافيكم إيّاه من خلال موقع إيزيس.
أفضل وقت للجماع في الإسلام
الكثير من الأزواج والزوجات يتحيرون في أمر الوقت المناسب للجماع في الإسلام على الرغم من أن الدين الإسلامي معروف بسماحته لأن الأصل في الشريعة هي الإباحة ووفقًا للفقه الإسلامي نجد ان معاشرة الزوج للزوجة مباح في كل الأوقات ولكن هناك بعض الأوقات المحرمة أو المكروهة يجب على المسلم تداركها.
لا يوجد موعد محدد في الإسلام للجماع ولكن يجب مراعاة مبادئ الشريعة في العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة فلا يصح أن يكون الجماع في وقت فيه إضرار بالزوجة، وكذلك لا يجب أن يترك الرجل زوجته فترات طويلة دون إشباع رغباتها الجسدية لأن ذلك من حقها عليه.
على الزوج ألا الرجل المسلم ألا يجهد نفسه في العمل الشاق بغير داعي أو الإفراط في العبادة بما يجعله مقصرًا في القيام بواجباته الزوجية، وعلى الزوجين تنظيم الدورة الجنسية بما يتناسب مع حالتهم الصحية دون إرهاق أو إهمال كما علمنا رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا عبد الله ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: فلا تفعل. صم وأفطر، قم ونم، فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينك عليك حقاً وإن لزوجتك عليك حقاً).
كذلك أكد الفقهاء على أن تواجد الزوج مع زوجته كل ليلة من حقوقها عليه حيث قال ابن قدامة الحنبلي:
(إذا كانت له امرأة لزمه المبيت عندها ليلة من كل أربع ليال ما لم يكن له عذر).
الجماع بعد الوضوء
أفضل وقت للجماع في الإسلام ما بعد الوضوء فعندما يعاشر الزوج زوجته ثم يريد المعاودة مرة أخرى فعليه بالوضوء كما علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم حين قال
(إذا أتي احدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ وضوؤه للصلاة، فإنه أنشط للعود)
في حال كان الزوجين على جنابة فعليهما بالوضوء فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل وينام، وهو جنب غسل فرجه وتوضأ وضوءه للصلاة)
على الزوجين عدم نسيان الاغتسال بعد الجماع قبل الصلاة لأنها أحد شروط صحة الصلاة ومن المستحب أن يغتسل الزوجين بعد الجماع قبل الخلود إلى النوم، وعندما سألت السيدة عائشة رضي الله عنه كيف كان صلى الله عليه وسلم يصنع في الجنابة؟ أكان يغتسل قبل أن ينام؟ أم ينام قبل أن يغتسل؟ قالت رضي الله عنها:
(كل ذلك كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما توضأ فنام)
لا يُحرم الدين الإسلامي على الزوجين أن يغتسلا معًا، ولو رأى منها ورأت منه، فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام باستحمام الزوجين معا، فعن عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت:
(كنت أغتسل أنا والرسول في إناء واحد بيني وبينه، تختلف أيدينا فيه، فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي) أخرجه البخاري.
تعرفي أيضًا على: صبر الرجل عن مجامعة زوجته يختلف حسب عمره وحالته الصحية والنفسية
أوقات الجماع المحرمة في الإسلام
لمعرفة أفضل وقت للجماع في الإسلام يجب علينا معرفة الأوقات التي حرم الله الجماع فيها حتى نتجنبها ليبارك الله الزوج ويرزق الزوجين بالذرية الصالحة، والكثير من الأزواج يعتقدن خطأً أن الجماع لا يجوز عند رؤية الهلال، وهذا الحكم عاري من الصحة وليس له أي مصدر ديني في القرآن لا في السنة.
1- إحرام الزوجين
يجوز للرجل أن يعاشر زوجته في جميع أوقات السنة إلا عندما يكون أحدهما محرما بالحج أو العمرة حيث قال الله تعالى:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجّ)
والمقصود بلفظ الرفث في الآية الكريمة هو الجماع وما يصاحبه من أفعال بين الزوجين.
2- أثناء الصيام
حرم الله سبحانه وتعالى معاشرة الزوج لزوجته أثناء الصوم وأحله بعد الإفطار وكما قال عز وجل في سورة البقرة
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ)
3- فترة الحيض
حرم الله سبحانه وتعالى على المسلمين المعاشرة في فترة الحيض في الآية الكريمة في سورة البقرة حيث قال تعالى “وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (سورة البقرة: 223).
عندما يحرم الله أمرًا علينا يجب أن نكون على يقين من أن فيه إضرار بنا، والدراسات العلمية تؤكد على أضرار المحرمات الدينية، كما أن الله وضع بديلًا عن كل فعل محرم رحمة بالمسلمين.
4- بعد الولادة (النفاس)
حكم النفاس في الإسلام مطابق لحكم الحيض بل يدخل في نفس نطاق التحريم لاشتراك العلة بين الفعلين، فالجماع وقت نزول الدم سواء كان حيضًا أو نفاسًا فيه أذى كبير لذلك حرمه الله، وإذا طهرت الزوجة من الدم واغتسلت يجب عليها الصوم والصلاة أولًا وإعطاء الله حقه من ثم إعطاء زوجها حقه.
تعرفي أيضًا على: تعرفي كيف تتدللين وتقولين لزوجك (أبغي أجامعك).. دون حرج
آداب الجماع في الإسلام
حددت شريعتنا الإسلامية نظامًا قويمًا ومنهجًا لنتميز عن باقي الأمم وينظم هذا المنهج العظيم جميع أمور حياتنا لنرتقي إلى أعلى المراتب الإنسانية في الدنيا والآخرة، لكي نعرف ماهي أفضل أوقات الجماع في الإسلام علينا أن نعرف أولًا آداب المعاشرة في الشريعة الإسلامية،
1- التطيب قبل الجماع
لأن في ذلك إثارة للرغبة من الطرفين وتعبير عن الاهتمام والرغبة في إرضاء الطرف الآخر.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضح طيباً)
2- المداعبة قبل الجماع
لا تقتصر المداعبة على طرف واحد من الزوجين وإنما هو أمر مشترك بينهما لنهضة الشهوة وإشباع الرغبة، ولا تقتصر المداعبة على التلامس الجسدي فقط بل يجب على الزوجين تبادل كلمات الحب والإثارة والتعبير عن الرغبة في الآخر.
نزع الثياب والالتحاف بلحاف واحد وتدخل معه في لحاف واحد، فقد يعتقد البعض أن هذا محرمًا لكن في الحقيقة لا يوجد حديث صحيح يحرم ذلك وتعد من أشكال المداعبة والاستثارة، كما أن خلع الثياب فيه راحة للجسم وتفريغ للحرارة الناتجة عن العملية الجنسية.
3- الحرص على الإشباع
إذا جاء ماء الزوج قبل الزوجة فعليه الاستمرار في العلاقة حتى يشبعها جنسيًا وعليه أن يتمهل حتى تصل زوجته إلى النشوة الجنسية، عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إذا جامع الرجل أهله فليقصدها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها)
لم يحدد الشرع عدد محدد من مرات المعاشرة في الليلة ويتوقف ذلك على الزوجين والرغبة لديهم والقدرة والضرورة، لكن يجب أن يحرص كل منهما على إشباع الآخر قدر الاستطاعة وعدم إهمال شهوته.
4- عدم الإكراه
لا يصح أن تكون العلاقة الزوجية بين الزوجين المسلمين على الإجبار لاسيما أن الحياة الجنسية تصبح أكثر صحية عندما يتخللها الحب والمشاعر الإيجابية، ومهما كانت شهوة الرجل لا يجب أن يغصب زوجته لأن في ذلك إضرار بها نفسيًا وبدنيًا، وعليها ان يثير رغبتها بالأفعال والأقوال عوضَا عن ذلك.
لا يجب أن يجامع المسلم زوجته متخيلًا امرأة أخرى لأن في ذلك صورة من صور الزنا وشكل من أشكال الخيانة الزوجية وعليه أن يقبل زوجته كما هي ويحمد الله على نعمة الستر والعفاف.
5- إتيان المرأة من القُبل
لا يجب أن نتساءل حول أفضل وقت للجماع في الإسلام دون أن نعرف ما هي المحرمات في الإسلام، فقد نهى الله عن المعاشرة من الدبر؛ لأن في ذلك إضرار كبير بالمرأة وقد ينقل الأمراض كما أكد العلم ولأن الرغبات الشاذة تعطل الرغبات الفطرية التي خلقنا بها الله.
كما قال الله تعالى:
“نساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” (البقرة: 222).
تعرفي أيضًا على: المعجزة في تحريم إتيان المرأة من الدبر وما يحدث عندما تأتى المرأة من الخلف
6- ذكر الله قبل الجماع
علمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام أن من آداب الجماع في الإسلام ذكر الله حيث قال:
(لو أن أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرُّه).
الحياة الجنسية من أهم الأنشطة الزوجية لأنها تؤثر بشكل كبير على جميع نواحي الحياة الاجتماعية؛ لذا وضعت الشريعة آداب يجب الالتزام بها ومحرمات يجب الانتهاء عنها.
تابعنا على جوجل نيوز