أحمد حسن البكر السيرة السياسية

أحمد حسن البكر السيرة السياسية للرئيس العراقي السابق، وقد ذكر التاريخ السياسي العراقي بأنه شهد في حياته الانقلابات السياسية، وبات مظلومًا من التاريخ، حتى أنه نسبت إنجازاته لغيره، وشهد عهده العديد من الثورات.

أحمد حسن البكر السيرة السياسية

هو رابع رؤساء الجمهورية بعد سقوط العصر الملكي عام 1958، ويعتبر الكثيرون عهده الذي امتد إلى تسع سنوات فقط من عصرًا للأمن والازدهار والتقدم الثقافي، بينما يعتبره آخرون عهدًا لازدياد حملات القتل والتصفيات السياسية والاغتيالات والإعدامات، فكان عهده مليئًا بكل الأحداث المتناقضة.

إذا أردت أن تتعرف على سيرة أحمد حسن البكر السيرة السياسية بصورة مفصلة تجد أنها سيرة لرجل دولة وسياسي من طراز رفيع، اتهم بالتآمر على رئيس وشارك في إسقاط نظام رئيس غيره، وشارك في إقصاء رئيس ثالث، واعتقل في فترة رئاسة رئيس رابع، فكانت حياته مليئة بالأحداث الساخنة التي كرست اسمه كرجل لا يمكن تجاهله في تاريخ العراق.

محطات في حياة أحمد حسن البكر

في سيرة الرئيس البكر محطات كثيرة تهم كل باحث في تاريخ شخصيته ليتعرف عن قرب على أحمد حسن البكر السيرة السياسية، التي شهدت مراحل كثيرة من الانتصار إلى الاندحار السياسي، وشملت مشاهد متنوعة متضادة أحيانًا، لرجل شهدت حياته معظم التقلبات السياسية.

  • ولد البكر في عام 1914 م، ودرس حتى تخرج وعمل معلمًا لمدة ست سنوات وانضم بعدها وهو سن الرابعة والعشرين إلى الأكاديمية العسكرية العراقية عام 1938م، ليبدأ حياته العسكرية التي شهدت كل تفاصيل حياته التالية.
  • منذ الأيام الأولى على التحاقه بالأكاديمية العسكرية العراقية بدأ حياته السياسية.. فاشترك في حركة رشيد عالي الكيلاني الذي كان يدعو الدول والشعوب العربية إلى حركات التحرر ضد الاستعمار ومقاومة النفوذ البريطاني في عام 1941م، والتي انتهت بالفشل فكان مصيره السجن وأجبر على التقاعد.
  • أُعيد مرة ثانية إلى وظيفته عام 1957 م، كما انضم إلى تنظيم الضباط الوطنيين الذي كان أشبه بتنظيم الضباط الأحرار في مصر وقادوا ثورة ضد الملكية كما فعل الضباط الأحرار المصريون، واختاروا تاريخًا لثورتهم في شهر يوليو عام 1958م، وتمت الإطاحة بالملكية فعلًا.
  • للمرة الثانية يجبر أحمد حسن البكر على التقاعد عام 1959م، عندما اتهم باشتراكه في حركة الشواف التي كانت في الموصل التي قامت ضد الحكومة العسكرية التي كان يرأسها عبد السلام عارف.
  • تدرج البكر في مناصبه في حزب البعث الذي تأسس في سوريا على يد ميشيل عفلق، فقام في الثامن من فبراير عام 1963 م، بحركة مسلحة انضم معه فيها العديد من التيارات القومية وعسكريين آخرين متقاعدين.
  • أطاحت بعدها الحركة المسلحة بالرئيس عبد السلام عارف ليصبح البكر رئيسًا جديدًا للوزراء، واستمر في منصبه مدة قصيرة قوامها عشرة أشهر فقط، فتم في العام نفسه 1963م الإطاحة به مرة أخرى وعودة عبد السلام عارف في حركة 18 أكتوبر تشرين.
  • شهدت أحداث شديدة داخل حزب البعث من الانشقاقات والخلافات والمؤامرات وحدثت المزيد من أعمال العنف أدت إلى فوضى عارمة تدخل فيها البكر مرة ثانية، فقام بحركة سميت بحركة تموز عام 1968م أطاحت بعبد السلام عارف مرة أخرى.
  • تسلم البكر مهام منصبه الذي عاد إليه كرئيس حاكم في العراق تحت مسمى رئيس الوزراء، وبدأ في إجراءات مختلفة في العمل السياسي صادفت طفرة اقتصادية بظهور قوة النفط كعامل مؤثر في الاقتصاد والسياسة معًا.
  • لإنهاء الخلافات والانشقاقات ولتهدئة الأوضاع اتفق مع  أكراد العراق على اتفاقية سميت بالحكم الذاتي للأكراد، شملت اعترافًا حكوميًا بحقوقهم القومية مع ضمانات لهم بالمشاركة في الحكومة كما سمحت لهم باستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية مع تأجيل قضية كركوك الشائكة.
  • قام البكر في 1 يونيو 1972 بتأميم شركة النفط العراقية التي كانت تسيطر عليها منذ عام 1927م، وكانت تتلاعب باقتصاد العراق وذلك على غِرار إصدار الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر قراره بتأميم شركة قناة السويس لتخليص الاقتصاد المحلي من أي تحكم خارجي به.
  • استكمالًا لخطوات جمال عبد الناصر استعان البكر بتحالفات قوية مع الاتحاد السوفيتي ووقع معهم معاهدة صداقة في 9 نيسان ابريل عام 1972، وشهد عهده تنمية اقتصادية كبيرة للاقتصاد العراقي.
  • من آخر محطات البكر حينما نريد أن نتابع جوانب من حياة أحمد حسن البكر السيرة السياسية .. فقد كان موقفه مع سوريا ومع قضية العرب الأولى بالحرب مع إسرائيل قيامه بإصدار قرار بمنع تصدير البترول في حرب أكتوبر تشرين 1973م.
  • طالب إيران في أثناء حكمه باسترجاع رفات الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي يمثل العهد الذهبي لمدينة بغداد والمدفون في إيران؛ لما يمثله من قيمة كبرى للعراقيين إلا أنه لم ينجح في ذلك.
  • اتخذ نائبًا له وهو صدام حسين الذي كان في الأيام الأخيرة الرجل الأول في العراق، وكان دوره في انقلاب 1968 كبيرًا جدًا فمهد لانتقال السلطة لنفسه بعد أن أصيب البكر بتدهور صحته ومرضه، فاصبح صدام رئيسًا فعليًا للبلاد في 16 تموز 1979 في ما يظهر للعيان أنها استقالة البكر.

اقرأ أيضًا: من هو كريم العراقي

إنجازات أحمد حسن البكر

يمكن تلخيص الإنجازات السياسية والاقتصادية والتعليمية لمعرفة أحمد حسن البكر السيرة السياسية في عدة نقاط، نرى أنها بالأهمية أن نذكرها، فمن المعروف أن دراسة سيرة أي إنسان تشمل إنجازاته وإخفاقاته بكل حياد تاركين الحكم على الشخصيات للرأي الفرديّ.

  • إنهاء المشكلة مع الأكراد ولو مؤقتًا بإقامة اتفاقية الحكم الذاتي عام 1970م.
  • تأميم شركة نفط العراق.
  • إنهاء العقود الاحتكارية في حقول كركوك.
  • تنمية اقتصادية كبيرة في كافة المناحي العراقية مستغلا ارتفاع أسعار النفط عالميًا
  • ازدهار التعليم وإعلان اليونسكو عام 1977 أن التعليم  العراقي في المدارس يساوي في الكفاءة والنجاعة التعليم في كافة الدول الإسكندنافية.
  • معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي في عام 1972م.
  • موقفه مع الجانب السوري في قطع البترول عام 1973م في حرب السوريين والمصريين مع إسرائيل.
  • خصص 70% من دخل النفط للبنية الداخلية وللإعمار في العراق فتسبب ذلك في ازدهار شامل في كل الخدمات الحكومية.
  • تأسست خطوط سكة حديدية في العراق مما مكن من نهضة شاملة.

جوانب من شخصية أحمد حسن البكر

موقف في حياة البكر كفيل بقياس ما بداخل شخصيته، وهو موقفه مع من تسبب في موت ابنه، وهو رئيس ويمكنه الانتقام والتنكيل بقاتله لكنه لم يفعل، وذلك الموقف مخالف للكثيرين ممن يكونوا في منصبه ويتعرضوا لمثل موقفه.

فقد توفي ابنه إثر حادث سيارة لاصطدام سيارته بشاحنة في طريق بغداد تكريت، وقبض على سائق الشاحنة الذي انتظر أن ينكل به فور علمه بصفة المتوفى في الحادث، فأوفد البكر إلى مركز الشرطة رجلًا من خاصته إلا أنه فوجئ أثناء التحقيق أن المتسبب في الحادث ابن الرئيس وليس سائق الشاحنة.

فكان التصرف الغريب من الرئيس البكر أن أمر بإطلاق سراحه على الفور ضاربًا مثلًا حقيقيًا في الرجل الذي لا ينتقم لنفسه أو لما يخصه بل يحترم شعبه ويحترم حقوق كل فرد فيه ويحترم قيم العدل في كل مكان وفي كل وقت وتحت أي ظروف.

هذا الموقف لا يعبر إلا عن درس فقط من حياته وليس عن تفاصيل حياته كلها ففيها النجاحات والفشل والسقوط كأي حياة لأي رئيس.

وفاة أحمد حسن البكر

أصيب البكر بعد ذلك بمرض باركنسون.. الشلل الرعاش، وتم الاتفاق بينه وبين نائبه صدام حسين على إعفائه من منصبه لظروفه الصحية، وربما كان في الأمر تفاصيل أخرى لا نعرفها مثل إجباره على الاستقالة، لكن تمت على أي حال.

بقي البكر بعيدا عن السلطة حتى توفي عام 1982 عن عمر يناهز 68 عامًا لتنتهي سيرة أحمد حسن البكر السيرة السياسية والشخصية ليذهب الرجل إلى التاريخ  ليحكم عليه.

بسيرة أحمد البكر الكثير من التفاصيل، إذ نجدها حافلة بالكثير من النجاحات والعدل في آن، والحيل والألاعيب أحيانًا، مُعطيًا لنا مثالًا لبديهية البشرية التي تتباين بين الخير والشر في ذات النفس.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة