من هي الشاعرة التي لقبت بخنساء فلسطين

من هي الشاعرة التي لقبت بخنساء فلسطين

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتفاخر بتلك القبيلة وكانت تماضر بنت عمرو تشتهر بالخنساء لأن لها أنف مرفوعة واتصفت أشعارها بالحزن والبكاء والتكرار، واستخدمت ملابس الحزن للحداد على أخواتها، كما أبكت الدنيا على أخيها وقت وفاته، وبعد زواجها أنجبت أربعة أولاد ذكور.

بينما في واقعة القادسية عام 16 من الهجرة استشهد الأربعة أبناء، هنا يمكن الإجابة عن سؤال من هي الشاعرة التي لقبت بخنساء فلسطين؟ بأنها هي رحاب كنعان واتصفت بخنساء فلسطين لأنها فقدت 54 فرد من عائلتها الكبيرة آل حمزة في مذبحة تل الزعتر.. علاوةً على ما ظهر من مكنون مشاعر الحزن في أشعارها حينما قالت رحاب كنعان في رثائها:

“يشبهوني بالخنساء والخنساء مني إن بكت اثنان الأهل وأربعة الفؤاد..

فمالي بكاء عشرة الأهل والحادي فؤادي ويستغربون لكثرة شعري بالرثاء

نشأت الشاعرة الفلسطينية في مخيم تل الزعتر الذي انتقلت إليه بعد ولادتها في لبنان، وفي عام 1976 حدثت مذبحة تل الزعتر وفقدت فيها رحاب كنعان 51 شخص من عائلتها في تلك المذبحة فقط، منهم والدها وثلاثة من أخواتها الفتيات وخمسة من إخوانها الذكور وباقي الأشخاص من أقاربها من أولاد عمومتها.

كان في وقت مذبحة تل الزعتر في شاتيلا وصبرا مذبحة أخرى فقدت فيها ابنها ماهر واثنان شباب من أولاد خالتها، وبذلك أصبحت فاقدة 54 شخص من عائلتها في نفس اليوم لذلك فرحاب كنعان هي الشاعرة التي لقبت بخنساء فلسطين، لأنها لقبت بهذا اللقب منذ ذلك اليوم.

ذهبت رحاب كنعان إلى تونس مع زوجها الثاني، قد تزوجته عام 1982 بعد طلاقها من زوجها الأول وأطلعت على أسماء أقاربها ووالدها وأخواتها وابنها ماهر من ضمن قوائم الشهداء وظنتها ابنتها ميمنة التي تركتها بعد طلاقها مع والدها أنها استشهدت أيضًا، بينما أرادت هي العودة بينما لم تسمح لها السفارات اللبنانية بالعودة.

عادت رحاب كنعان إلى فلسطين بعد مرور 14 عام على تلك المذبحة مع رجال منظمة التحرير الفلسطينية واستقرت في غزة، بدأت في الظهور خلال الفضائيات الفلسطينية في وقت الانتفاضة الفلسطينية الثانية وقد عرفها أحد الجيران من وقت مذبحة صبرا وشاتيلا من اسمها، وعرف الكل أنها على قيد الحياة بعدما اعتقدوا أنها توفت.

أخبرت ابنتها أنها على قيد الحياة وفرح قلبها بذلك وعرفت أنها تعيش وتستقر في غزة وكان قد مر على فراقها 22 عامًا كاملًا، وقد قاما بالحديث على الهاتف الجوال وبدأن في التواصل، وبعد عامين تمكنا من المقابلة عبر لقاء في القنوات الفضائية وهي قناة المنار وتمت المقابلة بينهما شخصيًا في قناة أبو ظبي.

تعرفي أيضًا على: المرأة الفلسطينية التي لقبت بالأم تيريزا

إصدارات الشاعرة رحاب كنعان

بعدما علمنا من هي الشاعرة التي لقبت بخنساء فلسطين، يمكن التعرف إلى العديد من الإصدارات التي قامت بها من مؤلفات شعرية ذات قيمة وهي تتمثل في الآتي:

  • تل الزعتر.
  • البسمة المجروحة.
  • شاهد على التاريخ.
  • مملكة التنك.
  • جمهورية الثوار.
  • بغداد يا توأم فلسطين.
  • ديوان الشمس القتيلة.
  • عصير الرماد.

تعرفي أيضًا على: مؤسسات حقوق المرأة في فلسطين

رثاء الشاعرة رحاب كنعان

قالت رحاب كنعان في رثاء ابنها ماهر في البسمة المجروحة بعنوان عرس الشهيد:

“أماهُ.. طرزي لي ثوبَ الفرح

فأنا راحل… للأرض أرويها بدمائي

أزرع فيها أشلائي… أعانق الفراشاتِ الطليقة

أحتضنُ العشبَ… والماءَ والترابَ..

أحطمُ قيودَ السبي والمنافي

أماه…

ها أنا ذا أنالُ الشهادةَ…

أصنعُ من ثوبِ زفافي وسادة

يتكيء عليها العابرون… إلى الوطنِ الجريح

أصنع قمراً… فراشة… وردةً ندية…

تنطلقُ من فوهةِ بندقية… مشحونةٍ بالحب..

محملةً بالحنينِ للأرض…

آهٍ… آه… يا أماهُ

جدِّلي ضفائرَ النور

ازرعيها في عيونِ الزهور…

في أمعاءِ برتقالةٍ يافوية

وامسحي عن خدودِ الزمانِ العبرات

كما قالت في قصيدة بغداد.. يا توأم فلسطين:

“إلى كل دمعة سالت

وكل قطرة دم على التراب تراق

إلى كل قلب صامد في وجه الحلفاء أنذال الأخلاق

وكل طفل ردمه حطام الطغاة والانشقاق

إلى كل صبية قتلوا فرحها برحيل الأهل والرفاق

نخط من جراح فلسطين

بسم الله والله أكبر

سينهض سيف صلاح

يضىء غدنا.. لتلتئم الجراح

ولن يطول عهد السفاح

سيزهر ربيعنا

وستقرع طبول الأفراح

وسنهتف: من بغداد إلى فلسطين

انتصر القرار من دم الأحرار

ب. غ. د. ا. د:

لم تكن المرة الأولى

في خندق واحد

نرطب ثرى الوطن

ولن تكون آخر مرة

تتوحد جراحنا

تنشد الأشعار

تزرع في صدور البلابل

لحن الانتصار

ب. غ. د. ا. د: يا توأم فلسطين

نظراتنا تناديك

والألم طافح.. يعتصر قلوبنا

يا حبيبة.. تألقت في سماء الكون

ورغم ألسنة اللهب تتجدد خلاياها

تضئ بانعكاساتها.. ظلال الليل

يتململ أقحوان القادسية وحطين

يهتف: جراحنا تعانقت منذ الأزل

وستبقى كرائحة النرجس والياسمين

تقبض على الجراح

تحطم سيف الطغاة والمتخاذلين

ترسم البسمة.. على شفاه المحرومين

تنثر عطراً أزلياً.. صنعته جذور الفصول

لتضمد ألم أرض.. استعصى عليها الموت

تنهض من بين الطلول..

تشرق بحب لا يزول

تعرفي أيضًا على: المرأة الفلسطينية التي أنجبت 69 طفلًا

يمكن أن يرى البعض أن قصة رحاب كنعان عادية، قصة امرأة لها أولاد فقدتهم وآخرين سعدت بوجودهم، بينما هي قصة بها العديد من الصعاب والجروح التي شهدتها تلك المرأة الصابرة.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا