حكم عمل الغمازات الوجه
حكم عمل الغمازات الوجه من الأحكام الدينية التي ينبغي على المرأة المسلمة أن تكون على علم بها، بعدما انتشرت تلك العملية في الكثير من البلاد، سواء الوطن العربي أو خارجه، وذلك لكون الغمازة أحد علامات جمال الوجه بالنسبة إلى النساء، لذا من خلال موقع إيزيس سوف نتعرف على ذلك الحكم بشيء تفصيلي.
حكم عمل الغمازات الوجه
في ظل التطور الذي آل إليه المجال الطبي ظهرت العديد من التقنيات الطبية المتطورة، والتي قد غيرت مسار العمليات الجراحية، فبعد أن كانت من الأمور التي لا يلجأ إليها الأشخاص سوى لغرض طبي يهدف إلى التحسين من الحالة الصحية للمريض.
أصبح هناك الكثير من السيدات تتوجه إليها لأغراض تجميلية، ولا يمكننا أن نقول إن تلك العمليات برمتها محرمة، فمنها ما هو ذلك ومنها ما لا يكون على المرأة حرج إن قامت بها، لذا دعونا نتعرف على حكم عمل الغمازات الوجه.
فغمازات الوجه من علامات الجمال من وجهة نظر المرأة، إلا أن الصناعي منها، والتي تجرى عن طريق العملية الجراحية أمرًا قد حرمه الله عز وجل، كونه محاولة لتغيير خلق الله، واتباع لأوامر الشيطان، فقد قال الله تعالى:
” وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا” سورة النساء الآية رقم 119
لذا على المرأة إن كانت تفكر في ذلك الأمر أن تعدل عنه، كونه يعتبر غش وتدليس لمن لا يعرفها مسبقًا، فذلك الإجراء له الكثير من الجوانب السلبية.
تعرفي أيضًا على: حكم تنظيف البشرة في رمضان
متى يكون عمل غمازة الوجه مباحًا
بعد أن تعرفنا على حكم عمل الغمازات الوجه علينا أن نعرف أن ديننا الحنيف دين يسر وليس عسر، وقد مكن المرأة من القيام بالكثير من الأفعال على أن تسير بالضوابط الشرعية الخاصة بها، حتى تتجنب الوقوع في الذنوب والآثام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” صحيح رواه النعمان بن البشير.
فإنه من الممكن أن تقوم المرأة بعمل الغمازة باستعمال أدوات التجميل، وبذلك لن تخضع إلى العملية الجراحية التي تجعل منها أمرًا ثابتًا لا يمكن تغييره، مما يدخلها في بند التحريم.
ضوابط عمل غمازة الوجه المباحة
في سياق الانخراط في حكم عمل الغمازات الوجه نجد أنه من الممكن أن تتمتع المرأة بعمل الغمازة باستعمال أدوات التجميل، وسوف نتعرف على الطريقة الصحيحة للقيام بذلك بعد أن نتناول ضوابط إباحتها من خلال ما يلي:
أولًا: ألا تكون النية تغيير خلق الله
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عمر بن الخطاب:” إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لاِمْرِئٍ ما نَوَى” صحيح.
أي أنه في بداية الأمر يجب على المرأة أن تكون موقنة من داخلها أنها تقوم بذلك من أجل التغيير في الشكل لفترة مؤقتة، وأنها لا تفعل ذلك سخطًا على شكلها الذي خلقها الله عز وجل عليه.
ثانيًا: ألا يقصد بها غش الخاطب
عندما يتقدم شاب إلى فتاة مسلمة، فإنه من الطبيعي أن يقوم برؤيتها الرؤية الشرعية التي أحلها الله له، والذي يتمكن خلالها من التمعن في ملامح وجهها والنظر إلى يدها.
فإن كانت الفتاة سوف تقوم بعمل تلك الغمازة من أجل ذلك الغرض، فإنها تدخل في بند الغش، مما يحرم الأمر برمته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” مَنْ غشَّنَا فليسَ مِنَّا” رواه أنس بن مالك.
ثالثًا: عدم الظهور بها أمام الأجانب
يقول الله عز وجل في سورة النور الآية رقم 31“ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
فتلك الآية هي الجامعة لكافة الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة المسلمة، حيث لا ينبغي أن تظهر أي من زينتها أمام الأجانب، وبما أن الغمازة المصطنعة من الأمور التي تدخل في بند الزينة، فأولى بها ألا تظهر بها أمام الأجانب من الرجال.
بل إنها من الممكن أن تنال الثواب العظيم جراء عملها على الرغم من أنها أمرًا صناعيًا، ذلك إن كانت نيتها أن تتزين للزوج كي تعفه وتغض بصره إن كان مفعمًا بتلك الصفة، ففي تلك الحالة تكون الزوجة ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” ألا أُخبِرُك بخيرِ ما يكنِزُ المرءُ المرأةُ الصَّالحةُ إذا نظر إليها سرَّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفِظته” رواه عبد الله بن عباس.
تعرفي أيضًا على: حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان للمرأة
رابعًا: أن تكون بمستحضرات يسهل إزالتها
كذلك ينبغي مراعاة أن تكون الغمازة الصناعية قد تم عملها من خلال مواد يسهل إزالتها من أجل صحة الوضوء، ففي حالة أن توضأت المرأة ولم يصل الماء إلى كافة أجزاء الوجه، فإن وضوئها غير صحيح وكذلك صلاتها.
كيفية عمل الغمازة باستعمال أدوات التجميل
بعد أن تناولنا كل ما يخص حكم عمل الغمازات الوجه، هيا بنا لنتعرف على الطريقة الصحيحة التي من الممكن أن تحصل المرأة من خلالها على غمازة رائعة، لكن لا تنسى أن تطبق الضوابط السابق ذكرها، حيث أتت الخطوات على النحو التالي:
الأدوات المطلوبة
- كريم أساس على أن تكون درجته متساوية مع البشرة.
- خافي العيوب.
- قلم بني فاتح.
- لوس باودر.
- مرآة واضحة.
- فرشاة ماكياج.
طريقة العمل
- تقوم الفتاة بوضع طبقة كاملة من كريم الأساس على الوجه مع مراعاة توزيعه بالشكل الجيد.
- عليها في تلك المرحلة أن تقوم بالابتسام من أجل تحديد مكان الغمازة.
- وضع خافي العيوب على المنطقة المراد عمل الغمازة بها.
- باستعمال فرشاة الماكياج على أن تكون دقيقة، والقلم البني الفاتح، يتم رسم خط في منتصف مكان وضع الكونسيلر أو خافي العيوب.
- وضع كريم الأساس حول الغمازة من أجل أن تظهر بشكل أقوى.
- وضع طبقة من اللوس باودر على الوجه بأكمله لضمان عدم تأثر الغمازة بالعوامل الخارجية.
تعرفي أيضًا على: هل يجوز رسم الحواجب في رمضان
إن الله عز وجل جميل يحب الجمال، وديننا دين اليسر قد كفل للمرأة أن تقوم بكل ما ترغب في ظل الضوابط الشرعية التي تمنعها من الوقوع في الفتن والآثام.
تابعنا على جوجل نيوز