الصدمات النفسية في الصغر لها أثر لا يزول

الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي بسبب عمقها في النفس البشرية، مُتسببة في ظهور خلل نفسي يؤدي بصاحبه لحالة يظل بها حبيس الألم والإجهاد النفسي لفترة طويلة، لهذا وضع علماء النفس العديد من النظريات حول تلك الصدمات وتأثيرها على الصحة النفسية والعقلية في الكبر، تتبين عبر موقع إيزيس.

الصدمات النفسية

صدمات الطفولة أحد أهم العوامل المؤثرة في العقل الباطن للفرد، الذي يُعد منشأ معظم الأفكار والمبادئ التي يعتنقها الإنسان طوال حياته، تلك الأفكار يُصدم منها ولا ينمحي أثرها.

  • الهروب من لحظات معينة من الطفولة عندما يقوم العقل باسترجاعها.
  • كوابيس متكررة متعلقة بحدث واحد من طفولة رائي الكابوس.
  • المعاناة من مشاعر سلبية بشكل مستمر دون معرفة سببها.
  • فقد الاهتمام بالهوايات والأنشطة المهمة.
  • الخوف الغير مبرر من المستقبل.

تلك الأعراض هي الدليل القاطع على أن الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي، بل تتراكم على من يعاني منها دون مواجهة حقيقية منه لعقله ومشاعره، لهذا يجب اللجوء لخطط العلاج المدروسة ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء تلك الصدمة.

أسباب الصدمات النفسية في الصغر

التعرض العنيف لحدث قوي وعنيف يؤثر في طبيعة الطفل النفسية، ولكن تختلف استجابة الأطفال لنفس الحدث حسب طبيعة كلًا منهم.

  • التعرض للعنف (الأسري، الاجتماعي، المدرسي).
  • التنمر الشديد.
  • فقد أحد الوالدين أو كلاهما.
  • تفكك الأسرة (الانفصال، الطلاق).
  • الاستغلال الجنسي (التحرش، الاغتصاب).
  • إهمال احتياجات الطفل الأساسية (عاطفية، جسدية).
  • المرور بتجربة المرض المزمن أو الخطير.
  • العيش بفترات الحروب.
  • التعرض للتخلي من أحد الأبوين أو المقربين.
  • علامات المرور بصدمة نفسية في الصغر.

تعرفي أيضًا على: اضطراب الشخصية الدرامية

آثار الصدمات النفسية في الصغر

توجد عدد من الآثار التي تخلفها الصدمات النفسية في الصغر، متمثلة في عدد من الأزمات والمشاكل المختلفة بعضها يخص الصحة النفسية والآخر يخص السلوكيات.

أولًا: أزمات الصحة النفسية

يتعرض البعض ممن عانوا من الصدمات النفسية في الصغر إلى بعض الأمراض والأزمات النفسية.

  • الاكتئاب.
  • اضطرابات القلق.
  • الوسواس القهري.
  • انفصام الشخصية.

تلك الأزمات قد تكون في بعض الأحيان هي العرض لا المشكلة الرئيسية، وعند ظهور أحد أعراضها يجب التوجه لطبيب نفسي على الفور.

ثانيًا: عدم استقرار الصحة الجسدية

تتأثر الصحة الجسدية العامة بالحالة النفسية والعقلية عن طريق حدوث بعض الاضطرابات في الجهاز الهضمي أو التنفسي، كما يحدث خلل في عدد ساعات النوم مما يتسبب في ظهور مشكلة الأرق وغيرها من الآلام الجسدية غير المتعلقة بأي خلل وظيفي أو عضوي.

ثالثًا: خلل في السلوك

الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي لهذا تتسبب في ظهور بعض السلوكيات الغريبة على من هو مريض بآثارها مثل الانطوائية، غضب غير مبرر، الميل لأنشطة غريبة، البكاء بشدة دون سبب واضح، وغيرها من السلوكيات التي تتنافى مع طبيعة البيئة المحيطة به.

رابعًا: المعاناة من صعوبات التعلم

يمكن للصدمات النفسية أن تؤثر على التركيز والتحصيل الدراسي بسبب تشتت العقل بالكثير من المشاعر السيئة، مع تعرضه لنوبات قلق تعطل من نمو التركيز أو الإدراك لمواكبة مواد صفه الدراسي منذ الطفولة وحتى المرحلة الجامعية.

خامسًا: تعاطي المخدرات

يهرب العديد من آثار الصدمات النفسية في الطفولة عن طريق تعاطي العقاقير المُخدرة بمختلف أنواعها، ذلك التعاطي الذي يفاقم الأزمة متسببًا في تشوه العقل أكثر فأكثر، مما يجعل مهمة الشفاء من آثار صدمات الطفولة أمر شاق ذو خطة علاجية معقدة نسيبًا.

سادسًا: الخوف من العلاقات

عند حدوث صدمات نفسية في الصغير بسبب طلاق الأب والأم تنشأ فكرة الخوف من العلاقات في العقل الباطن، ولا تبدأ تلك الفكرة في الظهور حتى فترة الشباب، ذلك الخوف غير المبرر من البدء في علاقات جديدة مثل الصداقة والزواج، قد تكون أحد نتائج صدمة نفسية في الطفولة.

تعرفي أيضًا على: صمت المرأة في علم النفس

كيفية التخلص من أثار الصدمات النفسية في الصغر

الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي بسهولة، حيث يلزمها خطة علاجية متكاملة للتخلص من آثارها وأزماتها التي ترافق صاحبها حتى الشباب، تلك الخطة تعتمد على أنماط مُختلفة من العلاج النفسي المقترن بالأدوية النفسية.

1- العلاج النفسي

هو الوسيلة التي تمكن المرء من السيطرة على أعراض صدمته النفسية وآثارها، كما أنه يساعد في الوصول للاستراتيجية الأفضل التي يجب اتباعها في التعامل مع تلك الصدمة.

  • العلاج المعرفي: يعتمد على الحوار الناشئ حول كيفية السيطرة على نوبات الهلع، والأفكار التي تعمل على استرجاع شعور الحزن بين المعالج والمريض.
  • العلاج بالمجموعات: تلك الطريقة تقوم على مشاركة المريض لتجربته مع عدد من الأشخاص المارين بنفس التجربة؛ مما يقلل من حدتها وآثارها.

2- علاج الصدمات بالأدوية

القسم الآخر من الخطة العلاجية هو الاعتماد على المركبات الكيميائية بنسب محدودة، عن طريق الأدوية التي تساعد المخ في تقبل باقي خطة العلاج.

  • مضادات الاكتئاب: يساهم في تقليل أعراض عدم الانتظام في النوم وقلة التركيز وانخفاض المزاج الحاد، كما يساعد في السيطرة على الغضب عن طريق ضبط نسبة السيروتونين في المخ.
  • مضادات القلق: بعض أنواع الصدمات يصاحبها نوبات قلق متكررة؛ لهذا ينصح الأطباء بتلك الأدوية لفترة قصيرة، حتى لا تتسبب في الإدمان لمتناولها.

تعرفي أيضًا على: شخصية المرأة في علم النفس

نصائح تساعد في الشفاء من آثار الصدمات النفسية

  • الالتزام بخطة العلاج الموضوعة من قِبل الطبيب النفسي.
  • التثقف حول الصدمات النفسية وماهيتها.
  • عدم الاعتماد على أدوية نفسية دون توجيه من الطبيب.
  • تشتيت العقل عن مشاعر الغضب والحزن.

الصدمات النفسية في الصغر لا تنمحي ولكن يمكن الشفاء منها إذا ما اعتمد الفرد على الخطة العلاجية المناسبة له، وحاول أن يُعزز رغبته في النجاح.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا