هل يجوز رسم الحواجب في رمضان
هل يجوز رسم الحواجب في رمضان؟ وما ضوابط الأمر إن كان يحل لها ذلك؟ فهناك العديد من الأمور التي تجول في خاطر المرأة المسلمة، وتشعر أنها لا تتمكن من التوصل إلى إجابتها الصحيحة، والتي سيوافيها بها موقع إيزيس استنادًا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عبر السطور التالية.
هل يجوز رسم الحواجب في رمضان
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في الآية الخامسة والثمانين بعد المائة من سورة البقرة:
” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“.
أي أن ذلك الشهر الذي من الله به علينا إنما هو من أجل أن تتعبد فيه المرأة المسلمة وتزهد الأعمال الدنيوية التي قد تكون سببًا في أن تحمل الكثير من الذنوب، إلا أن المرأة في الكثير من الأحيان تريد أن يكون لها الشكل الحسن، لذا فقد تلجأ إلى رسم الحواجب في تلك الأيام المعدودات.
فهل يجوز رسم الحواجب في رمضان؟ في بداية الأمر يجب أن نعلم أن رسم الحواجب من الأمور التي لا تفسد الصوم ولا تعمل على بطلانه، لكن فيما يخص جواز الأمر من عدمه، فإنه هناك عدة عوامل من شأنها أن تتحكم في ذلك.
بالنسبة إلى رسم الحاجب من خلال استعمال مستحضرات التجميل أو الحناء فإنه لا حرج في ذلك على الإطلاق، على أن يكون الأمر مقترنًا بعدة أمور سوف نتعرف عليها سويًا بعد ذلك.
أما في حالة رسم الحاجب من خلال عمل التاتو، وهو وشم الحاجب، فإن المرأة في تلك الحالة تكون قد وقعت في إثم مبين للغاية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ لَعَنَ عبدُ اللَّهِ، الواشِماتِ والمُتَنَمِّصاتِ، والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ فقالَتْ أُمُّ يَعْقُوبَ: ما هذا؟ قالَ عبدُ اللَّهِ: وما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ، وفي كِتابِ اللَّهِ؟ قالَتْ: واللَّهِ لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَما وجَدْتُهُ، قالَ: واللَّهِ لَئِنْ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيهِ: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عنْه فانْتَهُوا} [الحشر: 7]” صحيح رواه عبد الله بن مسعود.
ففي تلك الحالة يكون رسم الحاجب من الأمور المحرمة التي لا تجوز على الإطلاق، واللعن هنا يعني أن تُطرد المرأة من رحمة الله عز وجل، وبذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل يجوز رسم الحواجب في رمضان بشيء من التفصيل.
تعرفي أيضًا على: ما حكم اللعب بالثدي للعزباء
ضوابط رسم الحاجب في رمضان
يجب على المرأة إن كانت تود أن تقوم برسم الحاجب في رمضان أن تعلم أن الأمر مشمول بعدة ضوابط عليها اتباعها، حتى يكون لها النصيب الوافر في الحصول على الحسنات ويكون صيامها صحيحًا مكتملًا، حيث أتت تلك الضوابط على النحو التالي:
1- أن يكون ذلك من أجل التزين للزوج
يقول الله عز وجل في الآية الواحدة والثلاثين من سورة النور:
” وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“
لذا فعلى المرأة إن أرادت أن تقوم برسم الحواجب في رمضان، أن يكون ذلك بغرض التزين للزوج أو أمام المحارم فقط، على أن تراعي استعمال المواد سهلة الإزالة التي لا تمنعها حينها من الخروج من المنزل.
كما أنها يجب أن تنتبه إلى إزالة تلك المستحضرات قبل القيام بالوضوء، حيث إنه لا يصح لها الصلاة على ذلك النحو، كون الماء لم تصل إلى بعض الأجزاء من الوجه.
بينما في حالة استعمال الحنة، فإنها لن تحتاج إلى استعمال أي من الأدوات، فهي من العناصر غير العازلة للماء، مما يمكن المرأة من الوضوء دون أن يكون هناك أي حائل، لكن عليها ألا تخرج من المنزل دون أن تغطي الحواجب، حتى لا يكون ذلك تزين للأجانب مما يجعلها تحصل على الكثير من الذنوب.
فبذلك تكون إجابة سؤال هل يجوز رسم الحواجب في رمضان هي لا، فعلى الرغم من أن شهر رمضان هو شهر الحصول على الكثير من الحسنات، إلا أنه أيضًا من شأن السيئة أن تكون بالغة الكبر، وعلى كلٍ يجب على المرأة الابتعاد عن أي من الأمور التي قد تغضب الله عز وجل.
2- عدم التغيير في شكل الحاجب
هناك الكثير من السيدات يقمن بإزالة شعر الحاجب بأكمله، ومن ثم رسم الحاجب في مكانه باستعمال أدوات التجميل، وفي تلك الحالة تكون المرأة ملعونة بنص صريح ذكرناه من قبل، لذا عليها ألا تغير في شكل الحاجب بل تقوم بتزجيجه والرسم بالشكل الطبيعي.
فإزالة الحاجب بأكمله من الأمور غير المحمودة على الإطلاق، وتعتبر تغيير لخلق الله عز وجل، وامتثالًا لأوامر الشيطان والعياذ بالله، فقد جاء ذلك في قول الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 119
” وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا”.
تعرفي أيضًا على: حكم عمل المرأة في مكان مختلط
3- أن يكون رسم الحاجب بغرض التجميل وليس التدميم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبو إمامة الباهلي:
” ما استفادَ المؤمنُ بعدَ تقوى اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، خيرًا لهُ مِن زَوجةٍ صالحةٍ ، إن أمرَها أطاعتْهُ ، وإن نظرَ إليها سرَّتهُ ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتهُ ، وإن غابَ عنها نصحَتهُ في نفسِها ومالِهِ“.
لذا حين تفكر المرأة في أن ترسم الحاجبين في رمضان عليها أن تنظر أكان شكلها قبل الرسم أفضل أم بعده، فهي بالطبع تفعل ذلك من أجل أن تكون المرأة الصالحة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث، فعليها أن تتأكد أن ما تقوم به يحسن من شكلها ويضفي إليها لمسة رقيقة.
فإن وجدت أن رسم الحاجب يشوه من مظهرها ويجعل شكل الحواجب غير محبب للزوج، فعليها في تلك الحالة عدم رسمهما مجددًا.
تعرفي أيضًا على: الأفلام الإباحية هل تفطر في رمضان
يجب على المرأة أن تعلم أنها جميلة كما خلقها الله عز وجل، فهي ليست بحاجة إلى رسم الحواجب ووضع مستحضرات التجميل، سواء أثناء رمضان أو سائر الشهور.
تابعنا على جوجل نيوز