حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة
حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة يشغل بال الزوجين على حدٍ سواء، فيكون عقل الزوج بين شقي الرحا إما أن يطيع أمه أو يرضي زوجته ويكون هذا من باب العقوق.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع إيزيس سنعرض لكم حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة حسب ما جاء من أقوال العلماء، وتوضيح الأحكام المتعلقة بتلك المسألة.
حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة
الأبوين لهما الحق العظيم على الإنسان وفاءً لما قدماه له من واجبات، ومن هذه الحقوق هو البر بهما وحسن معاملتهما في حياتهما، والدعاء لهما عند الممات، والشاهد هو قوله تعالى في الآية الثالثة والعشرين من سورة الإسراء
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ).
الزوجة أيضًا ذات حقٍ على زوجها في حسن معاشرتها، والإحسان إليها في القول، فجاء قول رب العزة تبارك وتعالى في الآية التاسعة عشر من سورة النساء
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
فما إن يتزوج الرجل إلا ويصبح عقله مقسومًا إلى نصفين، فلا يريد أن يبر أمه ويبخس بحق زوجته، والآخر يريد أن يرضي زوجته ويخشى أن ينسى حق أمه عليه، لذلك نجد العديد من الأزواج يسألون عن حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة.
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس الفتوى الأسبق في الجامع الأزهر الشريف إن الجهاد في سبيل الله والأبوين على قيد الحياة أقل مرتبة من برهما، كما أضاف الشيخ الأطرش في حديثه لأحد القنوات الفضائية المصرية.
إن حب الزوجة يجب ألا يعمي الزوج عن واجبه تجاه أمه وبرها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في الحديث المُخرَج في صحيح مسلم
“قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ“.
كما ذكر الشيخ أن إرضاء الأم وبرها واجب، لكن مع ذلك يجب ألا يهمل الزوج في واجبات زوجته، فحكم تفضيل الأم على الزوجة يرجع إلى الموازنة بينهما، فكلاهما أُمر الرجل بحسن معاملتهما.
لكن في بعض الأحيان تكون الأم والزوجة في شقاق ومشاكل دائمة، بل قد تصل إلى الطلاق، ولهذه الحالات أحكام شرعية أخرى.
تعرفي أيضًا على: حكم الشرع في إقامة أم الزوج مع الزوجة
حكم طلب الأم من ابنها تطليق زوجته
ذكرنا في السطور السابقة أن حكم إرضاء الأم على حساب الزوجة يكون في الموازنة بينما في المعاملة، لكن في بعض الأحيان تكون الزوجات أو الأمهات على حدٍ سواء سليطات اللسان ومنهن من يطلبن الطلاق أو يأمرن أبنائهن بالطلاق ولكلٍ أحكامه.
انقسم الحكم في هذه الحالة إلى أمرين، الأول متعلق بالزوجة، والآخر متعلق بالأم، فإن كانت الزوجة سليطة اللسان متكبرة على من حولها وتعامل الأم سوء المعاملة فإن الطاعة واجبة في هذه الحالة.
فقال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في كتاب “الاختيارات” الصفحة رقم 114، إن الإنسان يلزمه طاعة والديه في غير معصية حتى وإن كان الأبوان فاسقين، لكن الطاعة تكون على شرط، وهي أن تكون فيها منفعة للأبوين دون ضرر بالزوج.
مع توضيح سبب الطلاق مثل ما ذكره الشيخ ابن عثيمين في شرحه لقول ابن تيمية، فيكون سبب الطلاق بسبب الشك في أخلاق الزوجة، أو كانت تؤذي الأبوين أو تظلمهما.
أما الأمر الثاني المتعلق بطلب الأم من الابن تطليق زوجته متعلق بالأم، فإن كانت الأم بعينها متسلطة أو ذات أخلاق تستحال العشرة معها، أو تغار على ابنها فإن الطاعة في هذا الطلب تكون غير مستحبة.
لأن الطلاق دون سببٍ قوي مما أباح الله الطلاق من أجله يبغضه الله سبحانه وتعالى، ففيه إهدار للزواج، وتدمير للأسرة، بل وقد يصل الأمر إلى ظلم الزوجة نفسها، طالما كانت المعاملة حسنة مع الأبوين والزوجة ذات خلق ودين فلا يجب طلاقها.
تعرفي أيضًا على: هل أهل الزوج من صلة الرحم
كيفية الموازنة بين إرضاء الزوجة والأم
طلب الأم من الابن طلاق زوجته كما أوضحنا دون سببٍ قوي، ومعاملة الزوجة وجفاء حق الأم أو العكس يزيد من المشاكل الزوجية، لذلك سنعرض لكم طريقة الموازنة بين حق الزوجة وحق الأم.
قبل معرفة طريقة الموازنة بين إرضاء أمك وزوجتك معًا، يجب عليك أن تعرف ما هي الحقوق المفروضة عليك تجاه كلٍ منهما، وحقوق الأم هي:
- طاعتها فيما خلا معصية الله ورسوله.
- حسن المعاملة.
- التحدث معها بالصوت الخافت والاحترام والهدوء.
- الابتسام الدائم في وجهها.
- مساعدتهما في أعمال البيت.
- عدم النزاع معها.
- المشورة في الأمور الشخصية.
أما حقوق الزوجة على زوجها فهي:
- الحقوق المالية للمرأة مثل المهر: وهو الواجب على الزوج أن يعطيه للمرأة إعزازًا لها ولكرامتها.
- النفقة المدفوعة للزوجة: وهو توفير ما تحتاجه الزوجة من طعام ومسكن.
- حسن المعاشرة: وتكون بجعل خلق الزوج مع زوجته حسنًا، ومراعاتها في أمور حياتها، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، فكان يعامل زوجاته باللين والرفق، وكان يساعدهن في أمور البيت فكان يخيط ثيابه ويغسلها.
- عدم إحداث ضرر بالزوجة سواء جسدي أو نفسي.
أما عن كيفية إرضائهما فقد عرضها الدكتور عمر عبد الكافي في فيديو عبر قناته الرسمية على اليوتيوب وقال فيه، إن الرجل عليه ألا يكيل بمكيالين، فالأم لها طريقة في التعامل تختلف عن الزوجة.
نصح الشيخ أن يكون الزوج “موصل رديء للمشاعر الرديئة“، وهذه الطريقة تكون بعدم إيصال سلبيات الزوجة عن الأم إلى الأم والعكس صحيح، وشدد الشيخ على أن تكون البيوت محفوظة بأسرارها.
كما يجب العلم بأن الأولويات هي التي تحكم إرضاء الزوجة أو الأم، والخلاصة كما ذكرها الشيخ إرضاء الزوجة والأم دون إخبار ذلك لأي منهما.
البيوت مثل السفن التي تدار في العواصف فلا تستعمل القوة من أجل التوجيه، بل الحكمة في اتخاذ القرار، فكن مع أمك وزوجتك مثل القبطان في العاصفة.
تعرفي أيضًا على: كيفية التعامل مع أهل الزوج الظالمين
تابعنا على جوجل نيوز