3 تجارب مع الولادة الثالثة.. قيصرية وطبيعية
من من أمهات الثلاثة أولاد لم تقل حين ولادتها الأولى إنها لن تكرر الأمر ثانية، وحينما قامت به للمرة الثانية، أجزمت أنها لن تصل للثالثة، لكن شوقها وحنينها لحمل رضيع صغير كما لو أن ذلك لم يحدث معها من قبل دفعها لخوض التجربة للمرة الثالثة، لذا إن كنتِ من تلك الشريحة من النساء، فأنت في حاجة إلى التعرف على تجربتي أنا أيضًا والتي أحكيها لكِ عبر موقع إيزيس.
تجربتي مع الولادة الثالثة
من الطبيعي أن يختلف جسم المرأة عن سواها، حيث إنه هناك حالة صحية، مستوى هرمونات، والعديد من العوامل الأخرى تتحكم في الأمر مما يتسبب في تفاوت تجارب الحمل والولادة للمرة الثالثة.
من أجل ذلك سنترك بعض الأمهات يقمن بسرد قصتهن مع الإنجاب لثالث مرة بأنفسن، وذلك من خلال ما يلي:
التجربة الأولى: كانت طبيعية ويسر الله لي أمري
استيقظت باكرًا على غير عادتي، أشعر بوخز في أسفل بطني، ثقل شديد كما لو أن جنيني ينظم مباراة كرة سلة بالداخل، ما هذا الألم؟ على الرغم من أنني قد قمت بالولادة الطبيعية من قبل، لكن الألم حينها لم يكن بتلك القوة، لكنني أعلم أن لكل مرحلة عمرية تغيراتها، وأنا الآن في منتصف الثلاثينات.
أوقظت زوجي من نومه، وأخبرته أنني أشعر بألم يكاد يفتك بي، وعلى ما يبدو أنني ألد، وجدته هرع يبحث عن هاتفه كي يتصل بوالدتي والتي تقطن بالقرب منا، وكانت تعلم أن هذه الفترة هي التي من المتوقع أن ألد بها، فكانت على أهبة الاستعداد.
لكن الضوضاء التي أحدثها زوجي خلال قيامه بذلك كانت كفيلة لتوقظ المبنى السكني كله وليس أبنائي فقط، وجدتهما يبكيان كما لو أنهما يشعران بأنني سوف أرحل بعد قليل من المنزل لأعود حاملة الصغير المدلل الذي سيسحب البساط من أسفل أقدامهما قليلًا.
وصلت أمي وبدأت في أن تهديء من روعي، بينما كان زوجي يرتدي ملابسه، ويتصل بالطبيب الذي أتابع معه الحمل ومن المقرر أن يقوم هو بعملية الولادة، هنا بدأ الطبيب في أن يسأله بما أشعر؟
أخبرته وسط صراخي أنني لم أعد أشعر بشيء سوى أن عظامي تتهشم، والجنين يكاد يقطع أحشائي بمخالبه، وبالنسبة لنزول السائل الأمينوسي فقد بدأ، نعم فقد أصبحت لدي الخبرة في الأمر.
هنا طلب الطبيب منا التوجه للمستشفى على الفور، بينما سيكون في طريقه إلى هناك، لا أخفيكم خبرًا كنت أخشى الولادة هذه المرة كثيرًا كوني سمعت أن الولادة الثالثة لا تكون أبدًا سهلة، لذا ودعت والدتي وأبنائي بقبلات حارة ونزلت مع زوجي والذي كان يتألم لألمي.
بمجرد وصولنا للمستشفى قامت المتخصصات بتجهيزي للولادة، وعندما وصل الطبيب باشر عمله على الفور، حيث أخبرنا بأن رأس الجنين واضحة أمامه، ولا يجب الانتظار ولو لدقيقة واحدة، ومرت ولادتي بشكل يسير للغاية، لكن ليس معنى ذلك أن أفكر في تكرار التجربة للمرة الرابعة.
تعرفي أيضًا على: وصفات للمرأة بعد الولادة
التجربة الثانية: ولادتي القيصرية لم تكن سهلة أبدًا
أما أنا، فكانت تجربتي مع الولادة الثالثة ليس هي الأفضل مطلقًا، فلقد أنجبت طفلي الأول وكذلك الثاني عن طريق الولادة القيصرية، إذن فإن هذه المرة ستكون هكذا أيضًا.
لم تكن حالتي الصحية طوال فترة الحمل على ما يرام، حيث يبدو أن الحملين السابقين قد استنفذا ما بجسدي من عناصر هامة لنمو الجنين، فلم يعد هناك ما يكفي طفلي الثالث، فقد كانت نسبة الحديد منخفضة للغاية، مما كان يتطلب حقني بمحلول يرفع معدل الهيموجلوبين قبل الولادة ولمدة استمرت عدة أيام.
لذا حينما وصلت لموعد ولادتي كان الإرهاق قد نال مني، لكن لا بأس، فأنا متشوقة لأرى ذلك الصغير الذي فعل بي كل ذلك.
قام الطبيب بتخديري بشكل نصفي، حيث إنني كنت أشعر بما يحدث في غرفة العمليات، لكنني لم أكن أرى شيئًا، كون هناك ساتر بيني وبين ما يحدث في أحشائي، وفي حقيقة الأمر لم تأخذ الولادة حوالي نصف الساعة.
خرجت من غرفة العمليات لا أشعر بشيء، وظننت بذلك أم الأمر قد مر بسلام، لكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفني مطلقًا، فبمجرد أن رحل مفعول التخدير النصفي، كدت أصدم رأسي بالحائط من هول ما أشعر به من ألم.
هذا الذي لم أعهده في الولادتين السابقتين، ما الذي يحدث، لا أدري، كنت أصرخ بشدة أطلب حضور الطبيب ليرى ما بي، وعندما أتى أخبرني أن ذلك الألم طبيعيًا جدًا، فالولادة الثالثة عادة ما تختلف عن الأولى والثانية ولا داعي للقلق أبدًا، فكل شيء يسير على ما يرام.
طلبت منه الحصول على مسكن قوي كي أتجاوز ذلك الشعور، وأخبرني أنه بالفعل قد قام بإعطائي مسكن، ولكن يبدو من فرط ما شعرت به من ألم، لم أنتبه لما قام به خلال فحصي.
مرت حوالي نصف ساعة وبدأ المسكن في أن يقلل من شعوري بالألم، لكنه لم يختفي بشكل كامل، واستمر الأمر حوالي ثلاثة أيام، أقسمت خلالها مرارًا وتكرارًا أنني لن أفعل مثل ذلك مجددًا.
تعرفي أيضًا على: جرح العملية القيصرية يحرقني
التجربة الثالثة: الطبيعية بدون ألم هي الأفضل
سمعت كثيرًا عن الولادة الطبيعية بدون ألم، لكنني لم أفكر في تجربتها، كوني لم أكن حينها أنوي حدوث الحمل أو الإنجاب، لكن يبدو أن القدر كان له رأي آخر، فقد صرت حاملًا بالرغم من قيامي بتناول أقراص منع الحمل، لكن على ما يبدو أنني لم أفعل ذلك في يوم من الأيام وكانت النتيجة هي تجربتي مع الولادة الثالثة.
بدأت في التعرف على تقنية الولادة بدون ألم، والتي وجدتها لا تختلف عن الولادة الطبيعية المعتادة بشكل كبير، كل ما في الامر أنه عندما يصل الجنين إلى مستوى معين من النزول في حوض المرأة، بحيث يكون متأهبًا للخروج.
يقوم الطبيب بإعطاء الأم المخدر الذي لا يجعلها تشعر بلحظات الولادة، ويختفي أثر المادة المخدرة بشكل سريع.
بالفعل خضت تلك التجربة، وولدت طبيعيًا بدون ألم، لكن مررت بكافة مراحل المخاض التي شهدتها في الولادتين السابقتين، وكان صراخي مدويًا يصل إلى القارة السابعة، لكن من يمكنه أن يلوم عليّ وهو يعلم أن تلك هي ولادتي رقم ثلاثة.
بالنسبة إلى جرح الولادة الطبيعية والذي يكون بشق منطقة العجان، وهو الأمر الذي عاصرته للمرة الثالثة، فإنه لم يختلف عن المرتين السابقتين، إلا أنه أخذ الوقت الطويل نوعًا ما في الشفاء.
لذا لا أشعر أن تجربتي كانت سيئة على الإطلاق، بل أدعو كل امرأة تلد بشكل طبيعي أن تجرب الولادة بدون ألم، فالأمر يختلف بنسبة كبيرة.
الولادة الثالثة ليس بالضروري أن تكون سهلة، وكذلك لا يمكنها أن تكون دومًا صعبة، وإنما يرجع ذلك لعدة عوامل، لذا لا تفكري في الأمر وادعي المولى عز وجل أن ييسرها لكِ.
تابعنا على جوجل نيوز