هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل
هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل؟ أم هو تفضل منها وليس بالواجب الشرعي؟ هذه المسألة كانت محل الخلاف بين العديد من العلماء.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع إيزيس سنعرض لكم إجابة سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل، والقول المجمع عليه من علماء الشريعة والفقه الإسلامي.
هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل
دين الإسلام ما جاء إلا ليرسي أسس التعاون بين أفراد المجتمع، فلم يَجُرْ الإسلام على حق رجل أو امرأة، أو جحد حقوقهما، بل شرع الله سبحانه وتعالى الزواج في شريعة الإسلام ليتعاون الزوج مع زوجته في تأسيس أسرة صالحة لتعمر الأرض.
(قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) “الآية 61 من سورة هود”
الشاهد في الزواج أن لإنسان فطرة تختلف عن الجنس المخالف.
فللرجل فطرة وهي العمل من أجل كسب الرزق من أجل تأمين العيشة الهنية لأسرته، والمرأة في الزواج تسعى إلى تربية الأبناء ورعاية أمور بيتها، على الرغم من أن الإسلام لم يحرم ولم يمنع عمل المرأة.
أما عن إجابة سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل، فهو من مواضع الاختلاف في أقوال العلماء فمنهم من قال إنه واجبٌ على المرأة مثل ما جاء في مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان.
كما هو القول الشائع عند علماء المذهب المالكي، بينما ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن خدمة المرأة لزوجها من باب التفضل لا من الشريعة أو السنة، ولكلٍ الشاهد الذي استند عليه في تأويله لهذه المسألة.
فالمالكية والحنابلة ذهبوا إلى قول الله سبحانه وتعالى في الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء
(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ)
القوامة هنا تعني قيادة الرجل للمرأة، وتملكه لأمور البيت، ولا حرج إن ساعدها في أعمال البيت.
تعرفي أيضًا على: حكم دعاء المرأة على زوجها الظالم
قول السلف الصالح في خدمة الزوجة لزوجته
علماء السلف الصالح أجابوا عن عديد من المسائل الفقهية من خلال شرحهم لأحد متون الأئمة الأربعة، أو من خلال تفسيرهم لآيات الله وسنة رسوله الكريم، ومن ضمن ما شرحوا إجابته هل أعمال البيت واجبٌ شرعي على المرأة؟
جاء عن الإمام الطبري إن كل امرأة لها طاقة على خدمة بيتها وزوجها، من تنظيف أو الخبز وطحن الحبوب “وهو من الأعمال الصعبة قديمًا” وكان في سائر أهل المدينة من يقوم بهذه الأعمال مثلها فالأولى أن تتبعهن.
شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في الصفحة 352 من كتاب “الاختيارات” أن خدمة الزوجة لزوجها أمر واجب بالمعروف، وأوضح الشيخ أن خدمة البدوية لا تكون كخدمة القروية فالقروية أشقى، وقال إن خدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة.
هذا القول عمل الجوزجاني وأبي بكر بن أبي شيبة، أما ابن القيم رحمه الله فقد أخذ من قول عبد الملك بن حبيب في الواضحة بأن الخدمة الباطنة “أي الخدمة المنزلية” من عجن وخبز وفرش وكنس واجب على الزوجة، واستشهد بقول السيدة أسماء بنت أبي بكر.
“كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس وكنت أسوسه، وكنت أحتش له، وأقوم عليه“.
تعرفي أيضًا على: هل دعاء المرأة الحامل مستجاب
قول العلماء المحدثين في أعمال البيت للمرأة
سؤال هل من واجبات الزوجة الطبخ والغسيل والكنيس وتنظيف المنزل سؤال مستمر إلى أن يشاء الله، فتعرض لهم الأئمة الأربعة، واختلف فيه علماء السلف، حتى العلماء المحدثين أمثال الشيخ ابن عثيمين وابن باز والشيخ ابن جبرين رحمهم الله تعرضوا لهذا السؤال وكلٌ أجاب بقوله.
فذهب الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين -رحمه الله- إلى القول الذي يفيد بأن خدمة الزوجة لزوجها متروك للعرف، فإن جرى العرف في البلد التي يسكنوها بأن تخدم الزوجة زوجها فعلى الزوجة القيام بمثل ما تفعل باقِ نساء المدينة.
أضاف الشيخ ابن عثيمين أن الزوج لا يجوز له إجبار زوجته في خدمة أبيه وأمه أو يغضب عليها إن لم تخدمهما، واستشهد الشيخ بقوله تعالى في الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا).
جاء في حكم خدمة المرأة لبيتها وزوجها لابن باز -رحمه الله- الإجابة بالوجوب، فهذا هو الأصل في الشريعة والزواج، إلا إذا كانت الزوجة من بيئة ومجتمع لا تقوم فيه الزوجة بخدمة بيتها وكان الزوج ميسور الحال يأتي لها بخادمة تخدمها وتقوم بأعمال البيت.
لم يكن الشيخان فقط من عرضا إجابة هذا السؤال، فقد ذهب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين -رحمه الله- إلى أن عرف المسلمين هو خدمة الزوجة لبيتها وزوجها، وقد فسر الشيخ الخدمة بأن تكون في التنظيف والطبخ وخلافه.
تعرفي أيضًا على: كيفية التعامل مع أهل الزوج الظالمين
الشيخ عثمان الخميس وقوله في مسألة خدمة الزوجة لزوجها
الشيخ عثمان بن محمد الخميس -حفظه الله- أحد كبار علماء الشريعة الإسلامية في الكويت، وتعرض الشيخ إلى مسألة وجوب خدمة المرأة زوجها في البيت، والقيام بأعماله كاملة.
قال الشيخ إن مسألة خدمة الزوجة لزوجها في البيت، إن العلماء على ثلاثة أقوال في هذه المسألة، فقال إن أكثر أهل العلم أجمعوا على أن الزوج ملزم بأن يأتي لزوجته بخادمة تخدمها، وأن المرأة عليها أن تطيع الزوج دون إلزام بغسيل أو طبخ أو كنس.
أما التابعين فقالوا إن الزوجة يلزمها خدمة زوجها وهو من الطاعة بالمعروف، وهو من قول أبي ثور البغدادي، أما القول الثالث للعلماء فينظر إلى حال الزوجة كما كانت في بيت أهلها، فإن كانت تَخدِم فتخدم، وإن كانت تُخدَم فيأتي الزوج لها بخادمة.
خدمة الزوجة لزوجها مما اختلف فيه أهل العلم وأرجعوه إلى العُرف، وعلى كلٍ فإن للزوج ألا يشق على زوجته، وعلى الزوجة أن تطيع زوجها بالمعروف.
تابعنا على جوجل نيوز