المرأة الثيب.. هل تُستأذن أم تُجبر على الزواج؟ دار الإفتاء تجيب

على عكس الفتاة البِكر.. إن المرأة الثيب هي من فقدت عُذريتها، لذا كثيرًا ما يلجأ الأهل إلى إجبارها على الزواج لِمن يتقدم لها، إلا أن موافقة الفتاة شرط من شروط صحة عقد الزواج، لكن هل ينطبق الأمر على الثيب؟ يتسنى لموقع إيزيس التعمُق في العلم بالأحكام الفقهية.

هل تُجبر الثيب على الزواج أم تُستأذن؟

تردد على دار الإفتاء العديد من الأسئلة حول أمر زواج المرأة الثيب، ومن بينها حكم إجبار الثيب في الزواج، وقال الدكتور شوقي علام بأنه لا يجوز إجبار المرأة في أي حال من الأحوال على الزواج من شخص لا تريده.

لم تختص تلك الفتوى الفتاة البكر فقط، بل إن المرأة الثيب أيضًا يجب تُجهر بموافقتها على الزواج، على عكس الفتاة البكر التي يتم أخذ الموافقة منها بالسكوت أو عدم الاعتراض على الزيجة، وذلك بالاستناد إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:

“البكر تستأذن وإذنها صمتها والثيب تستأمر”.

يمكن شرح هذا الحديث في أن الفتاة البكر تكون أكثر خجلًا وقت الزواج، وبالتالي فإن حيائها يمنعها أن تُفصح بالموافقة، وفي تلك الحالة فإن الصمت أو الابتسامة هو الجواب بالموافقة من الزواج بهذا الشخص، أما المرأة الثيب فعليها أن تقولها صريحة “نعم أوافق على الزواج من هذا الشخص” ومن دون موافقتها جهرًا لن يصح العقد.

تعرفي أيضًا على: حكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة

حكم إجبار الولي لامرأة ثيب على الزواج

الإجبار على الزواج سواء للثيب أو الفتاة البِكر من الأمور المحرمة التي تبطل شرعية الزواج، ولا يجب على الولي سواء كان الأب أو أحد الأقارب على إجبار العروس على الزواج من شخص لا تريده.

من يفعل غير ذلك فإنه عصى أوامر ربه وله عذاب أليم لقول الله تعالى:

“فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” [النور:63]

تنطبق نفس القاعدة على الإخوة والأبناء فلا يجوز للأبن أن يجبر أمه على الزواج، أو الأخ أم يجبر أخته.

فلا يجوز للمؤمن الحق أن يخالف أحكام الله ولا الرسول، وظهر ذلك في قول الله تعالى:

“فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ” [النساء:59]

وتفسير الآية الكريمة يدور حول أنه إذا كان هناك جدال حول أمرين فمن الضروري الرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لمعرفة صحتها.

تعرفي أيضًا على: هل زواج المسيار يحتاج موافقة ولي الأمر

هل يمكن نكاح الثيب بغير ولي؟

في الكثير من الزيجات قد يحدث أمور غريبة تتطلب فتوة شرعية مؤكدة، ومن المعروف أنه من شروط الزواج أن يكون مع الفتاة ولي، ومن شروط النكاح في الأساس أن يكون صادرًا عن ولي سواء كانت المرأة ثيبًا أو بكرًا، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا نكاح إلا بولي»، وقوله – صلى الله عليه وسلم-:

«لا تزوج المرأة المرأة، ولا المرأة نفسها».

من خلال الأحاديث النبوية السابقة يمكن الاستدلال على أن الزوج بغير ولي من الأشياء التي تُفسد عقد النكاح، والأيم لابد من أخذ إذنها صريحًا، وكان ذلك واضحًا فيما رواه مسلم في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

«الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر يستأذنها أبوها وإذنها صماتها».

 المرأة الثيب في الكثير من الأحيان يحدث عليها جدال في أمر الزواج، ولكن الله ورسوله لم يفرقوا بين الثيب والبكر إلا في طريقة التعبير عن الموافقة بالزواج، فالبكر تصمت والثيب تبوح.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا