النسوية ما بين التطرف والامتثال لقيم المجتمع العربي
“المرأة نصف المُجتمع” مقولة نادت بها كثير من النساء من أجل المساواة بينها وبين الرجُل؛ لتعرُضها إلى سلب حقوقها بالكامل، إلا أن ثمَّة ادعاءات تشويهية من الرجال بداعٍ أنها مُتطرفة عن الدين الإسلامي، فهل هذا صحيح؟ هذا ما يوضحه موقع إيزيس.
ادعاءات “الحركة النسوية متطرفة”.. هل صحيحة؟
لابد من المساواة في المجتمع بين حقوق الجنسيين من الرجال والنساء، ويبحث الكثير من النقاد والنشطاء عن أهداف الحركة النسوية، فنجد أن أساس الحركة النسوية هو أساس يقوم على حصول المرأة على المساواة في التصرف كما يفعل الرجل.
بعض المجتمعات تعامل المرأة معاملة العبيد ولا تأخذ حقوقها في المعيشة كما يفعل الرجل كما لو أنها مستعبدة عنده، لذا فطالبت المرأة على مر العقود والقرون الماضية بأخذ حقوقها الإنسانية جميعها.
في ظل المطالبة بهذا المطلب السامي للمرأة اندست العديد من الحركات المتطرفة بين هذه الحركة، كحركة المثلية، والإلحاد وغيرها من الحركات المنافية للأخلاق العربية والإسلامية، إلا أن الحركة النسوية غير متطرفة، طالما كانت مطالبها في إطار الأخلاق والشرائع السماوية.
نشأة الحركة النسوية ومبادئها
بالنسبة لجامعة كامبريدج البريطانية الحركة النسوية هي الإيمان بأن النساء لهن نفس الحقوق والفرص التي يتمتع بها الرجل، وهذا ما تأسست عليه الحركة النسوية العادلة، وبدأت نشأة تلك الحركة كالتالي:
- ظهر مصطلح النسوية لأول مرة على لسان الفيلسوف الفرنسي شارل فورييه في 1873، ومن بعده ظهرت الحركات النسوية على مراحل مختلفة من الزمان.
- المرحلة الأولى من الحركة النسوية كانت من نصيب نساء الولايات المتحدة الأمريكية والبريطانيات عندما طالبن بحقهن في التصويت في أربعينيات القرن التاسع عشر.
- في المرحلة الثانية طالبت الفرنسيات بحقهن في الإجهاض ومطالبات في حق المرأة في التعليم والعمل كما الرجل أيضًا، وكانت تلك المرحلة في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين.
- في تلك المرحلة اعتبرت هذه الحركة موحدة الجهة لذا قامت بالدعوة على ضرورة وجود خطاب حقوقي شامل يضم المجتمع.
- استمرت الحركة النسوية بالانتشار حتى وصلت إلى العالم العربي في السعودية ودول الخليج، ولكن سرعان ما تراجعت السعودية عن تلك الحركة باعتبارها منافية لبعض القيم.
تعرفي أيضًا على: ما هي النسوية الراديكالية
النظرية الأساسية لقيام الحركة النسوية
النظرية النسوية في ظل الإجابة عن هل النسوية حركة متطرفة أم أنها ليست كذلك، فإنه يجب علينا ذكر النظرية النسوية التي قامت بها العديد من الناشطات في جميع المجالات.
فهي امتداد للحركة النسوية التي تدرس عدم تحقق المساواة بين الرجل والمرأة، والتي تناشد بها النسوية في المجال الاجتماعي والسياسي والعمل الروتيني وحقها في التعمق في بعض الدراسات كعلم دراسة الإنسان والفلسفة، والأدب، والاجتماع، والاتصالات، والتربية والتعليم.
كما أن النظرية النسوية تهتم لما تهتم به النسوية وتبحث فيه بعمق دون تصنيفها ضمن الحركات المتطرفة، كالتمييز العنصري، والنمطية، والقمع، والنظام الأبوي.
قسمت إيلين شولتر النظرية النسوية على ثلاث مراحل أساسية وكل مرحلة فيها تدرس جزء معين من اهتمامات النسوية وهذه المراحل هي:
- النقد النسوي
- المرأة هي المنتج للمعنى النصي
- نظرية الجندر
تعرفي أيضًا على: المرتكزات الفكرية التي تقوم عليها الحركة النسوية
الأيديولوجيات والحركات النسوية
هناك بعض الأسس التي تقوم عليها الحركة النسوية التي تنادي بها الحركة النسوية التي تسعى لتحقيق العدالة بين المرأة والرجل ومن هذه الأسس:
- الحركة السياسية: من النسويات اللاتي يملن إلى الحركات السياسية كالليبرالية، والتي تسعى للمساواة الفردية بين الرجل والمرأة، والراديكالية النسوية، والتي تناشد بقلب القوانين رأسًا على عقب وإعادة ترتيبها من البداية بحيث تأخذ المرأة حقوقها الكاملة التي تطمح ليها في المجال السياسي.
- النسوية الاشتراكية والماركسية: تناشد النسوية الاشتراكية والماركسية بعدم التقليل من شأن المرأة في العمل وتقديره مثلما يتم تقدير عمل الرجل تمامًا، وبالتالي ستتغير أوضاع المرأة الاجتماعية وتتساوى بالرجل في حق العمل.
- النسوية الراديكالية: تلك الايدولوجية النسوية تطمح إلى إبطال النظام البطريركي والذي يعتمد على تفضيل الرجل على المرأة في بعض المجالات، فمن وجهة نظر الحركة الراديكالية أن تحقيق المساواة يبدأ من تحطيم هذا النظام البطريركي.
- الحركة النسوية الليبرالية: هذه الحركة من أكثر الحركات المسالمة، ففيها المرأة وجدت حلًا وسطًا لنيل حقوقها دون نعتها بالتطرف.
حيث يتم وضع قوانين للدول في المساواة بين الرجل والمرأة، دون تدخل أي من الطرفين سواء النساء أو الرجال ويتم الالتزام بهذه القوانين. - النسوية الجنوبية أو ما بعد الكولونولية: وتلك الحركة التي استشاطت فيها نساء الجنوب غضبًا من النسويات الشماليات باعتبارهن مناشدات لحقوق الحياة المرفهة دون أن ينظروا على الحياة الصعبة التي يعيشها نساء الجنوب.
- الحركة النسوية البيئية: تلك الحركة النسوية التي تساوي المرأة نفسها بالطبيعة التي ينهب خيراتها الرجال، حيث إن الرجل يستغل الطبيعة ويجعلها تحت طوعه ويأخذ ما يريد وقت ما يريد دون استطاعة الطبيعة أن تقول لا؛ فالمرأة كذلك.
- الحركة النسوية اللاسلطوية: تلك الحركة التي تناشد فيها المرأة بمساواة سلطتها في الأسرة والعمل وغيرها من المواضع التي يأخذ فيها الرجل مكان السلطان أو الحاكم أو ولي الأمر، فتنادي بالمساواة أي لا يكون للرجل سلطانًا على المرأة ولا المرأة لها سلطة على الرجل.
- الحركة النسوية اللادينية: وتلك الحركة التي يكون فيها نوع ما من التطرف حيث إنها لا تنادي بالمساواة فقط، بل تعتبر الدين أحد أساسيات استعباد المرأة وتقييد حريتها ببعض القوانين غير المنطقية في نظر أولئك النسويات.
- الحركة النسوية اليهودية: هذه الحركة التي قام بها النسويات اليهوديات في جميع أنحاء العالم، حيث إنهن يطالبن بحقوقهم تجاه عبادتهن التي يسيطر عليها الرجال، فالنسوية منهن تريد أن تكون حاخام أو أنها تريد أن تقوم بإمامة الكُنس اليهودي.
- الحركة النسوية المسيحية: تناشد الحركة النسوية المسيحية بالمساواة بين حقوق الرجل والمرأة التي يؤمنَّ بأن الرب قد منحها لهم كافةً وأن الله لا ينظر للإنسان من حيث نوع جنسه بل ينظر إلى القلوب، فيطالبن بحقوقهن الاجتماعية في التعليم والعمل وغيرها من المجالات المحيطة.
- الحركة النسوية الإسلامية: تلك الحركة التي تلقى معارضة في الدول الإسلامية عامةً والعربية على وجه الخصوص، حيث إن النسويات المسلمات اللاتي ينتمين لهذه الحركة، في اعتقاد البعض منهن أن الملابس لا علاقة لها بالدين.
كما أنها حرية شخصية، وعقابها عند الله وليس للرجل دخل في هذا الامر وعليه أن يحترم هذه القرارات ويلزم حدوده.
فلا يجب أن يكون هناك نوع من التحرش أو العنف الذكوري تجاه المرأة مادامت لا تلتزم بزيها الشرعي
بعضهن يأخذن مسار الدين في بعض الأمور في صفهن كحقهن في الميراث، وحقهن في الحكم والسلطة وأنه لا يوجد نص شرعي ينافي رغبة المرأة في الحكم.
تعرفي أيضًا على: خطابات نسوية
موقف الدول العربية من الحراك النسوي
هناك العديد من الدول العربية التي ظهرت فيها الحركة النسوية.. وترغب بعض النساء العربيات في الانضمام لهم ولكنها تتراجع خشية أن تكون ضمن الشبهات بأنها مُتبعة لحركة مُتطرفة.
لكن عزيزتي في بعض الدول العربية كالمملكة العربية السعودية وخاصة إدارة أمن الدولة الخاصة بها صرَّحت بأن الحركات النسوية التي تخرج عن إطار القانون والشرع ماهي إلا تطرفًا.
هناك بعض الطرق التي اتخذتها الحركة النسوية من أجل أن تفلح في حركتها وتنفيذ ما تصبو إليه من مساواة ولكن هناك الكثير من المعارضات التي تلقاها تلك الحركة بالادعاء أنها تطرفًا.
ثمَّة أقوال تُشاع أن الحركة النسوية مُتطرفة عن القيم والمبادئ الإسلامية، إلا أنها ليست حقيقية، فما هي سوى طريق لحصول المرأة على حقها المُجتمعي.
تابعنا على جوجل نيوز