قصص قاسية عن زواج القاصرات.. رهبة ودموع بريئة وأرواح تُبيد
زواج القاصرات.. جريمة لا بُد من مُعاقبة مُرتكبها، فمن يحق له قتل طفلة بريئة لم ترَ شيئًا من الحياة بعد! بل إنها في العُمر الذي يتردد فيه الأطفال على ساحة الألعاب، مشاعر كامنة من الخوف، تركها في الهلاك من أعلى البُرج.. فتسقُط أرضًا مقتولة، ثمَّة قصص تحمل الألم والعِبرة والعِظة لِمن يُفكِر ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة في صغيرته نعرضها لكُم في إيزيس.
زوجني أبي بالرهان.. تركني في الهلاك
“ابنتي قاصر، لا تتحمل مثل تلك الأمور في هذا السن الصغير، ما تلك الفتاة صاحبة عُمر 15 سنة التي تتزوج! أجننت أنت؟”
أنا والدة تلك الفتاة التي تزوجت رغمًا عنها، والتي قد قتل أبيها عظمة الحياء والخجل في حياتها، بل وقتل طفولتها ودفنها أرضًا دون أن يسأل عن حالها وعن شعورها الكامن في صدرها والذي يتسبب لها في الشعور بأنها قد قُتلت وهي حية.
بكل تأكيد لا تستطيع ابنتي التعبير عن حالها، فأنا أمها أنا فقط من يشعر بها، فقد مررت بتلك التجربة من قبل، وأعلم جيدًا ما معنى تلك الحالة التي تعيش بها ابنتي.
في يوم من الأيام جاء زوجي من الخارج وهو مجنون متلهف على ابنتي نادية، نعم اسمها نادية، خُلقت وردة أضافت البهجة والسرور على حياتنا، ولكن أبيها من قتل تلك البهجة، وحرمنا من شعور الفرحة والسرور.
جاء أبيها كالمجنون يسأل عنها “أين نادية، أين ابنتي؟” سألته ما به، ما الذي يجعله في تلك الحالة، ولكن كانت الصدمة أنه أجابني صراحةً، “جئت لاعترف أنني قد جنيت عليها، فقد كنت أجلس مع أحد أصدقائي وهو رجل عظيم الشأن وله قدره في السوق، يعلم أن لدي ابنة صغيرة في السن، أنا لا أعلم عنه الكثير.
كل ما أعلمه عنه أنه يريد الزواج، لكن لا يعلم من أين سوف تأتيه المرأة التي سيتزوج منها، وقد طلب مساعدتي في ذلك الأمر، وقد انتهى حديثنا عن ذلك، وقال إنه يريد اللعب وكان اللعب قائمًا على رهان.
كنت أمزح بذلك الرهان، كنت أريد فقط أخذ المال منه لأنني أعلم جيدًا أنني سوف أكسبه، فقد راهن على أخذ ابنتي إذا كسب وأنا إذا كسبت سوف يعطيني نصف ثروته.
لا أهتم للأمر فأنا أعلم بتلك الاحترافية التي ألعب بها والتي لم تخذلني يومًا، ولا يعني لي الأمر شيء، ولكن خانني عقلي، وكان مُحالفًا لذلك الرجل العجوز، وكسب، ولكن كانت عينه يخرج منها شرارة تغلب النار في عز وهجها، ويطالب بابنتي وذلك لا أستطيع أن أناقشه به، فقد مضيت على إيصال أمانة بربع مليون جنيه عند إجراء ذلك الاتفاق.
قال لي في بداية الأمر إنني وإذا كسبت سوف أخذ أموالًا منه تعادل نصف مليون لذا وجدت بها مكسب يعادل مع مضيت عليه فإذا غدر سوف أعطيه من ماله، ولكن تحالفت الظروف ضدي والآن يطالبني بابنتي، لا أعلم كيف فعلت ذلك، ولكنه لن يعطيني الإيصال إلا إذا تزوج من ابنتي، والآن أريدها لكي تتزوج منه”.
هنا وقع عليَّ ذلك الحديث كالصاعقة، وكانت البداية هي رد الفعل الأمثل الذي تفوهت به بمجرد أن سمعت القصة حتى النهاية، ولكن وافقته، وافقته وكلي خيبة أمل، أنا وافقت لكيلا أفقد زوجي، سوف يتم سجنه ولا يوجد لي في تلك الدنيا سواه، ما هذا الضعف الذي جعلني أفقد ابنتي، فقدت طفلتي البريئة، أصبحت حياتها بائسة.
خسرت طفلتي البريئة، حملت الكثير من الهموم في الوقت الذي يجب عليها أن تمرح وتلعب وتتعلم مع صديقاتها، تزويج البنات في سن صغير من أكثر الأمور التي يمكن أن يقضي بها الأهل على الأبناء في سنهم الصغير.
لا أنصحكم بذلك، ابنتي فقدت الهدوء والاستقرار والمشاعر الطيبة في حياتها، كان هناك الكثير من القيم الأخرى التي يتوجب عليها أن تتعلمها، ولكن سلبها من بيننا الرجل العجوز والتفكير المنحط لزوجي.
تعرفي أيضًا على: السن القانوني للزواج في السعودية
الحرب المأساوية وموت الطفولة
زواج القاصرات ما هو إلا مُجرد حرب قائمة بين قوم الرجال العجز كبار السن، والشعب غير المُتحضر، لا نجد أحط وأدنى من قصص الفتيات التي قُتلت طفولتهن أكثر من ذلك، هذا الأمر قد يُمثل فضيحة للبعض، لكنه توضيح لتلك المآسي التي يمر بها الكثير من الأشخاص سواءً كانوا كبار لا يدركون عظمة ما يفعلونه في أطفالهم إلا مؤخرًا، أو صغار يُقضى على حياتهم بالكامل بهذا الزواج.
تُجسد تلك القصة الواقع الأليم الذي عاشت بها كل أم ضحت بابنتها في سبيل المال، وكل أب ضحى بابنته في سبيل الشعور بالراحة، وبها ومع المرور بأحداثها كاملة وجدنا الآتي.
أنا أب لفتاة قضيت عليها وحكمت عليها بالإعدام بيدي، مررت مع ابنتي بالكثير من الأوقات السعيدة، ولكن ببلوغ سن الـ 12 وهو السن الذي قد وصلت فيما سبقه من عام إلى البلوغ، ونحن في الصعيد نتبع تلك العادات والتقاليد المتخلفة التي لم أدرك خطئها إلا بعد فقد ابنتي.
زوجتها، لا أقصد دفنتها، دفنتها مرتين، الأولى بالزواج والثانية بعد الزواج بيوم واحد فقط، ألم أكن رجلًا؟ ولكن أقول لكم وأؤكد على ذلك الحديث إنني وإلى الآن لا أتوصل إلى تلك الفكرة التي تدفع رجل إلى الزواج من فتاة في سن صغير كهذا! لا أملك المال الذي يساعدني على قول لا، لا أملك القوة التي تجعلني أقف في مواجهة رجل عظيم كهذا.
تعرفي أيضًا على: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
الضعف دائمًا سبب كافي لوقوع الكارثة
جميع تلك الأمور السيئة التي أشعر بها لا تُقدم لي ما يساعدني من ظروف تهيئ لي رفض ما أريد رفضه، وافقت على زواج ابنتي في هذا السن نتيجة حديث أمها بأنها قد بلغت والزواج هو الحل الأمثل لترتها، بل واستغلت نقاط الضعف التي أمر بها وهي قلة الأموال، لا أملك من المال ما يكفي لإطعام أبنائي.
يا ليتنا متنا جميعًا من الجوع بدلًا أن أدفن جثمانها لنعيش نحن بتلك الأموال التي تُعد مقابل لدمها المهدور أرضًا، تزوجت وفي اليوم التالي وجدت زوجها بكل هدوء يخبرني أنها لم تتحمل الزواج، لم تتحمل الغريزة الحيوانية التي تسيطر عليه، لم تتحمل قوته، لم يهتم لأمرها، لا يسأل عن حالتها، دموعها في ليلة زواجها لا تفارق خيالي.
ما زالت تراود فكري، كانت تلك الدموع بمثابة علامة كان يجب عليَّ الأخذ بها وفهمها جيدًا، فهي ما سوف نكون عليه في الغد، هذا ما سوف نفعله الغد، كيف لا أفهمها! لا بل كانت دموعنا في دفنها فائقة الحدود، لا مقارنة لها مع تلك الدموع التي قد سالت من عيناها ليلة الزواج.
أشعر أنني مُقيد بأغلال تفكيري الخاطئ، مُقيد بتلك المرأة التي أخذت تبذل قصارى جهدها في إقناعي أن نضحي بسعادة ابنة لكي نسعد نحن، وماذا كان الثمن؟ لم نسعد ولن تسعد هي.
مهما عرضنا من قصص مأساوية عن زواج القاصرات لن يستوفي الموضوع حقه، فقد أصبح من أهم الظواهر الشنيعة المنتشرة في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، لكن ومهما كثرت الأسباب أعلموا أن الابنة لا عِوض عنها.
تابعنا على جوجل نيوز