قصة عيد الحب الحقيقية.. التضحية من أجل ربط الأحباء معًا

يوم العُشاق.. يحوي في طياتِه مشاعر طيبة وجليلة، في هذا اليوم الذي يُتبادل كروت المُعايدة التي تحمل تعبيرات الأحباء من قلوبهِم، وما يكنّوه من مشاعر دفينة، ومؤخرًا يُهادى في هذا اليوم الهدايا المُميزة، ولكن ما قصة هذا اليوم الحقيقية؟ مع تعدد الروايات، استطاع إيزيس جمع أحداث القصة الحقيقية.

السبب الحقيقي وراء الاحتفال بعيد الحب 

اقترب الرابع عشر من فبراير لعامنا الجديد، وهو اليوم الذي ينتظره العديد من الكبار والمراهقين، فهو موعد مناسبة ذات طابع خاص مليء بالمشاعر الطيبة “عيد الحب”.

بدأت القصة في القرن الثالث الميلادي.. المليء بالاضطهادات والمعاملات غير الجيدة للديانة المسيحية، وذلك في فترة حكم الإمبراطور كلاوديوس الثاني جوثيكوس الإمبراطورية الرومانية، والذي حصل على لقب “كلاوديس القاسي”.. لم يكن ذلك اللقب بظلم له فقد شهد عصره الحروب والإساءة في معاملة الشعب خاصةً المسيحيين.

فقد كان ذلك الإمبراطور يخوض عدد كبير من الحروب للدرجة التي جعلته لا يجد الجنود التي تقف ضد العدو، ومن هنا بدأت قصة عيد الحب في السرد.. فقد اعتقد كلاوديوس أن التجنيد قد انخفض بسبب عدم رغبة الرجال بأن يتركوا عائلاتهم وأحبائهم للدخول في الحروب وإزهاق الأرواح.

لذلك قد قام بإلغاء كل الزيجات والخطبات في روما.. فلم يجرؤ مواطن واحد أن يعقد على حبيبته أو يتزوج العشاق! وهذا ما قد حطم آمال الكثير من الأحباء بسبب طاغية ولم يتواجد واحد فقط يمكنه الوقوف أمام ظلم ذلك الإمبراطور.

تعرفي أيضًا على: أقوال أنيس منصور عن الحب

ظهور الكاهن فالنتين

قد كان فالنتين أول كاهنًا مسيحيًا يدافع عن حبه وقصص حب الرومان، فقام بتزويج العديد من الجنود قبل ذهابهم للحرب ـ وذلك على الرغم من اعتراض وردع الإمبراطور كلوديوس ـ وإذ فجأةً قد حدث ما كان الجميع يخشاه ويحاول التملص منه.

قد علم الإمبراطور كلاوديس بتلك الاحتفالات التي تتم في السر، فما فعل سوى أن ألقى فالنتين كاهن الحب في السجن، وليس ذلك فقط فإن فالنتين قد عصى أوامر الإمبراطور! فقرر إعدامه.

الفتاة العمياء وفالنتين

أثناء تواجد فالنتين في السجن قد حدث ما لم يخطر بباله في يوم من الأيام، فوقع بحب فتاة عمياء يراها كل يوم أثناء تواجده في الزنزانة من وراء القضبان، ومن ثم اكتشف أنها ابنة السجّان استريوس.

ففي يوم من الأيام قد قرر فالنتين أن يكتب لها كلمات قد جعلت الجلادين يضربوه بالهراوات يومها، فعلى الرغم من عدم توافر أدوات الكتابة إلا أن فالنتين استخدم سونيتة بالحبر ضغطها من البنفسج، وتلك الكلمات قد جاء مدى جمالها في الأساطير أنها جعلت الفتاة تتمكن من الرؤية مرة أخرى.

تعرفي أيضًا على: تصرفات المرأة عندما تحب في صمت

إعدام فالنتين

لم تكن قصة حب فالنتين من الفتاة العمياء مُنقذة له من حبل المشنقة، فقد تم إصدار قرار إعدامه بالفعل.. ولكن مع مرور السنين لم تفنى روح القديس الذي وهب حياته لأجل الحُب وجمع الأحباب معًا، وقد ظل يوم 14 فبراير ذكراه.

حيث إن الإمبراطور كلاوديس قد أمر بأن يتم رجم فالنتين بواسطة الحجارة، من ثم أن يتم قطع رأسه في عام 270 ميلاديًا بيوم 14 من شهر فبراير خارج بوابة فلامينيا.

تاركًا خلفه قصص حب حقيقية كثيرة بائت بالنجاح بسببه، وغيرها ما تحاول مواجهة صعوبات الحياة حتى الآن، ورسالة لحبيبته العمياء بعبارة بدأت من فالنتين إلى حبيبته، والتي عاشت بها على ذكراه لمدة طويلة.

سبب اسم عيد الحب

أن يفني شخص ما حياته مقابل أن يحيا الحب ليس بالشيء الهيّن.. لذلك قررت الكنيسة الكاثوليكية أن تقيم وليمة على شرف فالنتين بيوم 14 فبراير، وذلك نتيجة اعتقادهم أن طيور الحب، الحمامات والبوم قد بدأت في التزاوج بنفس اليوم، وظل يوم الاحتفال بعيد الحب حتى وقتنا هذا ليحيي شرف القديس فالنتين وتضحيته.

قصة الورد في الفالنتين

من ضمن الرموز التي تعد مرتبطة بشكل قوي بعيد الحب هي تقديم الورود بأنواعها المختلفة للحبيبة، وذلك ما بدأ في القرن السابع عشر حينما أشاع تشارلز الثاني ملك السويد “لغة الورود”، وربط المعاني التخاطبية بالأنواع المختلفة من الزهور.

ذلك ما انتشر في أنحاء مختلفة من أوروبا، وسبب ارتباط الورود بعيد الحب هو إلهة اليونان “أفروديت” إلهة الجمال والحب لدى الإغريق، ومع مرور الوقت قد أصبحت تلك العادة منتشرة بين الناس، إلى أن تم إثبات أن هناك 2 مليار دولار يتم إنفاقها على الورود في عيد الحب.

أما عن الشوكولاتة والهدايا الأخرى التعبيرية فهي من ضمن التقاليد التي تم استحداثها في بعض من الدول حسب العادات والتقاليد الخاصة بهم، فأصبحت الشوكولاتة من معاني الحب بجانب الورود مع الدمى المحشوة بالقطن بأشكالها المختلفة.

تعرفي أيضًا على: علامات الحب في مواقع التواصل الاجتماعي

بداية الاحتفال بعيد الحب

في عام 496 قد بدأ الاحتفال بعيد الحب، حيث تم إنشاء المهرجان الروماني الذي أطلق عليه الشعب الروماني اسم Lupercalia”” بمنتصف شهر فبراير، بشكل محدد في بداية الربيع.

كان جزءًا من ذلك الاحتفال بعيد الحب أن يتم سحب الأطفال لأسماء فتيات من الصندوق بشكل عشوائي لكي يكونوا الصداقة القوية، وفي بعض الأحيان ليتزوجوا.

أرادت الكنيسة في ذلك الوقت أن يتم جعل هذا المهرجان عبارة عن احتفال مسيحي لكي يتم تذكر القديس فالنتين وقصة تضحيته، وبدأ الناس حينها إطلاق اسم فالنتين تعبيرًا عن مشاعرهم لمن يحبون.

عدد كبير من السجلات قد تم إحراقها في تلك الفترة الزمنية، ولهذا فإن قصص حياة القديس فالنتين شحيحة، ولا يعرف عنه سوى أنه الكاهن الذي أحيا قيمة الحب في النفوس حتى وقتنا الحالي.. إحياءً لذكرى القصة الحقيقية لعيد الحب .

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا