قصة زواج بالاجبار.. قبلت وليتني لم أقبل

هل بالفعل من الممكن أن يتزوج الرجل بالإجبار؟؟ بالطبع لا، فهو سيد قراره لا محالة حين يقوم باتخاذ تلك الخطوة، لكن مع المرأة فإن الأمر يختلف، ذلك لأن قرارها قد لا يكون بيدها في الكثير من الأحيان، وفي تلك الحالة لن تكون النهاية سعيدة، فالزواج عندما يكون جبريًا، تصبح الحياة جحيمًا لا يطاق، ستتأكدين من الأمر حتمًا عبر موقع إيزيس.

قصة زواج بالإجبار

نعم، زوجوني بالإجبار، رغم أنني متعلمة وعلى قدر عال من الثقافة والجمال، كنت أشعر بأن ذلك الأمر لا يليق بي، ولكن أمام إلحاح من الكثيرين، كان لابد أن أرضخ، وليتني ما فعلت، فقصة زواجي بالإكراه لها الكثير من التفاصيل، سأسردها لكم تباعًا.

أحبه ولكنه فقيرًا

كنت الفتاة العشرينية المدللة، التي لها قدر من الجمال يستقطب الرجال حولها، لكنني لم أفكر في الأمر، خاصة وأنني أعلم أن حالة والدي المادية ليست على ما يرام، فلن يستطيع القيام بتجهيزي من أجل الزواج، يكفيه أنه يقوم بدفع مصروفات الجامعة.

من ناحيتي لم أتمكن من العمل بالتزامن مع الدراسة، فكنت أريد تخطي السنوات دون أن يكون هناك مواد متراكمة في كاجة إلى خوض اختبارها في الدور الثاني.

لطت كان لقلبي رأي آخر، فقد وقعت في غرام أحد زملاء دراستي، شاب متدين، خلوق، خجول، وله من الصفات ما تجعل الفتيات يتمنينه زوجًا، لكن يعيبه من وجهة نظر والدي أنه فقير.

فنحن من عائلة كانت تؤمن بأن الرجل لا يعيبه أي شيء في الدنيا سوى جيبه، لذا لم أرد أن يقوم ذلك الشاب بالتقدم لي قبل أن يتخرج من الجامعة ويحصل على الوظيفة المناسبة، هنالك يمكنني التحدث مع عائلتي في الأمر.

لكننه أراد أن يقوم بمفاجأتي، ولتأخذ علاقتنا الإطار الرسمي، فذهب إلى والدي دون علمي، وهنا كانت صدمته وليست صدمتي، فأنا أعلم أنه على الرغم من فقرنا، إلا أن أبي لن يوافق بتاتًا على تزويجي من رجل لديه نفس الآفة، بل يريد أن يكون زوجي المستقبلي غني للغاية كي ينتشلني من تلك العيشة، وينتشل أهلي معي.

أخبره أبي أنه لا يجدر به كشاب أن يطرق بابنا كونه يشعر ببعض الأحاسيس التي لا يمكن أن تكون ذات فائدة، فعندما سأجوع في بيته، لن تقوم مشاعره بإشباعنا، على حسب ما قاله أبي.

ذهب ذلك الشاب من دارنا ولم أره منذ ذلك الحين، حيث قطع كل وسائل التواصل معي، ولم يعد يأتي إلى الجامعة، وباءت كل محاولاتي للبحث عنه بالفشل الزريع، الأمر الذي أثر على دراستي، وجعلني أخفق في عامي الأخير، وبالتالي لن أتمكن من العمل في هذا العام.

تعرفي أيضًا على: تجربتي مع الزواج السري.. حكاية حقيقية 100%

اتركي جامعتك واعملي

هذه العبارة قالها لي والدي وكان آمرًا بلهجة أول مرة أعهدها، حيث يكسو وجهه غضب بيّن، أخبرته بأن إخفاقي في هذا العام ليس لشيء وإنما لأن المواد صعبة للغاية، خاصة وأنني لا أحصل على أية دورات تدريبية، فأنا لا أملك الأموال لها.

لكننه كان مصمم وبشدة أن أترك الكلية، وأن ابحث عن أي عمل من شأنه أن يجلب لي المال الذي يجعلني متكفلة بنفسي وإن تمكنت فلماذا لا أساعد في مصروفات بيتنا.

أعلم أن العبء متزايد على عاتقه، ولكنني أريد أن أتمم دراستي، ووعدته أنني لن أخفق مرة ثانية، وسوف أعمل على الفور بمجرد انتهاء العام الدراسي حتى قبل ظهور النتيجة.

لكنه كان يأبى مجرد التحدث في الأمر، هذه المرة الأولى التي يتعنت فيها بتلك الطريقة، لكنني لم أعلم أن ما كان يقوم به في تلك الفترة ما هو إلا تمهيدًا لما سيأتي.

تعرفي أيضًا على: المرأة في مجتمعاتنا العربية.. رحلة معاناة ومشقة

ستتزوجينه رغمًا عنك

أخبرني والدي أنه من الممكن أن يوافق على أن أتمم دراستي، في مقابل أن أوافق على الزواج من شخص لا يناسبني تمامًا.

فهو يكبرني بحوالي عشرين سنة، تزوج ثلاث مرات من قبل دون أن ينجب، يعيش في دولة عربية خارجًا، لكنه ثري، تلك هي السمة الوحيدة التي يتمتع بها ويرى والدي أنها بكل السمات الحسنة التي من الممكن أن تتوافر في رجل.

أخبرته أنه غير مناسب تمامًا لي ولكوني فتاة في العشرينات من عمرها، تبحث عن السكن عندما تفكر في الزواج، وليس عن المال.

لكنه أخبرني أنه يعاني هو وأسرتنا من الفقر الذي نال منا، ليس لدينا الملابس الجديدة، بيتنا متواضع للغاية، ولا نملك قوت يومنا في بعض الأوقات.

لكنني أخبرته بأن الرزق بيد الله عز وجل، ولا بأس فيما نمر به هذه الأيام فسوف يرزقنا المولى من حيث لا نحتسب، لكن أبي كان يرى أن ذلك الشخص هو الرزق بعينه وطلب مني أن اعطيه فرصة الرؤية الشرعية.

وافقت على مطلبه ظنًا مني أنها مجرد ساعة وسينتهي الأمر، أتى ذلك الشخص وجلست معه قرابة نصف الساعة، لم أشعر فيها براحة قط، ولكنني تفاجأت بأنه قد عقد الاتفاق مع والدي على كل شيء وأن عقد قراني اليوم!

انهرت في نوبة من البكاء، وتوسلت لأبي ألا يقوم بذلك، لكنخ أخبرني أن ما أقوم به الآن لا يفيد وبمعاشرتي لهذا الرجل سوف أحبه كثيرًا، لا داعي لسرد الكثير من العبارات التي كان ملخصها ستتزوجينه رغمًا عنك.

تعرفي أيضًا على: عند إجبار البنت على الزواج بابن عمها.. هل يصح العقد؟

قبلت وليتني لم أقبل

أمام إصرار أهلي قبلت وياليتني لم أقبل، فقد سافرنا إلى مكان عمله، عشت أسوأ الأيام بحضوره، تارة يضربني حتى تسيل دمائي.

تارة يعايرني بأن أبي قد قام ببيعي مقابل بعض المال، وأخرى يخبرني أنني لست سوى مرحاض بالنسبة إليه، هذا بخلاف أنني حرمت من الأمومة كونه لا ينجب، وقد كنت على علم بذلك.

زاد الأمر سوءً عندما توجه لتعاطي المخدرات، حيث أصبح يضربني بصورة تكاد تقتلني وطالما رغبت في ذلك حتى ينتهي ذلك الجحيم، مع العلم أنه كان يجلسني في المنزل بلا هاتف أو أية وسيلة تواصل اطمئن بها على أهلي، فهم أحبائي على الرغم مما فعلوه بي.

طلاقي وعودتي لأحضان أهلي

مرت الأيام وأنا في كل يوم أتمنى الموت، وأدعو الله عز ولج أن يخلصني من تلك الحياة التي تتشابه مع الجحيم في قسوتها، فحال زوجي يسوء يومًا بعد الآخر.

إلى أن أتى يوم ما، وأخبرني أنه لم يعد يريدني، وسوف يتزوج من غيري، ولأن والدي كانت عيناه لامعة لرؤية مال زوجي حين تقدم لي، فإنه لم يكتب في عقد قراني حقوقي كزوجة من مؤخر وقائمة منقولات وخلافه، مما جعل طلاقي من أسهل ما يمكن لزوجي أو كما كان يقول (قمت بشرائك بالمال، والآن سأبيعك وبالمجان).

أعطاني فقط ثمن تذكرة الطيران إلى وطني، وعندما وصلت اليه لم أكن أعلم ما الذي عليّ فعله، سوى أنني بكيت لاضطراب مشاعري والألم النفسي والبدني الذي أعاني منه.

توجهت إلى بيتنا، فوجدت والدي مصابًا بالعديد من الأمراض وقد تبدل حاله، ليصبح الأب الحاني الذي كان يود الاستماع إلى أخباري خلال فترة زواجي، لكن لم تسنح له الفرصة، مما أخبره بأنني لست بخير.

عندما شاهد حالي وما وصلت إليه، علم حينها أنه ظلمني حين أجبرني على الزواج من رجل لا يعرف من شرع الله سوى الزواج والطلاق.

لذا لا ترضخي أبدًا للزواج بالإجبار مهما كانت الضغوطات المتشكلة حولك وتعلمي من قصتي.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا