علم النفس في الحب من طرف واحد

أفرد خبراء علم النفس في الحب من طرف واحد الكثير من المؤشرات الدالة عليه، هي تلك العلامات التي ما إن لاحظ أحد طرفي العلاقة أنه وقع فريسة لها، يكون بالفعل في علاقة أحادية الجوانب.

علم النفس في الحب من طرف واحد

هذا النوع من العلاقات الرومانسية لا تكون فيه القوة متوازنة بين الطرفين، فهناك من يُعطي الكثير مقابل من لا يحصل إلا على القليل أو اللا شيء.

هي العلاقة أحادية الجوانب، التي تُعتبر بشكل أو بآخر غير ناجحة، حيث تعتمد على بذل أحد الأطراف وقته وطاقته ومشاعره هباءً، دون مردود من الطرف الآخر.. وتكمن مشكلة علاقة الحب من طرف واحد أنه يصعب الحفاظ عليها على المدى الطويل.

مؤشرات الحب من طرف واحد في علم النفس

ثمَّة علامات حمراء عليك أن تتداركها، حتى لا تكون في علاقة سامة، تُهدر فيها مشاعرك وتُستنزف قواك.

1- الشريك المسيطر

تلك السيطرة من أحد الجوانب ما هي إلا دلالة على القوة غير المتوازنة، فالعلاقة بحاجة إلى تقويم في سلوكيات طرفيها.

حيث يُحاول الطرف الأكثر حبًا أن يُسيطر على الطرف الآخر ويُحجم من علاقاته مع الآخرين، حتى يكون وحده أمامه دون شريك، فيخترق خصوصيته بل ويُملي عليه بشكل غير مباشر ما يجب فعله.

ذلك الوضع في العلاقات يأتي بالتدريج ولا يُستشعر بين عشية وضحاها، تكون تلك السيطرة ناجمة عن فقد الإحساس بالثقة والحب، فيُحاول المُحب أن يُعوضها بالتحكم.

2- اختلاق الأعذار

عادة يكون الطرف المُحب في العلاقة مختلقًا للأعذار للطرف الآخر، فيُسامحه ويُبرر تصرفاته، ربما لا يقنع تمامًا بأنها لا تدل على الحب.. فيبررها لنفسه بأنها محض خطأ.

بيد أن الطرف الآخر من الممكن أن يكون متعمدًا لإظهار الخطأ، حتى يتداركه، إلا أن اعتياد المُحب على التضحية دون انتظار مقابل يجعله متنازلًا عن الكثير دائمًا وأبدًا.

رغم أنه من الواضح على الطرف الآخر عدم تقديره أو عدم تقدير العلاقة برمتها، أو إعطائها ما تستحق من الاهتمام.. لكن في نهاية المطاف يكون الحب أعمى، لا يُدرك صاحبه الخطر المحقق إلا وهو على حافة الهاوية.

3- اختلاف الأولويات

إنّ العلاقة الناجحة، تتفق فيها اهتمامات وأولويات طرفيها، فكلاهما يرغب في الآخر ويجعله على رأس القمة، وكلاهما يريد تحقيق أهداف بعينها، بل ويندمجان معًا ليكون لهما أهدافًا واحدة.

أما عما أعرب عنه علم النفس في الحب من طرف واحد فهو على النقيض، تتنافر الأولويات وتختلف، بحيث لا يكون مجالًا للجذب والاقتران.. فتكون العلاقة أبعد ما يكون عن النجاح.

اقرأ أيضًا: علاج التعلق الزائد بشخص

4- عدم التكافؤ في التضحيات

يُشير أحد خبراء علم النفس أنّ علاقة الحب من طرف واحد عادةً ما يقوم فيها أحد الأطراف ببذل الكثير من أجل الآخر، وفي المقابل لا يجد أي مجهود لأجله.

كما تشعر أنك أنت دومًا الشخص الذي يعتذر، فالعلاقة تجعلك في إرهاق نفسي وعاطفي، ولا يكون بينك وبين الشريك أي تواصل فعّال حقيقيّ.

بل تشعر وكأنه عليك أن تضحي بكل شيء حتى تُسعد الشريك.. ومضطر تمامًا لتجاهل احتياجاتك ورغباتك من أجله.

5- البدء بالتواصل

على الأغلب يكون المُضحي في علاقة الحب من طرف واحد هو المبادر في الاتصال والتفاعل والمحادثات والتخطيط وكل شيء.. فهو من يشتاق، وهو من يكنّ حبًا يرغب في التعبير عنه.

كذلك حينما يبدأ في ذلك التواصل فإنه لا يشعر بالرضا الذي كان يتوق إليه، فلا يُفهم على النحو المطلوب، ولا يُستمع إليه، ولا يُدرك الطرف الآخر ما يود التعبير عنه حقًا.

6- عدم الأمان

لا يكون ذلك المؤشر فقط في علاقة الحب من طرف واحد، بل في أي علاقة بها خلل ما، إلا أن كل المؤشرات السابقة بذاتها تجعل الطرف المُضحي في حالة من عدم الأمان مع الطرف الآخر.

أسباب العلاقة أحادية الجانب

  • يُمكن أن تكون ناتجة عن جهل متعمد من أحد طرفي العلاقة.
  • تؤثر العوامل المنزلية وتاريخ العائلة ونماذج العلاقات الاجتماعية التي نشأ عليها في كيفية الارتباط بالآخرين.
  • من ينشأ في أسرة يشوبها الفوضى العاطفية، أو الأزمات النفسية، أحيانًا ما يدخل في علاقة حب من طرف واحد.
  • بعض الشخصيات الضعيفة تكون عُرضة إلى التبعية لغيرها.
  • عدم التوازن في التوقعات المُنتظرة من الشريك تؤدي إلى اختلال التوازن في العلاقة.
  • قد يُعاني الطرف المضحي من ضعف في مهارات الاتصال، فلا يتمكن من مشاركة مشاعره على النحو الأمثل، بل لا يُعبر عن احتياجه.
  • ربما يتظاهر الطرف غير المضحي بأنه لا يود تحمل مسؤولية العلاقة من الناحية العاطفية والنفسية وغيرها.. على إثر سلوكه العدواني السلبي.

كيف تتعامل مع علاقة الحب من طرف واحد؟

إن شعرت بوجود أحد مؤشرات علم النفس في الحب من طرف واحد فالعلاقة غير متوازنة، لتكون أنت أمام خيارين.. إما أن تُعدّل ذلك التوازن أو تُحجم عن العلاقة لأنها لا تصير أبدًا شراكة صحيّة.

  • أول ما يجب أن تقوم به أن تكون صادقًا بشأن علاقتك مع الشريك، فحينما تسأل نفسك أسئلة بعينها، يجب أن تكون هناك إجابات واضحة بعيدة عن الغموض.. حتى تتمكن من التعامل الإيجابي فيما بعد.
  • التفكير في العلاقة من زاوية موضوعية، حتى لا تكون عُرضة للتحيز الذاتي، فابعد نفسك عن العلاقة وانظر من خارجها، ليكون رأيك هو الأكثر صوابًا.
  • إن قمت بلفت نظر الشريك حول ما يُراودك من مشكلات تؤرقك، ولم يأبه أو يُحاول التغيير لأجلك، فليس أمامك إلا الفرار، حتى لا تكون ضحية علاقة سامة.

لماذا يبقى البعض في علاقة حب من طرف واحد؟

  • الذكريات المشتركة، والأوقات الجيدة، والانتظار لسنوات في مثل تلك العلاقة.. كلها أسباب تجعل من الصعب الفراق.
  • يبقى البعض على أمل وتفاؤل في الاحتمالات المستقبلية، بأن العلاقة يُمكن أن يُكتب لها النجاح.
  • الروابط العاطفية الشديدة يصعب التخلص منها بسهولة.. لاسيما إن كان هناك مخاطر على الصحة النفسية بصددها.

تأثير العلاقة أحادية الجانب

اتفقنا على أنها من العلاقات السامة، إلا أنها يُمكن أن تكون شديدة السُمية إن ترتب عليها آثار سلبية واضحة على الطرف المُضحي.

  • الشعور بالرفض.
  • قلة الثقة بالنفس.
  • تدني احترام الذات.
  • الشعور بالوحدة.
  • الرغبة في العزلة.
  • يصل الأمر إلى الاكتئاب أحيانًا.
  • زيادة حالة القلق والتوتر.
  • التأثير السلبي على الصحة العقلية والجسدية.
  • مشكلات النوم والأرق.
  • انخفاض المناعة.
  • التعرض للوعكات الصحية.

العلاقة العاطفية الصحية هي التي تعتمد على جهد طرفيها، فكلاهما يتمسك بالآخر، ويُضحي من أجله، فلا يوجد من يتحمل العبء بمفرده طوال الوقت.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة