عقوبة ضرب الزوجة في القانون السعودي.. السجن ودفع الغرامة
برغم أن أهل المملكة السعودية هُم أكثر من يتخذون بالقُرآن ويحرصون على اِتباع تعاليم الدين، إلا أن هناك من يحيد عنه ويتطاول على الجنس الضعيف الذي حث ديننا على تكريم المرأة، فماذا نص القانون السعودي على من يؤذي زوجته؟ هذا ما نوافيك إيّاه في إيزيس.
عقوبة ضرب الزوجة في القانون السعودي
يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبي هريرة: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح).
فقد أوصى رسولنا الكريم بضرورة التعامل مع المرأة بالحسنى، والأمر غير مقتصر على السعودية فقط، وإنما في كافة البلدان التي تخضع للتشريعات الإسلامية، لذا كان من الضروري أن يكون هناك القوانين التي تتسبب في تراجع الكثير من الرجال عن ضرب زوجاتهم في شتى المجتمعات، فعقوبة ضرب الزوجة في القانون السعودي تشمل العديد من الجوانب:
1- التغريم المالي
استنادًا لما روي عن عائشة أم المؤمنين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ“.
نجد أن أمر ضرب الزوجة لا يجب أن يستهان به خاصة في القانون السعودي الذي يسير وفقًا لما أحل الله -عز وجل- وحرم من خلال محكم التنزيل، والسنة النبوية المطهرة التي تركها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكانت لنا منهاجًا.
من هذا المنطلق فإن أول جوانب القانون السعودي في عقوبة ضرب الزوجة أن يُغرم الزوج مبلغ يصل إلى 50 ألف ريالًا سعوديًا تبعًا لحالة المرأة الصحية والضرب الذي تعرضت له، فالضرب المبرح وغير المبرح ليسوا سواء.
تعرفي أيضًا على: محضر ضرب الزوجة بتقرير طبي
2- سجن الزوج
أيضًا جاء ضمن العقوبة التي يتعرض لها الزوج حال مد يده على زوجته أو إلحاق الضرر بها من خلال الضرب بأي من الأدوات أن يكون هناك مدة يقضيها الزوج خلف القضبان كونه لم يراعي الله في حق زوجته، على ألا تقل تلك المدة عن 6 أشهر ولا تزيد عن عام كامل.
الجدير بالذكر أن تلك المدة يتم تحديدها بناء على المستندات المرفقة في القضية، والتي تفيد بأن الزوجة لم تعامل كما أمر الله -عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم.
أيضًا من الضروري أن نعلم أنه في حالة دخول الرجل السجن نتيجة الحكم عليه في قضية ضرب الزوجة، فإنه في تلك الحالة يقضي مدته في ورش التعليم والتأهيل التي توجد داخل السجون بالمملكة العربية السعودية، مما يساعده على التحسين من سلوكياته بعد ذلك.
تعرفي أيضًا على: الحق الخاص في ضرب الزوجة
هل ضرب الزوجة يحق لها طلب الطلاق؟
يُمكن أن يكون للمرأة رأي آخر، فلا تتقدم بمحضر لإثبات واقعة الضرب، بل تسلك سبيلًا آخر وهو طلب الطلاق، وبرغم أنه أمر يكبد تشتيت بيت مسلم وتشريد أطفال في بعض الأحيان، إلا أنه يُمكن أن يكون الحل الأمثل.
فضرب الزوجة من شأنه أن يكون سببًا في شعورها بالحالة النفسية السيئة، بل وكراهيتها للزوج، وفي تلك الحالة تصبح الحياة مستحيلة، فإن طلبت الطلاق لا إثم عليها من ذلك، وفي أغلب الأحوال تتم الموافقة عليه كونه طلاق للضرر.
كما أنه ينبغي على الزوج أن يوفيها كافة حقوقها امتثالًا إلى أمر الله -عز وجل- في محكم التنزيل حين قال:
“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” سورة البقرة الآية رقم 229.
كذلك على الزوجة إن رأت أن أمر الضرب كان مستجدًا على الزوج، وأنه ليس من طبعه أن يقوم بذلك وطلب منها العفو عنه، فإنها في تلك الحالة أولى بها أن ترضخ إليه وأن تعفو وتصفح وتعود إلى جمع شمل المنزل مرة أخرى، فقد قال الله تعالى في ذلك الأمر:
“وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” سورة البقرة الآية رقم 228.
جدير بالذكر أنه يُمكن أن يُرجِع الزوج الزوجة إلى عصمته من أجل إلحاق الضرر بها، سواء بعد تعرضه لعقوبة ضربها في القانون السعودي، أو أنها قد قامت بطلب الطلاق منه، كنوع من أنواع رد الاعتبار.
إلا أنه في تلك الحالة بخلاف أنه يعرض نفسه للمساءلة القانونية، فإنه يقع في حد من حدود الله عز وجل، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 231:
“وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“.
تعرفي أيضًا على: هل ضرب الزوجة يوجب الطلاق
حكم ضرب الزوجة في الإسلام
السعودية لا يمكنها الاستناد لغير التشريعات الإسلامية، فبالرغم أن الله أجاز للرجل أن يقوم بمعاقبة الزوجة من خلال الضرب، إلا أن الأمر له عدة معايير، والتي من الممكن أن نستخلصها من خلال الآية التالية:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“
ففي حالة ضرب المسلم لزوجته، عليه أن يكون قد استعمل معها النصيحة الحسنى أكثر من مرة واحدة في نفس الأمر، كذلك عليه أن يهجرها إن لم تأخذ بنصيحته على أن يكون الهجر داخل المنزل، فإن لم تعدل عما يسكن رأسها، فإنه من الممكن أن يقوم بضربها على ألا يكون ذلك مؤذيًا لها فيلحق بها الضرر النفسي أو البدني.
فالضرب في تلك الحالة لا يكون إلا تقويمًا لسلوكها لبناء بيت مسلم متكامل الأركان لا تعتليه الكثير من المشكلات التي من الممكن أن تصل إلى حد الطلاق، أو توقع الزوج تحت طائلة القانون عند تعرضها لضرر.
على الزوج في أي من المجتمعات وليس السعودية فقط أن يعاشر زوجته بالحسنى، ولا ينسَ أن ذلك ما أمره الله -عز وجل- به بعيدًا عن القوانين المشروعة.
كيف تثبت المرأة أن زوجها ضربها؟
بالذهاب إلى المُستشفى والحصول على تقرير طبي بالواقعة ومدى الضرر التي تعرضت له.
متى تضرب المرأة في الإسلام؟
عند تأديبها لنشوزها والكذب، ولكن هذا بعد أن يعظها وينصحها بالعدول عما تسير عليه.
تابعنا على جوجل نيوز