دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا

“دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا” هو مثل شعبي يحمل في طياته العِبَر، وراء كل مثل ذاع صداه حكاية وقصة آلت إلى عبرة ما باتت راسخة في أذهان كل من يُردده، وهناك أمثال ليست إلا محض خرافة، ولا تمتُ إلى قصص حقيقية إنما نسجت بخيوط من الخيال.

دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا

قصص كثيرة تؤول إلى مغزى واحد معروف ألا وهو “كما تدين تدان” فمن يظلم يُظلم ولو بعد حين.. وربما تكون تلك القاعدة المرسخة هي مدعاة تعديل سلوكياتنا وتهذيب طباعنا.

هكذا جاءت حكاية مثل “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا”.. التي تُحذرنا من ارتكاب الأفعال المشينة، التي ستعود يومًا على فاعلها بالسوء.

أولًا: يُزين الشيطان المعاصي لبني آدم

  • يُحكى أن تاجر قماش كان له محل يبتاع فيه ما رزقه الله به من بضائع.
  • أتت إليه واحدة من الزبائن.. كانت امرأة فاتنة الجمال، فما كان للشيطان إلا أن يُزينها في عينيه.
  • أعجب بها التاجر، وأمسك يدها وهو يُناولها القماش.
  • قالت له تلك المرأة: اتقِ الله..
  • كان وقع تلك الجملة شديدًا عليه، فكيف سوّلت له نفسه أن يفتتن بمن هي مُحرمة عليه.
  • ترك البائع يدها، وردّد في نفسه: لا خير في يوم بدأ بفعل الحرام.
  • أغلق البائع المحل، وتوجّه إلى منزله غاضبًا على نفسه.

اقرأ أيضًا: أمثال شعبية مصرية عن الندالة

ثانيًا: الجزاء من جنس العمل

  • عندما عاد التاجر إلى بيته وجد زوجته تبكي.. فسألها عن السبب.
  • أخبرته أنها كانت تستقي ماءً من السقا، وهو يملأ لها الماء أمسك بيدها.
  • فقالت للسقا.. اتقِ الله.
  • فما كان منه إلا أن استغفر ربّه وسار بعيدًا عنها.
  • حزن التاجر على ما تُخبره به زوجته، وقال المثل المشهور.. “دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا“.
  • أي أنه إن تجاوز مع تلك المرأة التي رآها وأعجب بها، لكان السقا تجاوز في فعلته مع زوجته.

ثالثًا: الهدف من القصة

  • على الرجل أن يخاف الله قبل أن ينظر إلى فتاة أو يعجب بها، فيتقِ الله حتى يحفظ الله نسائه من الأذى وأعين الرجال.
  • الإحسان إلى الغير يُرد إحسانًا.. أما الإساءة فلا يُنتظر منها الإحسان.
  • لا يهم إن كانت قصة المثل حقيقية أم لا.. الأكثر أهمية هو أن مغزاها يجب أن يُعوَّل عليه في السلوك والأدب في التعامل.
  • “البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديّان لا يموت، افعل ما شئت، كما تدين تدان“.
  • الله ناظر إلى كل منّا، يعلم ما تخفيه الصدور وما يكنّه القلب.. ويعلم النوايا والمقاصد، فمن يتب إلى الله عما اقترف، يستره الله ويهديه.
  • على العبد أن يكون رقيبًا على نفسه، فالله عادل لا يقبل بالظلم.. فلا يدع العبد مجالًا للشيطان ليُزين له المعاصي، بل يُحاسب نفسه آملًا في تهذيبها.

اقرأ أيضًا: أمثال شعبية مصرية مضحكة

مدى صحة المثل “ولو زدت لزاد السقا”

لم نختلف على أن المثل الشعبيّ على خلاف حقيقته من عدمها إلا أنه ذو معنى نبيل، بيد أنّ كتاب الله تعالى أخبرنا في غير موضع بمعنى لنا أن نتداركه.. ففي سورة الأنعام قال الله سُبحانه وتعالى: ” وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” الآية 164

في معنى أنه من يقع في المعصية.. لا يُعاقب به من ليس بذنبه، إنما يُعاقب المرء وحده على ما اقترف، وفقًا لتفريطه.. فلا تُرد آثار معصيته على غيره.

هذا لا ينفي أن الله يبعث رسائل وإشارات إلى العبد لكي يتوب وينوب إلى الله، فالتوبة تمحو آثار الذنب.. إن كانت نصوحة خالصة لله تعالى.. فقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: “التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ” (إسناده حسن).

ثمَّة أمثال شعبية كان لها عظيم الأثر في تخليد قيم ومبادئ بين من يُرددها، فهي نتجت عن واقع لنا أن نتخذ منه العبرة والعِظة.. فدائرة الزمن تتكرر.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا