بغرض الاستمتاع.. حكم طلب الزوج من زوجته إدخال شيء في دبره أثار الجدل
إن ديننا الحنيف دين يُسر وليس عُسر، ولكنه وضع بعض الأحكام الفقهية التي من شأنها الحفاظ على الصحة، برغم انسياقها عن هوى العبد، فثمَّة طرُق لاستمتاع الزوجين منها إدخال شيءٍ ما في الدُبر، فهل هذا جائز؟ دعونا نستفيض الحُكم عن كُثب في موقع إيزيس.
هل يجوز طلب الزوج من زوجته إدخال شيء في دبره للاستمتاع؟
أحل الله جل في علاه للزوج والزوجة الاستمتاع كلٍ منهما ببعضهما البعض على ألا يتجاوزا حدود الله، فقد قال المولى جل في علاه في سورة البقرة الآيتين رقم 222، 223:
“فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ* نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ“.
فطالما ليس هناك ضرر بدني أو نفسي على أي من الزوجين في ممارسة العلاقة دون الوقوع في المُحرمات، فلا بأس في ذلك، لكن بالتفكير في أمر إدخال الإصبع في دبر الرجل أثناء العلاقة من أجل الاستمتاع، نجد أنه يحمل الكراهة حتى وإن لم يكن هناك نص ديني صريح يدل على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن البشير:
“سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: وأَهْوَى النُّعْمانُ بإصْبَعَيْهِ إلى أُذُنَيْهِ، إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ” صحيح.
فأولى بالمسلم أن يُفكر في الأمر، سيجد أن ذلك الموضع مكروه الاقتراب منه، كونه موضع النجاسة والتغوط، غير أنه من المُمكن أن يكون وضع الزوجة إصبعها داخله مدعاة للممارسة الفحشاء مع رجل، فحينما يوسوس الشيطان للمُسلم، لا يقول له افعل كذا، وإنما هي خطوات حري بنا الابتعاد عنها، ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” سورة النور الآية رقم 21.
على ذلك يكون حُكم طلب الزوج من زوجته أن تُدخِل شيء في دبره للاستمتاع بأمر مكروه وبشدة، ويُفضل على كلا الزوجين الابتعاد عنه حتى لا يتنقص ذلك من أجر تلك الممارسة.
نعم، فالله عز وجل من شأنه أن يُؤجر الزوجين على المُمارسة الزوجية، كون كلٍ منهما حريص على أن يعف الآخر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي ذر الغفاري:
“أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ” صحيح.
تعرفي أيضًا على: طرق حلال للاستمتاع بمؤخرة الزوجة دون أن تقع في الحرام
الأمور المحرمة في الممارسة الزوجية
في حُكم طلب الزوج من زوجته بأن تُدخِل شيء في دبره للاستمتاع من الكراهة ما يدفعنا للابتعاد عن ذلك الأمر تمامًا، لكن ما سيتم ذكرُه من أفعال هي مُحرمة بنص ديني قطعي، ولا يجب الاستهانة بها على الإطلاق.
فعلى الرغم من أن الله عز وجل قد أحل لكلا الزوجين الاستمتاع ببعضهما البعض كما يحلو لهُما، إلا أن الأمر من شأنه أن يحمل بعض الضوابط، لذا سوف نتناول الأمور التي أخبرنا الله بأنها لا مُحرمة فيما يخُص العلاقة الزوجية، وذلك فيما يلي:
1- المجامعة في فترة الحيض
حرم الله عز وجل على الزوج أن يقترب من زوجته فيما يخص الجماع في فترة الحيض، حيث قال في كتابه العزيز:
“وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” سورة البقرة الآية رقم 223.
على ذلك فإن المسلم ليس له أن يجامع زوجته في تلك الفترة مطلقًا، لكن من الممكن أن يمارس معها كافة المداعبات دون حرج، ولا يعني ذلك أنه من الممكن أن يعاشرها مع استعمال الواقي الذكري، ظنًا منه أن ذلك حائلًا يمنعه في الوقوع فيما حرم الله جل في علاه.
فهو تفكير خاطئ تمامًا، ولا يليق بالمسلم الذي يتقي ربه ويخشى الوقوع في المهالك.
تعرفي أيضًا على: حكم طلب الزوج من زوجته استثارته بكلمات وأفعال مخلة بالأدب
2- الجماع الخلفي
يقصد بذلك أن يقوم الزوج بالإيلاج في الدبر، وذلك من الأمور التي تتسبب في طرده من رحمة الله عز وجل، كونه قد قام بفعل شنيع حرمه الله عز وجل، وله الكثير من الأضرار على صحة زوجته وصحته أيضًا.
فمن خلال التمعُن في حكم طلب الزوج إدخال شيء في دبره للاستمتاع مع زوجته ندرك أن الأمر قد تحمل الكراهة كونه موضع غير طاهر، الأمر ذاته يزيد في الممارسة الكاملة على تلك الوتيرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية طاووس بن كيسان:
“أنَّ رجلًا سأل ابنَ عبَّاسٍ عن إتيانِ المرأةِ في دبُرِها، فقال: تسألُني عن الكفرِ“.
لا نقول إن المسلم معصوم من الخطأ، إلا أن عليه الابتعاد عما يُلحق به الأذى من الناحية النفسية أو الجسدية، هو وزوجته، فهي في كنفه ومسئولة منهُ، وعليه ألا يُرشدها إلى المعصية، حتى لا يحمل وزرها، فلينتظر إلى أن تمضي فترة العادة الشهرية التي لا تتجاوز عدة أيام، ومن ثم الاستمتاع كما يحلو لهما.
تعرفي أيضًا على: المعجزة في تحريم إتيان المرأة من الدبر وما يحدث عندما تأتى المرأة من الخلف
3- ممارسة العلاقة الحميمة في نهار رمضان
يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 187:
“أحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون”
نجد أن الله عز وجل قد منع الزوج من مباشرة الزوجة في فترة الصوم؛ كونه يقوم بأداء فريضة الله عز وجل، والتي تنص على الامتناع عن شهوتي البطن والفرج، فإن وقع في ذلك الأمر عليه أن يتوب إلى الله عز وجل وأن يقوم بإخراج الكفارة المعنية به، والتي قدرت بصوم ستين يومًا متتابعين للممارسة الواحدة في شهر رمضان، فإن لم يقدر المسلم على ذلك، فله أن يطعم ستين مسكينًا، ذلك استنادًا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أَتَى رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: هَلَكْتُ، وقَعْتُ علَى أهْلِي في رَمَضَانَ، قالَ: أعْتِقْ رَقَبَةً قالَ: ليسَ لِي، قالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قالَ: لا أسْتَطِيعُ، قالَ: فأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قالَ: لا أجِدُ، فَأُتِيَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ – قالَ إبْرَاهِيمُ: العَرَقُ المِكْتَلُ – فَقالَ: أيْنَ السَّائِلُ، تَصَدَّقْ بهَا قالَ: علَى أفْقَرَ مِنِّي، واللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِنَّا، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قالَ: فأنتُمْ إذًا“ صحيح رواه أبو هريرة.
إن الحكم الشرعي لطلب الزوج من زوجته إدخال شيء في دبره للاستمتاع من الأحكام الدينية التي تستدعي التعرف عليها حتى لا يقع المسلم في ذنوب تهلك عاتقه.
تابعنا على جوجل نيوز