الزواج من غير المسلم.. هل يجوز للمسلمة؟

في الآونة الأخيرة انتشرت قصص حُب وميل الفتيات المُسلمات إلى ذوي الديانات المُختلفة، ولطالما كان هذا الأمر يُثير الجدل في البلاد الإسلامية، وادعى البعض بجواز تلك الزيجة، لذا يسعنا من خلال موقع إيزيس توضيح الحُكم الشرعي في هذا الأمر.

هل يجوز زواج مسلمة من يهودي؟

إنه واحدًا من الأحكام التي تجدها في فقه المرأة، حيث اختلف بعض العلماء في حكم زواج المسلمة من المشرك وذلك ما جاء في النص القرآن الآتي:

“لَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ ۚ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ ۗ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”.

بينما لا يأتي نص واضح في القرآن الكريم يشير إلى أن زواج المسلمة بالكتابي لا يجوز فتلك مجرد اشتقاقات واجتهادات من العلماء، وذلك لاقى ردود فعل واسعة حول أوساط المجتمعات الإسلامية.. حيث تم إضافة بعض الآراء في هذا الصدد أن اليهودي كالمسيحي فهم أهل الكتاب وذلك ما تم إطلاقه عليهم من قبل القرآن الكريم.

فهم لا يعبدون الأصنام ولا يلحدون لكنهم فقط يؤمنون برسالة أخرى مختلفة عنا.. وذلك ما جعل العديد من الفقهاء يصرحون بعدم جواز زواج مسلمة من يهودي شرعًا.

الزواج في الإسلام لا يعتبر عقد مدني مثلما هو في الغرب فهو رابط بين الزوج وزوجته يقوم على الود والرحمة والمعاملة بإحسان، فالمسلم الذي يتزوج من الكتابية يعلم أولاده تعاليم دينه الإسلامي الحنيف ويحاول جاهدًا إبعادهم عن معتقدات والدتهم أما المرأة فلا يمكنها ذلك لقوامة الرجل عليها.

لذا وصف علماء الدين أن زواج المسلمة من غير المسلم غير مقبول والدين القرآني على ذلك ما أنزله المولى عز وجل في سورة المائدة:

﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾.

تعرفي أيضًا على: حكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة

الحكمة من منع زواج المسلمة من كتابي

يتساءل الكثير من المسلمين أو غير المسلمين حول سبب جواز زواج المسلم بكتابية ومنع المسلمة من الزواج بكتابي.. سواء كان يهودي أم مسيحي فهو كتاب أي آمن بكتاب مما أنزلهم الله تعالى، فأين المساواة وأين إنصاف المرأة وتعزيزها من قبل الدين الإسلامي الحنيف الذي أشار إليه الكثير.

لا ضير للمسلم الذي يتزوج بكتابية.. فالمسلم يؤمن بما أنزل نبي الله موسى ونبي الله عيسى عليهم السلام، بالتالي فهو يؤمن بكل ما تؤمن به زوجته فلا يجبرها إلى ترك دينها أو إهمال شريعتها، أما إن تزوجت من رجل كتابي فهو لا يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما أًنزل إليه من رسالة.

فبطبيعة الحال يكون للرجل قوامة عن المرأة بالتالي كيف يبيح الدين الإسلامي للمسلمة أن تتزوج بمن لا يؤمن بدين محمد صلى الله عليه وسلم ويكون له القوامة عليها، وذلك ما أكد عليه قول الله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا).

ثم إنه لا يمكن الاستئمان على المرأة التي تفكر بوجدانها وعواطفها أكثر من الرجل أن تتأثر بدين زوجها، بالإضافة إلى السبب الهام وهو أن المرأة المسلمة لا يجوز أن تنجب أطفال يتبعون دين غير الإسلام فهم بالفطرة سوف يتبعون دين والدهم اليهودي وذلك لا يجعل للزواج مجال للتفاهم والوئام.

لا يجب أن يثير في تلك الأمور التساؤلات لأن ذلك يكون بمثابة توجيه نقد إلى أحكام الدين الإسلامي الحنيف، فيجب التأكد أن الإسلام دين عدل لا يقبل الشقاء على أمته.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا