حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته

حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته من الأحكام الدينية التي ينبغي أن يضعها الزوج في عين الاعتبار كونه يعتقد أن الأمر لا بأس به، فهو يجنب نفسه الكثير من المهاترات التي لا يجدي منها أي فائدة من وجهة نظره، إلا أن موقع إيزيس أراد أن يُسلط الضوء على رأي الدين في عدم محادثة الزوج لزوجته من خلال السطور التالية.

حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته

قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الروم الآية رقم 21:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

ففي بداية الأمر يجب على الزوج أن ينتبه أن العلاقة بينه وبين زوجته قد بنيت على المودة والرحمة، ومن أفضل أوجهها أن يكون مستمعًا لها ويتبادل معها أطراف الحديث بين الحين والآخر.

فالصمت الزوجي هو أول علامات الانفصال، حيث ترى الزوجة أنه لا داعي لأن تثابر أو تعافر، فقد ساد الصمت بينهما وسيظل كذلك إلى الأبد إن لم يعملا على لحاق الأمر.

أما عن حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته فإنه في تلك الحالة يعتبر مهاجرًا لها، ولا يجوز أن يكون ذلك لأكثر من ثلاثة أيام إن كانت هناك مشكلة بينهما، وإلا يكون آثمًا، ولا يقبل الله أعماله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية سعد بن أبي الوقاص:

لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أنْ يَهجُرَ أخاهُ فَوقَ ثَلاثٍ” (صحيح).

لذا على المسلم الحق أن ينتبه إلى ما يفعله مع زوجته، فهو مسئول عنها وعن سلامتها النفسية، والتي قد تتأثر تأثرًا كبيرًا إن لم يكن يتحدث إليها ولا يهتم إلى أمرها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر:

“كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِها راعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ في مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاءِ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَحْسِبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: والرَّجُلُ في مالِ أبِيهِ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ” (صحيح).

تعرفي أيضًا على: زوجي يخونني مع سلفتي

حقوق الزوجة على زوجها

بعد أن تعرفنا على حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته كان من الضروري أن نتعرف على كافة حقوق الزوجة على زوجها، والتي كفلها لها الدين الإسلامي، حيث أتت على النحو التالي:

1- المعاشرة الحسنة

قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 19:

وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”

ومن ضمن المعاشرة الحسنة أن يكون الزوج متحدثُا إلى الزوجة بشكل دائم، فيحتويها ويتعرف على أخبارها، وما تمر به سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي، حتى يتمكن من لحاق أي من المشكلات قبل أن تتفاقم.

كذلك أن يكون الزوج مهتمًا بزوجته ويعمل على الإنصات إليها بين الحين والآخر، وأن يقدرها ويتقي الله فيها، فالزواج ميثاقَا غليظًا، إن لم تتم مراعاته فالأولى بالشخص ألا يتزوج، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 21:

“وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا”.

2- إكرام الزوجة

على الرغم من أن الدين قد كفل للرجل على زوجته الكثير من السلطات، إلا أن ذلك لا يمنعه من أن يحترمها ويُقدرها، ويعمل على إثبات ذلك من خلال عدم المحاولة في التقليل من شأنها أو مجهودها المبذول لبناء البيت واستقراره، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:

“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا” (صحيح).

في إطار التعرف على حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته ينبغي علينا أن ننوه أنه على المسلم أن يجعل من رسول الله قدوة له، وأن يمتثل إلى قوله في رواية عبد الله بن عباس:

أنَّ رجالًا استَأذَنوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ضَربِ النِّساءِ، فأَذِنَ لهم، فسَمِعَ صوتًا، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أَذِنتَ للرِّجالِ في ضَربِ النِّساءِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَخيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِ(صحيح).

تعرفي أيضًا على: حكم الزواج الثاني دون علم الزوجة

3- المعاشرة الزوجية

مثلما يتزوج الرجل من أجل الحصول على الإمتاع الحميمي بالطريقة التي أحلها الله له، عليه العلم أنه من أهم حقوق المرأة عليه أن يعفها من خلال المعاشرة الزوجية، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة الآية رقم 223:

“نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ”.

كذلك العلاقة الحميمة من شأنها أن توطد العلاقة بين الزوجين وتعمل على قتل الصمت بينهما في الحياة الطبيعية، كما أن كلاهما يؤجر على تلك العلاقة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي ذر الغفاري:

“أنَّ نَاسًا مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قالَ: أَوَليسَ قدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عن مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وفي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أَيَأتي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكونُ له فِيهَا أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لو وَضَعَهَا في حَرَامٍ، أَكانَ عليه فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذلكَ إذَا وَضَعَهَا في الحَلَالِ كانَ له أَجْرٌ” (صحيح).

الجدير بالذكر أنه على المسلم أن يتفقه في الدين ويعلم أن أمر هجر الزوجة في الفراش نوع من أنواع العقاب إن أساءت إليه، إلا أن ذلك يأتي بعد موعظته لها بالطرق الحسنة مرارًا وتكرارًا، وأن ينتهي ذلك عندما تتوقف عن فعل الأمور التي أحزنته، فقد قال الله تعالى في سورة النساء الآية رقم 34:

“وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

تعرفي أيضًا على: كيفية التعامل مع الزوج ضعيف الشخصية

4- الإنفاق على الزوجة

بعد أن تأكدنا من حكم الزوج الذي لا يتحدث مع زوجته يجب أن نعلم أنه على الرجل أن ينفق على شريكة حياته، وذلك من خلال إحضار المأكل والملبس والمشرب، حيث قال الله تعالى في الآية رقم 34 في سورة النساء:

“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ”.

الجدير بالذكر أنه على المسلم أن ينفق على زوجته على قدر سعته، فلا يبخل عليها أو يغالي في الأمر بما يُرهقه، فقد قال الله تعالى في سورة الطلاق الآية رقم 7:

“لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.

ينبغي أن يحرص كلا الزوجين على أن يدوم الاستقرار الأسري وأن يغلقا أي منفذ للروتين والصمت اللذان من شأنهما أن يدمرا العلاقة الأسرية والعاطفية، فيصبح الزواج باهتًا للحد الذي لا يمكن معالجته.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا