حقوق المرأة في قانون بوخريس
حقوق المرأة في قانون بوخريس من أهم الحقوق التي نصفتها في ظل سيادة الظلم في كافة أنحاء العالم، فالملك المصري القديم بوخريس لم يترك للمرأة حقًا، إلا وانتزعه من أحشاء الرجل، رغبة في تحقيق المساواة وسيادة العدل في أرجاء البلاد، لذا ومن خلال موقع إيزيس دعونا نتعرف على كافة حقوق النساء في قانون بوخريس.
حقوق المرأة في قانون بوخريس
بوخريس هو أهم ملوك الأسرة الرابعة والعشرين، والتي تولت حكم مصر في الفترة الزمنية من 718 قبل الميلاد إلى 712 قبل الميلاد.. فقد قام بإحداث التغيير الجذري في البلاد فأنشأ القانون الذي ما زلنا نسير على خطاه إلى يومنا هذا، ليكون قانون بوخريس هو الصورة الأخيرة التي ما زلنا نعمل بها حتى الآن.
فقد احتوى على كافة التقاليد المصرية القديمة التي من شأننا أن نفخر ونعتز بها، فنحن أصحاب الحضارات التي ليس لها مثيل، فعلى الرغم من أنه قد رأى البعض تأثر قانون بوخريس بحمورابي من حيث إنصاف المرأة، إلا أن قانون بوخيرس كان بمثابة المنارة العلمية للعديد من دول العالم.
حيث أقرت العديد من البلاد أن قانون ذلك الملك من شأنه أن يعمل على سيادة العدل في المنطقة، مما يؤمن البلاد من الوقوع في جرائم الجور والظلم التي تهدف إلى فساد المجتمع بشكل مباشر.. الجدير بالذكر أن قانون بوخريس قد كفل العديد من الحقوق للمرأة.. والتي يمكننا أن نتعرف عليها من خلال ما يلي، كل على حدة.
1- المساواة بين الرجل والمرأة
في العهود القديمة، كان الرجل دائمًا ما يرى أن الله قد فضله عن المرأة، وأنه لا يجب أن يقرن اسمه باسمها، فهي كائن أدنى منه، ولا يجب أن تعامل إلا على هذا النحو.
إلى أن جاء الملك بوخريس ووضع القانون المنصف لها، والذي أكد أهمية المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، واستند في ذلك إلى أنهما من نفس الخالق والخلقة، فلم يتميز الرجل عن المرأة.
الجدير بالذكر أنه قبل صدور ذلك القانون، كانت المرأة تتعرض إلى الكثير من الإهانة والمعاملة غير الآدمية ظنًا من الرجل أن تلك المعاملة هي التي تستحقها، فهو سيدها وهي الخادمة أو الجارية مدى العمر.. إلا أن ظهور حقوق المرأة في قانون بوخريس أخلت بكل ذلك وضربت به عرض الحائط.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة الاجتماعية
2- التراضي في الزواج
من أهم حقوق المرأة في قانون بوخريس التي كفلها لها الملك دون وجود مجال للتحايل على تلك التشريعات، أن الزواج بين الرجل والمرأة يجب أن يتم على أساس التراضي بينهما، فلا تتزوج المرأة رغمًا عنها لأي سبب كان.
حتى وإن كانت ستتزوج أكبر الملوك وأعظمهم شأنًا، فهي كائن منعم في ظل الملك الأعظم ومن حقها أن تختار الرجل الذي تود أن تكمل حياته معها، كما عليه أن يعترف بها زوجة أمام الجميع، فلا يوجد الزواج السري الذي كان يتسبب في إهدار حقوق المرأة.
فكما كفل قانون بوخريس للمرأة الحق في اختيار الزوج، كفل لها أيضًا أن يتم إعلان الزواج بها، وإلا فإنه لا أساس من الصحة لتلك الزيجة، وذلك في إطار المحافظة على حقها من الضياع، خاصة إن قامت بالحمل والإنجاب، حتى تضمن حق نفسها وولدها فيما بعد، سواء في سبل العيش أو الإرث.
3- حق المرأة في الطلاق
كفل قانون بوخريس للمرأة حقها في طلب الطلاق إن لم ترغب في العيش مع الزوج، وهو الأمر الذي لم يكن متواجد من قبله، فمن كان يريد أن ينفصل عن المرأة كان يتركها دون العودة إلى رأيها أو اعتبارها مخلوق له حقوق مثله تمامًا.
أما بعد أن نالت المرأة حظها الأوفر في ذلك القانون، أصبح بإمكانها أن تقول إنها لا تريد الاستمرار مع هذا الشخص أيًا كانت مكانته، ومن ثم يتم التفريق بينهما بالتساوي دون أن تتعرض المرأة إلى الإيذاء، حيث قضى ذلك النظام على الأبوية التي كانت تهدف إلى ضياع حق المرأة كونها كائن ثانوي لا يتم النظر إلى رأيه أو الاعتماد عليه.
تعرفي أيضًا على: حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب
4- حق المرأة في الإرث
على اعتبار أن المرأة مجرد خادمة قبل أن تحصل على حقوق المرأة في قانون بوخريس، فإنها كانت لا ترث ولا يتم وضعها في الاعتبار حال وفاة أحد من ذويها، بل كان يتم تقسيم الإرث على الذكور فقط، كونهم الأشخاص المتصرفة في كافة الأمور، وهو من الأساليب الخاطئة التي نشأت العداوة بين الجنسين آنذاك.
إلا أن قانون بوخريس جاء لينتهي من ذلك وشرع للمرأة أن ترث مثلما يرث الذكر دون أن يكون هناك تفرقة بين الجنسين في القيمة التي يحصل عليها كل منهما.
تعرفي أيضًا على: من يرث المرأة التي ليس لها ولد ولا زوج ولها إخوة
مميزات قانون بوخريس
بعد أن تعرفنا على حقوق المرأة في قانون بوخريس، علينا أن نعرف أن مميزاته لم تقف عند هذا الحد فحسب، فإن لقانون بوخريس العديد من المميزات التي جعلتنا حتى الآن نستشهد به.
حيث يقوم المختصون بين الحين والآخر بالرجوع إلى ذلك القانون من أجل التعلم منه والأخذ بمميزاته، والتي من الممكن أن نلخصها فيما يلي:
1- إلغاء نظام الاسترقاق
على الرغم من أن قانون بوخريس كان لا يندرج تحت القوانين الدينية، إلا أن الملك عمل جاهدًا على التخلص من الإكراه على الخدمة من خلال الاسترقاق وشراء الأشخاص من أجل التخلص من ديونهم.
حيث قلص فكرة الدين على المال فقط، فلا يحق للشخص أن يبيع بدنه بمقابل مادي حتى يقوم بسد الدين، بل يمكنه أن يعمل في شتى المجالات ويسده من المال الذي سيحصل عليه دون أن يفرط في كرامته الإنسانية.
2- التعاقد بالكتابة
كذلك من أفضل المميزات التي ظهرت في ذلك العصر أنه لا يعتد بالتعاقد الشفوي، إذ أنه من أجل تحقيق ما يقره التعاقد، على الطرفين أن يقوما بكتابته وتسجيله في مكتب يضاهي الآن مكتب الشهر العقاري، حتى يضمن كل من الطرفين حقوقهما ويتعرفا على واجبات كل منهما نحو الآخر.
3- مدنية القانون
قانون بوخريس كان من القوانين التي لا تخضع إلى أي من الأديان التي تواجدت في تلك الحقبة، فقد كان قانون مدني بشكل كامل، حيث إنه في تلك الفترة كانت الأديان متعددة، وكل دين يكفل للمرء حق غير الآخر.
فإن كان القانون على أساس دين معين في تلك الفترة، لكان اندثر باندثاره ولم يصل إلينا لنتعلم منه.
4- تخفيض فائدة الديون
عمل قانون بوخريس على تخفيض الرسوم التي يتقاضاها الدائن من أجل التيسير على المديون، وأن يعطيه الفرصة للسداد بدلًا من أن يطلب منه الفائدة الكبيرة التي تعمل على تعجيزه، فيمتنع بشكل كامل كونه غير قادر على الدفع.
5- رهن مال المستأجر
قام القانون بإجبار المستأجر على أن يرهن أمواله حال استئجاره منشأة ما، وذلك لضمان دفعه الأجر، على أن يكتب ذلك في عقد مبرم أمام الجهات المختصة لضمان حقوق الطرفين، وهو ما كان مُهدرًا من قبل ظهور هذا القانون.
إن الحفاظ على الحقوق وتطبيق القوانين ليس بالأمر الحديث، فقانون بوخريس أكبر دليل على أن حكامنا العظام كانوا يتمتعون بالعدل، والذي على أثره ظلت أسماءهم عالية إلى يومنا هذا.
تابعنا على جوجل نيوز