تطلقت بسبب الخمر.. وتكمل حكايتها: طلقني مرتين وهو معصب!
من منا لا تعلم أن الخمر يذهب العقل، يدمر الصحة ويؤدي إلى الهلاك، لكنني لم أكن أعلم أنها ستكون سبب طلاقي، بعد أن أصبحت حالتي النفسية من أسوأ ما يكون على مدار ثلاثة أعوام، تلك الفترة التي حاولت فيها بشتى الطرق أن أجعل زوجي يقلع عن شربها، باءت محاولتي بالفشل وكان الانفصال نهاية المطاف، كيف ذلك؟ هذا ما ستعرفينه بالتفصيل عبر موقع إيزيس.
تطلقت بسبب الخمر
“أوروبي الطباع، متفتح العقل، يعرف كيف يتعامل مع الأنثى بشكل صحيح، وهذا ما كنت أبحث عنه” تلك العبارة التي قلتها لوالدتي عندما أخبرتها أنه هناك من يود التقدم لي، وأعتقد بأنني سأوافق.
فقد كنت على مدار أعوام أرفض كل من يحاول الاقتراب من منزلنا بهدف الزواج مني، كوني أرفض العلاقات التقليدية، والأشخاص النمطية، كنت أبحث عن رجل له التفكير غير الروتيني، يمكنه أن يوفر لي المناخ الذي أحبذه.
فأنا فتاة تعشق الحرية، الأغاني الصاخبة، العلاقة التي ليس لها النمط الذي يجعلني أمقتها بعد مرور عدة أشهر، فلا أخفيكم خبرًا، لقد تمت خطبتي منذ عدة سنوات لشخص ليس لديه ما أتمناه من صفات، وكنت أشعر في كل مرة أراه أنني لست في مكاني الصحيح.
لم تستمر تلك الخطبة سوى بضعة أسابيع، بعد قيامي بفسخها، رفضت أن أدخل في علاقة جديدة مع أي شخص مماثل لخطيبي السابق، كي لا تتكرر المأسآة.
إلى أن وجدته، ذلك الذي جذب عقلي قبل قلبي وظننت أن حياتي معه ستكون كما تمنيت، راق لي تفتحه بصورة لا يمكن تصورها، وبجانب ذلك الانفتاح، كي يتحدث العديد من اللغات، كونه قد عاش في إحدى البلدان الغربية لعدة سنوات واكتسب منها الكثير من المباديء التي أعشقها.
كنت أتخيل حياتي معه وأعتقد كما لو أنها جنة، وأنتظر اليوم الذي يأتي لأكون بين يديه، لم أكن أعلم أن الأمر سيؤول بي إلى الانفصال، ليس من أجل الخيانة، الكذب، البخل، وغيرها من الصفات التي تدفع المرأة نحو تلك النهاية، ولكنني تطلقت بسبب تناول الخمر.
تعرفي أيضًا على: طلبت الطلاق من زوجي وطلقني.. الحكاية من الألف للياء
تمت الخطبة وأنا في قمة السعادة
بالفعل تقدم لخطبتي ولم تمر أيام كثيرة، وكانت دبلته في يدي اليمنى تنير حياتي، لست من الشخصيات التي تعشق برومانسية بالغة، فأنا عملية بعض الشيء، لكنه استطاع أن يغري عقلي، وهذا أمر لم يقدر عليه سواه.
في يوم من الأيام وخلال فصل الشتاء، أتى إلى منزلنا كي يصطحبني خارجًا، لكنني وجدته يرتدي الملابس الخفيفة، مما أثار فضولي، ألا تشعر بالبرد؟؟
كان رده لا يثير الشكوك أبدًا، حيث قال: لا، كنت في الخارج سنوات عدة، واعتدت الأمر، ثم أن المناخ هنا لا يعتبر باردًا بالدرجة التي تستحق أن أرتدي أكثر من تلك الملابس، هيا لقد تأخرنا.
بالفعل خرجنا من المنزل وأنا أرتدي الخزانة بأكملها تقريبًا، وأمسك بساعده، وهو لا يرتدي سوى تيشرت صيفي، ولكنه بأكمام كاملة، وكلما تذكرت ذلك كنت أشعر أنا بالبرد! لكن لا بأس، أهم ما في الأمر أنني سعيدة.
تعرفي أيضًا على: حقوق الزوجة التي تطلب الطلاق للضرر
تزوجنا وكانت الصدمة تدريجية
تزوجنا وقد كان حفل زفافنا رائعًا، حيث كان نهاريًا، على الطراز الذي أعشقه، وساعدنا المناخ الدافيء على الرغم من أننا كنا على أعتاب أمشير.
ذهبنا إلى عش الزوجية باكرًا، ووجدت على مائدة الطعام كل ما لذ وطاب، فقد أعد زوجي لنا عشاءً مميزًا، ولكن ما هذا المشروب؟؟؟
نظرت إليه نظرات تملؤها علامات الاستفهام، فأجابني: إنها (بيرة)
ماذا؟ بيرة!!
نعم يا حبيبتي، فهذا يومنا الأول، لا بأس من أن ندلل أنفسنا.
كيف ندلل أنفسنا؟ أيلزم الأمر تناول ما يغضب الله عز وجل، بدلًا من أن نقوم بالصلاة وأن ندعوه أن يجعل حياتنا هانئة، أنا أعشق عقلك المتفتح، لكن لا يعني ذلك أن تكون عاصيًا و…
لم يجعلي أكمل حديثي، قاطعني قائلًا: لسنا في حصة تربية دينية، اليوم هو يوم زفافنا، تفهمي ذلك، أنا لا أشرب البيرة على الدوام ولكن يمكنك اعتبار أن هذا اليوم استثنائي.
ثم إن البيرة أقل من الخمر في التأثير، فلا تقلقي لن يغيب وعييّ، قلت له: لا يعنيني وعيك، أنا أقصد حرمانية الأمر، أعلم أن كل منا يقوم بما يغضب الله عز وجل، لكن على الأقل نبتعد عن الآثام العظيمة أليس كذلك؟!
بلى، بلى، وكان متأففًا بصورة يمكنها أن تخبرني أنه مدمن الخمر، لكنني كنت أغض الطرف عن ذلك وأعتقد أنها محض أوهام.
تعرفي أيضًا على: في حالة عدم حضور الزوج جلسات الطلاق
زوجي طلقني مرتين وهو معصب
مرت عام كامل ولم تنقطع تلك البيرة من منزلنا، أثناء تناول الطعام، قبل النوم، في الصباح الباكر، ما هذا؟؟ أذلك ما وعدتني به!!
يا حبيبتي أنا أشربها كي أشعر بالدفء دومًا، فهي ترفع من حرارة الجسم.
أتضحك على عقلي!!!!!! عام كامل ونحن بذلك الحال صيفًا وشتاءً، وكلما تشاجرنا من أجل ذلك تنهرني، وتقوم بافتعال مشكلة كبيرة كما لو أنني أنا المخطئة، أنا لا أطيق ذلك.
لا تطيقي ذلك؟! هناك سيدات يحبذن الأمر، بل ويشاركن أزواجهن ما يفعلوا، وأنتِ لا تطيقين ذلك.
انتهى الأمر بمشكلة كبيرة وزادت عصبيته إلى أن ألقى الكأس من يده، وقام بالصراخ في وجهي، مشيرًا إلى أنني أشعره بعدم الراحة في بيته، وإن كان الأمر سيستمر على تلك الوتيرة، فليطلقني أفضل.
قلت له: نعم، سأظل كذلك حتى تعود إلى رشدك، قال لي: أنتِ هنا لتكوني زوجتي ولستِ أمي لتربيني، واشتد الحديث بيننا إلى أن قال لي أنني طالق.
لم أترك منزلنا، وجلست أبكي في غرفتي وذهب زوجي خارجًا، وقام بالاتصال بوالديّ وأخبرهما بأنه هناك مشكلة كبيرة بيننا، وعلى أثرها تعصب وقام بتطليقي.
لكن بعد أن قام الأهل بالتدخل، قام زوجي بإرجاعي، مع العلم أنني لم أخبرهم سبب ما حدث، ولكن نسبته للمشكلات العادية التي تحدث في كافة البيوت.
ظننت أن زوجي قد تأدب مما حدث وعلم قيمة بيته وزوجته، مما جعلني أقرر القيام بالإنجاب، وتوقفت عن تناول حبوب منع الحمل، وبالفعل حدث ذلك، ومر عام آخر لم أعهد تناول زوجي المشروبات الكحولية في المنزل.
أصبح طفلي بعمر الأربعة أشهر، وها قد أتى زوجي من عمله، وما إن أقبلت لأحتضنه، وجدت رائحة الكحول تنبعث من فمه، أعدت لتناول تلك المشروبات ثانية؟؟ في حقيقة الأمر هو لم يعد إليها، فهو لم يتركها، ولكننه فضل تناولها خارجًا، كي يريح رأسه من المشكلات التي أفتعلها.
هذه المرة كانت المشكلة بيني وبينه أكبر، كوني كنت أصرخ فيه خوفًا على ابني، وعلى مصيره عندما يكبر ليجد والده يقوم بتناول المشروبات الكحولية، وقد آل الأمر إلى تطليقي للمرة الثانية ولكن هذه المرة أرجعني إليه دون علم أهلي حتى بالطلاق، ذلك لأنني كنت أخشى أن ينشأ طفلي لا يجد والده بجواره.
تعرفي أيضًا على: تجارب المطلقات بعد الطلاق
زوجي مدمن خمر
طلقة واحدة، ولا يجوز لزوجي أن يرجعني مرة أخرى إلا بعد الزواج من غيره زواجًا شرعيًا ثم الطلاق منه، أعتقد ذلك الأمر كفيل يرهبه، ويجعله يخشى افتعال المشكلات معي هذا ما ظننته.
أصبح زوجي هاديء الطباع بصورة أكبر من ذي قبل، وهذا أمر طبيعي، فهذا هو عامنا الثالث، وقد بدأ طفلنا في النمو، أعتقد أن زوجي قد عرف قيمة كل منا، ويسعى ليكون أفضل في كل شيء وأن يعوضني الأيام التي كانت مليئة بالأحداث السيئة، والتي جعلت حالتي النفسية من أسوأ ما يكون.
إلى أن أتى يومًا من عمله، لا يكاد يشعر بنفسه، غائب الوعي بصورة كاملة، لا أدري كيف وصل إلى البيت، كل ما يريده هو أن أغرب عن وجهه وينام، حتى دون أن يقوم بتغيير ملابسه.
أعدت لتشرب الكحوليات من جديد؟ هذا ما قلته، لكنه لم يرد، بل توجه للفراش ولم يشعر بالعالم من حوله بعد ذلك، في تلك الفترة حاولت الاقتراب منه لأتأكد من ظنوني، لكنني لم أقدر على شم رائحة نفسه، خوفًا من أن اقترب بصورة كبيرة تؤدي إلى استيقاظه، فيقوم بالصراخ في وجهي ويستيقظ صغيري.
قلت في نفسي إن كان عاد لذلك، فحتمًا هناك ما يرشدني داخل هاتفه، محادثة ما، صورة في المعرض، أي دليل يؤكد ظنوني.
بالفعل وجدت أنه يتحدث مع أصدقائه في مجموعة مشتركة، يحكي كل منهما العديد من المواقف التي يمر بها على مدار يومه لكن ما يجتمعون عليه كل يوم، هو تناول الخمر لدى أحدهم، وزوجي لا يتأخر عن موعده معهم، كي لا تفوته تلك الأمسية المميزة.
بينما كنت أتجول داخل تلك المحادثة، وجدت أنه كان يتخلص من آثار الخمر قبل أن يأتي للمنزل خوفًا من أن تحدث المشاجرة التي قد تؤدي إلى الطلاق النهائي بلا رجعة.
أذلك هو الحل من وجهة نظره، بدلًا من أن يحاول التوقف عن تناول تلك المشروبات؟! ماذا أفعل، هل أحمل طفلي وأذهب أم أتحدث معه في الأمر؟؟؟
قررت أن أتبع الحل الثاني، ذلك حتى يكون قد حصل على فرصته كاملة، ولا أكون قد ظلمته بتاتًا، وبالفعل انتظرت إلى أن أتى صباح اليوم التالي وتحدثت معه بروية، لكنني وجدته غير مبالٍ بالأمر، بل كل ما شغل عقله، هو أنني كيف أجرؤ على الإمساك بهاتفه والبحث فيه وهو نائم.
حينها تأكدت أنه لا حل لما أنا فيه سوى الطلاق، فزوجي مدمن خمر ولا يفكر في الإقلاع عن تناوله، ولا يهمه بيته، طفله، وأنا.
هل يصح أن أربي صغيري في ذلك المناخ، أم ينشأ دون أن يكون والده إلى جواره، لكن في أجواء سوية وتربية سليمة على المباديء الدينية القويمة؟
تعرفي أيضًا على: تجربة امرأة تطلقت بسبب سحر التفريق.. أعوذ بالله
طلبت الطلاق بكامل إرادتي
هذه المرة لم أنتظر إلى أن يكون زوجي معصب نتيجة أنني أحاول أن أعيد إليه وعيه الذي ذهب أدراج الرياح بفعل تناول الخمور فيلقي عليّ يمين الطلاق.
بل حملت طفلي، وذهبت إلى والدي وأخبرته القصة كاملة، وطلبت منه أن يقف إلى جواري كي يتم الطلاق في هدوء، فزوجي لن يتغير مهما فعلت، وبالفعل تواصل والدي معه، وكان رده متوقعًا، حيث لم يرفض الطلاق بتاتًا بل قال: على الرحب والسعة.
تم تحديد موعد الطلاق وتم الأمر بشكل هادي للغاية، وظل طفلي بين أحضاني وأحضان جده وجدته في مناخ سوي، بعد أن عادت إليّ حالتي النفسية الجيدة، أما عن والده، فقد تواصل معنا من أجل رؤية ابنه مرة واحدة أسبوعيًا ثم شهريًا، ثم بات الأمر على فترات متباعدة، كون صحته قد تدهورت كثيرًا بسبب المشروبات التي يتناولها، ورغم ذلك لم ينقطع عنها بشهادة ذويه وأصدقائه.
لذا أعتقد أن قرار الانفصال الذي اتخذته، كان صحيحًا للغاية، فلا بأس أكون قد تطلقت بسبب الخمر لأضمن لابني حياة سليمة.
من أجل ذلك يجب أن تعرفي أن الطلاق ليس بالضرورة أن يكون هو ختام حياتك، وإنما قد تجدينه البداية لحياة سليمة، لا تؤدي إلى هلاكك نفسيًا.
تابعنا على جوجل نيوز