اليوم العالمي الدولي للحد من العنف ضد المرأة.. مناقشة للتوعية عن الاضطهادات ضدها
تواجه المرأة أشكال كثير من الاضطهاد، فالعُنف لا يقتصر على الضرب فحسب، بل وغيرِه مما يعيق المرأة عن الشعور بالأمان والاطمئنان، حتى نُشأ اليوم العالمي لمُناقشة ما تواجهه المرأة.. وما لا تعرفه عن هذا اليوم الهام وفرّه لك إيزيس.
اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
في يوم 25 نوفمبر قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتحديده ليكون “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة”، الجدير بالذكر أن الهدف من ذلك اليوم كان يدور حول رفع الوعي لدى العالم كله بحقوق المرأة والمشكلات التي تتعرض لها من عنف أسري واِغتصاب، وكذلك تفاوت كبير في أخذ الفرص، والكثير من أشكال العنف الأخرى.
كان من أهم الأهداف التي يُسلط عليها الضوء في ذلك اليوم هو معرفة الطبيعة الحقيقية لتلك المشكلة والتي لا تزال مبهمة، ولكن في عام 2014 كان هناك موضوع مطروح بصورة رسمية وهو: “الاتحاد لإنهاء العنف ضد المرأة ” وكان اللون الخاص بتلك المبادرة هو اللون البرتقالي.
في عام 2018 تم رفع اسم لتلك الحملة وكان: “لون العالم بالبرتقالي” تحت شعار “اسمعني أنا أيضًا ” وكان الغرض من اتخاذ اللون البرتقالي بمثابة شعارًا لهم اعتقادًا أنه يمثل لون الشمس أي المستقبل المشرق للمرأة ويكون العالم خالي من العنف ضد المرأة، ومكثت تلك الحملة 16 يومًا من العمل والنشاط الجاد من قِبل جميع النساء المشاركات.
كان من أحد نشاطات تلك الحملة عقد فعالية رسمية للأمم المتحدة في 24 نوفمبر، وأخذت النساء المشاركات في هذا اليوم بسرد قصص مختلفة عن أشكال العنف التي تعرضن لها منذ ولادتهن، ولم تقتصر تلك الحملة على الثور ضد الرجال فقط، بل كان هناك تسليط الضوء على الرجال الشجعان الذين ينادون بحق المرأة ويحلمون بمستقبل أفضل لهن، وكان ذلك تحت هاشتاج #اسمعني_أنا_أيضًا.
تعرفي أيضًا على: الفرق بين حقوق المرأة والنسوية
أهمية القضاء على العنف ضد المرأة
إن اليوم العالمي لمقاومة العنف ضد المرأة يوضح أهمية القضاء على الاضطهاد الذي تتعرض له النساء في جميع أنحاء العالم، فذلك الأمر يصنف على أنه انتهاكًا لحقوق الإنسان، بصفة عامة يكون العنف الذي يحدث ضد المرأة له آثار نفسية وجسدية، وتتمثل أهمية القضاء على العنف ضد المرأة في النقاط التالية:
- من أهم الأشياء التي يجب أن يلتفت إليها العالم المضايقات والعنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة، مثل التحرش الجنسي الاغتصاب من قِبل غرباء، وكذلك الاغتصاب الزوجي.
- تسليط الضوء على ظاهرة الاعتداء الجنسي التي تحدث للأطفال.
- القضاء على الملاحقات المتكررة في الشوارع التي تتسبب في الكثير من الإزعاج.
- الحد من العادات والتقاليد السيئة مثل زواج القاصرات.
- إنهاء المضايقات الإلكترونية التي تحدث على كافة مواقع التواصل الاجتماعي.
- القضاء على ما يسمى عنف العشير، وهو الإساءة النفسية والضرب وقتل النساء من قِبل الأسرة أو الزوج.
- أيضًا من صور الاضطهاد الذي تتعرض له المرأة وتهدف الحملة القضاء عليه هو الاستغلال الجنسي والعبودية، وهو ما يندرج تحت تهمة الاتجار بالبشر.
- تعاني الكثير من النساء من أبشع أنواع العنف وهو تشويه الأعضاء التناسلية بسبب إشباع رغبات جنسية لدى الرجال، وهو ما يتسبب بألم جسدي ونفسي كبير.
تعرفي أيضًا على: مؤسسات حقوق المرأة في فلسطين
دور المرأة في المجتمع
إن المرأة هي الأم والقادة، ولها الكثير من الأدوار المؤثرة في المجتمع، لكي تثبت للعالم أنها استطاعت التكيف مع كافة الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بها، واستطاعت استغلال كافة قدراتها بالرغم من ضعفها، ويتفرع دور المرأة في المجتمع إلى عِدة أدوار مختلفة سوف نذكرها من خلال الفقرات التالية:
1– دور المرأة في الأسرة
مما لا شك فيه أن دور المرأة في الأسرة لا يمكن لأحد إنكاره أو تجاهله، حيث إنها المسؤول الأول عن الأمومة وتربية أطفال صالحين تقام بهم الأمم والحضارات فلا تجد أي قائد عظيم لم تكون والدته لها دور في نشأته، ودورها لا يقتصر على دعم الأطفال فقط، بل إنها تعتبر بمثابة الداعم الأول للزوج.
فالمرأة تمثل الاستقرار الأسري للعائلة، وتنعكس نشأة أولادها على المجتمع بصفة عامة من خلال تعزيز طاقتهم الإيجابية واحتوائهم في الشدائد، فالمرأة تمتلك قدرة كبيرة في احتواء الأفراد، ومن ضمن أدوار المرأة في الأسرة ترسيخ المبادئ والقيم المجتمعية، بالإضافة إلى تنمية الوعي السياسي والاقتصادي والثقافي.
من خلال دعم المرأة لأسرتها يستطيع الأطفال تحقيق طموحاتهم وأحلامهم من دون اللجوء إلى أي داعم عاطفي غير الأم، كما تمثل لهم الداعم المادي الذي يُمَكِنُهُم من عمل مشروعات مفيدة للمجتمع.
2– دور المرأة في العمل
لا يمكن لأحد إنكار مساهمات المرأة في عمل المشروعات المختلفة التي ساعدت على النهوض باقتصاد الدول، لم يكن في العقود الماضية إمكانية للمرأة من التنقل بين سوق العمل ولم يكن هناك الإمكانيات المتاحة لفعل ذلك.
لكن في الآونة الأخيرة سعت المرأة لعمل الكثير من الإنجازات وتولت عِدة وظائف مرموقة، مثل العمل كطبيبة، أو معلمة أو مهندسة بالإضافة إلى الانضمام إلى مهن القضاة والمحاماة، وكل تلك الوظائف ساهمت في الحد من ظاهرة الفقر وعملت على رفع المستوى المعيشي لدى الكثير من الأسر.
علاوة على نجاح المرأة في سوق العمل نتج عنه تعزيز دورها في المجتمع من خلال عمل المشاريع الصغيرة سواء كانت على المواقع الإلكترونية أو من خلال المحلات التجارية وساهمت بذلك في القضاء على ظاهرة البطالة.
3– دور المرأة في الزراعة
قد لا يعرف الكثيرون مدى أهمية المرأة في مجال الزراعة بل يعتقد أنها لا تستطيع العمل في المجالات الزراعية نظرًا لضعف قدرتها الجسدية أو لجهلها بعلوم الزراعة، ولكن يعتبر ذلك الحديث لا أساس له من الصحة حيث إنه وفقًا للدراسات التي أجريت حول ذلك الموضوع ثبت أن النساء يمثلن 43% من الأيدي العاملة في الزراعة.
يعتبر دور المرأة في الزراعة مزدهر بشكل كبير في الدول النامية أو البلدان الريفية، فالمرأة في ذلك المجتمع يحق لها المساهمة في الأعمال الزراعية أو إدارة مزرعتها الخاصة، بالإضافة إلى العناية بالحيوانات والمساعدة في جني المحصول والتسويق له والمشاركة في الكثير من المؤسسات الزراعية الموجودة في الدولة.
4– دور المرأة في السياسة
من أهم أدوار المرأة في المجتمع مشاركتها في الحركة السياسية، وكان ذلك من خلال تولي المناصب الكبيرة في الدولة سواء على المستوى المحلي والدولي في جميع أنحاء العالم، وفقًا للإحصائيات التي تم إجراؤها في عام 1998 أثبتت أن نسبة مشاركة النساء في العمل السياسي بلغت 11.8%، لكن في عام 2018 زادت تلك النسبة تدريجيًا إلى أن وصلت 23%.
تحققت الديمقراطية من خلال مشاركة المرأة في الأعمال السياسية، بالإضافة إلى أن ذلك عمل على تحقيق المساواة بين النساء والرجال في المجتمع مما منح فرصة التكافؤ بينهم، وهذا العمل ظهر له نتائج ملموسة لا يمكن إهمالها، ومن أهمها مشاركة المرأة في القضايا السياسية ومحاولة إيجاد حلول لها.
لم يقتصر الدور السياسي للمرأة على المساهمة في حل المشكلات السياسية فقط، بل إن هذا الأمر فتح أمامها الباب في الانخراط بالوظائف الخاصة بالقوات العسكرية المسلحة، لكي يتم تدريبها على أساليب القتال المختلفة، الأمر الذي جعل نسبة مشاركة النساء في الجيش يتراوح ما بين 5% إلى 25% ومن المتوقع أن تزداد تلك النسبة تدريجيًا.
تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة في قانون حمورابي
5– دور المرأة في الطب
يعتبر دور المرأة في الطب يتخطى دور الرجل أو يتساوى معه نسبيًا، حيث من المعروف أن أغلب المشاركات في مجال التمريض كان للنساء، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الطبيبات في كافة تخصصات الطب أو العاملات في مجال صحة المجتمع والمشاركة في ندوات التوعية بالأمراض المختلفة مثل سرطان الثدي وفيروس سي.
بالإضافة إلى أن مجال الصيدلة حظي بإقبال كبير من قِبل النساء أكثر من الرجال، مما فتح أمامهم سوق العمل لتولي المناصب الطبية الكبيرة في الوزارات ومنظمات الصحة.
المرأة هي الأم والأخت والزوجة فلا يمكن لأحد تهميش دورها في المجتمع، ولذلك يلزم عمل حملات تعريفية بأهمية دور المرأة ومكافحة العنف الذي تتعرض له في جميع المجتمعات الذكورية.
تابعنا على جوجل نيوز