المرأة فخ نصبته الطبيعة
المرأة فخ نصبته الطبيعة.. تُنسب تلك العبارة إلى فيلسوف ممن كان لهم أطروحات تنطوي على كراهية محققة للكيان الأنثوي، إنها الكراهية المثيرة للعجب، فقد يعتقد البعض للوهلة الأولى أن الأمر يعود إلى علاقات عاطفية سابقة باءت بالفشل، إلا أن الأمر قد يحتمل زوايا أخرى، ومن خلال موقع إيزيس سوف يتعين علينا شرح مناسبة تلك المقولة، وما ورائها.
المرأة فخ نصبته الطبيعة
لا خلاف على كون المرأة سببًا وجيهًا إلى نجاحك وتغير نظرتك إلى الحياة بأسرها لتكون نظرة إيجابية، فتكون لها مدينًا طيلة حياتك، ولكن على النقيض الآخر من الممكن أن تنقلب حياتك رأسًا على عقب بسبب حواء.. تلك الحقيقة التي رآها الفلاسفة، المعنيون بالبحث عن الحقيقة في كل ما حولنا، فلا عجب إن علمنا أن سقراط قد عزم على أن المرأة هي أصل كافة الشرور!
من ضمن الفلاسفة المؤثرين، كان “فريدريك نيتشه” والذي صنف واحدًا من أكثر الفلاسفة كرهًا للمرأة، فاحتل المرتبة الثانية في هذا التصنيف الفريد ليكون بعد الفيلسوف “شوبنهاور”، فكان له من العبارات ما تعبر عن هذا الحقد الدفين تجاه حواء.. من تلك العبارات:
- “المرأة فخ نصبته الطبيعة للرجل”.
- “إن حب المرأة ينطوي على تعسف وعمى البصيرة عن كل ما لا تحبه“.
- “المرأة كائن غير قادر على الصداقة: فهي لا تزال كالقطط، أو الطيور، أو الأبقار على أفضل الأحوال“.
- “المرأة! نصف البشرية الضعيف، المضطرب، المُتقلِّب، المتلوّن… إنها بحاجة إلى ديانة للضعف تقدس الضعفاء، والمحبين، والمتواضعين: أو لعلها تحول القوي إلى ضعيف، وتنتصر عندما تنجح في التغلب على القوي“.
- “ لقد تآمرت المرأة دومًا مع كافة صور الانحلال ضد الرجال “الأقوياء”.
- “الرجل بالنسبة للمرأة وسيلة.. أما الغاية دائمًا هي الطفل”.
- “إذا ما ذهبت للقاء النساء خذ معك السوط”.
من تلك المقولات لنا أن نتساءل.. لم تلك الكراهية التي خصها هذا الفيلسوف للمرأة؟ فهو بذلك قد تجرد من إنسانيته عندما كان يحاول تجريدها إياها.. فقد تبنى “نيتشه” الذي عُرف بمزاجه الشرس أقصى ما يُمكن وصفه تطرفًا ضد المرأة، ولا عجب في ذلك إن علمنا أنه تتلمذ على يد الفيلسوف “شوبنهاور” وهو الفيلسوف الأكثر كرهًا للنساء.
تعرفي أيضًا على: أقوال عن المرأة القوية
تجربة عاطفية مريرة
من يبحث عما قاله الفلاسفة، يجد أنهم اتفقوا على أمور، واختلفوا بشكل جليّ على أمور أخرى، فعندما نتحدث عن طرق تطوير المجتمعات وتقدمها نجد أن لا خلاف على تلك الطرق في جوهرها، وكذلك أمور الحكم وما إلى ذلك، أما عن دواخل الأمور وكمائنها.. تجد أن حقيقة تأثرهم بتجاربهم في أفكارهم الفلسفية، تنعكس أيضًا على ما مروا به من الناحية العاطفية، تلك التي تجبرهم رغمًا عنهم إلى إظهارها في آرائهم، والتي تظهر أغلبها عن الجنس الآخر.
تجدهم كما الشعراء، يحاولون التعبير عما يكنّه الوجدان، وما بال “نيتشه” من أولئك الذين أثرت حالتهم العاطفية السابقة تأثيرًا جليّا على فكرهم، فانحرف إلى زاوية تشاؤمية بحتة، على الرغم من التفرد والعبقرية في زوايا أخرى، بإمكاننا استرسال تلك التجربة على نحو تفصيلي لمعرفة السبب وراء مقولته الجافية “المرأة فخ نصبته الطبيعة”، فكانت تجربته:
- النشأة المتمردة على الكنيسة في ظل عائلة متدينة إلى حد متشدد، فجاءت أفكاره مناهضة للمجتمع الكنسي.. وله في هذا الصدد الفكر القائل بأن العدل مطلوب.. لكن الحكم للأقوى.
- نشأ بين أمه وأخته، فهما عاشا معه حتى الوفاة، وساعداه في أيامه التعيسة، والتي كان فيها مريضًا على مشارف الموت، فرغم الحنان والعطف الذي ناله منهما إلا أننا نجده قد قال فيما بعد “المرأة فخ نصبته الطبيعة”! فقد وصل إلى كراهية ذويه بسبب امرأة كرهته.
- أخذ يظهر في أفكاره أن المرأة مجالًا للشهوة فقط، فما كانت كل تلك المساوئ إلا بسبب تجربة حب فاشلة قد تعرض لها من فتاة جميلة بروسية.
- لم تكن المرأة الأولى التي يُحب فيها امرأة، ولكن ما سبق كان تجارب عابرة، أما تلك الفتاة.. تركته لتتزوج بآخر، وهو من قبّل قدميها حتى لا تتركه، وما كان منها إلا أنها غير مبالية لمشاعره التي أهدرت..
- وعليه.. تمكنت المشاعر السلبية من وجدانه فكان لبعض أقواله نصيبًا من الظهور والشهرة، تاركًا فلسفة موجعة ضد المرأة وصلت إلى درجة القول: “المرأة فخ نصبته الطبيعة للرجل”.
تعرفي أيضًا على: أقوال عن المرأة الذكية
المرأة في أعين الفلاسفة
حين نتأمل معظم آراء الفلاسفة والعمالقة منهم، نجدهم منفتحين على عصورهم في كافة النواحي.. فيما عدا المرأة قد وقفوا أمامها جامدين، ربما طغت تجاربهم القاسية على تجردهم الفكري، تلك التجارب التي أوقعتهم فيما يعرف بازدراء النساء.
فهم زعموا سابقًا –تأثرًا بالمعلم الأول أرسطو- أن المرأة لا تقدر على الجهد الفكري، فهي ذات العاطفة الجياشة، تلك التي لا تصلح إلا للمتعة والإنجاب، بل كان منهم من يتساءل من الأساس هل للمرأة عقل؟ ومنهم من يتحدث عنها بسخرية حينما يقول “يكفي أن يسمعن نعيق غراب حتى يسألن ما هذا”، والمزيد من أقوالهم التي شكلت أثرًا سلبيًا لا يُستهان به في الوعي الثقافي.
لم لا تتساءل.. لماذا لم يكن هناك من الفلاسفة النساء؟ أو النساء المفكرات؟ ما كان سوى نتاج طمس كينونتهنّ لتهمل المرأة عقلها وتهتم بما أسمته أنوثتها فقط، وإن وجد سلفًا من نساء الفلاسفة كان التاريخ يمحو وجودهم ولم يذكروا في سطوره إلا لمامًا.
أسفًا، كانت تلك الفكرة التشاؤمية هي المرسخة في العقول، لا سيما عقول النساء أنفسهنّ! واستمرت للترسخ في الأذهان، حتى أصبحت تُخول إلى إهدار حقوق المرأة باعتبار الأمر طبيعيًا منذ القدم.
تعرفي أيضًا على: أقوال الفلاسفة عن المرأة
إن تاريخ المرأة يبدأ من ذاتها التي هي معيار لها.. فتعبيرها عن ذاتها المصونة كفيلٌ أن يقلب الموازين ليكون الأمر أكثر إنصافًا لها.
تابعنا على جوجل نيوز